أقيم مساء أول أمس ملتقى "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" الإبداعي الخامس بسوريا تحت عنوان ((خمسة وخميسة )), وذلك في صالة تجليات بالمزة بدمشق .
هذا وقد عرض الملتقى 7مشاركات إبداعية من خامات سورية محلية تنم من عدة مجالات تشمل الأدب والفن و التكنولوجيا بما فيها ساحة الانترنت.


نوبلز نيوز حضرت الملتقى وأجرت لقاءات مع المشاركين الذين قدموا إبداعاتهم ضمن ملتقى "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" والبداية كانت مع الأستاذ الصحفي والروائي إسماعيل مروة رئيس قسم الثقافة في جريدة الوطن - أستاذ في جامعة دمشق للغة العربية لغير المختصين, والذي قدم عرضه الروائي الإبداعي تحت عنوان (الجاهلية اليوم ).حيث تحدث الأستاذ إسماعيل عن عمله قائلاً : هي فكرة روائية من إحدى روايتي القصصية مؤلفة من 120 صفحة اختصرتها اليوم إلى 20 سلايد وضمن دقائق معدودة على مبدأ القصة القصيرة الكاملة العناصر والأفكار, والرواية هي تتألف من 17 فصلاً يتناول كل شخصية من شخصيات الجاهلية الحقيقية, ولقد قمت بلصق هذه الشخصيات وأعدتها إلى زماننا اليوم ليس من باب الإسقاط إنما من باب المعايشة, لكي أقول : إن هذا الحاضر السيء هو نتاج لماضي سيء.
يتابع : وأنا لست ممن أباهي بالماضي إلى درجة المرض, فيجب أن نؤمن أن الحاضر السيء هو من ماضي سيء , ولهذا أطلقت عليها اسم الجاهلية اليوم للاستعانة بهذه الفكرة لأقدم من نراه من مظاهر اليوم تقترب من الماضي السيء ولاسيما في عصر الجاهلية العربية وذلك من عداء وتنافر وتناحر وحروب عربية عربية وتصفية حسابات .. الخ .
ويوضح الأستاذ مروة قائلاً : أنا ابن بيئتي ويجب والعمل القصصي والروائي لابد أن يكون جزء من السيرة الذاتية لوطن قبل أن يكون لشخص أو فرد , ولا أستطيع أن أهرب من بيئتي , ولذلك أنا أكتب ما أراه وفقاً لرؤيتي ((الحالمة والواخزة)) وفي الحالتين لا يوجد فرق .؟ لأن الحلم عندما لا يتحقق يكون مؤلم .., وعندما تستخدم الوخز تكون متألم .., أي في الحالتين هناك جرح وألم .


ومن جهته عرض الفنان حسين صوفان "تصوير فوتوغرافي - جامعة بيروت" مشروعه الإبداعي في "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" من خلال تصوير عدد كبير من الصور عن سورية وطبيعتها وبيئتها ونشاطها وثقافاتها ضمن كتب مخصصة لذلك وعرضها للخارج لكي يشاهدوا جملية سورية من داخلها, وتحدث عن المشروع قائلاً : اليوم أنا أقدم عرضي تحت عنوان الانتظار وهي الفترة الزمنية التي حددتها لنفسي لإنجاز أكبر عدد ممكن من الصور وما مر به هذا البلد الذي نعشقه, ولقد أنهيت الكتاب الأول عن سورية والذي يضم صور عن جميع المناطق الإصطيافية والسياحية والحضارية ببلدنا, والكتاب الثاني عن 10 سنوات مرَّ بها المسرح السوري من خلال 40 مسرحية , مع شرح عن ألية التصوير الفوتوغرافي بسورية, وذلك من أجل إيضاح هذه الثقافة للخارج ضمن محاولة لضخ الشيء الحضاري الثقافي خارج سورية وإظهارها بطريقة ملفتة وجميلة.
مضيفاً : ولقد اخترت هذا المشروع وحلمت به كثيراً..؟ لأنك تحزن حينما تكون خارج سورية وتأتي لطلب كتاب فوتوغرافي عن بلد وترى أن المصور أجنبي, ولذلك أردت أن أقول للخارج : ويقول الفنان صوفان أنه قد أخذ حوالي 83,000 صورة عن سورية خلال ثلاث سنوات وثلاثة أشهر تم تصوير سورية بكل مواسمها وطبيعتها .., ومن عين دور إلى بحيرة مزيريب وبكل المناطق والقرى, مشيراً إلى أن الكتاب الثالث سيكون عن الفسيفساء بسورية ومن ثم 15 كتاب مخلتفوا المضمون عن سورية بكل ما فيها.
بينما شارك د.لجين جباوي طبيب أسنان - "جراحة وجه وفكين " من خلال تجربته العلمية التكنولوجيا في تعريب تطبيقات (الأي فون - أي باد )للمستخدم العربي من خلال شركة ((أي عربي )), وتحدث بدوره عن نشاطه قائلاً : نحن مهتمين جداً بمجال (الأي تي) ونقوم بالمتابعة المستمرة ضمن شركتنا بتسليط الضوء التطويرات العربية (للأي فون و - الأي باد), فمثلاً بدئنا العام الماضي على العمل على تطبيقات عربية للأي فون وبالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية , ونحن مستمرين بهذا العمل .
متابعاً : ونحن اخترنا هذا المجال لأننا نريد أن نقول أنه يوجد لدينا في سورية كوادر قوية تستطيع منافسة الشركات العربية ومتابعة أخر التحديثات.


الدكتور محمد نعيم الجابي قام بالمشاركة من خلال تجربته التي امتدت على مدار أكثر من 10 سنوات وأسس خلالها شبكة سيريا نوبلز للمعلومات. أكد الدكتور الجابي أنه كان لديه حلم في نهاية التسعينات بأن يكون هناك محتوى سوري لائق على شبكة الانترنت ومن هنا ولدت فكرة شبكة سيريا نوبلز التي توسعت لتشمل اليوم أكثر من 10 مواقع تخصصية تهتم بشؤون وشرائح المجتمع السوري من الرياضة للفن للشباب وللثقافة والأخبار والإعلان الالكتروني . كما أشار د. الجابي إلى الجهود المكثفة التي بذلتها الشبكة لتنشر وعي الانترنت في سورية واليوم أصبحت مواقع الشبكة بورتلات وقنوات هامة تعبر عن حقيقة السوريين وابداعاتهم على المستوى العربي والعالمي كموقع سيريا آرت الذي يضم قرابة الثلاثمائة مبدع سوري.
وعندما توجهنا بالسؤال للدكتور الجابي عن كلماته التي وصف فيها مواقع بأنها أولاده من أم اسمها سيريا نوبلز؟ ابتسم وقال: أنا مطمئن اليوم على أولادي الحقيقيين من صلبي لأن أولادي الكثر من سيريا نوبلز سيقومون برعايتهم ليكونوا سوريي الانتماء والهوية.
من جهة أخرى كان هناك مشاركة فنية للفنان أحمد مزيان البرازي "كلية الفنون الجميلة - قسم الحفر والطباعة - سنة 4 " تحت عنوان (السوداوية , الكآبة ). حيث عرض الفنان البرازي عرضه الفني ضمن "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" بعيداً عن السوداوية مستخدماً التفاؤل الذي يصفه البعض بالمستحيل ..قائلاً : مشروعي اليوم هو عن مرض "ميلان خوليا" بمعنى السوداوية أو الكآبة , حيث أخذت لوحات لفنانين عالميين مع رسم لوحات من إنتاجي تحكي عن هذا المرض وما هي مراحله وكيف يمكن التخلص منه بطاقة إيجابية, قلد وقع اختياري على هذا العمل لأنني قد تأثرت فيه ولكن من ناحية الرغبة من مساعدة مصابي هذا المرض من التخلص منه, ولأن معظم الدراسات تقول أن الأشخاص اللذين أصيبوا بهذا المرض هم موهوبين, وبالتالي ممكن تحويل هذا المرض من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية. وأغلب الحكايات تقول أن "ميلان خوليا " نهايته هي الموت أو الانتحار.
وأنا أريد أن أقول:أن المصابين بهذا المرض ممكن أن يسخروه وأن لا يأخذوه بشكل سلبي أو محبط وهذا الشيء يعتمد على الطاقات الروحية الإيجابية. وبالتالي لا نصل إلى نتيجة الدمار أو الانتحار.
وعبر الفنان مزيان عن تفاؤله أيضاً بالمشاركة بـ هكذا فعاليات مهمة لأنها بالتأكيد تعطي طاقات إيجابية للطالب ولاسيما اذا كان أبواب التخرج منطلقاً للحياة العملية المهنية, أي وضعه على أول طريق النجاح والإبداع .
أرت وير هو إحدى مشاركات "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" للعام 2011, حيث تحدث المهندس طارق الدقر " كلية الفنون الجميلة - عمارة داخلية " عن مشروع هذه الشركة قائلاً : مشاركتنا اليوم هي عن شركة (أرت وير ) وهي شركة تتعامل مع أي دراسة تصميم تأتي لها بشكل علمي وأكاديمي مدروس ويكون بعيد عن النمطية المتعارف عليها.
وعرض كيف نتعامل مع هذا الموضوع , وكيف نخلق مفهوم المفهوم الجديد والخطوط العريضة..؟, كي نصل إلى نتيجة مرضية وجيدة وذلك من خلال دراسة عدة حالات. وشركتنا تبدأ من بتخطيط المدن من ثم الدراسات المعمارية ثم التصميم الداخلي.
مع التأكيد أننا لا نتعامل مع أي مشروع كما هو موجود على ساحات التصميم والعمارة, إنما نعتمد على خلق أفكار جديدة لأي مشروع.
وبالعودة لحالة الإبداع الفني كان من بين المشاركة في هذا الملتقى الفنانة عبير صالح مع مجموعة شباب ضمن حالة تعتمد على صناعة عمل فني وتحفة كبيرة تعتمد في موادها الأساسية على البساطة وعدم التعقيد, وقد تحدثت عن مشاركتها قائلة : نحنا توجهنا على عرض الأعمال الفنية التي نعملها لكي شريحة ممكنة من العالم ولذلك وقع الاختيار على "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha", وعملنا هو من أعمال يدوية بكل تفاصيلها من الصفر إلى الإخراج النهائي, ويشمل الإكسسوارات - التحف - الألعاب - الأشياء التي تخص الأطفال.
فنحن تعودنا أن نستهلك دائماً دون أن نفكر أننا قادرين على إعادة تصنيع بعض المواد وبأقل التكاليف, ولذلك نريد أن نقول اليوم لما لا نقوم نحن بتصنيع هذه المنتجات من مواد بسيطة, وبالتالي إيصال فكرة أن الأعمال اليدوية لا يجوز أن تكون ثانوية بحياتنا.
وبالطبع أي عمل إبداعي تقوم به ممتع لأنه يكون من إنتاجك الخاص ومن إبداعك, وهذا المجال جميل ورائع وأتمنى أن يكون هناك اهتمام به بسورية وأن لا نكتفي بالأشياء التي تأتي من الخارج نحن قادرين أن نصنع وأن نبدع.
وفي الختام كان لنوبلز نيوز لقاء خاص مع الجهة المنظمة لمتلقي "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" والتي حملت على عاتقها مهمة تسليط الضوء على هذه الإبداعات السورية وتسويقها للعالم كله , فقد تحدث السيد سامر يماني منظم "بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" عن تجربته في هذا الملتقى بسورية قائلاً : هذا الحدث بدء في عام 2003 , ويوجد حوالي أكثر من 400 مدينة حول العالم تنظم هذا الحدث, وبالطبع دمشق من بين هذه الدول المشاركة ومن أكبر المدن العربية التي تنظم هذا الحدث, حيث يعرض هذا الحدث في دمشق وحلب سنوياً, وهذه هي المرة الخامسة التي ننظم فيها هذا الملتقى .
والناس تأتي كي تحضر حالة الحوار بين المبدع والمتلقي, ونحن نحاول أن نستخدم أسماء محلية كي لا نستخدم دائماً اسم بيتشا كوتشا, وفي كل مرة نختار اسم مميز من بيئتنا وثقافتنا المحلية, فعلى سبيل المثال اخترنا خمسة وخمسية لأننا أمضينا خمس سنوات في المشوار الإبداعي, وتم الاختيار من أرض الواقع بسوريا ولأننا نسلط الضوء على المبدعين السوريين, من خلال اختيار مبدعين سوريين في عدة مجالات مختلفة ومهمة وتكون على مستوى عالي , كي يستفيد المتلقي أيضاً من العرض الذي يقدم أمامه. وبالتالي نحاول أن نعطي فرصة لمجموعة من الشباب التواصل مع المتلقي ثورة حياتهم العملية وحتى قبل نزولهم على أرض الواقع العملي .
هذا وأشار السيد سامر إلى أن الإعلام هو الشريك الأكبر في هذا الإبداع قائلاً : نحن بقدر اهتمامنا بالمبدعين ونسلط الضوء عليهم يكون الإعلام بالقدر الأكبر الذي يحمل على عاتقه هذه المهمة لأنه الوسيلة الأكبر لتكبير هذه الصورة ومساحاتها على المستوى المحلي والعالمي, وأنا قول أن لولا الإعلام لم يكن أحد قد سمع بهذا المتلقي الإبداعي .
"بيتشا كوتشا - Pecha Kucha" في عامه الخامس يحمل على عاتقه مهمة أبراز المبدعين السورين وتسويقهم للخارج لكي يشاهدوا ما وصلت إليه سورية من حالة إبداعية وما تمتلك من خامات شبابية قادرة على خلق وتطوير أفكار جديدة تضع سورية على طريق الإبداع الحضاري وفي جميع المجالات.