كثيرا ما يتساءل البعض عن تسمية "سوق الحرامية" بهذه التسمية، والمفسرون غالبا ما يرجحون أن تكون إما بضائعه مسروقة أو يعمل اللصوص في هذا المكان. وفي زيارة لموقع syrian boy إلى السوق الذي يقع بعد شارع الثورة على الضفة اليمنى لنهر بردى، مجاورا لسوق الهال القديم، وجدنا أن حركة البيع والشراء وارتياد الزبائن تشابه ما يحدث في اكبر الأسواق الدمشقية وأعرقها، مع اختلاف بسيط في نوعية السلع المعروضة وأسعارها.



وفي حوارنا مع السيد "عبد الله الطويل" صاحب احد المحلات لبيع الأجهزة الكهربائية قال عن هذا السوق: «يعود وجود السوق إلى حوالي 25 سنة، وكان في السابق جزءا من سوق الهال القديم، قبل تحوله بشكل تدريجي إلى سوق الحرامية لكثرة البضائع التي تعرض فيه».

وأضاف "الطويل": «يرجح أن سبب تسمية السوق بهذا الاسم لسببين أولهما أن اللصوص كانوا في وقت سابق يعرضون ما يسرقونه من البيوت والمحلات التجارية في هذا المكان، وثانيهما أن الثمن الرخيص لبعض السلع جعل البعض من الزبائن يرجح أنها مسروقة».

وعن المصدر الحالي للسلع والمنتجات الموجودة في السوق تابع "الطويل": «معظم البضائع الموجودة في السوق ولا سيما ألبسة "البالة" تعود إلى مخلفات الأغنياء، إضافة إلى بعض المحلات في سوق الحريقة التي تبيع بضائعها بأسعار رخيصة عند انتهاء الموسم، وبالنسبة إلى البضائع الأخرى من أدوات منزلية وأجهزة كهربائية فإن مصادرها تتنوع، ما بين شخص يريد بيع أثاث منزله لحاجة مادية، أو عائلة ميسورة ماديا ترغب في تجديد عفش المنزل..».


جانب من السوق.

وبين "الطويل": «أن أسعار المحلات في السوق تتراوح بين أربعة وثمانية ملايين ليرة سورية، فيما يصل أجرها الشهري إلى خمسين ألف ليرة ويعوض أصحاب المحلات قيمة الايجار عادة من تأجير مقدمة المحل للبسطات المحمولة على العربات».

واعتبر "الطويل" «أن رواد السوق وزبائنه هم من الدراويش والطبقة الفقيرة التي تبحث عن منتجات رخيصة تتدبر فيها أمورها، إضافة إلى بعض الزيارات من الأشخاص الميسورين الراغبين في البحث عن قطع أثرية وقديمة، حيث تتواجد في السوق الكثير من المنتجات النحاسية والعملات القديمة».


صاحب محل لبيع الاجهزة الكهربائية

وعن حركة البيع والشراء قال: «بشكل عام لا يوجد موسم معين تنشط فيه حركة البيع والشراء، فالزبائن يجوبون السوق في كل الأوقات ويتوقف حجم البيع على مدى الرقابة التي تفرضها المحافظة، ففي حال خفت الدوريات على السوق تنشط حركة البيع بشكل كبير، وفيما عدا ذلك فإن البيع والشراء يبقى متبايناً».

وأكد "الطويل «أن أكثر من سبعمئة شخص يعملون في هذا السوق وهم بحاجة ماسة إلى تنظيم عملهم ومنح الرخص اللازمة للعمل بحرية في هذا المكان، علماً أننا ندفع ما يترتب علينا من ضرائب ورسوم بشكل دائم ومنتظم».

وفي وسط السوق شاب ينادي على ستر جلدية بأسعار رمزية لا تتعدى خمسمئة ليرة سورية، سألناه عن اسمه فأصر على أن يقول "أبو عبدو" فقط، أما عن بضائعه فقال: «إنها ستر جلدية تركية من نوعية ممتازة ولن تجدوا مثلها




بضائع غريبة ومتنوعة

__________________



منقووول