المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جرب ان تعيش



انس.
02-28-2012, 04:04 PM
كــيـفَ تـتــمَـــتــَّـــعُ بِـبـُــؤسِـــك !

حاول الاستفادة .....ستستفيد ان شاء الله


انتشرت في أيامنا هذه حالةُ اليأْسِ ، فتجد هذا يعمل بألمه ، وتلك تدرس ببُؤسِها ، وهذا يتمشّى بحُزنه ، فباتَ العالم والناس والمجتمع يدورون بدوامةٍ تعيسةٍ ، وبحقبةٍ زمنيةٍ سوداءَ من العذاب اللّامنقطع. حتى تصل لدرجة أن البعض يريد حُـكـمَـاً مـُحـَـلّلاً للانتحار .. ولو وجده لفعل!! ما أريده منك عزيزي المبـتـئـِس الـمُـنـكَـسِر أن تُعطِنِي كامل انتباهك وتغلق عينيك عمّا حول الشاشة للحظات. نعم. ابقَ لوحِدك قليلاً مع بعض السطور القادمة.



إن التّـأمُّـل عبادةٌ ربانيةٌ ؛ أمرنا ربُّ العزَّةِ والجلالات من فوق سبعِ السّماوات بالتأمّلِ في خلقه وملكوت صنعه ، إن التّـأمُّـل رياضةٌ روحيةٌ ، تصفيةٌ ذهنيةٌ ، وسرٌّ للطاقة البشرية ، فبالتأكيد أنك شاهدت أحد فنون القتال كالنينجا والكونغ فو وغيرها في أحد الأفلام ؛ ستجدُ أن تدريبهم الأوّل هو القدرة على التّـأمُّـل والاسترخاء ، والجلوس تحت الشلالات وأعالي المرتفعات للعديد من الساعات. وكل هذا لجمْع الطاقة الدفينة بداخلك ؛ وتوجيهها كما تريد. إن المتأملين بعظمة الكون أسلموا ؛ والمتأملين بغرائب الطبيعة اخترعوا ؛ إن الاستشعار والتّـأمُّـل قوىً خارقةٌ للروح البشرية لا يدركها إلا من جربها.




عندما تعيش حالةً من البؤس والانكسار أريدك أن تستمتع بكل لحظة فيهم .. أن تتأمُّـل كل متعةٍ فيها. نعم تـمَـتّـع بـبـُـؤسِـك !! واستشعر هذا الانكسار بكل جوارحك !! خـُذ نفساً عميقًا وأعلم أنك تعلم أنك في حالٍ من اليأس ، استشعر مكانك الذي أنت فيه ، استشعر الأثاث الذي حولك ، استشعر الأرض التي تحتك ، ركّز في نفسك وبداخلك .. استشعر أنفاسك الآن ، ركّز في ذاتك ، راقب الأشياء التي حولك ، راقب تساقط الأوراق ، انتبه لتوزيع الإضاءة حولك ، استمع للأصوات كلاً على حدة ، واستشعر الوقت ! نعم أنت تعلم الآن أن عاطفتك محطّمة ، وأنت الذي تقوم بذلك ! تأمّـل قليلاً..وامتلك نفسك ، اطرُد كُرهك وغضبك وحزنك ، ابتسمْ وتفاءلْ ؛ فما زال كلُّ شيءٍ تحت السيطرة.





عندما تتحدث مع أصدقائك ؛ استمتع بالحديث معهم ، استمتع فعليًا بذلك ، ركّز في كلماتك ، اضحك بصوتك ، لا تفكر في مصائبك وماضيك ولا مستقبلك ، عطِّل ذاكرتك ، خُذْ نفسًا عميقًـا مرةً أخرى وانسَ وتناسى إن لم تستطع ؛ فسوف تنتقل تلك التي تتناسها إلى النسيان تلقائيًا مع التدريب المتواصل. عندما تغفو على فراشك ؛ تـأمَّـل الراحة ، استشعر الهدوء والظلام الذي حولك ، وتحسًّس الفراش الوفير الذي تحتك. عِشْ بحلمٍ ، عِشْ بقوةٍ وأملْ ، فكّر بعقلك ، واترك عاطفتك قليلا ً.واستحضر الإيجابيات ! فعقولنا اللّاواعية ترسم السواد لنا بغير إرادتنا ونحن من نريد لها ذلك ! كيف؟
ركّز معي الآن .. واقرأ الجملة التالية : “لا تفكّر في سيارةٍ حمراء ، لا تفكّر في سيارةٍ حمراء” قُلْ لي ما الذي خطر ببالك ؟ نعم. لا تستغرب ذلك ! إن أوّل ما خطرَ على بالك هي سيارةٌ حمراءُ بغض النظر عن نوعها. حيث لا تستطيع التحكّم بعقلك اللْاواعي فهو يُفكّر كما تريد دونما إرادتك !
فلنجرّب تمرينًا آخر : تخيّل معِي أننا نريد عمل إعلانٍ لمنتج ٍما ، وذهبنا لزبونٍ معينٍ وقلنا له : “نحن لا نسرقك ، نحن لسنا شركةً نصًابة!!” وذهبنا لآخرِ وقلنا له : “نحن شركةٌ متميزةٌ وصادقةٌ نقدّم خدماتنا بكلِّ أمانةٍ” .. هناك فرق ! رُغم أنّ المغزى والمعنى واحدٌ ؛ وهو أنها شركة تقدّم خدماتها بشكلٍ صادقٍ






لا تعِش بفوضى. رتّب حياتك ولا تجعل منها ورشةً ! فهنالك الوقت للأكل ، لا تشاهد التلفاز وأنت تأكل! فهذا وقت الأكل ، دعْ جسمك يتمتّع بوجبته ، وتلذَّذ بالطعام الذي تأكله. عندما تصلّي ؛ ركّز في صلاتك ودعْ روحك تتمتّع بغذائها ، عندما تسير بالسيارة تـأمَّـل الطريق واستشعر القيادة ، استشعر البيئة التي حولك ؛ في السيارات التي تسير بجوارك؛ ستجد نفسك تريد القيادة بشكلٍ أشدَّ حذرًا وأكثر انتظامًا ، عندما تسمتع إلى الصوتيات بكل أنواعها اسمعها بكل جوارحك ، ركّز في كل شيءٍ فيها ، استطعِمِ النغم وعِش اللحظة ! ولا تفعل شيئًا آخر وقتها حتى لا تعيش في الوهم !

حوّل من معاناتك لعبادة ، اصبرْ واشكرْ وتوكّلْ ، استشعر عذاب الدنيا وقارنه بروعة الجنة ، استمتع بإنجازاتك وقدراتك ، فوصولك لهذا السطر إنجازٌ ، افخر به وواصل المسير . لقد انهيت دراسة السنة الماضية بغضِّ النظر عن نتائجها فلقد أنهيتها ونجحت!
منّا من يستطيع الضحك ، ومنا من يكثر البكاء ! حتى يا من تبكي ؛ تمتّع ببكائك. إنّ من يبكي؛ هو يريد ذلك. واسأل من جرب البكاء وكيف هي الراحة بذلك. لا تتهاون في إنزال دموعك عندما تناديك، تمتع بها، واستشعر طعمها حتى عند أشدّ المصائب!
يتقشعر البعض من الروتين ؛ لعدم تذوّق طعمِ الحياة ، لو استيقظت في صباحك وأنت تستشعر أشعة الشمس ، وتأملت قدرة الخالق كل يوم ، وتمتّعت بوجبة إفطارك ، وكيف هي كانت لك ولم تكن لخيالك ، لجعلت من الرّوتين أمراً خارقاً!




إن البعض يقضي الأوقات الطوال على شاشات التلفاز ، والبعض على شاشات الحواسيب ، ومنا من لم ترهقه قطٌّ مسيرة الشوارع ! هل سألت نفسك لماذا أنت قد لا تطيقُ أحدها ولو بشغلٍ طارئ؟ إنّ كلَّ من يفعل هذه الأعمال يعيشها بلذّتها واستشعارٍ كاملٍ بمتعتها فكيف تفرق بين المُحِبِّ ومن يحبُّ بشتّى الطرائق !
عند مواجهة المشاكل والمصائب ، عندما يستفزك رجلٌ شاردٌ ، أو امرأةٌ على طارئ ! قف قليلاً .. تمهّلْ .. استشعر وتأمّل .. لا تغضب .. تكفيك هذه الحكمة .. فمهما تصرفت بعدها سيكون أفضل مما قد يكون قبل ذلك !عند دراستك وأداء عملك ركّز فيها وابتعد عن الشوارد .. فعقلك قويٌّ بما يكفي لتجاوز هذه المرحلة ، وستجِدُ العجب والعجائب !



اجعلْ من ألمك لذةً .. فما ألذَّ عذاب المتعةِ ومتعة اللّذةِ .. فيا ترى هل هناك من معتبرٌ وسامع ؟ وتذكّر ..كلما ازددت تمتعاً بالانكسار.. ازددْتَ متعةً بالانتصار

جروووح
02-28-2012, 06:00 PM
اجعلْ من ألمك لذةً .. فما ألذَّ عذاب المتعةِ ومتعة اللّذةِ
الله الله على النصائح
ولكن من يسمع
فى لحظات البؤس والضياع .. تجدى الاذن تعجز عن السمع
والعقل يعجز عن التفكير
ونسأل الله ان يرحمنا ويرفع عن اليأس والاحباط
فليس لنا سواه نطلب منه ان يرفع عناالبؤس
ومن لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا
و ما عند الله خير و أبقى
موووضوع قيم
يعطيك العافية

Sanaa
02-28-2012, 07:26 PM
من منا لم يمر بلحظات قاسية في حياته !!

من منا لم يواجه الكثير من العقبات و المعوقات في مسيرة حياته !!

و لكنها الحياة ...... إنها حكمة رب العباد في خلقه ...

طبيعي جدا مرورنا بأوقات صعبة من الممكن أن تولد داخلنا لحظات يأس معينة .... و لكن الخطأ أن نستسلم لتلك اللحظات و نحولها إلى حياة ........ ( من لحظات يأس ... إلى حياة يائسة !! ) ....

علينا أن نحولها إلى أساس انطلاق نحو بداية جديدة ... و ألا نفقد الثقة بالله أولا ... و لا بأنفسنا ثانيا ( أياً كانت الظروف ... و مهما تكررت حالات الفشل ) ....

اعتقد أنه من أهم الأمور بداية أن نتعلم كيف نحب أنفسنا .. و كيف نستفيد من تلك الطاقات و القدرات الدفينة التي منحنا إياها الله عزوجل ...

يجب أن نقتنع بأننا إن فقدنا شيئاً .... فما زلنا نمتلك الكثير من الأشياء .... و أننا نستحق ان نعيش و أن نكون سعداء ...

و نحن فقط من نستطيع أن نخلق السعادة لأنفسنا ... و إننا قادرون على ذلك ( بعون الله ) ...


و فعلاً ... للتأمل نتائج مذهلة حقاً .... البعض يقول بأنه لايملك وقتاً للاسترخاء و التأمل ...

و لكن اعتقد أن هذا الوقت ضروري جدا .... بل و أساسي لتجديد القوة و النشاط في داخلنا ....

فاستشعار جمال الكون ... و قدرة و عظمة خالق الكون .... يساعد حقاً على تسلل الراحة و الطمأنينة و التفاؤل إلى أنفسنا ....


و اعتقد أنه من أهم الأمور أيضا ... أن نثق يقيناً .... بأن الله هو من يدبّر أمور الكون .... و أن كل ما يحصل لنا ( سواء كان كما نريد أو عكس ما نريد ) هو لحكمة من رب الكون و مدبّره ...

و هذه الحكمة سنكتشفها آجلاً أو عاجلاً .... " لو اطلعتم على الغيب ... لرضيتم بالواقع " ....

و كل منا لو تأمل قليلا بمسيرة حياته ... لاستطاع أن يكتشف كم من أمور كان كارهاً لها في البداية .... كانت السبب في سعادة يعيشها فيما بعد .... فلنقل " الحمد لله على كل حال " ...

كما أن هناك أمراً له فائدة عظمى أيضاً .... عندما نقع في مشكلة ما أو نتعرض لصدمة ما .... فلنتجه مباشرة لنصلي ركعتين حمداً و شكراً لرب العالمين ... و إقراراً منا برضانا الغير مشروط بحكمه ....

قال تعالى : " و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إن إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون "


أبعد الله عنا اليأس و التشاؤم و الانكسار ... و أكرمنا بأنفس مرتاحة هنيّة ...



نصائح راااائعة جدا

و موضوع قيّم و هادف بامتياز

بانتظار جديدك

كل الشكر .... مع التقييم

السكون
02-28-2012, 08:00 PM
اليأس من صنع انفسنا

لابد ان الانسان الراقي بفكره والممعن

لما حوله والمتواصل لصلاته وعبادته لا بد

ان يصل لدرجة من درجات التامل

ولا بد ان يكون المرء منا ذو وسعة في الصدر

بمعنى البال الطويل والفكر المتواصل

لكي لا يغضبه اي شي مهما كان

الا ان يكون هناك تهجم على الدين والدنيس فيه

لهذا قال الله سبحانه وتعالى

مخاطبا سيدنا محمد صلى اللهعليه واله وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم

ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضو من حولك


صدق الله العلي العظيم


دمت بحفظ الرحمن

مريام
02-28-2012, 08:02 PM
:z09::baaa2:

انس.
02-28-2012, 09:36 PM
أخوتي أنس ...سناء .... جرووح ...

رائع تفاعلكم مع الموضوع ...شكرا لكم

أخت مريام ..أبعد الله عنك الحزن والدموع وان شاء الله بتكون أيامك فرح وسرور

ونحن في سورية صار لنا سنة تقريبا نبكي دما قبل الدمع ..... وقد جفت القلوب قبل العيون

ولم نجد حلا لا بالدموع ولا بالحزن والامل بالله ان يفرج عن الجميع

لفت نظري ايضا انك من فلسطين هذا البلد الحبيب على قلوبنا جميعا

وأهلها من ال 48 يتعرضون لابشع انواع الظلم .... ولا من يسمع صوت انينهم

واكاد اجزم ان مايتعرض لهم العرب والمسلمين هوبسبب خزلانهم لاخوتهم طوال هذه السنين

فلسطين تبكي طوال سنين والعرب كأنهم لايشعرون ......


كثير من الدول وصلها العقاب

وأيضا لا محالة باقي الدويلات العربية سيأتيها أمر ربها ان لم تعد الى رشدها وهذه سنة كونية من سنن الله عز وجل

واعود الى بداية الحديث واقول ان هموننا الشخصية لم تعد تبكينا اذا نظرنا الى اللوحة الكبيرة

و عن نفسي لم اعد اجرأ ان ابكي على همومي الشخصية

ولكن قلبي يبكي عندما علمت وربما و شاهد البعض أطفالا يبكون لان اباهم قتل وهم يحاولون ايقاظه ظنا منهم انه نائم !!!!!!!!!