أنا مررت بالتجربتين فدرست في جامعة دمشق قسم الآداب بالجو المختلط
ثم درست في جدة في جامعة الملك عبد العزيز المخصصة للبنات
وسأقول لكم رأيي
أولا بالنسبة للشرع فإن عصر الصحابة كان فيه اختلاط، ومازال الرجال والنساء يطوفون معا حول الكعبة ويحجون معا ويصلون معا، وهذا مقبول ولا غبار عليه إن كان حسب الأداب العامة
وأصلا لا يمكن فصل الجنسين فصلا تاما وإنما الصحيح أن يتعلما آداب اللقاء
ومن الناحية الاجتماعية الاختلاط على أيامي كان مقبولا والوضع جيدا ويوجد تهذيب واحتشام ولقد أضفى وجود الجنسين معا جوا حلوا على سير المحاضرات وكسر من رتابتها بما كانوا يتمتع به الشباب من خفة الدم وروح الدعابة وبما يلقونه من تعليقات
أما من الناحية العلمية فكنا في دمشق نستفيد من الأساتذة ونختار الشعب التي نريدها ونستفيد من وجود الجنس الآخر بما ينتبهون له ويسألونه من الفوائد
فلما جئت إلى المملكة عانيت جدا من أن المادة تنزل فقط مع أستاذة واحدة لقلة عدد البنات، وتنزل فصلا ولا تنزل في الفصل الآخر مما يؤخر تخرجنا ويخرب علينا اختيارنا للمواد. ولقلة المعلمات كانوا يضعون لنا أساتذة على التلفزيون فينقطع الخط ويتشوش ولا نتفاهم معهم ويفوتنا الكثير من العلم والفائدة... وكثير من المواد لم ندرسها كما يجب لأنهم وضعوا لنا الأساتذة الضعاف الجاهلين واختاروا للبنين الأساتذة الجيدين
ومع ذلك لم نسلم فكان بعض الأساتذة يعاكسون البنات، وكنا نخرج من الجامعة فنرى بعض الشباب يتسكع بانتظارنا، وطالما سمعنا عن فتيات يهربن كل يوم من على باب الجامعة ثم يعدن ساعة الانصراف ليذهبن لأهلهن ، وكنا نظلم بسبب هذا فلا يسمح لنا بالخروج من الجامعة قبل العاشرة ، ويحرصون على التأكد من أن أحدا من أهلنا ينتظرنا خارجا!! لقد كنا في سجن سوره عال وقوانينه صارمة
ورغم عدم الاختلاط لم نسلم من التبرج فتأتي الطالبات من الصباح الباكر بالألماس والماكياج الكامل والملابس التي تناسب دعوة للعشاء وكثيرات كن يخرجن بحجاب غير محتشم ولم يفلح أي شي في ردعهن
والصراحة أنا كرهت هذه الطريقة بالتعامل وأحسست بالظلم والحرمان ووجدت أن الجامعات المختلطة أسلم وتتيح الفرص للطالبة أكثر من الأخرى