نقلا عن موقع الجزيرة الإلكتروني:
شركة تتقاضى بدل حقوق الملكية إسرائيليون يجبون حقوق الفنانين العرب


أغاني النجوم العرب ستجبى عليها ضرائب إذا سمعها فلسطينيو الداخل (الأوروبية- أرشيف)
محمد محسن وتد-أم الفحم
أصدرت محكمة إسرائيلية قرارا يلزم أصحاب قاعات الأفراح في الداخل الفلسطيني، بدفع مستحقات مالية لشركة إسرائيلية تجبي رسوما عن الحقوق الأدبية والفكرية للفنانين والمطربين من العالم العربي.
وفوجئ العديد من المالكين العرب لقاعات الأفراح بدعاوى قضائية مقدمة بالمحكمة من قبل مؤسسة "أكوم" الإسرائيلية و"ساسيم" الفرنسية، تطالبهم بدفع الأموال مقابل الحق بإسماع الأغاني العربية خلال الأفراح والمناسبات.
ووفق ما جاء في كتاب الدعوى، ادعت أكوم أنها تمثل العشرات من مؤلفي الأغاني والملحنين من جميع أنحاء العالم العربي.
واعتمدت الشركة الإسرائيلية خلال الدعوى، على وثائق الشركة الفرنسية التي حصلت بالسابق على تفويض من قبل الفنانين والملحنين العرب لتمثلهم وتحمي حقوقهم بالعالم.
وبموجب هذه التفويضات قدمت الدعوى باسم العديد من كبار الملحنين والمؤلفين والمطربين العرب، ممن لهم مواقف مشرفة ومعارضة للتطبيع وتصريحات مناهضة لإسرائيل وسياساتها.
تفويضات الفنانين العرب لشركة "ساسيم" الفرنسية حولت إلى شركة "أكوم" الإسرائيلية (الجزيرة نت)
هدف معلن
وبرز من الفنانين الملحن زياد بطرس، والملحن فيلمون وهبة، والكاتب المؤلف وسام الأمير، والموسيقار الراحل بليغ حمدي.
وأكد أصحاب بعض القاعات والفاعلين بمجال الثقافة والفن بالداخل الفلسطيني للجزيرة نت، أنهم على قناعة تامة بأن الفنانين بالعالم العربي يجهلون ما يحرك باسمهم من دعاوى بإسرائيل.
وقال صاحب إحدى القاعات المحامي مؤنس خوري"لا يعقل مثل هذا القرار القضائي الداعم لشركة هدفها المعلن تعزيز وتطوير الإبداع الإسرائيلي، ونشكك أصلا بتحويل الأموال التي ستجبى وتقدر بنحو مليون دولار بالعام".
وأضاف في حديث للجزيرة نت "نحن على قناعة تامة بأن المطربين والفنانين بالعالم العربي لا يعرفون حقيقة ما يجرى، وأن هنالك شركة إسرائيلية تدافع عن حقوقهم الإبداعية بأراضي الـ48".
ولفت إلى أنه يتم التحايل على الفنانين العرب وتستغل حقوقهم وتجبى الأموال باسمهم، مؤكدا أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع الفنان اللبناني وسام الأمير الذي أكد له عدم درايته بالأمر ومعارضته الشديدة لممارسات الشركة الإسرائيلية.
وطالب مؤنس المحكمة -كشرط لاستمرار التداول بالقضية- إحضار موافقة خطية للفنانين العرب، إلا إن المحكمة رفضت طلبه واكتفت خلال إصدارها للقرار بالاعتماد على توكيلات الفنانين للشركة الفرنسية.
سامي هواري طالب الفنانين العرب
بالتحرك لحماية حقوقهم (الجزيرة نت)
حقوق وشكوك
وسئلت ممثلة أكوم خلال إحدى جلسات المحكمة "هل تعرفين أن هناك أغنية باسم (أنا بكره إسرائيل؟)". فأجابت نعم، ثم سئلت "وهل هذه الأغنية محمية عندكم؟ فأجابت: نعم".
وادعت أكوم أنها تحول لأصحاب الحقوق مستحقاتهم المالية من خلال ساسيم، وتقوم الشركة الإسرائيلية بتوزيع ما تجبيه من مستحقات وفق مجموعتين: الفن الإسرائيلي، والفن الأجنبي، لكن لم يرد أي ذكر لأي حصة تحول للفنانين العرب.
يُذكر أن أكوم أسست عام 1936 على أيدي أوائل المستوطنين اليهود بفلسطين لحماية ودعم تطوير الأغنية العبرية، وتشجيع الإنتاج والإبداع الإسرائيلي.
وهناك اتفاق مبرم بين أكوم وساسيم منذ عام 1949، أعطت فيه الثانية للأولى حق تمثيل موكليها داخل إسرائيل. كما حولت التوكيلات الخطية التي وقع عليها الفنانون العرب لكي تعتمدها الأولى بالمحاكم الإسرائيلية.
شركة عربية
ويرى المنسق الثقافي والإعلامي سامي هواري أن الحفاظ على الحقوق الأدبية والفكرية بالعالم العربي خطوة بالغة الأهمية ويجب تدعيمها، وعلى أصحابها السعي نحو ذلك.
وتساءل خلال حديثه للجزيرة نت "ما هو تعريف القانون الإسرائيلي لما تقوم به أكوم: هل تتاجر هذه المؤسسة مع العدو أو مع مواطنين لدول عدو؟ أو إنه في حال الربح أحادي الجانب تصبح التجارة مع العدو متاحة؟".
واقترح على الفنانين العرب: إجراء تعديل على اتفاقياتهم مع ساسيم يستثني مقاضاة العرب بأراضي 48، أو استثناء الفن العربي من اتفاقيتها مع أكوم، وتسليم هذا البند لشركة عربية لمتابعتها من أجل تحصيل مستحقاتهم المالية عن الحقوق الفكرية والفنية.