الأرض التي تعيش بشمس واحدة لم تخلص من تقلبات المناخ والجفاف والاحتباس الحراري فكيف ستكون الحال عليه عندما تشرق شمس ثانية على هذا الكوكب وتبقى لنحو اسبوعين او اكثر ساطعة بوهجها? اذ يتوقع عدد من علماء الفضاء أن تحصل الأرض على شمس ثانية حين ينفجر أحد النجوم البراقة في كوكبة الجوزاء وذلك وفقا لتقرير نشر أول من امس في بريطانيا وقد يتحقق هذا العرض الضوئي الأكثر روعة وغرابة في تاريخ كوكب الأرض خلال السنة الجارية, وعندها سيكون للأرض مقعدها في الصف الأمامي لمشاهدة النجم المسمى" تلغيز"(Betelgeuse) الذي سيفجر نفسه أخيرا ويمضي في غياهب النسيان.ويرى العلماء ان الانفجار المتوقع سيكون الأكثر لمعانا رغم أن النجم المحتضر يبعد عن الأرض نحو 640 سنة ضوئية ويقع في كوكبة الجوزاء وسيؤدي الى انقلاب الليل إلى نهار مما يجعل الأرض وكأن لها شمسين في السماء لأسابيع عدة.لكن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية نقلت عن بعض العلماء: إن الإشكال الوحيد في هذا الشأن هو ان موعد انفجار النجم لم يحدد بعد. فاستاذ الفيزياء في جامعة "كوينزلاند" الجنوبية في استراليا براد كارتر زعم "أن الانفجار المجراتي سيحدث قبل عام 2012"ولكنه استدرك قائلا:"أو في أي وقت ما خلال المليون سنة المقبلة".وأضاف ان: "هذا النجم القديم في طور فقدان الوقود في مركزه. وهذا ما يجعل بقاء "بتلغيز" مشرقا ومتماسكا, لكن حين ينفد الوقود فإنه ينهار على نفسه وسيحدث ذلك بشكل سريع جدا".ويرى كارتر أن" ذلك السطوع هو آخر صرخة للنجم قبل انطفائه. إذ أنه ينفجر وينير بشكل حاد لفترة قصيرة لا تزيد عن أسبوعين ثم يبدأ بالاختفاء خلال الأشهر اللاحقة وأخيرا تصبح رؤيته عسيرة".في المقابل أحيت أخبار هذا الانفجار الكثير من التنبؤات القائلة باقتراب نهاية الحياة على الأرض في العام المقبل لكن الخبراء يقولون إذا كان هناك "انفجار عظيم" موشك على الحدوث فإنه بعيد جدا عن الأرض كي يلحق أي أذى بسكانها.أما الدكتور كارتر فعلق قائلا: "حين ينفجر نجم فإن أول ما نلاحظه هو تساقط مطر من الجسيمات الصغيرة تسمى "نيوترونات". وهذه ستغرق الأرض ومع إطلاق 99 في المئة من الطاقة المتبقية في النجم خلال الانفجار فإن هذه الجسيمات هي التي تحمل الضوء عبر أجسامنا وعبر الأرض ولن تحدث اي ضرر بنا".وسيكون سهلا مشاهدة الضوء المنبعث من النجم المحتضر فهو برتقالي- أحمر وكاف لأن يجعل ليالينا مضاءة مدة أسبوعين..