استطاع فريق علمي من كلية الكيمياء والهندسة الوراثية في جامعة جورجيا الأميركية، التحكّم بالديدان من بُعد، فباتت كأنها تتحرّك بواسطة الـ «ريموت كونترول».
واستعمل الفريق، الذي قاده البروفسور هانغ لو، أدوات بسيطة تقنياً، مثل أجهزة العرض الضوئي عبر شاشات الكريستال السائل، للتحكّم بمجموعة من الكائنات الحيّة البسيطة التركيب، وصولاً إلى الديدان. وبواسطة التماعات قوية لأضواء ملوّنة بالأحمر والأخضر والأزرق، استطاع الفريق التأثير على بروتينات في أعصاب في دماغ الديدان، يستجيب تركيبها الوراثي لهذه الألوان. وتالياً، توصّل الفريق الى التحكّم بتلك الأعصاب، فباتت تنشط وتخمد (كرد فعل على الألوان المسلطة عليها). ولأن هذه الأعصاب تتحكم في عضلات الديدان، صارت تلك العضلات تتقلص وتنبسط، بالتوافق مع نشاط الأعصاب وخمودها.
وتدريجاً، صار العلماء قادرين على التحكّم بحركة الديدان، وصولاً إلى توجيهها من بُعد.
وتندرج هذه التجارب ضمن علم الـ «أبتوجينتكس» Optogenetics ، الذي يدرس التفاعل بين الجينات والضوء. وفي تجارب سابقة، استعمل العلماء تقنيات متقدمة في الـ «أبتوجينتكس» للتحكّم بحيوانات أكبر حجماً. وفي هذه التجارب، زرعت رقاقات إلكترونية تتفاعل مع الضوء، في أدمغة الحيوانات، مع ألياف ضوئية للتحكّم بالرقاقات، ما أعطى القدرة على التحكّم بالحيوانات نفسها أيضاً. وكذلك أجرى علماء آخرون تجارب استُعمل فيها الضوء الملوّن، لكنها تطلبت تسليط الضوء على جسم الحيوان كله.
و أوضح فريق جامعة جورجيا أن الديدان استجابت لأضواء سُلّطت على مناطق محددة فيها، خصوصاً الرأس. ومع التحكّم بشدّة الضوء ومدته، استطاع العلماء التحكّم بحركة الديدان كلياً.