جانب من مظاهرات صنعاء المطالبة بإسقاط النظام


قال الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك إن احتمالات حصول الشعوب العربية على الحرية والديمقراطية باتت قوية، وإن ولادات ديمقراطية بدأ مخاضها من رحم دكتاتوريات "عفنة" رغم العنف والدماء، وإن العرب أخيرا صار بإمكانهم السير نحو المجد والعلا.

ويعود فيسك في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية إلى تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث يقول إنه مع أفول نجم الإمبراطورية العثمانية فإن القناصل الأميركيين في بيروت والقدس والقاهرة والمدن العربية الأخرى والمنظمات غير الأهلية والبعثات التبشيرية المتعددة، كلهم دافعوا أمام وزارة الخارجية الأميركية والرئيس الأميركي الأسبق وودرو ويلسون عن ضرورة إنشاء دولة عربية حديثة تمتد من المغرب إلى حدود إيران.

ويضيف أن أولئك المدافعين عن فكرة قيام الدولة العربية في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية كانوا يعتقدون أن من شأن إنشاء تلك الدولة وضع أكبر جزء من العالم الإسلامي ضمن مدار الديمقراطية الأوروبية والغرب بشكل عام.

وأما ما حال دون تنفيذ الأفكار المتمثلة في تلك الدولة العربية من المحيط إلى الخليج، فيرى الكاتب أنها تعود لعوامل عدة من بينها اتفاقية سايكس بيكو التي تمت بشكل سري ومزقت البلاد، وكذلك وفاة الرئيس الأميركي ويلسون والعزلة السياسية التي ارتضتها الولايات المتحدة لنفسها، إضافة إلى عوامل أخرى، وإلا لكان الناس يرتحلون عبر البلاد العربية دون توقف أو حاجة إلى تأشيرة.


ثورات شعبية
الكاتب يقول إن كل أصدقائه العرب الذين التقاهم خلال الأسابيع الماضية أخبروه أنهم لم يكونوا يتوقعون العيش حتى يشاهدوا ما يجري في الساحة العربية من ثورات شعبية.

ويوضح أن الثورات الشعبية العربية الملتهبة تسري في دول المنطقة العربية كالنار في الهشيم بدءا من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن -التي يرى الكاتب أن نظام الحكم فيها سيسقط في غضون 48 ساعة- والمغرب فالبحرين وحتى سوريا، مضيفا أن شباب تلك الدول ينادون بالحرية وأنهم سيحققون أحلامهم فيها.
فيسك يرى أن كل الشعوب العربية الساعية للحرية لا بد أنها ستنالها في غضون الأسابيع والشهور القادمة، وذلك رغم المخاطر والمحاذير، موضحا أنه غير متأكد من طبيعة نهاية الأزمة في ليبيا.

كما شكك فيسك في احتمالات وصول البحرين بسهولة إلى الديمقراطية، خاصة في ظل ما وصفه بالتدخل العسكري السعودي في البلاد، موضحا أنه يبدو أن السعودية -تماما كإسرائيل- منزهة عن الانتقاد.

واختتم الكاتب بالقول إن دماء عربية جديدة ستسفك، وإن أيادي كثيرة ربما ستتدخل لإعادة الديمقراطيات الجديدة إلى دكتاتوريات كسابق عهدها، لكن العرب فعلوها، ولو لمرة واحدة، واتجهوا إلى طريق الحرية والعلا.