تبدو شركة «جاغوار» من الشركات الطموحة حاليا، بعد أن تخطت أيامها الصعبة من دون اللجوء إلى دعم حكومي أو محاولات إنقاذ أو إعادة هيكلة.
منذ أن انفصلت عن مجموعة «فورد» و«جاغوار» تقدم نماذجها الجديدة الجذابة التي ابتعدت بها عن تراث الماضي ماضية في التجديد عاما بعد عام.

في قمة هذا التجديد، تأتي سيارة «إكس جي إل - سوبر تشارج»، وهي أكبر سيارة صالون تنتجها الشركة على قاعدة عجلات طويلة وتجهيزات ليموزين للمقاعد الخلفية، معتمدة أحدث تقنيات الصناعة. وتعمل السيارة بمحرك بترولي من الجيل الثالث يعمل بالحقن المباشر للوقود، ويتكون من ثماني أسطوانات. وهو بحجم خمسة لترات وشاحن سوبر يوفر لها 510 أحصنة و625 نيوتن/متر من عزم الدوران.

أتاحت الشركة فرصة تجربة «إكس جي» طويلة القاعدة لـ«الشرق الأوسط» في لندن، وهي تمثل النسبة الأكبر من سيارات «إكس جي» في أسواق المنطقة، حيث تنتشر أنواع الديزل في أوروبا. وأهم ما يمكن أن يقال عنها إنها ذات حضور يلفت أنظار السائقين الآخرين، سواء في الريف الإنجليزي أو في وسط العاصمة.

* التصميم

* في حين تعبر هذه السيارة، عمليا، عن شخصية وتراث «جاغوار»، فإنها تنطلق في تصميمها المبتكر، من دون تقليد للماضي أو لأي من منافسيها. وهي تمثل التوجه المستقبلي للتصميم في الشركة.

ولعل أهم صفات التصميم في «إكس جي إل» تناسب الأبعاد في «إكس جي»، حيث تنطلق في خطوط ممتدة وغير متقاطعة للنوافذ وسقف السيارة وجانبيها. وكانت الشركة قد انطلقت في طريق الحداثة منذ طراز «إكس إف» السابق الذي حل بدلا من التقليدية القديمة «إس تايب». واستقبلت الأسواق طراز «إكس إف» بحماسة بالغة، وقالت بعض المطبوعات حينذاك إنه يتفوق على المنافسة الألمانية مثل «بي إم دبليو» و«مرسيدس» في القطاع المتوسط.

ومع انطلاقتها الجديدة، قررت الشركة أيضا التخلي عن الطراز الصغير «إكس تايب» الذي كانت شركة «فورد» تبنيه على قاعدة سيارات «مونديو». وركزت الشركة جهودها على الفئة الرياضية «إكس كي» التي صممها أيان كالوم، كبير مصممي الشركة، بفئتيها الكوبيه والمكشوفة. وأيضا تلقت الشركة الكثير من الثناء على تصميم السيارة الجديد، وعلى إنجازها. وهي تشارك بها في سباق «لومان» الفرنسي للتحمل الذي يستمر لمدة 24 ساعة.

وحتى الآن تنفي الشركة أي اتجاه لإنتاج سيارة صغيرة، ولكن بعض مصادر السوق تعتقد أنها تفكر في استعادة المنافسة في هذا القطاع بطراز يحاكي لغة التصميم الجديدة.

إذن، تمثل «إكس جي إل» الجديدة اكتمال التحديث لكل فئات «جاغوار» الحالية، وهجرة كل ارتباط بتصميمات الماضي. فالطراز السابق الذي كان يحمل في طياته أحدث تقنيات بناء السيارات، مثل الجسم الألمنيوم الملحوم بلحامات لاصقة تستخدم في صناعة الطائرات، كان يحمل أيضا شبها قويا بسيارات الماضي التي تعود جذورها إلى عام 1968. ولم يكن الطراز السابق ينطلق برشاقة رياضية، وإنما يتحرك بسكون رصين بينما الركاب ينعمون بمناخ وثير من الجلود الناعمة والأخشاب المصقولة.

وكان معظم الإقبال على هذه الفئة من كبار رجال الأعمال والمديرين الذين يفوق عمرهم الخمسين عاما.

* التقنية

* بعض التقنيات الداخلة في صناعة «إكس جي إل» جديدة تماما؛ بداية من استخدام الألمنيوم والماغنزيوم الخفيف، بخبرة عشر سنوات في بناء أجسام السيارات بهذه المواد، إلى هدوء التشغيل الذي يوفره زجاج النوافذ المزدوج.

وتتمتع حواف النوافذ العليا والجانبية بنحافة تتيح رؤية إضافية للسائق والركاب بعكس السيارات الألمانية المنافسة. وهي تتمتع بدرجة غير مسبوقة من الانسيابية، حيث حققت معدل مقاومة هواء لا يتعدى 0.29 درجة، أي ما يتفوق على بعض السيارات الرياضية.

ومن مصابيح زينون المطرزة بأضواء «إل إي دي» الدائمة أثناء التشغيل، وحتى السقف الزجاجي العريض وأضواء خلفية طولية على غير المعتاد من الشركة تكتمل ملامح فئة «إكس جي» التي تعكس الكثير من الجمال والرشاقة. وتعمل المصابيح والمساحات تلقائيا بينما يتم الدخول والخروج والتشغيل بلا مفتاح، ويتم التحكم في الغطاء الخلفي كهربائيا.

* التصميم الداخلي

* وفي الداخل تبدو معالم الفخامة الحقيقية من الجلود الوثيرة وتصميمات دائرية ناعمة حول لوحة القيادة والمقاعد. ولجأت الشركة إلى لوحة قيادة رقمية تظهر على شاشة بمؤشرات ضوئية ومعلومات يمكن التحكم فيها من على المقود الفعال. تصميم لوحة القيادة يجعلها تبدو وكأنها جزء من قمرة قيادة طائرة حديثة. وتتاح للسائق أنظمة متعددة، مثل الملاحة الإلكترونية والتحذير من اقتراب سيارات من نقاط لا يراها عبر ضوء أصفر على المرايا الجانبية. كما يمكن ضبط المقاعد من عشرين زاوية وتبريدها وتدفئتها. وهي تتمتع بنظام موسيقى متفوق يعمل عبر 20 سماعة ويتيح إمكانية تخزين الموسيقى على قرص صلب والتعامل مع أدوات خارجية تتصل عبر منفذ «يو إس بي».

وفي الفئة طويلة القاعدة، التي تمت تجربتها، تمتد مساحة الساقين في المقاعد الخلفية مع طاولات مثبتة على ظهر المقاعد الأمامية ومرايا مضاءة على الجانبين مع نظام شاشات الفيديو والموسيقى.

ويعتقد المدير الإقليمي، روبن كولغان، أن نسبة كبيرة من السيارات المباعة في أسواق الخليج سوف تكون من ذات القاعدة العريضة التي تزيد 134 ملليمترا في المساحة المتاحة للمقاعد الخلفية. وسوف تتاح للمشتري فرصة الاختيار من 15 لونا خارجيا و17 لونا داخليا لجلود الكسوة، بالإضافة إلى خمس مواصفات لمساند الرأس وتسعة أنواع من الأخشاب المصقولة.

* القيادة

* تجربة قيادة «جاغوار - إكس جي إل» كانت على النقيض تماما من سابقتها. فبدلا من التهادي المتراخي الوثير، تبدو «جاغوار» الجديدة متأهبة للانطلاق مع إمكانية تطويع قدراتها للسير الهادئ وفق رغبة السائق. حتى صوت أنابيب العادم يتحول من الصمت التام إلى الزئير عند الانطلاق المتوثب، وعلى الطرق البريطانية السريعة تخطت السيارة حاجز السبعين ميلا في الساعة (الحد الأقصى القانوني) بسهولة، وإن كان ذلك جرى لفترات وجيزة.

ويعود السر في الانطلاق المتأهب إلى خفة الوزن، حيث تقل «إكس جي» عن منافساتها بنحو 150 كيلوغراما. كما أن قيادتها تتسم بدقة التوجيه، وبناقل أوتوماتيكي سلس مكون من ست نسب. ويمكن التحكم في نقل السرعة يدويا من على المقود، ولكن من الأفضل ترك الناقل الأوتوماتيكي يتولى هذه المهمة، حيث لا تنقصه الديناميكية.

ويجد السائق مستوى لوحة القيادة المنخفض مريحا؛ إذ يعزز شعوره بالسيطرة على السيارة. كما تتميز بمكابح فعالة تزيد أيضا من شعور الأمان فيها. وتتيح كافة الفئات إمكانية الاختيار بين الانطلاق العادي والديناميكي.

وعلى الرغم من حجمها الكبير، تبدو السيارة خفيفة في انطلاقها، وهي تتميز بنظام تعليق فريد يوفر مزيجا منضبطا من توفر الفخامة الناعمة مع صلابة في التعامل مع خشونة الطريق. وتعزز تقنية الحقن المباشر للوقود استجابة فورية في التسارع، كما لا تصدر من السيارة انبعاثات عادم سوى 264 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه. وهي تتوافق مع معايير النظافة الأوروبية من الدرجة الخامسة التي لم تطبق بعد.

* المحركات

* تعتمد «جاغوار إكس جي» على محركات سعة خمسة لترات، ويضاف إلى فئة «سوبر سبور» شاحن سوبر يرفع من إمكانياتها. كما أن محركات الديزل متاحة للسوق الأوروبية فقط. وتعمل السيارات المخصصة لـ«الشرق الأوسط» بمحركات بترولية تعمل بالحقن المباشر للوقود، ومكونة من ثماني أسطوانات. وفي فئة «إكس جي إل» تستعين بشاحن سوبر يرفع القدرة إلى 510 أحصنة، وينطلق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 4.7 ثانية. وتحدد الشركة سرعة السيارة القصوى بنحو 155 ميلا في الساعة.

المحرك سلس التشغيل، ويتميز ناقل التروس الأوتوماتيكي بسهولة التحكم فيه عبر قرص دائري في متناول يد السائق. ويوفر الحقن المباشر للوقود استجابة فورية من المحرك، مع قدرات عالية في الانطلاق من الثبات وتسارع مستدام عند تخطي السيارات الأخرى على الطرق. ويقطع المحرك، بفئتيه، نحو 23.4 ميلا لكل غالون من الوقود، وهي نسبة جيدة قياسا بحجم السيارة والمحرك وقوة الانطلاق.

ومن التجهيزات التي توفرت في السيارات التي خضعت للتجربة نظام كاميرات الرؤية الخلفية، ومكابح كهربائية، ونظام «كروز» مع إمكانية تحديد السرعة القصوى، ونظام الاستقرار الديناميكي، ونوافذ خلفية قاتمة، وسقف بانورامي زجاجي، وعتبات مضيئة، ومرايا خلفية مضيئة. وهي تتميز أيضا بنظام ملاحة ثلاثي الأبعاد على شاشة ملونة كبيرة بحجم ثماني بوصات يمكن تحويلها إلى تلفزيون أثناء توقف السيارة. ويصل سعر السيارة بتجهيزاتها إلى 94 ألف إسترليني (310 آلاف دولار).
لندن: «الشرق الأوسط»