نقلت " الإخبارية السورية " عن مصادر قالت أنها " عليمة " أن " النظام السوري بات مقتنعاً بأن الفساد هو الذي أخرج المواطنين للمطالبة بالإصلاح "، وأن " النظام يعمل وبشكل جدي على محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين ".

واستمر أبناء درعا في مطالبهم أمس بعد أن خرجوا من تشييع جنازة " رائد الكراد " ( القتيل الثالث في أحداث درعا ، على حد تعبير صحيفة الوطن )، حيث توجه عدد منهم إلى جامع العمري، في حين حاول بعض الشبان وبمجموعات صغيرة التوجه باتجاه قوات الأمن فتم إطلاق القنابل المسيلة للدموع من على مسافات بعيدة، وعلى الفور شكل رجال وشبان درعا درعاً بشرية للفصل بين هذه المجموعات وقوات حفظ النظام، وخرج شيوخ الجوامع و طالبوا من المواطنين الانسحاب فوراً حفاظاً على أمن واستقرار كل المحافظة.

وكانت القوات الأمنية قد أعادت انتشارها لحماية الممتلكات العامة وحماية المدنيين.

ودعا الشيخ أحمد الصياصنة إمام المسجد العمري إلى الهدوء وتجنب الأعمال المخلة بالأمن العام والحرص على الأملاك العامة والخاصة محذرا من خطورة الانجرار وراء أعمال الشغب والاعتداء على المباني والسيارات الحكومية التي هي ملك للشعب والتعدي عليها غير مقبول شرعا، حسبما ذكرت سانا .

وفي قريتي "جاسم" و"انخل" خرج عدة شبان يافعين للتضامن مع شباب درعا إلا أنه سرعان ما تدخل الأهالي وأقنعوهم بالعودة إلى المنازل.

واعتبر عدد من الوجهاء وممثلي الفعاليات الاجتماعية والدينية ومختلف شرائح المجتمع في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية ( سانا ) أن ما قام به مثيرو الشغب من تخريب للممتلكات العامة والخاصة وبث الذعر بين المواطنين يتناقض مع المطالب التي رفعوها مؤكدين أن تلك الافعال التخريبية مدانة ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن قيم وتقاليد أبناء المحافظة الحريصين على أمن الوطن ورفض أي محاولة لاثارة الفوضى والعبث بالامن العام والنيل من تماسك المجتمع.

وقال خلف أبو نبوت رئيس لجنة أحد أحياء منطقة درعا البلد ان الاهالي يرفضون اعمال التخريب التي لا تنسجم مع اخلاق أهل المنطقة الذين هم براء من هذه الافعال المشينة واصحابها مشيرا إلى أن الشباب الذين شاركوا في المسيرات المطلبية السلمية يتميزون بانتمائهم الوطني الا ان مثيري الشغب دفعوا الامور باتجاه مختلف واستغلوا اجواء التظاهر السلمي لينفذوا مخططاتهم.

ولفت أبو نبوت إلى أن أهالي المدينة طردوا عددا من الشبان الذين قدموا من اماكن مختلفة عندما تبين انهم جاؤوا للعبث والتخريب المقصود موضحا أن الاهالي تنبهوا إلى إمكانية استغلال المطالب لغير غاياتها وانهم حريصون على ألا تصل الامور إلى حيث يريد لها دعاة التخريب.

و قالت صحيفة " الوطن " انه لم يسجل في كل المحافظات السورية يوم أمس أي احتجاجات خلافاً لما روجته وسائل الإعلام، عدا احتجاج لمجموعة لا تتجاوز عددها العشرين شخصاً في منطقة المعضمية قرب دمشق واحتجاج آخر لمجموعة من الأحداث لا تتجاوز أعمارهم الستة عشر عاماً مساء أمس في منطقة الحجر الأسود بدمشق، قيل حسب المعلومات الأولية إنهم من سكان درعا المقيمين في المنطقة لكن سرعان ما تم تفريقهم من قبل سكان المنطقة الذين تعاونوا مع عناصر الشرطة في المكان.

وفي ذات السياق، نفت الفصائل الفلسطينية ما أشيع عن مشاركات عناصر فلسطينية في عمليات الشغب التي تعرضت لها بعض المرافق العامة والخاصة في درعا، مؤكدة تضامن الشعب الفلسطيني المطلق مع سورية وقيادتها.

يشار إلى أن الأجواء في مدينة درعا عادت إلى الهدوء بعد ظهر أمس كما انفضت تجمعات في بعض البلدات بريف المحافظة بعد تسليم وجهائها مطالب عامة لنقلها للجهات المختصة.

وتتابع اللجنة المكلفة بالتحقيقات اعمالها لكشف الملابسات واتخاذ الاجراءات اللازمة ومحاسبة كل من تثبت مسؤوليته فيها، وذلك حسبما ذكرت " سانا ".

عكس السير