تسيطر موقعة "الكلاسيكو" بين ريال مدريد وضيفه برشلونة المتصدر ليلة السبت ليس فقط على قمة لقاءات المرحلة الــ32 من الدوري الإسباني بل على أبرز مواجهات القارة الأوربية والعالم أجمع، وذلك نظراً لما تحمله من فصول الإثارة والتشويق بين طياتها.


بات عشاق الكرة المستديرة على موعد مع التشويق والإثارة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة لان حمى "كلاسيكو" الدوري الاسباني بين برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد ستنتقل من الساحة المحلية الى المسرح القاري من خلال مواجهتهما المرتقبة في الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

ودائماً ما تستحوذ موقعة ال"كلاسيكو" بين قطبي الكرة الاسبانية على اهتمام القارة الأوروبية والعالم بأجمعه نظرا الى سجل الفريقين والعداوة التاريخية بينهما.

وسيكون الترقب مضاعفا لان الفريقين سيتواجهان السبت المقبل في مباراة ستحسم بشكل كبير هوية بطل الدوري المحلي في حال فوز برشلونة في عقر دار غريمه او حتى تعادلهما لأنه يبتعد حاليا عن الأخير بفارق 8 نقاط، قبل ان يلتقيا مجدداً الأربعاء المقبل الى فالنسيا على ملعب "ميستايا" بنهائي الكأس الاسبانية.

وجاءت قرعة مسابقة دوري أبطال أوروبا لتضع الفريقان في مواجهة بعضهما في الدور نصف النهائي للمسابقة القارية بعد فوز برشلونة على شاختار دانييتسك الأوكراني 5-1 ذهابا و1-0 ايابا، وريال مدريد على توتنهام الانكليزي 4-0 ذهابا و1-0 ايابا.

وسيكون العالم بالتالي على موعد مع 360 دقيقة (في حال عدم التمديد في نهائي الكأس وإياب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا) من التشويق والمعارك التكتيكية بين مدرب برشلونة جوسيب غورديولا ونظيره البرتغالي جوزيه مورينيو.

ويتمنى عشاق الدوري الاسباني المحايدين، وهم قلة نادرة، ان يثأر ريال مدريد لخسارته ذهابا امام النادي الكتالوني بخماسية نظيفة وذلك من اجل اعادة الحياة والاثارة الى البطولة لان اي نتيجة اخرى ستحسم الصراع قبل ستة مراحل على نهاية الموسم.

وستكون الفرصة متاحة امام ريال مدريد للتعويض محليا عندما يواجه رجال غوارديولا الاربعاء المقبل في نهائي الكأس، وهو يأمل ايضا ان يمتد ثأره من الساحة المحلية الى القارية عندما يستضيفه في 27 الشهر الحالي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال قبل ان يحل ضيفا عليه في الثالث من ايار المقبل.

ولن تكون المرة الأولى التي يتواجه فيها الغريمان العملاقان في المسابقة الأوروبية الأم، اذ سبق ان تواجها عام 1960 عندما فاز ريال في ذهاب واياب نصف النهائي بنتيجة واحدة 3-1 في طريقه الى لقبه الرابع، ثم كرر الأمر ذاته بعد 42 عاما وفاز في ذهاب نصف النهائي 2-0 في "كامب نو" قبل ان يتعادلا ايابا في "سانتياغو برنابيو" 1-1، في طريقه الى لقبه التاسع والأخير.

ويسعى البرتغالي مورينيو ليصبح أول مدرب يتوج بلقب المسابقة الأوروبية مع ثلاثة فرق مختلفة بعد ان أحرزه مع بورتو (2004) وانتر ميلان الايطالي (2010).

ومن جهته، يسعى بيب غوارديولا لحسم المواجهة لضمان إحراز اللقب مبكرا والتفرغ للمواجهتين المرتقبتين في دوري الأبطال، وقد يكون سجل غوارديولا المتضمن خمسة انتصارات في خمسة لقاءات جمعته في مواجهة ريال مدريد عامل ضغط إضافي على لاعبيه إذا ما أراد المحافظة على خلوه من الهزائم.

ويأخذ غوارديولا في الحسبان حساباته الشخصية المتمثلة برحيله المرتقب عن النادي بنهاية الموسم وبالتالي يرغب المدرب الشاب بأن يختم موسمه بأبهى حلة عبر تكرار الثلاثية التاريخية عام 2009 وهو ما قد يشكل عامل ضغط على لاعبيه.