عبر عقود من الزمن تكونت علاقة صداقة قوية بين كثير من المتسوقين والتجار في السوق الشهير الذي يعد أحد أهم الأسواق الشعبية التاريخية الذي لا يزال يضج بالحياة فانتقلت هذه العلاقة من الأجداد إلى الابناء فالاحفاد بين العائلات وورثة المحال والعاملين فيها حتى ان كل محل له زبائنه الخاصون فيما طلبات الضيافة من الحلويات الشامية العريقة ولاسيما في العيد هي نفسها منذ اكثر من نصف قرن يطلبها الاحفاد لأن الاجداد كانوا يحبذونها.


يكتسب سوق البزورية شهرة عالمية كاحد أهم المعالم الدمشقية التاريخية بطول نحو كيلو متر في دمشق القديمة من منطقة الدقاقين والشاغور وحتى الجامع الأموي والمجاور لقصر العظم وحى الحمراوي محتفظا بطرازه المعماري وسقفه الحديدي المقوس الذي يؤمن ميزة تسوق مريحة إضافة إلى تصاميم واجهات محلاته القديمة الجميلة. كما يحتضن أبرز معالم دمشق القديمة الأثرية الشهيرة حيث شيد خان اسعد باشا وقصر العظم وحمام نور الدين الشهير.

ويرتبط سوق البزورية بالمائدة لتخصصه بكل لوازم الأطباق الشامية الشهيرة من المكسرات إلى التوابل من أصناف العصفر والفلفل والزنجبيل والزعتر وجوزة الطيب والقرنفل والكمون واليانسون والقرفة والزنجبيل وحب الهال كما يباع فيه الصنوبر واللوز والجوز وجوز الهند والفستق الحلبي والبندق والكاجو وبذور البقوليات الجافة مثل الفول والحمص إضافة إلى كل ما له علاقة بالأفراح من علب الأفراح والشموع والفواكه المجففة الشهية دون الاستغناء عن دكاكين العطارين الذين يبيعون العطور والزيوت العطرية بأنواعها وماء الزهر وماء الورد.

وتشكل الأعشاب والنباتات الطبية التي يمتلئ بها السوق من كل صنف ولون خلطة سحرية تشعل السوق بالروائح التي تجذب المتسوقين دون مقاومة.


يزدهر نشاط السوق وتتنوع معروضاته فمن انواع الراحة يوجد اكثر من عشرة اصناف ومنها الراحة العادية والمن والسلوى واللوزينا والايماعرب وراحة بالورد والسمسم والجوزهند والتمر والفستق الحلبي اما الملبس فيمكن اختيار انواع محشية باللوز او بالفستق الحلبي أو سوداني وقضامة بسكر وملبس بيانسون حب الفهم وابسيمارتي يضاف إلى ذلك الكراميل بحليب وشوكولاه وفواكه وقهوة ونسكافيه وكابتشيونو إلى الزبدة والمكسرات والبندق والفستق والجوز والكاجو ولا تخلو سلة الضيافة من السكاكر ومنها بماء الزهر مع الفستق وحلاوة الطحينة والفوار والفواكه والقهوة ومنكهات لا حصر لها وتكتمل هذه التشكيلة بمختارات من الفواكه المجففة التي اشتهرت بها غوطة الشام ومنها المشمش والدراق والاجاص والخوخ والصبارة والكرمنتينا والكباد والنارنج والخوخ والجوز وحتى الكستناء والفريز والكرز وكلها تجفف على الطريقة الشامية لتزين ضيافة العيد.

رغم ان كل شيء بات متوفرا في الأحياء إلا ان الناس تقصد السوق لوجود تشكيلة متنوعة من السكاكر والراحة والكراميل وباسعار الجملة وارخص من الاسواق الاخرى.

الباعة في احياء دمشق يتزودون من البزورية الا ان الكثير من العائلات تحرص على القدوم إلى السوق لانهم يدركون ان المواد الموجودة فيه تتجدد باستمرار وبصورة سريعة وبانواع واصناف متعددة.


ما يميز البزورية في العيد وجود اشكال خاصة من تشكيلة الضيافة مثل الراحة باشكال مثلثة أو مبرومة اضافة إلى اصناف من الشوكولا مثل شوكولا كروكان واضاف بعض الاشخاص اعتادوا المجيء الينا لأن الجد او الاب كان ياتي من قبل وجيلا بعد جيل تكونت صداقات وعلاقات اجتماعية بين المتسوقين والتجار والعاملين في السوق حتى أحيانا يتم تواصي من خلال الهاتف والطريف ان بعضها طلبات قديمة كان يطلب احدهم مثلا كعب الغزال وبلدمينا ورغم عدم توافر هذه الانواع بالسوق لكن يكون الحرص على تلبيتها.

سوق البزورية يتميز بتوفيره كل انواع ضيافة العيد وبمواد جديدة تاتي مباشرة من المعامل

سوق البزورية مختص بانواع السكاكر والشوكولا والراحة التي لم تكن في السابق متوفرة الا بهذا السوق وهو سوق شعبي اسعاره مناسبة يقصده الناس في مناسباتهم الخاصة وكان معروفا إلى ما قبل عشر سنوات ان لوازم ضيافة العرس حصرا من البزورية ما يسمى سبت العروس وهو عبارة عن حامل خشبي مزخرف بالألوان ومتعدد الطبقات يملأ بالملبس والنوغا والراحة وغير ذلك من السكريات التي يقذفها العروسين على المدعوات ليلة الزفاف.


ومع تزاحم الراحة والسكاكر والكراميل والملبس على واجهات المحال التجارية يزدحم السوق بالمتسوقين ومنهم العابرون الذين استوقفهم بهاء السوق وجمال قدمه وعراقته وطريقة المعروضات المدهشة بكثرتها وتنوعها.