في مدينة البندقية الإيطالية
وفي ناحية من نواحيها النائية
بينما كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم
فجلس إلى جانبنا شخص وقال للنادل :
إثنان
قهوة من فضلك واحد منهما على الحائط

فأحضر النادل له فنجان
قهوة وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين وعندما خرج الرجل قام النادل بتثبيت ورقة على الحائط مكتوب فيها : فنجان قهوة واحد

وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاث فناجين
قهوة واحد منهم على الحائط فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما
ودفعا ثمن ثلاث فناجين
وخرجا

فما كان من النادل الا أن قام بتثبيت ورقة
على
الحائط مكتوب فيها فنجان قهوة واحد



وفي أحد الايام كنا بالمطعم ، فدخل شخص يبدو عليه الفقر فقال للنادل :
فنجان
قهوة من على الحائط
أحضرله النادل فنجان
قهوة فشربه
وخرج من غير أن يدفع ثمنه
ذهب النادل الى
الحائط وأنزل منه
واحدة من الأوراق المعلقة
ورماها في سلة المهملات


تأثرنا طبعاً لهذا التصرف الرائع
من سكان هذه المدينة والتي تعكس واحدة
من أرقى أنواع التعاون الإنساني
فما أجمل أن نجد من يفكر
بأن هناك أناس لا يملكون
ثمن الطعام والشراب


ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما
بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم

ونرى المحتاج يدخل المقهى
وبدون أن يسأل هل لي بفنجان
قهوة بالمجان
فبنظرة منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب
ومن دون أن يعرف من تبرع به

لهذا المقهى مكانة خاصة في قلوب سكان
هذه المدينة


هل يوجد لدينا مقهى مثلهم بأي محافظة أتمنى أن يكون لدينا مقهى وبنفس الطريقة وأن وجد المقهى هل يوجد النادل المبتسم في وجه أي فقير







مواقف مؤثرة يرويها يابانيون شهدوها أو سمعوا عنها خلال الأزمة الأخيرة والزلزال المدمر الأخير




عندما كنت أسير عائدًا إلى المنزل، رأيت سيدة مسنة تقف أمام أحد المخابز ، كان المخبز مغلقا ً ولذلك وقفت المرأة



توزع الخبز مجانا ً على المارة،حتى في مثل هذه الأوقات العصيبة، كان الناس يحاولون البحث عما يمكنهم القيام به



لمساعدة الآخرين، لقد ملأ المشهد قلبي بالدفء.



في السوبر ماركت، حيث سقطت جميع السلع من الرفوف، كان الناس يلتقطون الأشياء التي يودون شراءها بدقة،



ومن ثم الوقوف بهدوء في الطابور لشراء الطعام.بدلا من خلق حالة من الذعر وشراء ما هب ودب،



كانوا يشترون بقدر الحاجة، بل اشتروا أقل ما يحتاجونه، لقد شعرت بالفخر لكوني يابانيا!



في مكان آخر في الطريق، كانت هناك سيدة تحمل لافتة كتب عليها “الرجاء استخدام المرحاض لدينا”،



وكانت قد فتحت منزلها للناس الذين شردهم الفيضان والزلزال لاستخدام حمامهم!!



من الصعب أن تكتم الدموع في عينيك عندما ترى هذا التكاتف والتعاطف من الناس.



في ديزني لاند، كانوا يوزعون الحلوى مجاناً، وقد شاهدت العديد من فتيات المدارس الثانوية يتهافتن عليها،



قلت في نفسي “ماذا؟؟” ولكن بعد دقائق،ركضت هذه الفتيات للأطفال في مركز الإجلاء ووزعنها عليهم.



لقد كانت تلك لفتة جميلة.



أراد زميلي في العمل تقديم المساعدة بطريقة ما،حتى لو كانت فقط لشخص واحد، فكتب لافتة :



“إذا لم تكن تمانع في ركوب دراجة نارية فبإمكاني إيصالك إلى منزلك”، وقد وقف في البرد حاملا ً هذه اللافتة،



ثم رأيته لاحقا ً يوصل أحد المارة إلى بيته في منطقة توكوروزاوا وهي بعيدة جدا.



تأثرت كثيرا ً وشعرت كذلك بالرغبة داخلي في مساعدة الآخرين. بسبب نقص البنزين فإن محطات البترول معظمها مغلقة



أو عليها طوابير طويلة جداً. قلقت كثيرا ً حيث كان أمامي 15 سيارة،



وعندما جاء دوري ابتسم العامل وقال : “بسبب الوضع الراهن، فنحن فقط نعطي وقود / بنزين بقيمة 30 دولار



لكل شخص، فهل توافق؟” أجبت: بالطبع أوافق وأنا سعيد لأننا جميعا نتشارك في تحمل هذا العبء”.



تبسم لي العامل ابتسامة أشعرتني بالراحة والطمأنينة وأزالت قلقي.



رأيت طفلا صغيرا قدم الشكر لسائق أحد باصات / حافلات مؤسسة النقل العام قائلا:



“شكرا جزيلا لمحاولتكم الجاهدة لتشغيل القطار الليلة الماضية”.



لقد جلبت كلماته دموع الفرح لعيون السائق.



قالت صديقة أجنبية لي أنها صدمت لرؤية الطابور الطويل والمنظم وراء أحد الهواتف العمومية،



حيث انتظر الجميع بصبر لاستخدام الهاتف على الرغم من أن الجميع كان تواقا ً لمهاتفة عائلاتهم وأقاربهم



والاطمئنان عليهم. حركة المرور كانت رهيبة جداً، سيارة واحدة فقط كان يمكنها المرور عند كل إشارة خضراء،



لكن الجميع كان يقود بهدوء وخلال الساعات العشرة التي أخذها الطريق بالسيارة (والذي يستغرق عادةً 30 دقيقة فقط)



كان الزمور الوحيد الذي سمعته هو زمور شكر ، أحسست بمدى تكاتف الناس وتعاونها وجعلني ذلك أحب اليابان أكثر.



عندما كنا ننتظر على المنصة متعبين ومنهكين من الوقوف ، جاءنا شحاذ وقدم لنا قطعة من الكرتون المقوى للجلوس عليها.



على الرغم من أننا عادة نتجاهلهم في حياتنا اليومية، إلا أنهم كانوا على استعداد لخدمتنا عندما احتاج الأمر!!



سنتوري (شركة عصير) قامت بتوزيع العصير مجانا ً على الناس، وشركات الهاتف قامت بزيادة عدد نقاط توصيل الانترنت



والانتلانت اللاسلكي واي فاي لتسهيل التواصل، كما قامت شركة مواد غذائية بتوزيع مليون علبة من الشعرية



والشوربة المعلبة مجانا ً، والجميع يحاول تقديم المساعدة بأفضل طريقة ممكنة.



في الملجأ، قال رجل عجوز: “ماذا سيحدث لنا الآن؟” فرد عليه صبي في المدرسة الثانوية كان يجلس بجانبه:



”لا تقلق! عندما نكبر ، أعدك بأننا سوف نصلحها مرة أخرى!”



قال ذلك بينما كانت يده تربت على ظهر الرجل العجوز!! شعرت حينها وأنا أستمع إلى هذه المحادثة ، بأن هناك أمل،



وأن هناك مستقبلا ً مشرقاً على الجانب الآخر من هذه الأزمة.



هذه ترجمة لمجموعة مقالات كتبها يابانيون،



تحت اسم The Hope