المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البرقع .. زينة وأنوثة ----------------------------------------------------------------------------



ماهرالفيزو
02-25-2012, 08:32 PM
http://www.raya.com/mritems/images/2012/2/18/2_624950_1_206.jpg

قديما كانت الفتاة تستخدم البرقع أمام زوجها وتتزين به في المناسبات
لكل امرأة طريقتها الخاصة في وضع غطاء الوجه

من صنعاء- منقول
له مسميات وأشكال عدة، كلها تؤدي نفس الغرض المنشود، فكلمة برقع، لثام،غطاء، نقاب، خمار، أسماء متعددة بتعدد محافظات اليمن، وكلها مفردات تراثية قديمة ترتبط بعادات وتقاليد المرأة اليمنية سواء في الماضي أو الحاضر،هذه المفردات تلتصق بالزي الشعبي الذي ترتديه اليمنية عادة عند الخروج، ففي القديم كان لازما على المرأة اليمنية أن تغطي به وجهها ماعدا العينيين كونه يعتبر احتشاما وسترا، فالبرقع سمة لابد منها لإضفاء الكمال المنشود على شخصية المرأة اليمنية وأنوثتها، تلك الأنوثة التي تتغلغل في هيئتها وملبسها.

وتقول الوقائع إن الأهل قديما كانوا يلبسون ابنتهم البرقع مع بدء سن البلوغ، ولا يسمح لها أن تظهر خارج المنزل مكشوفة الوجه في أغلب المحافظات اليمنية.

وتذكر الجَدة أم عبد العالم( مابعرفا انا) أن البرقع كان من أهم ما تتزين به المرأة قديماً في جميع المحافظات اليمنية، وهو يميزها ويميز طلتها، وكانت المرأة قديما وخاصة في القرى تتزين بالبرقع في أوقات المناسبات السعيدة وتنتقي لتلك المناسبات أفضل أنواع الأقمشة وأجمل الألوان، وأيضا تتزين به العروس في حفلة الزواج(الغسل) وتكون مزينة بالخرز والتطريز والشك القديم الذي يضفي عليه نوعاً خاصاً من الجمال والرتابة التقليدية وتضيف أم عبد العالم أن "البرقع" لم يكن لزينة المرأة قديماً، بل حتى في الوقت الحالي الذي شهد تطورا في شكل البرقع وطغت عليه الموضة،ما زالت المرأة تتزين به حتى الآن أثناء خروجها من منزلها في مجتمع يفرض على المرأة اليمنية أن تغطي وجهها عند الخروج من المنزل، إلاّ أن طريقة حياكته، وقماشه، وبعض موديلاته اختلفت عن الطريقة الحالية التي طغت عليها النقوش والتطريز والكريستالات.
وتضيف أم عبد العالم في السابق لم يكن مقتصرا ارتداء البرقع على النساء الكبيرات، بل تلبسه الفتيات في بعض المناطق الجنوبية كشبوه وحضرموت والمكلا وهذا كله على حسب عادات بعض القبائل اليمنية، وهناك أيضا بعض النساء في بعض القبائل يتنافسن في لباسه والتزين به باختيار ألوان زاهية وبتطريزات جميلة، لأنها تتخذه جزءاً من حياتها إذ أنها دائمة اللباس له حتى في منزلها أمام زوجها وأبنائها.
ومع تطور الأوضاع والتبدل الواضح في الحياة الاجتماعية، بدأ شكل البرقع اليمني بالتغير على حسب مناطق اليمن ومحافظاتها التي ما زالت محافظة على العادات والتقاليد المتبعة.

يقول هلال محمد الزمر وهو خياط بصنعاء ولدية خبرة سنوات طويلة في خياطة البراقع : غطاء الوجه أو البراقع بات يأخذ أشكالاً عديدة جدا وأنماطا مختلفة،فقد أصبح لكل امرأة طريقتها الخاصة في وضع غطاء الوجه. ففي السابق كان شكل البرقع موحدا وهو السائد في لبس النساء ولكنه كأي شيء تأثر بهذه التغيرات الثقافية والاجتماعية، فأصبحت النساء يغطين وجههن بالكامل بطبقة واحدة من القماش أو بأكثر من طبقة وبأكثر من شكل، كما أن هناك نساء احتفظن بشكل البرقع ولكن مع بعض التطويرات عليه سواء في اختيار خامة القماش أو شكل البرقع.
وعند سؤالنا عن سبب اختلاف الناس بلبس غطاء الوجه؟ فأجاب قائلا: إنها الأذواق والموضة، كما يختلف الرجال بلبس ثيابهم تختلف النساء باختيار ما يناسبها من براقع، وهي تتعلق بالأذواق وليس أكثر خاصة وأن البرقع لا يخل بشروط تغطية المرأة لوجهها ويمنح المرأة شكلا طبيعيا ومتناسقا، ويساعد المرأة أكثر على الرؤية وهي مرتاحة والتصرف بحرية أكثر.

وأما عن تسميات البرقع الحديث فيقول هلال: هناك عدة مسميات طرأت على البراقع وكلها تتبع الموضوع فمثلا هناك برقع خليجي عشرين، برقع مهند،برقع فراشة،برقع بالونة، برقع المربع، وكل برقع يختلف عن الآخر من حيث شكل القصة وخامة القماش الذي عادة ما يكون من الحرير الطبيعي.

يقول محمد السروري وهو خياط متخصص بخياطة البراقع :"البرقع" يعتبر زي المرأة الموحد، يأتي على عدة أنواع وأحجام وأشكال، وأسعاره تتفاوت حسب المواد المستخدمة في صناعته وحياكته وعلى حسب مواصفات الحياكة،وأيضا بحسب جودته وتصميمه، فهناك براقع قد تتجاوز قيمتها الحدود المعقولة، بينما هناك براقع أخرى تكون أسعارها مقبولة وبمتناول الجميع، وعادة ما يكون المحدد الأول لسعر "البرقع" هو الخام أو القماش المصنوع منه.

وحاليا مع الأزمة التي نواجهها في اليمن من انعدام الكهرباء وشح البترول والديزل، كل هذا وذاك أدى إلى تقلص حجم الإنتاج والمبيعات.


__________________