تختلط رائحة الكتب في المسكية بروائح العطور فغالبا أصحاب المكتبات يخصصون ركنا للعطور كرمز يذكر بما كان قائما عليه السوق في العهود السابقة حيث كان باعة السوق متخصصين بالعطر الشرقي الشامي المسك الى جوار عطور أخرى ومن العطر الشهير استمد اسميهما السوق والساحة بعد أن كان اسمه سابقاً سوق الكتبيين أو الوراقي.


يتخذ سوق المسكية طابعاً مميزاً خلال شهر رمضان الكريم تنبع من خصوصية المكان بين أعمدة معبد جوبيتر الدمشقي الذي يشكل نهاية سوق الحميدية العريق وقبالة الباب الغربي للجامع الأموي أحد معالم دمشق المهمة.


ويشكل السوق رغم الحيز الصغير الذي يشغله نقطة جذب يومية بانفتاحه على ساحة المسكية التي تجمع في رحابها العديد من زوار الجامع والسياح والمتسوقين من سورية ودول عربية وأجنبية مختلفة قبل ان تستهويهم الدروب المؤدية الى احياء دمشق العتيقة ورحاب الجامع الأموي.

ويتعزز دور السوق مع الأيام الأولى للشهر الفضيل وتزداد حيويته مع اقتراب عيد الفطر رغم ان عدد المحلات لا يتجاوز الاثني عشر متحولاً إلى ركن اساسي يتناغم مع العناصر المعمارية المجاورة له ومتطلبات الصائمين والسياح والزوار لاحتوائه في جزء منه على مكتبات وفي قسم آخر على محلات خاصة بالسبحات والعطور.

ويزيد الاقبال خلال شهر رمضان على ما توفره عادة المكتبات في السوق من الكتب والتسجيلات الدينية والمصاحف وكتب تفاسير القرآن الكريم والاحاديث النبوية ورياض الصالحين والأذكار الى جانب السبحات والبخور واعواد السواك والطواقي وسجادات الصلاة والعطور وهدايا الزينة للعيد ومناسبات الحج والعمرة ومولد النبي ص.

من يؤمون الجامع الاموي هم في الغالب زوار السوق بحكم قربه الشديد منه وكذلك قاصدو سوق الحميدية ومدينة دمشق القديمة من جميع انحاء العالم سوريين او من بلدان عربية واجنبية.



ويمكن طلب المسك بنوعيه الاسود والابيض وعطر الكعبة والياسمين والفل والكاردينيا والعنبر والليمون والبنفسج الى جوار العطورات الغربية , أنواع العطور الشرقية الشامية في رمضان تلقى قبولا اكثر يتطيب منها الصالحون كما يتم تعطير البيوت منها وخاصة في رمضان وعيد الفطر.


ويعد سوق المسكية المكان الامثل لمشاهدة انواع فريدة من السبحات وطيف واسع من الالوان تتنوع المادة التي تشكلها ما بين الصدف والفيروز والحجر والخزف الصيني والكريستال , يوجد تشكيلة واسعة من السبحات الشعبية وتبدأ من السبحة العادية الى السبحة الخمسمية والألفية بأسعار تتراوح بين مئة ليرة واربعمائة ليرة ونشير الى زيادة الطلب على السبحات في شهر رمضان خاصة السبحة ذات الخمسمائة والألفية وتستخدم عادة من قبل عدد من الاشخاص يجلسون معاً يلتقط كل شخص طرفا من السبحة ويبدؤون معا بذكر الله.


ولا يخلو السوق من الهدايا وادوات الزينة التي يبدأ اهتمام أصحاب المحلات بها مع اقتراب عيد الفطر .


سوق المسكية يعتبر ممراً إجباريا للعبور من سوق الحميدية إلى الجامع الأموي وسوق البزورية ومقهى النوفرة باتجاه احياء دمشق القديمة , حيث يتوقف المارة لتفحص محتوياته مستمتعين بالمرور فيه وكأنهم أمام تحفة تتجدد مع كل وقت ولا يمكن المجيء الى دمشق دون زيارة المسكية وحمل بعض الكتب والهدايا بقصد الذكرى