نقلت الانباء عن شهود عيان قولهم ان الاف النساء قطعن الطريق السريع بين مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين السورية وهن يرفعن اغصان الزيتون للمطالبة باطلاق سراح ذويهن من الرجال الذين اعتلقوا الثلاثاء.
وافادت مصادر في المعارضة السورية انه تم الافراج عن مئة وخمسين من المعتقلين بيد ان النساء رفضن إنهاء اعتصامهن قبل الإفراج عن الجميع.

وكانت المرصد السوري لحقوق الانسان اتهم السلطات باعتقال 350 شخصا من قريتي البيضا وبيت جناد القريبتين من مدينة بانياس الساحلية بعد حملة مداهمة جرت خلال الايام القليلة الماضية.

وقامت قوات الامن بتطويق القرية وداهمت المنازل جميعها واعتقلت جميع الرجال حتى عمر 60 سنة حسب رواية المرصد.

ونقلت وكالة رويترز عن احد المحامين في بانياس ان السلطات الامنية ارغمت المعتقلين على ترديد هتافات مؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد امام كاميرات التلفيزيون السوري يوم الثلاثاء.

وكانت القرية قد شهدت اطلاق نار كثيف في وقت سابق من يوم الثلاثاء ومقتل شخص حسبما افاد احد الشهود من القرية.

وفي دمشق قال شاهد عيان في جامعة دمشق لبي بي سي ان تظاهرة احتجاجية من عشرات الطلاب هتفت للحرية والديمقراطية امام مبنى كلية الشريعة والحقوق في الجامعة.

وما لبثت ان تجمعت تظاهرة مؤيدة للحكومة في المكان ذاته الامر الذي أدى الى اشتباك بين المجموعتين مما دفع بالأمن الجامعي للتدخل والفصل بين المجموعتين. ولم يسجل حسب الشاهد وقوع اصابات في صفوف اي من الطرفين.
حصار بانياس



ويفرض الجيش السوري طوقا مشدد على بانياس التي تعاني نقصا في الطعام وقطعت عنها الكهرباء والاتصالات حسبما افاد سكان المدينة.

ونقلت فرانس برس عن احد نشطاء الاحتجاجات في المدينة قوله ان الجيش يطوق المدينة فيما يقوم عناصر الامن والشبيحة بعمليات اعتقال.

ونقل شاهد عيان لبي بي سي أن المساجد في مدينة بانياس اذاعت قرارا للرئيس السوري بشار الأسد مفاده أن الجيش لن يدخل مدينة بانياس إلا اذا تعرض لاطلاق النار أو الأذى، وأن الرئيس شكل لجنة للبحث في مطالب أهالي بناياس والتحقيق في الأحداث الأخيرة.

وقال الشيخ انس عيروط إمام مسجد بانياس في مقابلة مع بي بي سي إن مدينة بانياس أصبحت محاصرة مشيرا إلى أن السلطات السورية تمنع وصول المواد الغذائية أو نقل المصابين إلى المستشفيات.

وافاد نشطاء حقوق الانسان في بانياس ان المجموعات المسلحة الموالية للسلطة والتي تسمى باسم "الشبيحة" قد قتلت الاحد الماضي اربعة اشخاص في المدينة.

وبث التلفزيون السوري الثلاثاء ما وصفه باعترافات خلية "ارهابية" تلقت المال والسلاح من نائب لبناني مقرب من رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري بهدف االقيام باعمال مسلحة في سورية.

ويُظهر التسجيل الذي بثه التلفزيون ثلاثة أشخاص تحدثوا عن تلقي أموال وأسلحة وأجهزة اتصال من جهات خارجية منها النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة المستقل، جمال الجراح، وذلك بهدف التحريض على التظاهر والدعوة إلى إسقاط النظام في سورية والقيام بأعمال تخريبية على حد قولهم.

وأقر رئيس ما سمي "بالخلية الإرهابية"، ويدعى أنس الكنج، بأنه على اتصال بجماعة الأخوان المسلمين وأنه كان كثير التردد على لبنان كما جاء في التسجيل.

من جهة اخرى دان البيت الابيض الثلاثاء ما اعتبره تصعيدا في قمع المشاركين في المظاهرات بسورية ووصفه بانه "امر فظيع"، معربا عن القلق من انباء تحدثت عن حرمان مصابين من تلقي العلاج والاسعافات.

وقال السكرتير الصحفي للبيت الابيض جاي كارني: "نحن قلقون من الانباء التي تحدثت عن سوريين جرحى منعت الحكومة علاجهم او الحصول الى الرعاية الصحية".

واضاف ان "قمع الحكومة السورية المتزايد امر فظيع، والولايات المتحدة تدين بقوة الجهود المستمرة في قمع المحتجين سلميا".

ونفت الحكومة السورية قيامها منع الطواقم الطبية من الوصول الى المصابين ووصفت هذه الاخبار بانها عارية عن الصحة.

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش افادت ان قوات الامن السورية منعت الطواقم الطبية في مدينتين على الاقل من الوصول لمعالجة الجرحى من المتظاهرين حين اندلعت مواجهات خلال تظاهرات مناهضة للحكومة الاسبوع الماضي.

ووصفت المنظمة التي تتخذ في نيويورك مقرا لها هذا الاجراء بانه "غير انساني" و"غير مشروع" موضحا انه حصل في درعا وحرستا قرب دمشق.
إعلان دمشق



وتقول جماعة "اعلان دمشق"، ائتلاف المعارضة الرئيسي، إن عدد قتلى الاحتجاجات التي بدأت قبل أقل من شهر وصل إلى 200 ودعت جامعة الدول العربية إلى فرض عقوبات على النظام الحاكم.

وقالت في رسالة يوم الاثنين إلى الامين العام لجامعة الدول العربية "ان انتفاضة سورية تصرخ لسقوط 200 شهيد ومئات المصابين وعدد مماثل من الاعتقالات".

واضافت الرسالة أن النظام "يطلق العنان لقواته كي تحاصر المدن وتروع المدنيين في حين أن المحتجين في كل انحاء سورية يرددون هتافا واحدا هو "سلمية.. سلمية."

وطلبت الرسالة من الجامعة العربية فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام السوري الذي وصفته بأنه "لا يزال الحارس الامين لارث الرئيس الراحل حافظ الاسد" في اشارة الى حكم القبضة الحديدية للرئيس السوري السابق والد الرئيس الحالي بشار الاسد.

وتشهد سوريا موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة في عدة مدن منذ 15 آذار/ مارس للمطالبة باصلاحات واطلاق الحريات العامة والغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين.

وتطالب الاحتجاجات -التي اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد الشهر الماضي قبل أن يتسع نطاقها- بحرية التعبير والتجمع والقضاء على الفساد.




المصدر
BBC Arabic