معارضون إيرانيون يجتمعون في لندن لبحث آليات إسقاط النظام

نظم معارضون إيرانيون مؤتمراً في لندن, خلال اليومين الماضيين, حضره ممثلون عن جميع الفصائل وشخصيات إيرانية معارضة, باستثناء منظمة "مجاهدي خلق", لبحث تأثير الصحوة والديمقراطية في العالم العربي, على مستقبل إيران, والعمل على إسقاط النظام القائم في طهران وإيجاد بديل له.
وشارك زعماء الأحزاب الإيرانية المعارضة من "الحزب الملكي الدستوري" وتنظيمات اليسار واليمين واليمين الوسط, وممثلون عن القوميات الفارسية والعربية والكردية والأذرية والبلوش وعدد من ممثلي زعماء الإصلاح, إضافة إلى الناشطة مهرانكيز كار والصحافية البارزة نوشابة أميري في جلسات المؤتمر وعدد آخر من النساء, بعضهن من الحركة الإصلاحية.
وذكر موقع "العربية نت" الإلكتروني, أمس, أن أهمية المؤتمر تأتي كونه انعقد بعد الضجة التي أثارها فيلم انتجته وزارة الاستخبارات الايرانية, زعمت فيه أنها اخترقت المعارضة في الخارج من خلال محمد رضا مدحي الذي يتردد أنه أشرف على مؤتمر سابق عقد العام الماضي في باريس.
ونفى المعارض الإيراني البارز علي نوري زادة الذي أدار المؤتمر, أي صلة بين المؤتمر السابق الذي عقد في باريس, والمؤتمر الحالي في لندن, مؤكداً أن المؤتمر الأخير هو في إطار محاولة لبحث تطورات المنطقة العربية, وتوحيد الرؤية الايرانية لدى المعارضة نحو تغيير النظام وايجاد نظام بديل تشارك في ادارته جميع فصائل الشعب الايراني.
ورغم التطمينات والإجراءات الأمنية المشددة, لوحظ أن هناك مخاوف لدى الكثير من الحاضرين من أن تخترق إيران هذا المؤتمر.
وقال أحد المنظمين إن التلفزيون الحكومي الرسمي الإيراني طلب تغطية المؤتمر, لكن تم رفض الطلب, إلى جانب رفض حضور نحو 250 ايرانيا أرسلوا رسائل الكترونية عرضوا المشاركة, حيث قال مسؤول عن أمن المؤتمر إن النظام كان يخطط لإرسال هؤلاء للمشاركة بصفة معارضين.
وبحث مؤتمر المعارضة بشكل معمق شكل النظام المقبل, ليتم الاتفاق مبدئيا على أن ذلك يتحدد عن طريق الاستفتاء العام بعد سقوط النظام الحالي.
وتم التأكيد أيضا على فصل الدين عن الدولة وإقامة الدولة المدنية, ورفض التدخل الأجنبي وخاصة العسكري منه, على على غرار ما حصل في العراق وايران, وأن يجري التغيير على طريقة ما جرى في تونس ومصر في اطار وحدة الأراضي الايرانية, كما جرى التأكيد على وضع دستور مقبل على أساس الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
وفي ما يتعلق بمستقبل ايران الاقليمية والدولية, تم بحث معمق لآفاق ومستقبل علاقات ايران مع دول المنطقة بشكل خاص والدول الغربية, وروسيا والصين.
وسيطر تأثير الصحوة الديمقراطية في المنطقة العربية على حركة الشعب الايراني واحتجاجات مابعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت في ايران في يونيو العام 2009 وسقف المطالب الشعبية, فعرض معارضون بينهم باحثون ومسؤولون سابقون في النظام, مقاربة بين الثورات العربية والاحتجاجات الايرانية, وأجمعوا على أن القمع الشديد الذي مورس مع المحتجين السلميين, فاق التصور, ولم يكن بقسوة مامورس مع الثورتين التونسية والمصرية بشكل خاص.
وقال محسن سازغارا, أحد مؤسسي "الحرس الثوري" الايراني, إن آلة القمع ل¯"الحرس الثوري", ساهمت أيضا, بشكل أو بآخر في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد الثورة في سورية.
من جهته, قال المعارض كريم بني سعيد عبديان عن الأقلية العربية, إن شعارات قادة الإصلاح لم تستوعب مطالب القوميات الايرانية غير الفارسية, داعيا الى اعتراف ممثلي المعارضة بحقوق الأقليات, سيما وأن ايران تتألف من شعوب وقوميات عدة وليس من قومية ايرانية فارسية, كما أكد على أهمية اعتراف ممثلي المعارضة خاصة الفارسية, بحقوق القوميات قبل تغيير النظام الحالي.
وشارك الناشط الطلابي سعيد قاسمي نجاد بمداخلة أثارت نقاشا حول إخفاق المعارضة الاصلاحية في ضمان استمرار احتجاجات الشارع, كما وجه انتقادات قوية لزعماء الاصلاح ورآى أنهم لم يستوعبوا سقف المطالب الشعبية نحو تغيير النظام برمته.