الغــــــــــربة
عندما يكون العاشق غريبا والمعشوق وطنا يصبح للحب طعما آخر
و للغربة مذاق مر لا يدركه إلا من تجرع من كأسه وذاق لوعاته وغص بآهاته.
للغربة نصل يتغلغل إلى أن يصل إلى العمق فيصبح الجرح في الأعماق وعندها لا نستطيع إيقاف النزيف .
للغربة سياط تترك آثارها على أجسادنا وأرواحنا و نظراتنا و أنفسنا فلا نستطيع الخلاص منها أبد الدهر لتكون وصمة على الجبين تعلن للجميع إننا لسنا سعداء .
للغربة آلام تبدأ بسيطة ثم
لا تلبث أن تصل إلى قمة عدم الاحتمال - وآلام الغربة يتبعها موت روح .
قد تكون الغربة حلا أمثل عندما ينبذنا الوطن ...


وتلفظنا أرضه ..
وتحملنا ريحه إلى البعيد ..
لتتركنا في الإقامة الجبريةخارج حدوده ..


ولا يرق قلبه لدموعنا وتوسلاتنا ..
ولا تجدي معه قصائد استعطافنا واستجدائنا ولا يطربه شدونا ولا يحرك فؤاده حبنا له وعشقنا لثراه .
عندها نضطر لحزم حقائبنا وذكرياتنا وما بقى من كرامتنا ..
ونبدأ في البحث عن وطن جديد ..
وطن يقبل بنا ويأوينا ..
وحنيننا يشدنا إلى الوطن الأول ..
وكرامتنا تدفعنا في المضي قدما للبحث عن وطن يتبنانا ...
ولكن الحنين يعذبنا ..
والبعد عن أرضنا يذبحنا من الوريد إلى الوريد .. ونكون على يقين تام بأننا سنعود يوما إلى الوطن .. سنعود إلى أحضان الأم الحقيقية التي أنجبتنا..
في الغربة تقتل الأحلام ..
و تنتحر الامانى ..
و يذبل القلب ..
ويتجمد الإحساس ..
ارايت الزهرة ان قطفت واجتثت من أصلها ..
فإما أن تذبل وتموت أو أن تجف وتبقى جسدا بلا روح
ولكن يبقى السؤال حائرا ..
أيهما أرحم .. جنة الغربه أم جحيم سوريـــــــــــا.................................. ................ .........