استيقظ من نومه عند العصر
وبعد حمامه وجد فنجان القهوة جاهزا ليشربه مع زوجته ويذهب الى عمله
كانا يجلسان على كنبة وسط الصالون واولادهم يبعدون عنهم القليل ويشاهدون التلفاز
فجأة
نهض طفله الصغير الذي لا يبلغ من العمر سوى ثلاثة سنوات ولا يكاد ينطق سوى كلمة بابا وماما بالشكل الصحيح
وهو يتمتم فرحا سعيدا
فضحكت زوجته بجانبه والرجل مستغربا ما يحدث وما يقوله ابنه
ليلتفت الى زوجته كونها المترجم الخاص بينه وبين طفله ( وهذا ما تعودناه في اغلب بيوتنا العربية )
ويسألها عن ما تكلمه ابنهما ليجعلها تضحك تلك الضحكة
فردت عليه بانه يغني مقطع من اغنيه تقول ......
واللي ما يحب النسوان الله يبعتله علّة
فابتسم الرجل ابتسامة رضا وكان حاله يقول ذلك الشبل من ذلك الاسد
وكان يقول بينه وبين نفسه افتخر باني من سلالة الزير سالم
ولكن ما غير تفكيره عندما ركب سيارته متوجها الى عمله
ليتسائل بينه وبين نفسه
- هل هذا ما اوصلنا اليه اعلامنا العربي المشرف ؟
- هل العيب فينا كأهل ام بالمجتمع الذي فرض علينا وعلى اطفالنا مجبرين بان نسمع ونرى غصبا وليس طيبا ؟
- لماذا وصل حال الغناء العربي الى ما وصل اليه الان من كلمات هابطة ؟
- لماذا ... ولماذا ... ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اخذه تفكيره لابعد من الموضوع بكثير ليوقفه بالنهاية وليتناسى الامه باخراجه شريط كاسيت ووضعه بالمسجل لتشدو ام كلثوم ( الأمل )
وانت سيدتي لو عدت يوما من المطبخ باتجاه الصالة لتجدي طفلتك التي لم تبلغ من العمر سوى الخمس سنوات
تغني ( لسيدة الغناء العربي الاولى ) نانسي
انا اجمل شب بيتمنى بمشوار يشاركني
ما سيكون احساسك وشعورك عندئذ ؟
في النهاية لا يسعني الا ان اشكر من اعماقي اعلامنا العربي اولا
والوزراء القائمين عليه ثانيا
واصحاب القنوات الخاصة ثالثا
الى ما اوصلونا اليه من تقدم وازدهار
ودمتم
بقلمي