محمية اللجاة.. أول محمية إنسان ومحيط حيوي في سورية


صنفت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو منطقة اللجاة في السويداء كأول محمية إنسان ومحيط حيوي في سورية، وكواحدة من الشبكة العالمية لهذا النوع من المحميات.
وكانت سورية قد رشحت اللجاة البالغة لتكون أول محمية إنسان ومحيط حيوي في سورية من أصل /26/ محمية طبيعية تتميز بنظم بيئية متنوعة في سورية، إلا أنها كانت تفتقر إلى مواصفات محمية اللجاة.





تقع محمية اللجاة في جنوب سورية، وتتميز بدرجة عالية من التنوع والثراء البيولوجي، تشتهر بالمناظر الطبيعية الأكثر جمالاً في المنطقة، وتتيح فرصاً هامة لتطوير نشاطات إنسانية وبيئية مستدامة من خلال ترميم وتطوير أوضاعها الطبيعية والأثرية.
اعتبرت محمية بالقرار الوزاري 144 تاريخ 31/5/2006 وقسمت إلى ثلاث مناطق هي: “منطقة النواة”- “منطقة وقاية” -”المنطقة التشاركية”، وكان الهدف من إنشاء المحمية هو الحفاظ على النظام البيئي والعناصر المكونة له من تزايد التدهور والانقراض، وتوفير الظروف المناسبة للتجدد الطبيعي، وإعادة الحياة البرية إلى سابق عهدها، والحفاظ على المناظر الطبيعية، إضافة إلى تنظيم السياحة البيئية، فالغابة كما هو معروف تجلب الأمطار وتغذي مصادر المياه الجوفية وتطرح الأوكسجين بكميات هائلة.

خصوصية اللجاة وأهميتها:
تعتبر اللجاة منطقة صخرية وعرة ناتجة عن مقذوفات جبل العرب بخاصة من بركان تل شيحان القائم في طرفها الشرقي بارتفاع 1140م، تبلغ مساحتها في محافظة السويداء ما يقارب 2000هـ (فقط أراضي الحراج بدون القرى)، ومتوسط ارتفاعها عن سطح البحر 800م.
تتمتع بمناظر خلابة من تشكيلات صخرية صعبة وجروف ومغاور انتشرت في أجزاء منها، ويعتقد أنها سكنت في العصور الحجرية.
تضاريسها وعرة متنوعة ويمكن ملاحظة الشقوق والجروف والأحواض الحادة والأحواض





المنخفضة، يحيط بها شيء من الوعر يفصلها عن الأرض العادية يسمى اللحف، حيث يسود فيها الصخر بشكل كلي، يتخلله بعض الجيوب الترابية المحدودة.
تقع في البيئة المتوسطية شبه الجافة، وهي ذات تربة بركانية غنية بالمواد المعدنية تصلح للمراعي، لونها يعكس لون الصخر الأم التي تشكلت منه (تغييرات الحرارة والرطوبة) وبالتالي تربة اللجاة تربة أصلية.
وبذلك تكون اللجاة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية علماً أنها غنية بالمياه الجوفية المعدنية، حيث أن تقعرها من الشمال الغربي من جبل العرب جعلها غنية بالمياه الجوفية فهي تتوسط هضبة حوران البركانية بيت جبل العرب شرقاً وهضبة الجولان غرباً.

الأنواع النباتية:

هذا وقد كانت المنطقة غابات خضراء كثيفة إلا ان ظروفاً متعددة أزالت الغطاء الأخضر زمن الاحتلال العثماني فلم يبقِ سوى الأشجار والنباتات التي تأقلمت مع طبيعتها الصعبة، التي تبدو أوراقها خضراء كونها تأخذ كميات كافية من الماء عبر تغلغل جذورها بين الصخور، كالبطم واللوز البري والسويد والزيتون الروماني والتين، وهناك الوزال المتعايش مع السويد، إضافةً إلى النباتات العشبية العديدة الرعوية منها والطبية المتعددة التي قامت دائرة التنوع في مصلحة الحراج بدراستها.






الأنواع الحيوانية:

إضافة إلى الحياة البرية، اللجاة غنية بأنواع من الطيور: الطيور المستوطنة: الدوري – الحسون – الحجل – الفري – أبو عباءة – الجعيطي – الباشق – البوم – أبو الفار – البلاقي – أبو الحن. الطيور المهاجرة: السمن – المطواق – الوروار- الزرعي – البط – اللقلق – السنونو – الترغل. الحيوانات: ومن الثديات: الضبع – ابن آوى – الغريري – السنجاب (الرمادي) – النمس (ابن عرس) – الأرنب – القنفذ – النيص – الكلب – الفأر – القط البري – الذئب. أما الزواحف: الأفعى – الضب – العضاءة – السحالي – السلاحف، إضافةً إلى الأعداد الكبيرة من الحشرات والعقارب. تتيح محمية اللجاة فرصاً تربوية لشرح أهمية الحيوانات والنباتات في الحياة والاقتصاد المحليين بالإضافة إلى الاعتماد المتبادل بين التنوع الثقافي والبيولوجي. 


محمية الشعرة الشرقية

تم إحداث المحمية بموجب القرار 19/ت تاريخ 29/8/1998، وهي تتبع لمنطقة “القدموس” التي تبعد عنها 15 كم تقريباً وتبعد عن مركز مدينة “طرطوس” 70 كم، تبلغ مساحتها حوالي 1000 هكتار، يحدها من الشمال طريق عين الشرقية الغاب ومن الجنوب طريق الرصافة السنديانة وادي العيون وغرباً منطقة القدموس وشرقاً السفح الشرقي لسلسلة جبال مصياف أبو قبيس.




تتكون من هضبات جبلية يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 900- 1100 م، وتبعد عن شاطئ البحر 60 كم، كما تقع ضمن الطابق البيومناخي الرطب، وتنتشر في الموقع الترب الحمراء.

الغاية من إنشاء المحمية هي:
- حماية ماكي السنديان والبطم المتقزم والسماح له ببلوغ مرحلة الغابة الأوجية.
- زيادة التنوع النباتي والمحافظة على الأنواع النباتية النادرة (قيقب سوري، خوخ الدب، الأجاص السوري، الشربين، بعض ضروب السنديان).
- زيادة التنوع الحيواني وإعادة انتشار الحيوانات المنقرضة (الدب، الغزال، الوعل).
- حماية النباتات الطبية المعمرة والموسمية.
- وقف زحف الأراضي الزراعية على المساحات المتبقية في الموقع.
- تأهيل الموقع لاستخدامه في السياحة البيئية.
- توعية السكان المحليين بأهمية الغابة وتحسين العلاقة بين الإنسان والغابة.




الأنواع النباتية:

ينتشر في المنطقة الغطاء النباتي المتوسطي وهو متنوع وغني جداً، ويزداد التنوع في هذا الموقع نظراً لأنه يقع في نهاية الغطاء النباتي المتوسطي وبداية الغطاء النباتي السهبي.
أهم النباتات الطبيعية الموجودة في المحمية هي: السنديانيات، “الشربين”، “الغار”، “الاصطرك”، “الزعرور”، “السويد”، “الأجاص البري”، “خوخ الدب”، “البطم”، “القطلب”، “الزرود”، “الغبيراء”، “العجرم”، “الزيتون البري”، “الريحان”، “الوزال”، “البقص”، “الزمزريق”، “القيقب السوري”، “القريضة الوبرية” …وغيرها.





أمّا عن الأنواع المدخلة فهناك العديد من الأنواع الشجرية التي أدخلت إلى الموقع واستخدمت في التشجير وهي: الشوح، الأرز، الروبينيا، الغار، الصنوبر البروتي، الصنوبر الثمري، بالإضافة إلى العديد من الأنواع الشجيرية والعشبية الموسمية والمعمرة، كما توجد أنواع مختلفة من النباتات الطبية مثل الزعتر، الثوم البري، الزوفا، الجلبان، العيصلان، القستوس، بخور مريم، الهندباء البرية، النرجس، الكزبرة البرية، البلان، المريمية، السوسن، الخشخاش والعديد من الأنواع النجيلية.

يتبع