"جوري" أو "هند" هما اسمان لطفلة واحدة أراد لها القدر أن يحملها هديته التي أثقلت رأسها وأجبرت عينيها على الـ "زوغان " مطلقة العنان لأسئلة كثيرة .
"هند" الطفلة ذات الربيع الواحد "اليتيم" كانت أورثتها الولادة كتلة دماغية جاثمة في رأسها وأورثتنا الكتلة من نظراتها الشاحبة .. ولادة !!
وللولادة طقوس لا يعيها الطفل .. أو يعيها ولا يستطيع إفشاء أسرارها ، فلعلها أرادت أن تصرخ .. أعيدوني فمعي حمولة زائدة إلا أن أصابعها الصغيرة لم تقوى على دفع تلك الكتلة عن رأسها .
" هند " حضرت إلى مكتب عكس السير وببراءة الطفلة ذات "العام الواحد " فضلت النوم "المؤلم" ، على أن تستمع إلى حديث الصحفي مع الأب اليائس الباحث عن بصيص أمل الذي روى قصة "هند" بكل فصولها .
تبدأ القصة وبحسب والد "هند" من عينيها ، إذ بدأت العينان تزوغان يميناً وشمالاً ، وبفحص الطفلة تبدو خالية من جميع أمراض الـ سحايا ، والسرطان ، والغدد .. لتقفز "كتلة" في أسفل دماغها وتنادي .. أنا هنا !!
الكتلة الدماغية والتي أشار الأطباء إلى أنها ستؤدي إلى شلل دماغي لو لم يتم إجراء عملية إسعافية سريعة ، تحولت بعد ذلك إلى اختلاطات ستودي بحياة "هند" .
الأب .. الذي استنفذ قدرته المالية لجأ أخيراً إلى الجمعيات الخيرية ليستدين تكلفة العملية "الإسعافية" (250 ألف ) إلا أن الجمعيات "الخيرية " أصرت أنها لا تساعد الأطفال تحت سن الخمس سنوات .. لأسباب أجهلها ، ربما لأنهم لا يستحقون الحياة بعد بوجهة نظرهم .
ويصف الطبيب المعني بإجراء العمل الجراحي حالة "هند" بأنها تحمل "كيسة" دماغية ورمية منذ الولادة وهي بحاجة إلى للاستئصال الفوري بعمل جراحي .
وإلى أن تقتنع الجمعيات الخيرية بوجوب إسعاف الأطفال تحت الخمس سنوات أو أن يزحف الـ "مال" إلى أيدي الوالد ، تبقى "هند" تفضل النوم المؤلم على أن تسمع ضجيج المحيطين بها أو أن يزكم أنفها غبار المعاملات والجمعيات .

مصدر عكس السير
ويلي حابب يتبرع ويساعد البنت الرقم موجود بعكس السير