تطفو على سطح المياه وحيدة، تفصلها عن الرحم الذي ولدت منه /3/كم فقط، الوليد الوحيد لهذه الأم حمل في ثناياه كل ما تحمله أمه من ميزات بشكل صغير على قدر حجمه وعمره ..

وللوصول إليه وسيلة خاصة تلفك بخيال الماء والشمس، ولرائحتها نشوة التزاوج بالماء والسماء ..‏‏

‏‏

إنها جزيرة أرواد .. حين تنفس البحر عشقاً واستفاق الغيم مطراً، فنهضت اليابسة من عمق البحر كي تلتقيه، وكان العناق جزيرة وكانت أرواد حلماً صاعداً للأعالي، صرخة للحرية .. شراعها صامد في وجه الريح والزمن كسفينة حجرية تكسرت على أطرافها أمواج التاريخ المتتالية ..‏‏

تاريخياً‏‏

اسمها القديم أرادوس، (رفاد - أرفاد) أو أرواد ويعني بالفينيقية الملجأ أو الملاذ، أبعادها 740 × 400 م . تبعد عن طرطوس/3/كم باتجاه جنوب غرب،سكنها الكنعانيون أواخر الألف الثالثة قبل الميلاد، ضمّها الملك سرجون الأكادي إلى مملكته عام 2350 ق0م، وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثيين وشعوب البحر الذين خرّبوها، كما خضعت لحكم ملوك آشور والكلدان والفرس والإسكندر المقدوني الذي لم يستطع الاحتفاظ بها.‏‏

وفي عام 64 ق.م تبعت للحكم الروماني حيث فقدت أهميتها، وبعد انقسام الإمبراطورية لحقت ببيزنطة حتى استعادها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان عام 649 م على يد القائد جنادة بن أبي أمية، ثم احتلها الصليبيون وبقيت بأيديهم إلى أن حرّرها السلطان قلاوون عام 1302 م،وفي عام 1516 م خضعت أرواد للحكم العثماني، واتُّخذت مقرّاً لأحد قادتهم العسكريين حتى الحرب العالمية الأولى، حيث أصبحت مركزاً للجيش الفرنسي ومعتقلاً للأحرار، ولقد استطاع الأرواديون أن يكوّنوا مملكة واسعة تمتد حتى نهر العاصي شرقاً، والبحر المتوسط غرباً وإلى الشمال اللبناني جنوباً وخليج إسكندرون شمالاً، وقد بلغ هذا التوسع ذروته في القرن الثامن قبل الميلاد، وممن دخل تحت سيطرتها صهيون (قلعة صلاح الدين حالياً) ومريامين وشيزر وربما مملكة بيت أغوشي في حماة (تل رفعت حالياً ومملكة سيميرا(تل كزل) وعمريت(ماراتوس) وأونيدرا(تل الغمقة) وكارنة (القرنين شمالي طرطوس بالانيا (بانياس) وكابالا (جبلة) وتبّة الحمام وتل الحصين وتل سوكاس، أضف إلى أن ما يعرف بحصن سليمان كان محراب أرواد المقدّس 0 وأهم مراكزها الأثريةالتي تعود إلى الفترة الفينيقية :‏‏

‏‏


1 الصخرة الرئيسة : الجزيرة بكاملها بأعلى ارتفاع لها والبالغ 14 م وهو ارتفاع أساسات القلعة الحالية 0‏‏

2 بنت أرواد : تقع إلى شمال الصخرة الرئيسة، طولها 50 م، وعرضها 25 م وارتفاعها 3,3 م فوق سطح الماء 0‏‏

3 صخرة البنات : جنوب غربي الجزيرة، طولها 50 م وارتفاعها 3,3 م‏‏

4 سور أرواد الفينيقي : يبلغ طوله بوضعه الراهن 1534 م، وقد كان مبنياً بالحجارة الضخمة المنحوتة بحجم متوسط 4 ×2 ×2 م0 يرتفع في القسم الغربي منه بمقدار أربعة مداميك ويتدرّج في الانخفاض حتى يصل إلى مدماكين في الجزء الشرقي والملاحظ أن السور قد انهار، وما بقي منه سالماً يدعى (البرج الأحمر) و (برج المحارة) وهما دلالة على عظمة هذا السور الذي كان للعواصف تأثيراتها الكبيرة عليه مما أدّى إلى سقوط حجارته في البحر (القسم الشمالي منه) وفي الداخل (القسم الجنوبي والغربي منه) .‏‏

إن الغرض من تصميم السور هو حماية الجزيرة من الأعداء وأمواج البحر العاتية لكن ّالسؤال المطروح دائماً : من أي تمّ تأمين حجارته الضخمة ؟ ! لاشك أنها اقتطعت من الجزيرة ذاتها بطريقة التفريغ بين أساس السور الحالي والبحر وصخرة البنات وأماكن أخرى مختلفة 0‏‏

5 المسبح الملكي ومسبح الأعيان في الجهة الغربية الجنوبية‏‏

6 المرفآن الاصطناعيان المنفصلان بوساطة مكسر يدعى السنسول في القسم الشرقي من الجزيرة، وقد طمست معالم القسم الشمالي بإقامة رصيف حديث عليه، في حين القسم الجنوبي مغمور بالماء0‏‏

7 المرفأ الجنوبي : ويدعى الجرينة حيث كان يستخدم لتفريغ الصدف الذي كان يستخرج منه صباغ اللون الأرجواني الذي اشتهر به الفينيقيون 0‏‏

8 المرفأ الشمالي : كان يستخدم لرفع السفن وإنزالها إلى البحر(مزلقان) حتى وقت قريب 0 إلا أن الرصيف والكورنيش المحدثين أزالا معظم أقسامه 0‏‏

9 معبود أو إله أرواد .‏‏

10 الكهوف :تظهر على الجزء الغربي للجزيرة وهي محفورة بالصخر وربما استخدمت لغايات اقتصادية0‏‏

المباني التي تعود للفترة العربية هي القلعة المركزية (يعتقد أنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها) البناء الخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية، و القلعة الساحلية (معروفة بالبرج الأيوبي) تقع في الجهة الشرقية من الجزيرة، وتشرف على المرفأ 00بالإضافة للنسيج العماني العربي والمكون من الأزقة والبيوت العربية والجوامع والحمام العثماني.‏‏

‏‏قلعة أرواد


يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر – الرابع عشر قبل الميلاد 1958م يعتقد أنها أقيمت مكان حصن مراقبة أقدم منها يعود إلى عصر ما قبل التاريخ .البناء الخارجي مع أبراجها الأربعة عربي يعود إلى فترة الحروب الصليبية، أما أقسامها الداخلية فإنها من العهد العثماني، أقيمت مكان المنشآت العربية . استخدمت في العهد التركي كثكنة للجنود الأتراك وفي العهد الفرنسي جعلت سجن للمناضلين ضد الاستعمار.‏‏

تحتل القلعة وسط جزيرة أرواد في أعلى مكان منها يدخل إليها بواسطة درج يؤدي إلى الباب الرئيسي الذي يفضي إلى بهو داخلي مسقوف يحوي بابين جانبي يؤدي عبر درج إلى السطح وباب آخر مواجه للمدخل الرئيسي يؤدي إلى الفسحة الرئيسية المكشوفة للقلعة والتي يحيط بها ثماني عشرة قاعة ذات سقوف معقودة مبنية بالحجر الرملي وقائمة على السور الخارجي للقلعة والمزود بثلاث أبراج دائرية كما يحوي الجزء الأعلى من السور على مسننات من الحجر في وسطها مرامي سهام كما تحوي في جزئها الشمالي الشرقي على جامع يعود إلى المرحلة العثمانية .‏‏

مبنية بالحجر الرملي المنحوت يدوياً بعد جدرانها مكسوة بالطينة التقليدية وبعدها الآخر مكحلة بالكحلة الغائرة، وهي من القلاع التي سجلت أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م .‏‏


البرج الأيوبي



بناه العرب ويعود إلى القرن الثالث عشر – الرابع عشر قبل الميلاد تقع في الجهة الشرقية من جزيرة أرواد .سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م‏‏

يقع البرج الأيوبي في الجهة الشرقية لجزيرة أرواد وهو يشرف مباشرة على مرفأ أرواد.‏‏

يتم الدخول إليه من الباب الرئيسي في الواجهة الجنوبية يعلوه الشعار اللوسياني يفضي إلى بهو مسقوف بشكل عقدي يحوي على بابين جانبي يؤدي إلى غرفة جانبية والآخر مواجه مباشرة للباب الرئيسي المؤدي إلى الفسحة المكشوفة والتي يحيط بها أربع عشرة قاعة إضافة إلى قاعة المدخل مسقوفة بشكل أقبية أو عقود متقاطعة ومبنية بالحجر الرملي إلا أن إحدى القاعات لا يمكن الدخول إليها لأنها ألحقت بالجامع المجاور للبرج‏‏

الطابق الثاني مربع الشكل مزود في زاويته الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية ببرجين دائريين يتم الوصول إليه بدرج حجري ضيق من بهو الدخول المؤلف من خمس قاعات .‏‏

السور القديم


تظهر فيه آثار فترات زمنية مختلفة بدءاً من العهد الفينيقي .سجل أثرياً بالقرار 8/آ تاريخ 14/1/1958م .‏‏

يبلغ طوله بوضعه الراهن 1534 م، وقد كان مبنياً بالحجارة الضخمة المنحوتة بحجم متوسط 4 ×2 ×2 م لاشك أنها اقتطعت من الجزيرة ذاتها بطريقة التفريغ بين أساس السور الحالي والبحر وصخرة البنات وأماكن أخرى مختلفة 0 يرتفع القسم الغربي منه بمقدار أربعة مداميك ويتدرّج في الانخفاض حتى يصل إلى مدماكين في الجزء الشرقي ..‏‏

والملاحظ أن السور قد انهار، وما بقي منه سالماً يدعى (البرج الأحمر) (برج المحارة) وهم دلالة على عظمة هذا السور حيث كان للعواصف تأثيراتها الكبيرة عليه ما أدّى إلى سقوط حجارته في البحر (القسم الشمالي منه) وفي الداخل (القسم الجنوبي والغربي منه) .‏‏