المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نون المنديل الوردي الجزء الرابع



ابوشادي
07-21-2010, 01:35 PM
ـ لا تقولي ذلك أنت أعز ما أملك في هذه الدنيا وأغلى ما في الحياة عندّي..أنت دنياي وحياتي
عادت لتقبيل أصابع يدي التي وضعتها على شفاهها لأمنعها عن متابعة الكلام لكنها قالت وبنفس الشفاه المرتعشة
ـ كم أنت نبيلٌ يا فارسي الغالي هل سامحتني
ـ لن أسامحك إلا إن ضحكتي معلنة ? أنك غفرت لي
ضحكتْ بل ضحكنا معاً ولولا خوفنا من عيون الناس لغرقنا في أحضان بعضنا في تلك اللحظة
كنت أسعد من زار وسيزور الأرض في ذاك اليوم / الرابع عشر من شهر نيسان/
عتابٌ و شوق ,لومٌ وعشق, دموعٌ وحب ,حبٌ كبيرٌ..أشياء,أحاسيس متضاربة تصارعت اليوم في مكنونات ذاتي المتلهفة للحب
صدقت العرب " العتاب ملح المحبة والغيرة عبقها وأريجها .."
طرقت باب مالك والخجل يحاكي محياي والخزيّ يكسو موقفي برأس ٍيطالع الأرض تعبيراً عن أسفي لما بدر مني اليوم ـ كنت خائفاً أن يردني ومعه حقّ
ولكن مالك وما إن عرّف أني ببابه حتى أنطلق يفتح الباب بنفسه فلم أجرؤ على مواجهة عينيه بعد أن طردّ ته من بيتي
وفجأة ً أزاح مالك ذاك الجبل الجاثم على صدري بأن صرخ بوجهي : ما بك أ لا تريد الدخول
ارتسمت ابتسامة ٌعريضة ٌعلى وجهي ومثلها على وجهه لقد سدّ الطريق بوجه إي اعتذار أو أسف بمزاحه وضحكاته العريضة كأن شيئاً لم يكن
لم يرهقني بالسؤال عن ما حدّث إن كان بيني وبينه أو بيني وبين صاحبة المنديل
" يوم خرج من بيتي قال : اذهب وتأكد ثم عدّ فسأكون بانتظارك"ـ كان واثقاً من كل حرفٍ يقوله..
يا إلهي ..! يالا تلك الصداقة التي تربطنا بهذا الرباط الوثيق . الصداقة التي تمنع بقوة مشاعرنا وعمق إخلاصنا لأنفسنا..لبعضنا ولوعودنا الصادقة أي شيء مهما كان من أن يعكر صفوه علاقتنا النبيلة
أثبتت رحابة صدر صديقي لي أني أملك كنزاً لا يعادله كنز إنه حقاً يوم سعدي صديقٌ كمالك وحبيبة كنون
هذا أكثر من ما أستحقه الحمد والشكر لك يا رب
رغم أن مالك وكما قلت لك لم يسألني عن ما جرى مع صاحبة المنديل ,إلا أني وجدت أن من واجبي اطلاعه على كل ما حدث
" اسمع يا صاحبي لقد واجهت صاحبة المنديل بما قلته لي بعد أن تأكدت من صحته فلم تنكر ,بل اعترفت لي بكل شيء..
لكنها أقسمت بدموع الصدق أن كل ما جرى ما هو بالواقع سوى ماضي ٍوقد ضاع و انتهى يوم تعرفت عليُّ أنا.
وأنها ملتزمة باتفاقية الحب التي وقعتها عيوننا يوم دخلنا حلف العشاق..
لقد كانت صادقة وأنا أثق بها...هل تفهمني يا مالك أثق بحبها.."
طبطب على كتفي قائلا ً : هدئ من روعك يا صاح ولا تنفعل جلّ ما يهمني أن لا تصدم بما لا أتمناه لك..
وما دمت واثقاً منها ومن حبها لك كل هذه الثقة فلا أملك إلا أن أتمنى لك تحقيق أمانيك معها ..
ولكن أرجوك أن تنتبه فالطبع غالب
ـ عدّت لهذه الترهات
ـ كما تريد ......ما رأيك بالأركيلة الآن ..

أخرج مؤمن من جيبه ثمن ثلاث فناجين قهوة وكوب عصير ليمون ثم نهض معتزماً الرحيل دون أن ينطق ببنت شفة
أمسكت يدّه بغضب متسائلا ? عن سبب رحيله بهذا الشكل
لكنه وبضحكته المعهودة عاد ليقول : لا تخف سأراك مرة ? أخرى
ـ ما هذه النقود؟
ـ ثمن ما شربنا .? لا تكفي ?!
ـ أنت تتعمد إهانتي
ـ لا بل أنت تعتقد ذلك يا صديقي
ـ ثم ما أدراك أني شربت ..أن هذا هو الحساب , أنت تراقبني
ـ بالطبع لا " قالها وهو يقهقه بسخرية تسير الغضب " ثم مضى يلوح لي بيده وهو يقول: ثق بي وبقدرتي على..
اختفى قبل أن يكمل..
من هذا الرجل الذي دخل حياتي بهذه القوة ليحتل حيزاً ليس هيناً من تفكيري إلى حدّ ٍ صرت فيه أحسسه شبحاً يهاجمني ..ينخر كالسوس بأفكاري
ما الذي يشدني إليه ويجعلني أرتبط كل هذا الارتباط بقصةٍ لا تمت لي بأية صلـّة ؟
كيف يظهر في حياتي ويختفي متى يريد؟؟!
ما الذي يخفيه بين سطور تعليقاته المبهمة..وخلف تلميحاته الغريبة..؟
أهٍ منه..! لو أني أحطم وجهه بزلزال غضبي أو أحرقه بالنيران التي زرعها بين دفات صدري .
لا أدري لماذا..!!!!
إن جاء مرة ً أخرى لن أستقبله ,فأنا لم أعد راغباً بسماع تتمة تلك الرواية اللعينة.
عدّت في تلك الليلة إلى منزلي لا تفاجئ بوجود صديقي القديم ذكريا لقد حصل على إجازة
انتهزت الفرصة ورحت أروي له ما حدث معي بالتفصيل ,فما كان منه إلا أن دخل في عالم الحيرة كما دخلته أنا
وتشدق شوقاً هو أيضاً لسماع تتمة تلك القصة
لكنه لم يوافقني الرأي في شكوكي أو كما سماها أوهاماً
لم تكن أوهاماً....أنا واثقٌ من ذلك ..
لم يطل انتظاري أكثر من ثلاثة أيام ..وبعد أن أجبرتني الأمطار على التزام بيتي ليومين متتالين .
لقد حجزت بالبولمان ذاهباً لطرطوس لأخلص هناك معاملة جمركية وسأعود مساءاً بإذن الله بعد أن اختار هدية ً
لِـ نورا ـ عيد ميلادها صار قريباً
وصلت إلى الكراج متأخراً وجلست بالكرسي المخصص بي قرب رجل يُخفي وجهه خلف جريدة
لكن سمعت صوتاً مألوفاً : أهلا ? ..لم أنتظرك كثيراً
إنه مؤمن لن أرد عليه...
بدأت أجهز المقعد بوضعيةٍ تسمح لي بالنوم موهماً إياه أني غير آبهٍ بوجوده
لكنه لم ينتظر حتى أن أسأله لماذا هو هنا أو إن كان يلاحقني فبادر بالكلام متحدياً تجاهلي له باسترساله المعتاد:
{لن أطيل عليك بالحديث ,لقد دخلت في تجربة حّبٍ رائعةٍ مع صاحبة المنديل وبدأنا يوماً بعد يوم نغوص نحو أعماق بحور العشق السرمديّـة.
ربطتني بها علاقة حّبٍ روحانية بمشاعر لا هوتية غريبة أعجز عن شرحها لك ,مشاعر تجتاحني كشلال جارف مشكلة نهراً بمياهٍ سريعة الجريان تجرف كل ما من شأنه تعكير صفوه الوّد الذي يجمعنا
مشاعر حب روحانية لاهوتية تجتاح قلبي ومخيلتي مخالجة ًالفؤاد والروح مني لتنحل في قطرات دمّـي
حبٌ كبيرٌ بغرابته أو لعله الحب الحقيقي ذاك الذي أكنه لصاحبة المنديل,حبٌ لم يسبق لي أن شهدت أو قرأت ما يقاربه ..رغم مبالغة الأدباء والشعراء في وصف الحب ,إلا أنهم لم يطاولوا ما أشعر به لا من قريبٍ ولا من بعيد
فلم يأتي العرب على ذكره في رواياتهم ,ولم يرد في قصص العجم ,أو في أشعار الإغريق ,أو أساطير اليونانيين و مآثر الفراعنة
أهيم بفتاةٍ باتت تشاركني أدق تفاصيل حياتي ويومياتي .. أهيم بها إلى حدٍ قارب التعبد ,وأعشقها حبيبة امرأة ً
أقسم برب الحّب أن كل هذه المشاعر ويزيد كانت تخرج من قلبي ,بل تنبع من فؤادي لتصب في هواها..اقسم ..
والأمل يحدوني أن تجمعنا الأقدار سقف بيت نستظل فيه بمظلة الحب والمودّة فنشكل معاً عائلة ً سعيدة كنتيجة منطقية لأحلى قصةٍ للحب في زماننا
تملك سلطان هواها مني إلى حّدٍ صار فيه يساورني الشك أنه إذ ما قدر لنا الله أن نجني ثمار حبنا في بيت الزوجية لعجزت عن مجامعتها"اعذرني"
لا لضعفٍ من ـ لا سمح الله ـ بل لأن حبي لها قد ارتقى فوق شهوات الجسد ورغبات البشر الدنيوية..
كنت أراها الأولى في العالم ,بل كانت الوحيدة في نظري فبنيت لها برجاً عاجياً في سويداء قلبي ونصبتها ملكة ً عليه
مرتفعاً أو مترفعاً عن كل أخطائها بحقي وبحق الحّب بدعوة انعدام التعمد وحسن النية والثقة المتبادلة بيننا
مورست عليّ ضغوطاً كبيرة كي أتخلى عنها ,ضغوط ٌ ممن يرون أني أبادلها أضعاف ما تظهر لي هي من حب
غير منتبهٍ أني أعطيها الكثير الكثير دون مقابل
وإلى أني قد أفقد القدرة على العطاء يوماً ما إذا لم أقابل بعطاءٍ مماثل من الطرف الثاني
ولكن كل هذه الضغوط لم تستني عن ما عزمت عليه ,ولم تجبرني على التراجع قيد أنملة بل أخذت أتابع السير بخطىً كنت أظنها واثقة وثابتة غير راغبٍ بالالتفات إلى الخلف
ولا أخفيك القول هذه الضغوط ومعها تنبيهات مالك دفعت بي لأحس بالفتور في علاقتنا من جهتها
فواجهتها وبصراحة غير مرة بما يدور في خلجات صدري من أحاسيس ومخاوف.
لكنها استطاعت وبعبارات قليلة أو بمشاريع اعتذارات صغيرة أن تعيدني عن وساوسي وأوهامي كما سمتها..
وكثيراً ما هربت من مواجهتي بالدموع, الدموع التي أعجز عن مواجهتها
فأنا لا أحتمل رؤية سحابات الحزن تعكر صفوه عينيها "بالمناسبة هي تملك أجمل عيون ٍدامعة في العالم"
فكيف أحتمل أن أكون المتسبب في حزنها أو دموعها ـ لقد كانت تعلم بذلك / أنا متأكد/ ـ
كانت ماهرة جدا بقلب الحقائق والخروج من أصعب المواجهات رافعة ً راية الانتصار بكبريائها ودموعها ونعومة الأفاعي وكيدها تخرج قوية في أحلك لحظات الانكسار.
بدأت يا صاحبي ويوماً بعد يوم رياح بل عواصف الأخطاء تعصف بنا فتعري أحلامنا من رومانسيتها كاشفة ً أرواحنا وأجسادنا على حقيقتها
وكل حقيقة ٍجديدة تسقط علينا تستحيل سدّاً يبعدنا عن بعضنا وحاجزاً يلجمنا خلفه
تتابعت الأحداث هكذا حاجبتاً الغشاوة عن عيوني وقاشعة ً الضباب عن الطريق الوهمي الممتد أمامنا
حتى كبرياء الحّب الذي كان يدفع بي لاختراع أعذار ومبررات لها وللتغاضي عن أخطائها بحقي وبحق الهوى
فدخلت أنا بدوامةٍ قاسية ورحت أتخبط بها بين كبريائي وحبّي لنون وبدأت أترنح ألماً وحيرة ً تحت سياط الأسئلة الموجعة

الصقرالحنون
07-21-2010, 05:36 PM
يسلموو اخي:z025:

ابوشادي
07-22-2010, 09:24 AM
وذات ليلة وفي مقهى الشموع بعد لقاء حلـّو مع فاتنتي الجميلة انتهى باضطرارها للرحيل تلبية لتحذيرات صديقتها من تأخر الوقت وتذكرتها بأن أهلها سيلحون بالسؤال عنها ..
خرجت معها و تركتني ألملم بقايا اللقاء الجميل وأنا أرشف فنجان القهوة البارد ,لكني فوجئت بمؤمن يسحب الكرسي ليواجهني على الطاولة وهو يضحك قائلاً:
ـ أشربها طاهرة ..أ لم أقل لك أني سأراك ـ أنا أفي دائماً بوعودي ـ.
ـ أنت إنسانٌ غريب الأطوار ,كيف تجلس على طاولتي بهذه الهمجية الحمقاء؟!
ـ أنا أملك الحق باحتلال أي مكان تكون فيه..."وعاد يستفزني بنفس الضحكة ".
ـ من أين جئت بهذا الحق " تغلبت على غيظي محاولاً أن أبدو هادئاً".
ـ من صداقتنا أم نسيت أننا أصدقاء..
/أحسست أنه يخفي شيئاً ما خلف تلميحاته هذه ,لم يكن صادقاً ـ أنا متأكدٌ من ذلك/
صرخ مؤمن بوجهي بطريقة تعمد فيها أن يكون همجياً: هيّ أين ذهبت
ما كان مني إلا أن التفت إليه بهدوء المحققين لأسأله : ما أدراك أني هنا؟
ـ لا يهم... المهم هل تريد سماع تتمة القصة ?
ـ "عرف كيف يستغل ادعائي باللامبالاة فأجبرني على الاستماع بصمت " يالك من ذكي حسنٌ سأسمع..
طلب فنجان قهوة وأشعل سيجارة وهمّ بالكلام:
قلت لك أني تركتها وذهبت في تلك الليلة ,ولكني سرعان ما عدت لأراها بعد أن تعرفت على كل شيء يمد إليها بصلة
نون المنديل الوردي :طالبة جامعية تدرس خلف مقاعد السنة الثانية وتقطن في شقة بإحدى الأبنية العالية في الحي المجاور.
دخلت مرة ًمقصف الجامعة لأراها جالسة وحدها تشرب الليمون الطازج ـ أذكر ذاك اليوم تماماًـ
سحبت الكرسي بهدوء وأنا أقول لها :هل لي مكانٌ هنا ؟
رفعت رأسها بهدوء من وسط المعجم الكبير الذي تقرأ فيه,لتفاجئ بوجودي فوق رأسها أهمّ بالجلوس
ـ أكرر سؤالي :هل لي مكان ?
ـ بالتأكيد "قالتها بارتباك شديد " أنت تحتل مكاناً مميزاً في قلبي فكيف أعز عليك كرسياً كهذا...........
ـ ما رأيك أن نترك هذا المكان فأنا أحس أن عيون الجميع تراقبنا..
ـ معك حق..
"خرجنا نتمشى بالحديقة, انسابت أصابعي لتغوص في راحة يدّها,فرحت أشهد الشمس والغيوم أني غارقٌ في بحور هواها..وأن دونها الدنيا إن وافقت أن تكون معي.
وهي تؤكد لي أني أول عهدها بالهوى وقبلي لم يكن لها لا حبيب ولا عشيق وراحت تستحلف زنابق الحب على درب الهوى والوردة البيضاء التي في شعرها الكستنائي أن تخبرني بأن عالم العشق هذا جديدٌ على قلبها الخالي
صدقتها وصدّقت ثقتي بها ونحن نغدّو في غابات الفرح كطيور في الفضا..زاهدين فيما سيأتي ,ناسين ما قد مضى...
تتابعت اللقاءات واستفحل الوّد بيننا رباطاً وثيقاً لا تفكه قوة على وجه المعمورة ٌ
لكن الأمر لم يطل بنا في ملاجئ السرية والكتمان لأن عيوننا سرعان ما فضحت ما حاولنا إخفائه في قلوبنا العاشقة
فلم يعّّّد خفياً على أحد أني وصاحبة المنديل غارقين حتى شحمتا أذنينا بالحب ,بل وصار بعض الأصدقاء ينادوني ب/ميم فارس الليل/
رغم جهلهم لهويتها الحقيقية التي تعمدّت إخفائها عن الجميع حتى مالك أعز أصدقائي ـ كنت أستلذ بالاحتفاظ بهذا السر..هذا الكنز الذي لا يقدره حق قدره أحدٌ سواي ـولكن ما الضير أن عرفت الأكوان أني هائمٌ في هوى
نون المنديل الوردي
استسلمت أمام إلحاح/مالك/ الشديد خصوصاً بعد أن واجهني بإطلاعه على كمّ ليث بالهين من خفايا وأسرار قصة غرامي ,فهدمت قلعة الكتمان وبدافع من ثقتي به وبصداقته رسمت له ,بل أكملت أمامه الصورة كاملة ً

ابوشادي
07-22-2010, 09:25 AM
ولكن وبينما كنت مسترسلا ًبالحديث مبحراً في رومانسية الموضوع لمحت القلق و الاضطراب بل والانزعاج أيضاً في عيون صديقي
رغم أنه حاول جاهداً إخفاء تلك المشاعر والأحاسيس عني إلا أن أسئلتي المتكررة دفعته لينهار وينفجر قائلا ً
بصوت خافت مخنوق كأني به يزف خبراً فاجعاً لصديق:
ـ اسمع يا صاحبي أنا وكما تعرفني لا أتمنى لك في هذه الدنيا إلا الفرح والسعادة والنجاح ,وكما عهدتني لا أريدك أن تغوص في بحور الخطر,أو تسلك أي درب خاطئ ولأن واجبي أن أنصحك مع ثقتي بكل حرف أقوله لك فإني........ إني..
ـ إنك ماذا..?"قلتها بغضب و فروغ صبر"
ـ اسمع يا صاحبي"وشرب كوباً كاملا ًمن الماء دفعة ًواحدة ثم تابع"
نونك هذه ما هي إلا لعوب تافهة أدمنت العبث بالقلوب الطاهرة وتدمير الكثير من الأفئدة في طريقها نحو إشباع غرورها الأنثوي المريض
ـ اخرس..ما أنت إلا باغضٌ ملعون , تغار من حبّي
ـ أنا أغار منك..سامحك الله ..أنا
ـ قلت أصمت أيها التافه
ـ لا لن أصمت اذهب وأسأل ماهر وعمرو وجهاد
ـ اخرج من بيتي ...الآن فقط عرفتك على حقيقتك يالك من حقير
ـ اهدأ سأخرج ولكن راجع نفسك وتأكد من صحة كلامي ,ثم عدّ إلي فأنا بانتظارك
أغلقت الباب خلفه بقوة وأنا أسب وألعن ..نافياً مجرد فكرة البحث فيما قال من عقلي
ولكن وما إن وضعت رأسي على الوسادة قاصداً النوم حتى هاجمني الأرق وأخذت الوساوس تأكل رأسي ذهبتاً بأفكاري لاستذكار ما قاله مالك.
فدخلت في جدلية كبيرة بين قلبي وعقلي ,عقلي الذي قال:
ـ ما مصلحة / مالك/ وهو صديقك الصدوق بالتفريق بينك وبين حبيبتك ؟!
ـ ردّ قلبي :إنها الغيرة
ـ الغيرة من ماذا ؟ آ يستبدل/ شادية/ بكل نساء الأرض؟؟!
ـ الغيرة من نجاحي
ـ ما الفائدة التي سيفوز بها هو من فشلك ..ثم آ لم يكن معك , بل وخلفك في جلّ انتصاراتك ,عليك أخذ كلام مالك مأخذ الجدّ إلى أن تثبت لنفسك خطأهُ على أقل تقدير.
وما إن أشرقت شمس الصباح طاردة ًظلام الليل ,الليل الذي لم أعرف فيه طعم النوم ,حتى انطلقت أستسقي الحقيقة باحثاً عن الجبر اليقين
لم أعز لجهد كبير كي ألملم خيوط الحقيقة فجميع الأدلـّة كانت تدّين صاحبة المنديل.
ثارت ثائرة الغضب مني ـ لقد ظلمتك وأخطأت بحقك يا مالك .كم كنتُ غبياً،سأعتذر منه ,ولكن عليّ قبل ذلك مواجهة تلك /العــــــــاهــــــرة/ باكتشافي لحقيقتها الشنيعة.

ابوشادي
07-22-2010, 09:25 AM
وكان اللقاء الفيصل ،حاولت امتصاص هدوء البحر قبل العاصفة إلا أن علامات الانزعاج كانت بادّية على وجهي.
مما دفعها ببراءتها الكاذبة :ما بك لا تبدو على ما يرام ,لماذا أنت متجهم الوجه هكذا؟!
ـ تسائلني من أنت وهي عليمة ? وهل لفتىً مثلي على حاله نكرُ
ـ عليمة ?.. عليمة.. بماذا؟‍
ـ أين منك الصدق في علاقتنا هذه؟
ـ أساسها ? عمادها
ـ إذاً لماذا سمحت لنفسك بالكذب عليّ؟؟
" كنت ما أزال بعّد هادئ ًعندما وصلنا إلى شجرة الصنوبر التي حفرنا عليها أحرف اسمينا داخل قلب الحّب"
ـ أنا كذبت عليك ..أين....? ومتى...؟؟؟
ـ يوم قلت لي أن لا ماضي لك , وأنت تحملين ماضي وسخ ,وألف حبيب وألف عشيق دنسّت معهم طهارة الحّب
"وهنا انفجرت بغضبي مجهضاً بنبرة الحادّة حتى محاولاتها بالكلام"
أتظني أني ماهرٌ أم عمرو أو جهادٌ جدّيد..خسئتي لا لن أكون ضحية ًجديدة تضيفينها إلى مجموعتك الذهبية
اذهبي و التلعنكِ السماء ,اذهبي أنا لست آسفاً عليكِ لكن على قلبي الوفي,قلبي الذي لم تعرفي
اقسم بكل كلمة حّبٍ بحبْ كنت قد قلتها لك أنك ستندمين
سأحطم بيدي غرورك يا كافرة منتقماً لكل قلب هاجرة في دوامات عيونك الفاجرة
لا ولن أخسر شيئاً بل ستكونين وحدّك أيتها العاهرة وحدك أنت الخاسرة..
"غرقت بدموعها تستجدي المغفرة"
ـ أرجوك أتوسل إليك اسمعني ألا يحق لي الدفاع عن نفسي
ـ لا تحاول تأثري علي بدموع ? مستعارة .
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى من عيني فاجرة ٍفأنكر وأدعى
ـ ليست مستعارة ولا أرمي منها التأثير على أحدّ سأقول دفاعي فاسمعه إن شئت ثم احكم"كانت ترتجف والدموع تغرق وجهها البائس إلى حدّ ٍيثير الشفقة"
ـ / ok/ "قلتها مخرجاً زفرة غضبٍ من صدري معلناً نفاذ صبري"
ـ بعد أن أخذت نفساً عميقاً قالت:كل ما كان في حياتي قبلك ما هو إلا عبثٌ..لهوٌ..مراهقة سمها ما شئت..
قاطعتها:إن كنت صادقة ًبما تدعين ,إذاً لماذا أخفيتِ عني تلك المراهقة كما سميتها
ـ أنا لم أنهي بعد دفاعي فلا تكن قاضياً متسرعاً ? أرجوك ?

ابوشادي
07-22-2010, 09:26 AM
"أشعلتُ سيجارة ً ونفخت الدخان بوجهها قائلا ً باستهزاء وبنبرةٍ فيها ازدراء :تكلمي هيّا قبل أن تصبحي كهذا الدخان تحمله النسمات
ـ مذ رأيتك أول مرة ,راودني شعورٌ عارمٌ بالفرح فترأت لي الدنيا فاتحة ً لي يدها لتحتضنني بأذرع السعادة فرميت عني كل ما يربطني بالماضي لأنطلق لاحقة ًركب الحب
أنا لا أنكر تلاعبي بقلوب الشباب من حولي في رحلة بحثي عن الحب ,الحب الذي وجدته يفيض كنبع ٍمن عينيك وينهال كشلال من قلبك الكبير
أقسم أني لم أتورط بوعد كاذب مع أحدٍ منهم ولم يلمس شعري أحدٌ قبلك
اسأل رياح الشمال ونسائم الصبا التي حملت هواك لتسكنه قلبي الخالي هل طرق بابه حبٌ قبل حبك
والآن بعد أن بعت الدنيا و اشتريت ودّكْ ..كنت أغار على نفسي من النسمة الطائرة
أخاف أن أهدي شعري للريح تتلاعب بخصلاته كيما أتصرف بما هو ملكٌ مباحٌ لك وحدّك
فكيف راودك الظن أني أستطيع إهداء قلبي لأحدٍّ سواك
إن تعتقد أني أخونكْ .. فأذهب ودعني ألملم جراحاتي
دعني أعيش على ذكراكْ...هيّا ? دعْني سأدير وجهي لكي لا أراك راحلا ?
" قالت ما قالت وغرقت بدموعها وهي تضع رأسها على الشجرة"
أحسست أني تافهٌ جداً ,ظالمٌ جداً ..لا أدري كيف قسوة على هذه الإنسانة الرقيقة هكذا.
وضعت يدّي على رأسها ورحت أمسد لها شعرها الكستنائي بهدوء والكلمات حائرة ٌفي فمي ,يخونني التعبير عن الندم على ما جرى مني وتسقط مني عبارات الاعتذار
قلت لها والدموع تغسل وجهي :أعذريني يا حبيبتي ...إنها الغيرة اللعينة دفعت بي لأقول ما قلت, فأنا شرقيّ ٌ بالبداية والنهاية..
أرجوكِ اعذريني..أتوسل لعينيكِ لا تبكي دموعك تحفر وجداني وضعت يدها فوق يدي المرتعشة على شعرها ثم قبّـلـَتْ راحتها وهي تقول:
ـ لا تبكي يا حبيبي ..دموعك عزيزة ?..غالية أنا لا أستحقها
ـ لا تقولي ذلك أنت أعز ما أملك في هذه الدنيا وأغلى ما في الحياة عندّي..أنت دنياي وحياتي
عادت لتقبيل أصابع يدي التي وضعتها على شفاهها لأمنعها عن متابعة الكلام لكنها قالت وبنفس الشفاه المرتعشة
ـ كم أنت نبيلٌ يا فارسي الغالي هل سامحتني
ـ لن أسامحك إلا إن ضحكتي معلنة ? أنك غفرت لي

ابوشادي
07-22-2010, 09:27 AM
ضحكتْ بل ضحكنا معاً ولولا خوفنا من عيون الناس لغرقنا في أحضان بعضنا في تلك اللحظة
كنت أسعد من زار وسيزور الأرض في ذاك اليوم / الرابع عشر من شهر نيسان/
عتابٌ و شوق ,لومٌ وعشق, دموعٌ وحب ,حبٌ كبيرٌ..أشياء,أحاسيس متضاربة تصارعت اليوم في مكنونات ذاتي المتلهفة للحب
صدقت العرب " العتاب ملح المحبة والغيرة عبقها وأريجها .."
طرقت باب مالك والخجل يحاكي محياي والخزيّ يكسو موقفي برأس ٍيطالع الأرض تعبيراً عن أسفي لما بدر مني اليوم ـ كنت خائفاً أن يردني ومعه حقّ
ولكن مالك وما إن عرّف أني ببابه حتى أنطلق يفتح الباب بنفسه فلم أجرؤ على مواجهة عينيه بعد أن طردّ ته من بيتي
وفجأة ً أزاح مالك ذاك الجبل الجاثم على صدري بأن صرخ بوجهي : ما بك أ لا تريد الدخول
ارتسمت ابتسامة ٌعريضة ٌعلى وجهي ومثلها على وجهه لقد سدّ الطريق بوجه إي اعتذار أو أسف بمزاحه وضحكاته العريضة كأن شيئاً لم يكن
لم يرهقني بالسؤال عن ما حدّث إن كان بيني وبينه أو بيني وبين صاحبة المنديل
" يوم خرج من بيتي قال : اذهب وتأكد ثم عدّ فسأكون بانتظارك"ـ كان واثقاً من كل حرفٍ يقوله..
يا إلهي ..! يالا تلك الصداقة التي تربطنا بهذا الرباط الوثيق . الصداقة التي تمنع بقوة مشاعرنا وعمق إخلاصنا لأنفسنا..لبعضنا ولوعودنا الصادقة أي شيء مهما كان من أن يعكر صفوه علاقتنا النبيلة
أثبتت رحابة صدر صديقي لي أني أملك كنزاً لا يعادله كنز إنه حقاً يوم سعدي صديقٌ كمالك وحبيبة كنون
هذا أكثر من ما أستحقه الحمد والشكر لك يا رب
رغم أن مالك وكما قلت لك لم يسألني عن ما جرى مع صاحبة المنديل ,إلا أني وجدت أن من واجبي اطلاعه على كل ما حدث
" اسمع يا صاحبي لقد واجهت صاحبة المنديل بما قلته لي بعد أن تأكدت من صحته فلم تنكر ,بل اعترفت لي بكل شيء..
لكنها أقسمت بدموع الصدق أن كل ما جرى ما هو بالواقع سوى ماضي ٍوقد ضاع و انتهى يوم تعرفت عليُّ أنا.
وأنها ملتزمة باتفاقية الحب التي وقعتها عيوننا يوم دخلنا حلف العشاق..
لقد كانت صادقة وأنا أثق بها...هل تفهمني يا مالك أثق بحبها.."
طبطب على كتفي قائلا ً : هدئ من روعك يا صاح ولا تنفعل جلّ ما يهمني أن لا تصدم بما لا أتمناه لك..

ابوشادي
07-22-2010, 09:27 AM
وما دمت واثقاً منها ومن حبها لك كل هذه الثقة فلا أملك إلا أن أتمنى لك تحقيق أمانيك معها ..
ولكن أرجوك أن تنتبه فالطبع غالب
ـ عدّت لهذه الترهات
ـ كما تريد ......ما رأيك بالأركيلة الآن ..

أخرج مؤمن من جيبه ثمن ثلاث فناجين قهوة وكوب عصير ليمون ثم نهض معتزماً الرحيل دون أن ينطق ببنت شفة
أمسكت يدّه بغضب متسائلا ? عن سبب رحيله بهذا الشكل
لكنه وبضحكته المعهودة عاد ليقول : لا تخف سأراك مرة ? أخرى
ـ ما هذه النقود؟
ـ ثمن ما شربنا .? لا تكفي ?!
ـ أنت تتعمد إهانتي
ـ لا بل أنت تعتقد ذلك يا صديقي
ـ ثم ما أدراك أني شربت ..أن هذا هو الحساب , أنت تراقبني
ـ بالطبع لا " قالها وهو يقهقه بسخرية تسير الغضب " ثم مضى يلوح لي بيده وهو يقول: ثق بي وبقدرتي على..
اختفى قبل أن يكمل..
من هذا الرجل الذي دخل حياتي بهذه القوة ليحتل حيزاً ليس هيناً من تفكيري إلى حدّ ٍ صرت فيه أحسسه شبحاً يهاجمني ..ينخر كالسوس بأفكاري
ما الذي يشدني إليه ويجعلني أرتبط كل هذا الارتباط بقصةٍ لا تمت لي بأية صلـّة ؟
كيف يظهر في حياتي ويختفي متى يريد؟؟!
ما الذي يخفيه بين سطور تعليقاته المبهمة..وخلف تلميحاته الغريبة..؟
أهٍ منه..! لو أني أحطم وجهه بزلزال غضبي أو أحرقه بالنيران التي زرعها بين دفات صدري .
لا أدري لماذا..!!!!
إن جاء مرة ً أخرى لن أستقبله ,فأنا لم أعد راغباً بسماع تتمة تلك الرواية اللعينة.
عدّت في تلك الليلة إلى منزلي لا تفاجئ بوجود صديقي القديم ذكريا لقد حصل على إجازة
انتهزت الفرصة ورحت أروي له ما حدث معي بالتفصيل ,فما كان منه إلا أن دخل في عالم الحيرة كما دخلته أنا
وتشدق شوقاً هو أيضاً لسماع تتمة تلك القصة
لكنه لم يوافقني الرأي في شكوكي أو كما سماها أوهاماً
لم تكن أوهاماً....أنا واثقٌ من ذلك ..

ابوشادي
07-22-2010, 09:28 AM
لم يطل انتظاري أكثر من ثلاثة أيام ..وبعد أن أجبرتني الأمطار على التزام بيتي ليومين متتالين .
لقد حجزت بالبولمان ذاهباً لطرطوس لأخلص هناك معاملة جمركية وسأعود مساءاً بإذن الله بعد أن اختار هدية ً
لِـ نورا ـ عيد ميلادها صار قريباً
وصلت إلى الكراج متأخراً وجلست بالكرسي المخصص بي قرب رجل يُخفي وجهه خلف جريدة
لكن سمعت صوتاً مألوفاً : أهلا ? ..لم أنتظرك كثيراً
إنه مؤمن لن أرد عليه...
بدأت أجهز المقعد بوضعيةٍ تسمح لي بالنوم موهماً إياه أني غير آبهٍ بوجوده
لكنه لم ينتظر حتى أن أسأله لماذا هو هنا أو إن كان يلاحقني فبادر بالكلام متحدياً تجاهلي له باسترساله المعتاد:
{لن أطيل عليك بالحديث ,لقد دخلت في تجربة حّبٍ رائعةٍ مع صاحبة المنديل وبدأنا يوماً بعد يوم نغوص نحو أعماق بحور العشق السرمديّـة.
ربطتني بها علاقة حّبٍ روحانية بمشاعر لا هوتية غريبة أعجز عن شرحها لك ,مشاعر تجتاحني كشلال جارف مشكلة نهراً بمياهٍ سريعة الجريان تجرف كل ما من شأنه تعكير صفوه الوّد الذي يجمعنا
مشاعر حب روحانية لاهوتية تجتاح قلبي ومخيلتي مخالجة ًالفؤاد والروح مني لتنحل في قطرات دمّـي
حبٌ كبيرٌ بغرابته أو لعله الحب الحقيقي ذاك الذي أكنه لصاحبة المنديل,حبٌ لم يسبق لي أن شهدت أو قرأت ما يقاربه ..رغم مبالغة الأدباء والشعراء في وصف الحب ,إلا أنهم لم يطاولوا ما أشعر به لا من قريبٍ ولا من بعيد
فلم يأتي العرب على ذكره في رواياتهم ,ولم يرد في قصص العجم ,أو في أشعار الإغريق ,أو أساطير اليونانيين و مآثر الفراعنة
أهيم بفتاةٍ باتت تشاركني أدق تفاصيل حياتي ويومياتي .. أهيم بها إلى حدٍ قارب التعبد ,وأعشقها حبيبة امرأة ً
أقسم برب الحّب أن كل هذه المشاعر ويزيد كانت تخرج من قلبي ,بل تنبع من فؤادي لتصب في هواها..اقسم ..
والأمل يحدوني أن تجمعنا الأقدار سقف بيت نستظل فيه بمظلة الحب والمودّة فنشكل معاً عائلة ً سعيدة كنتيجة منطقية لأحلى قصةٍ للحب في زماننا
تملك سلطان هواها مني إلى حّدٍ صار فيه يساورني الشك أنه إذ ما قدر لنا الله أن نجني ثمار حبنا في بيت الزوجية لعجزت عن مجامعتها"اعذرني"
لا لضعفٍ من ـ لا سمح الله ـ بل لأن حبي لها قد ارتقى فوق شهوات الجسد ورغبات البشر الدنيوية..

ابوشادي
07-22-2010, 09:29 AM
كنت أراها الأولى في العالم ,بل كانت الوحيدة في نظري فبنيت لها برجاً عاجياً في سويداء قلبي ونصبتها ملكة ً عليه
مرتفعاً أو مترفعاً عن كل أخطائها بحقي وبحق الحّب بدعوة انعدام التعمد وحسن النية والثقة المتبادلة بيننا
مورست عليّ ضغوطاً كبيرة كي أتخلى عنها ,ضغوط ٌ ممن يرون أني أبادلها أضعاف ما تظهر لي هي من حب
غير منتبهٍ أني أعطيها الكثير الكثير دون مقابل
وإلى أني قد أفقد القدرة على العطاء يوماً ما إذا لم أقابل بعطاءٍ مماثل من الطرف الثاني
ولكن كل هذه الضغوط لم تستني عن ما عزمت عليه ,ولم تجبرني على التراجع قيد أنملة بل أخذت أتابع السير بخطىً كنت أظنها واثقة وثابتة غير راغبٍ بالالتفات إلى الخلف
ولا أخفيك القول هذه الضغوط ومعها تنبيهات مالك دفعت بي لأحس بالفتور في علاقتنا من جهتها
فواجهتها وبصراحة غير مرة بما يدور في خلجات صدري من أحاسيس ومخاوف.
لكنها استطاعت وبعبارات قليلة أو بمشاريع اعتذارات صغيرة أن تعيدني عن وساوسي وأوهامي كما سمتها..
وكثيراً ما هربت من مواجهتي بالدموع, الدموع التي أعجز عن مواجهتها
فأنا لا أحتمل رؤية سحابات الحزن تعكر صفوه عينيها "بالمناسبة هي تملك أجمل عيون ٍدامعة في العالم"
فكيف أحتمل أن أكون المتسبب في حزنها أو دموعها ـ لقد كانت تعلم بذلك / أنا متأكد/ ـ
كانت ماهرة جدا بقلب الحقائق والخروج من أصعب المواجهات رافعة ً راية الانتصار بكبريائها ودموعها ونعومة الأفاعي وكيدها تخرج قوية في أحلك لحظات الانكسار.
بدأت يا صاحبي ويوماً بعد يوم رياح بل عواصف الأخطاء تعصف بنا فتعري أحلامنا من رومانسيتها كاشفة ً أرواحنا وأجسادنا على حقيقتها
وكل حقيقة ٍجديدة تسقط علينا تستحيل سدّاً يبعدنا عن بعضنا وحاجزاً يلجمنا خلفه
تتابعت الأحداث هكذا حاجبتاً الغشاوة عن عيوني وقاشعة ً الضباب عن الطريق الوهمي الممتد أمامنا
حتى كبرياء الحّب الذي كان يدفع بي لاختراع أعذار ومبررات لها وللتغاضي عن أخطائها بحقي وبحق الهوى
فدخلت أنا بدوامةٍ قاسية ورحت أتخبط بها بين كبريائي وحبّي لنون وبدأت أترنح ألماً وحيرة ً تحت سياط الأسئلة الموجعة

ابوشادي
07-22-2010, 09:29 AM
تنأى إلى سمعي من مصادر عدّة جلـّها موثوق أن صاحبة المنديل تشارك بعض الشباب الرقص في الحانات
بل وأنها ما تزال على علاقةٍ بالماضي الذي ادعت أنه قد ضاع إلى الأبد من قاموس حياتها}
هنا توقف البولمان بنا في استراحة على الطريق فنزلت ومؤمن تحتسي بعض الشاي وندخن لكنه أعتذر قائلا ً:
/// صار لازم روح//..
فقلت له مستغرباً:? لن تكمل المشوار معي ?!!
ـ طريقنا واحد لكننا سنسلك دروباً مختلفة " ضحك بكل ما أوتي من قوة ثم تابع"كل الدروب بتودي ع الطاحون
سأراك غداً في صومعة الجبل الساعة السادسة لا تتأخر
قالها وهو يركب شبه بولمان متجهاً إلى الشام..
ما هذا الرجل الغريب ,لماذا شاركني هذه الرحلة ما دام غير راغبٍ بزيارة طرطوس ثم ما أدراه أني عائدٌ إلى دمشق في نفس اليوم
لقد منحني ولأول مرة موعداً ربما لأنه سينهي روايته غداً
ولكن ما كان يقصد بتلك التلميحات الخبيثة ..ماذا يعرف عن علاقتي بنانا ..؟
هل يريد أن يقنعني أن كل بنات حوا من عجينه واحدة ؟
إن كان هذا ما يرموا إليه فليس سوى مجنون ٍ غبي
لقد صدّع رأسي هذا اللعين إن رأيته غداً لا بدّ أن أفهم منه كل شئ أو..
أنهيت عملي وعدّت سريعاً إلى الشام والصداع يأكل رأسي لكنه لم يمنعني من شراء هدية بمناسبة عيد ميلاد حبيبتي
حبيبتي التي تعمدت أن لا أتكلم معها أكثر من ثلاثة دقائق عبر الهاتف كيما تكتشف مرضي
فقد اعتدت أن أخفي الألم كتهمةٍ عن من أحب لكي لا أشغل بالهم عليّ
غداً في عيدها سأكون بخير ستفاجئ بهديتي وستعجب بها هي تحب الهدايا
وفي اليوم التالي وحسب الوعد المحدد وصلت إلى صومعة الجبل قبله فأخذت أجهز المكان كي نجلس كعادتنا
كانت الشمس حيينها تحاول الغياب سيهبط الليل بعد قليل ويحلّ الظلام . لماذا هذا الموعد المسائي ؟
وضعت الشموع فوق الصخرة الباكية ياله من منظر رومانسي كيف لم ترد لي فكرة زيارة الصومعة على ضوء الشموع قبل الآن
وصل مؤمن ـ لم يتأخر ـ لكنه فاجأني بقدومه ,بل فاجأتني الهيئة التي جاء بها ..
لقد صفف شعره وحلق لحيته الطويلة وهندس شاربه وخلع عنه / الجينز/
أقسم أنه كسب عشر سنواتٍ من عمره دفعة ً واحدة بأناقته ووسامته هذه

ابوشادي
07-22-2010, 09:31 AM
رغم أني أعجبت بهيئته الجديدة لكني لا أدري لماذا هاجمني الضحك كوحش ٍأعجز عن رده في تلك اللحظة
هو أيضاً ضحك متباهياً بأناقته ووسامته وهو يسأل إن كان يستحق أن يُحبّ كان يدور حولي بكبرياء وفخار فيبدو كعارضي الأزياء وهو يريني تلك /البدلة/ بوضعيات عدّه مع المعطف أو دونه
وأنا أطلق صفارات الإعجاب ولما تعب من اللف والضحك جلس في مكانه وهو يضربني على كتفي ممازحاً ويقول:
هكذا كنا أيام العز / كنا شغلة يا أبو شريك / بالمناسبة لقد أصبحنا شركاء يا صديقي
ـ شركاء بماذا؟؟
ـ بزجاجة العرق هذه خذ اشرب وسأكمل لك القصة الآن
{اتسع الشرخ بيننا أيما اتساع يوم علمت أنها تشارك عمرو الرقص كل ليلةٍٍ في الحانات ,وجاءت الطامة الكبرى والضربة القاضية لكل ما قدر أحاول اختراعه لها من مبررات وأعذار ولكل محاولاتي لتكذيب كل ما يقال عنها
عندما رأيتها بأم عيني تلوح لعمر مودعة بلهفة وشوق قبل أن تمسح العرق عن جبينها وتقف في مكانها المعتاد في حديقة حبنا مدعية ً فراغ صبرها من انتظاري
وما إن طالعت عيونها وهي تنظر لي ببراءة صرت أكرهها حتى ثارت ثائرة الغضب مني وخرج ذاك الشرقي المجروح من صدري لطغى على كل مشاعري ويصب جام غضبي عليها
فأمطرتها بكل ما حوت معاجم اللغة العربية من مفردات تعبر عن تفاهة عاهرة وسفاهة خائنة ..رامياً عرض الحائط بكل ترهات حبي لها .
لكنها وقفت بكبرياء يثير الاشمئزاز لتنكر كل شيء ..
فارتفعت أمواج غضبي لأصرخ بوجهها محتدماً : لا تكذبي لقد رأيتكما معاً عيناك في عينيه في كفيه في قدميه
ويداك ضارعتان ترتعشان من لهفٍ عليه .
وتنكري بعد يا ساقطة اذهبي لكي درب ولي ..فأنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبك الكاذب فأنت التي بدأت الخيانة والغدر
وفري دموعك هذه فلم تعد ذات تأثيرٍ بي
وتركتها غارقة بدموعها تمزقها سكاكين غدرها ومضيت حاملا ً قلبي المضرج إلى أكفانه وكلي عزم أن لا أعود عن قراري بفراقها قيد أنملة
إلا أن النوم جافا عيني والمرض استطاع التسلل إلى خلايا جسدي فتدهورت صحتي إلى أن وجدت نفسي أنقل إلى المشفى في سيارة إسعاف
قال الطبيب : أنه إرهاق ناتج عن صدمة عصبية
صدق الطبيب والله فأنا لا أنفك ألعن الساعة التي تعرفت فيها على صاحبة المنديل ,صاخطاً على ضعفي وغبائي

ابوشادي
07-22-2010, 09:32 AM
كم تمنيت لو أني سمعت كلام مالك منذ البداية قال لي الطبع غالب وهاهي تثبت لي أن الخيانة فيها طبع
يا بؤساً للقدر الذي رسم لنا هذه الصدف كي نلتقي , وألف بؤس للدنيا التي جمعتني بتلك الخائنة
لازمني مالك في محنتي تلك ولم يتركني لحظة ًواحدة ً لأبحث عن صدر حنون أغرق بدموعي عليه ويد صديق أضمد بها الجراحات النازفة بحرقة في قلبي
إلا أن صراعات الكبرياء كبريائي أنا مع حبي لها ومعارك العقل والقلب المعتوه لم تنتهي ولن تنتهي إلا بالمواجهة
فإن واجهت صاحبة المنديل مرة أخرى بعيداً عن ثورة الغضب سأقنع قلبي أنها لا تستحق حتى التفكير بها
هناك حيث ولدت أول شرارة للحب بيننا ,طلبت منها لقاءً فلبت النداء على اعتقاد منها أن ذكريات المكان ورومانسية تلك اللحظات ستكون عومل مساعدة لها في التأثير عليّ
أذكر ما حدث تماماً كأنه يمر على شريط سينمائي أمامي الآن
وصلت لأراها جالسة على هيئة أول لقاء وبنفس المكان تماماً , ودون مقدمات وقفت أنظر إلى وبصوت فيه قرار رخيم قلت:
"نون ..يا اسماً اخترعته وقصة حبٍ ابتدعتها والآن أراها تدنو من نهايتها أرى ذاك الدرب الذي حفرناه بنقر خطانا يبتعد الآن بنا عن بعضنا شيئاً فشئ
أرى الفراق لابد محتوم يوماً ما ولأني أحبك نعم وبكل ما أملك من كبرياء وقوة وبكل ما ولدت جراحات غدرك وخيانتك لعهودنا من ضعف في قلبي أقول أني ما أزال أحبك
علينا أن نفترق وفي قلوبنا مساحة من ودّ وفي ذاكرتنا حيّز من ذكريات حلوة "
تابعت نون التحديق بي ثم قالت بصوت رقيق:
ـ أنت تقول أنك تحبني ,وأنا أحــــــــــــــبـــــــك
أقسم بكل ما حوت الأرض من مقدسات أني أحبك فلماذا ــ أتوسل إليك أن تجيب ـ لماذا الفراق؟!!
" التفت برأسي نحوها قليلا ًثم عدت لمطالعة أنجم السماء قائلا ً:
ـ عندما أحببتك يا نون أحسست أنه حدث عظيم لو أضع رأسي على صدرك ِوأبكي ..
حبكِ ارتقى بي فوق مستوى شهوات الجسد ورغبات الروح مرتفعاً إلى أعلى قمة برج ٍعاجي ٍعالي
لأرى الدنيا كلها دوننا ..
عالم الأحلام الليلكي هذا عصب عيناي عن رؤية الحقائق كاملة ,غير منتبه إلى أن من يسمو نحو الأعلى سيجبر على التدقيق في أتفه التفاصيل ,التي لم يكن يراها وهو على الأرض

ابوشادي
07-22-2010, 09:32 AM
حبيبتي ..العشاق ..كبار العشاق ينتهون نهايات كبيرة ,نهاياتٍ لا تكتب على صفحات التاريخ فحسب ,بل يكتبوا هم وبأيديهم ومشاعرهم صفحات التاريخ ..
" قامت صاحبة المنديل لتقف إلى يميني واضعة ًيدها على كتفي " ثم قالت:
أ.كتب علينا أن ننهي قصة حبنا هكذا كي ترضي غرورك بكتابة إحدى صفحات التاريخ كما تقول .؟!
" أشرت بيدي إلى السماء باتجاه نجمتين متفردتين قائلا ?:"
أ.ترين هاتين النجمتين كان يجب أن تحملا اسمينا ليخلد حبنا سرمدّياً في سماء الفردوس
أنت لم ترتفعي معي إلى قمة ذاك البرج ..ربما كان ـ للأسف ـ خطأي أني لم أقدرك حق قدرك ..
لم أدرك أنك لا تملك القدرة على استيعاب أن الحب يرتقي فوق شهوات الجسد أولا ً وعندما يصل إلى القمة يعود ليهتم بأدق التفاصيل بخصلة الشعر ورمشت العين والثوب الطويل و القصير......
كي لا يهوي أحدّ ٌمنا عن جبل الظروف ليهوي في وادي الواقع بعد يوم أو شهر أو حتى عشرة سنوات أنا متأكدٌ أن أحداً منا سوف لن يصدم فيهوي
سأتراجع الآن أنا وقبل أن تغوص أقدامنا في رمال الكذب المتحركة..
ـ أنا لا أفهمك ....فماذا تريد؟
ـ المهم أني أفهم نفسي وعلى علم ? ثقة بما أريد..
ـ امنحني فرصة
ـ لست أنا من يمنح الفرص الآن
ـ إذن من؟؟
ـ وداعاً
" كم كنت أتمنى لو أني أملك القدرة على تحدي كبريائي وواقعي وكل ما واجهتني من حقائق لأمنحها فرصة"}
لفت رأسه نحوي وهو يبكي بدموع حارقة ثم شرب زجاجة المشروب حتى أجهز على آخر قطرةٍ فيها
وسرعان ما أنطلق يشق عباب الريح كأنه لا يريد لي رؤيته ضعيفاً ,لكنه تعمد أن يريني دموعه ....
لم أكو أعرف إن كانت قصته قد انتهت أم لا أو إن كنت سأراه مرة ً أخرى يا ترى.
كم كنت أتمنى التعرف على صاحبة المنديل تلك
إلى حدّ راودتني فيه فكرة البحث عنها في سجلات النفوس على غرار ما فعل هو .
ولكن أين سأبحث لأبحث ؟
في أي مدينة وأي محافظة ثم ما أدراني أنها تحمل حرف النون في مقدمة اسمها إن كانت موجودة ً بالأصل..

ابوشادي
07-22-2010, 09:33 AM
ما الذي يدفع بي لتصديق تلك القصة بكامل حذافيرها
لعنه الله لقد سبب لي الصداع انتهت علبة السجائر سأعود الآن للمنزل
وهممت بالنهوض لألمح شريطاً مرميا أو موضعاً على الأرض تناولته فشممت رائحة الياسمين تفوح منه
يبدو أنه لمؤمن وقد نسيه هنا وضعته في جيب معطفي على نية إعادته لصاحبه إذ ما رأيته ثانية ً
عندما وصلت لمنزلي فوجئت وأنا أستمع للمكالمات التي جاءتني في ذاك اليوم أن زكريا قد هاتفني مرتين وأنه قد حصل على إجازة ولأني كنت متعباً جداً أجلت زيارته للغد
وبالفعل زرته في الصباح ورويت له كل ما جرى معي وما إن فرغت حتى قال بلهفة المتشوق :
وماذا بعد ذلك ? هل انتهت هكذا قصة مؤمن ?!
لم تكن أجوبتي على تساؤلات صديقي ألا زيادة ًفي حيرته وحيرتي
فأخذ نفساً من الأركيلة ثم قال : خذ لقد صارت جاهزة

ورحت أختفي خلف الدخان الذي سرعان ما ملئ الغرفة وأنا أسأل عن حال الأصدقاء تارة ً وأخرى عن أخباره هو وثالثة أحدثه عن نفسي ورحت أستشيره في أن أعرض مشروع الخطبة على نورا منتهزاً فرصة عيد ميلادها هذا المساء
كان الوقت يمضي مسرعاً دونما أدراكٌ منا لذلك إنها الثالثة عصراً استأذنت بالرحيل فعليّ تجهيز نفسي للذهاب لعيد ميلاد نورا .
فقال لي ذكريا و ابتسامة ٌ عريضة تحاكي مبسمه :هيا يا صاحبي أريدك أن تكون فارس الحفل الليلة
ـ لن تحضر أنت شادية ستكون هناك ..؟
ـ كف عن تلميحاتك يا عريس حسنٌ سأحضر
ودعته والفرح يملؤني ,عرجت على الحلاق قبل أن أخذ حماماً سريعاً ثم تممت أناقتي وارتديت معطفي وتوجهت لبيت نورا مصطحباً معي هديتها
هناك وسط مظاهر الفرح كانت حبيبتي نجمة الحفل الأولى بدون منازع
ولكن وقبل أن تطفئ الشموع وسط غنائنا جاء صوتٌ من بعيد صوتٌ أعرفه جيداً إنه مؤمن يقول بنبرة عتاب :
أ لم يكن من الواجب أن تدعني لعيد ميلاد خطيبتك يا صديقي .. أ ليست خطيبتك
" وبدأ يضحك ضحكته الساخرة المعهودة"
استغرب الجميع وجود هذا الدخيل واستغربوا تصرفاته أيضاً خصوصاً أن أحداً منهم لم يكو يعلم من هو
لكن مؤمن تدارك الموقف أو زاده تعقيداً لا أدري لقد فاجأني تماماً وهو يقف إلى جواري ,

ابوشادي
07-22-2010, 09:34 AM
وقبل أن أعرف عليه قال :
" أنا مؤمن صديق هذا الـ...,بالمناسبة ماذا كان اسمك .لا يهم المهم أني لم أنسى أن أحضر معي هدية ً لنجمة هذا الحفل المتألقة"
مدّى يده إلى جيب معطفي وأخرج شريط كاسيت ليضعه في آلة التسجيل ..
فما كان مني إلا وصرخت به محتدماً أن يتوقف عن تصرفاته الغريبة التي تعكر صفوه الحفل أخبرته أن وجوده غير مرغوبٍ به هنا
فقال وهو يخلع نظارته السوداء الأنيقة متقدماً نحو نورا بهدوء : لن أخرج إلا بأمر هذه الفاتنة
حاولت منعه لكنه دفع بي بقوة نحو الخلف صارخاً بوجهي تنحى جانباً فدورك قد انتهى
أمسك ذقن نورا ولفت برأسها نحوه ثم صرخ فيها : انظري إلي جيداً هل تذكرينني هل تذكري فارس الليل
هل يعرف هذا المسكين أنك نون المنديل الوردي
"لفت رأسه نحوي وأنا أحاول إبعاده عن نورا " آسفٌ يا صاحبي لقد نسيت إخبارك أن نانك هذه ما هي إلا نون المنيل الوردي
" دارت الدنيا بي وأنا أحس بقلبي وقد أنتزع من صدري لما أخرج مؤمن المنديل الوردي من جيبه"
عاد مؤمن ليمسكها من شعرها الطويل متابعاً هجومه :
هل قلت له كما قلت لي ولمن كانوا قبلي أن لا ماضي لك ، وأنك نسيتِ كل شيء مذ تعرفت عليه
أشك في صدقك فأريني بل أريه هو حقيبة يدك ..
وقفت نورا جامدة لا تؤتي بأية حركة سوى الاستسلام للدموع
سحبت الحقيبة من تحت يدها المرتعشة وما إن فتحتها حتى وجدت العلاقة التي حدثني عنها مؤمن فأخرجتها لأتأكد وصعقت لما رأيت حرف الميم المحفور عليها
فما كان مني إلا وصفعتها ثم رميت بالعلاقة بوجهها :
ميم فارس الليل ..كان علي أن أعرف من البداية أن الخيانة تجري في دمك..
وهممت بالرحيل لكن مؤمن أمسك بيدي مانعاً إياي
فصرخت بوجهه : اتركني فلا مكان لي هنا مادامت هذه العاهرة موجودة..
ـ اهدأ يا صاحبي لم ينتهي الحديث بعد ألا تريد سماع الفصل الأخير من قصتي
رفع مؤمن كلتا يديه جانباً وبدأ بالكلام :

ابوشادي
07-22-2010, 09:34 AM
يا أيها الجمع الكريم
أنا ميم ..ميم فارس الليل قد تكوني لا تعرفونني ولكن معظمكم سمع عن قصة حبي مع نون المنديل الوردي هذه
" وأشار ببنانه إليها " أقسمت في أحد الأيام أني سأحطمك وها أنا اليوم أخطو بأول خطى البرّ بيميني
لن تهربي مني فأنا مقدرٌ عليك, لعنة السماء أرسلتني وإله الحب انتدبني لأحطم غرورك
وسأفعل أقسم مرة أخرى أني سأفعل
آ سفٌ أيها الجمع الكريم لقد أفسدت عليكم حفلكم هذا
أ..بالمناسبة عيد ميلاد سعيد يا نون
هل أنت نادمة أيتها الفاجرة ...هيهات ينفعك الندم ..فقد ضيعت فيما مضى فرصاً كثيرة نادرة
أمسك مؤمن بيدي لنخرج معاً من ذاك المكان متبوعين بالجميع
تاركينها خلفنا وحيدة ً وكبريائها وغرورها تطفؤ شموع حياتها

تمت بحمد الله

ابوشادي
07-22-2010, 04:22 PM
تنأى إلى سمعي من مصادر عدّة جلـّها موثوق أن صاحبة المنديل تشارك بعض الشباب الرقص في الحانات
بل وأنها ما تزال على علاقةٍ بالماضي الذي ادعت أنه قد ضاع إلى الأبد من قاموس حياتها}
هنا توقف البولمان بنا في استراحة على الطريق فنزلت ومؤمن تحتسي بعض الشاي وندخن لكنه أعتذر قائلا ً:
/// صار لازم روح//..
فقلت له مستغرباً:? لن تكمل المشوار معي ?!!
ـ طريقنا واحد لكننا سنسلك دروباً مختلفة " ضحك بكل ما أوتي من قوة ثم تابع"كل الدروب بتودي ع الطاحون
سأراك غداً في صومعة الجبل الساعة السادسة لا تتأخر
قالها وهو يركب شبه بولمان متجهاً إلى الشام..
ما هذا الرجل الغريب ,لماذا شاركني هذه الرحلة ما دام غير راغبٍ بزيارة طرطوس ثم ما أدراه أني عائدٌ إلى دمشق في نفس اليوم
لقد منحني ولأول مرة موعداً ربما لأنه سينهي روايته غداً
ولكن ما كان يقصد بتلك التلميحات الخبيثة ..ماذا يعرف عن علاقتي بنانا ..؟
هل يريد أن يقنعني أن كل بنات حوا من عجينه واحدة ؟
إن كان هذا ما يرموا إليه فليس سوى مجنون ٍ غبي
لقد صدّع رأسي هذا اللعين إن رأيته غداً لا بدّ أن أفهم منه كل شئ أو..
أنهيت عملي وعدّت سريعاً إلى الشام والصداع يأكل رأسي لكنه لم يمنعني من شراء هدية بمناسبة عيد ميلاد حبيبتي
حبيبتي التي تعمدت أن لا أتكلم معها أكثر من ثلاثة دقائق عبر الهاتف كيما تكتشف مرضي
فقد اعتدت أن أخفي الألم كتهمةٍ عن من أحب لكي لا أشغل بالهم عليّ
غداً في عيدها سأكون بخير ستفاجئ بهديتي وستعجب بها هي تحب الهدايا
وفي اليوم التالي وحسب الوعد المحدد وصلت إلى صومعة الجبل قبله فأخذت أجهز المكان كي نجلس كعادتنا
كانت الشمس حيينها تحاول الغياب سيهبط الليل بعد قليل ويحلّ الظلام . لماذا هذا الموعد المسائي ؟
وضعت الشموع فوق الصخرة الباكية ياله من منظر رومانسي كيف لم ترد لي فكرة زيارة الصومعة على ضوء الشموع قبل الآن
وصل مؤمن ـ لم يتأخر ـ لكنه فاجأني بقدومه ,بل فاجأتني الهيئة التي جاء بها ..
لقد صفف شعره وحلق لحيته الطويلة وهندس شاربه وخلع عنه / الجينز/
أقسم أنه كسب عشر سنواتٍ من عمره دفعة ً واحدة بأناقته ووسامته هذه

ابوشادي
07-22-2010, 04:23 PM
رغم أني أعجبت بهيئته الجديدة لكني لا أدري لماذا هاجمني الضحك كوحش ٍأعجز عن رده في تلك اللحظة
هو أيضاً ضحك متباهياً بأناقته ووسامته وهو يسأل إن كان يستحق أن يُحبّ كان يدور حولي بكبرياء وفخار فيبدو كعارضي الأزياء وهو يريني تلك /البدلة/ بوضعيات عدّه مع المعطف أو دونه
وأنا أطلق صفارات الإعجاب ولما تعب من اللف والضحك جلس في مكانه وهو يضربني على كتفي ممازحاً ويقول:
هكذا كنا أيام العز / كنا شغلة يا أبو شريك / بالمناسبة لقد أصبحنا شركاء يا صديقي
ـ شركاء بماذا؟؟
ـ بزجاجة العرق هذه خذ اشرب وسأكمل لك القصة الآن
{اتسع الشرخ بيننا أيما اتساع يوم علمت أنها تشارك عمرو الرقص كل ليلةٍٍ في الحانات ,وجاءت الطامة الكبرى والضربة القاضية لكل ما قدر أحاول اختراعه لها من مبررات وأعذار ولكل محاولاتي لتكذيب كل ما يقال عنها
عندما رأيتها بأم عيني تلوح لعمر مودعة بلهفة وشوق قبل أن تمسح العرق عن جبينها وتقف في مكانها المعتاد في حديقة حبنا مدعية ً فراغ صبرها من انتظاري
وما إن طالعت عيونها وهي تنظر لي ببراءة صرت أكرهها حتى ثارت ثائرة الغضب مني وخرج ذاك الشرقي المجروح من صدري لطغى على كل مشاعري ويصب جام غضبي عليها
فأمطرتها بكل ما حوت معاجم اللغة العربية من مفردات تعبر عن تفاهة عاهرة وسفاهة خائنة ..رامياً عرض الحائط بكل ترهات حبي لها .
لكنها وقفت بكبرياء يثير الاشمئزاز لتنكر كل شيء ..
فارتفعت أمواج غضبي لأصرخ بوجهها محتدماً : لا تكذبي لقد رأيتكما معاً عيناك في عينيه في كفيه في قدميه
ويداك ضارعتان ترتعشان من لهفٍ عليه .
وتنكري بعد يا ساقطة اذهبي لكي درب ولي ..فأنا لن أعود إليك مهما استرحمت دقات قلبك الكاذب فأنت التي بدأت الخيانة والغدر
وفري دموعك هذه فلم تعد ذات تأثيرٍ بي
وتركتها غارقة بدموعها تمزقها سكاكين غدرها ومضيت حاملا ً قلبي المضرج إلى أكفانه وكلي عزم أن لا أعود عن قراري بفراقها قيد أنملة
إلا أن النوم جافا عيني والمرض استطاع التسلل إلى خلايا جسدي فتدهورت صحتي إلى أن وجدت نفسي أنقل إلى المشفى في سيارة إسعاف
قال الطبيب : أنه إرهاق ناتج عن صدمة عصبية
صدق الطبيب والله فأنا لا أنفك ألعن الساعة التي تعرفت فيها على صاحبة المنديل ,صاخطاً على ضعفي وغبائي

ابوشادي
07-22-2010, 04:23 PM
كم تمنيت لو أني سمعت كلام مالك منذ البداية قال لي الطبع غالب وهاهي تثبت لي أن الخيانة فيها طبع
يا بؤساً للقدر الذي رسم لنا هذه الصدف كي نلتقي , وألف بؤس للدنيا التي جمعتني بتلك الخائنة
لازمني مالك في محنتي تلك ولم يتركني لحظة ًواحدة ً لأبحث عن صدر حنون أغرق بدموعي عليه ويد صديق أضمد بها الجراحات النازفة بحرقة في قلبي
إلا أن صراعات الكبرياء كبريائي أنا مع حبي لها ومعارك العقل والقلب المعتوه لم تنتهي ولن تنتهي إلا بالمواجهة
فإن واجهت صاحبة المنديل مرة أخرى بعيداً عن ثورة الغضب سأقنع قلبي أنها لا تستحق حتى التفكير بها
هناك حيث ولدت أول شرارة للحب بيننا ,طلبت منها لقاءً فلبت النداء على اعتقاد منها أن ذكريات المكان ورومانسية تلك اللحظات ستكون عومل مساعدة لها في التأثير عليّ
أذكر ما حدث تماماً كأنه يمر على شريط سينمائي أمامي الآن
وصلت لأراها جالسة على هيئة أول لقاء وبنفس المكان تماماً , ودون مقدمات وقفت أنظر إلى وبصوت فيه قرار رخيم قلت:
"نون ..يا اسماً اخترعته وقصة حبٍ ابتدعتها والآن أراها تدنو من نهايتها أرى ذاك الدرب الذي حفرناه بنقر خطانا يبتعد الآن بنا عن بعضنا شيئاً فشئ
أرى الفراق لابد محتوم يوماً ما ولأني أحبك نعم وبكل ما أملك من كبرياء وقوة وبكل ما ولدت جراحات غدرك وخيانتك لعهودنا من ضعف في قلبي أقول أني ما أزال أحبك
علينا أن نفترق وفي قلوبنا مساحة من ودّ وفي ذاكرتنا حيّز من ذكريات حلوة "
تابعت نون التحديق بي ثم قالت بصوت رقيق:
ـ أنت تقول أنك تحبني ,وأنا أحــــــــــــــبـــــــك
أقسم بكل ما حوت الأرض من مقدسات أني أحبك فلماذا ــ أتوسل إليك أن تجيب ـ لماذا الفراق؟!!
" التفت برأسي نحوها قليلا ًثم عدت لمطالعة أنجم السماء قائلا ً:
ـ عندما أحببتك يا نون أحسست أنه حدث عظيم لو أضع رأسي على صدرك ِوأبكي ..
حبكِ ارتقى بي فوق مستوى شهوات الجسد ورغبات الروح مرتفعاً إلى أعلى قمة برج ٍعاجي ٍعالي
لأرى الدنيا كلها دوننا ..
عالم الأحلام الليلكي هذا عصب عيناي عن رؤية الحقائق كاملة ,غير منتبه إلى أن من يسمو نحو الأعلى سيجبر على التدقيق في أتفه التفاصيل ,التي لم يكن يراها وهو على الأرض

ابوشادي
07-22-2010, 04:24 PM
حبيبتي ..العشاق ..كبار العشاق ينتهون نهايات كبيرة ,نهاياتٍ لا تكتب على صفحات التاريخ فحسب ,بل يكتبوا هم وبأيديهم ومشاعرهم صفحات التاريخ ..
" قامت صاحبة المنديل لتقف إلى يميني واضعة ًيدها على كتفي " ثم قالت:
أ.كتب علينا أن ننهي قصة حبنا هكذا كي ترضي غرورك بكتابة إحدى صفحات التاريخ كما تقول .؟!
" أشرت بيدي إلى السماء باتجاه نجمتين متفردتين قائلا ?:"
أ.ترين هاتين النجمتين كان يجب أن تحملا اسمينا ليخلد حبنا سرمدّياً في سماء الفردوس
أنت لم ترتفعي معي إلى قمة ذاك البرج ..ربما كان ـ للأسف ـ خطأي أني لم أقدرك حق قدرك ..
لم أدرك أنك لا تملك القدرة على استيعاب أن الحب يرتقي فوق شهوات الجسد أولا ً وعندما يصل إلى القمة يعود ليهتم بأدق التفاصيل بخصلة الشعر ورمشت العين والثوب الطويل و القصير......
كي لا يهوي أحدّ ٌمنا عن جبل الظروف ليهوي في وادي الواقع بعد يوم أو شهر أو حتى عشرة سنوات أنا متأكدٌ أن أحداً منا سوف لن يصدم فيهوي
سأتراجع الآن أنا وقبل أن تغوص أقدامنا في رمال الكذب المتحركة..
ـ أنا لا أفهمك ....فماذا تريد؟
ـ المهم أني أفهم نفسي وعلى علم ? ثقة بما أريد..
ـ امنحني فرصة
ـ لست أنا من يمنح الفرص الآن
ـ إذن من؟؟
ـ وداعاً
" كم كنت أتمنى لو أني أملك القدرة على تحدي كبريائي وواقعي وكل ما واجهتني من حقائق لأمنحها فرصة"}
لفت رأسه نحوي وهو يبكي بدموع حارقة ثم شرب زجاجة المشروب حتى أجهز على آخر قطرةٍ فيها
وسرعان ما أنطلق يشق عباب الريح كأنه لا يريد لي رؤيته ضعيفاً ,لكنه تعمد أن يريني دموعه ....
لم أكو أعرف إن كانت قصته قد انتهت أم لا أو إن كنت سأراه مرة ً أخرى يا ترى.
كم كنت أتمنى التعرف على صاحبة المنديل تلك
إلى حدّ راودتني فيه فكرة البحث عنها في سجلات النفوس على غرار ما فعل هو .
ولكن أين سأبحث لأبحث ؟
في أي مدينة وأي محافظة ثم ما أدراني أنها تحمل حرف النون في مقدمة اسمها إن كانت موجودة ً بالأصل..

ابوشادي
07-22-2010, 04:25 PM
ما الذي يدفع بي لتصديق تلك القصة بكامل حذافيرها
لعنه الله لقد سبب لي الصداع انتهت علبة السجائر سأعود الآن للمنزل
وهممت بالنهوض لألمح شريطاً مرميا أو موضعاً على الأرض تناولته فشممت رائحة الياسمين تفوح منه
يبدو أنه لمؤمن وقد نسيه هنا وضعته في جيب معطفي على نية إعادته لصاحبه إذ ما رأيته ثانية ً
عندما وصلت لمنزلي فوجئت وأنا أستمع للمكالمات التي جاءتني في ذاك اليوم أن زكريا قد هاتفني مرتين وأنه قد حصل على إجازة ولأني كنت متعباً جداً أجلت زيارته للغد
وبالفعل زرته في الصباح ورويت له كل ما جرى معي وما إن فرغت حتى قال بلهفة المتشوق :
وماذا بعد ذلك ? هل انتهت هكذا قصة مؤمن ?!
لم تكن أجوبتي على تساؤلات صديقي ألا زيادة ًفي حيرته وحيرتي
فأخذ نفساً من الأركيلة ثم قال : خذ لقد صارت جاهزة

ورحت أختفي خلف الدخان الذي سرعان ما ملئ الغرفة وأنا أسأل عن حال الأصدقاء تارة ً وأخرى عن أخباره هو وثالثة أحدثه عن نفسي ورحت أستشيره في أن أعرض مشروع الخطبة على نورا منتهزاً فرصة عيد ميلادها هذا المساء
كان الوقت يمضي مسرعاً دونما أدراكٌ منا لذلك إنها الثالثة عصراً استأذنت بالرحيل فعليّ تجهيز نفسي للذهاب لعيد ميلاد نورا .
فقال لي ذكريا و ابتسامة ٌ عريضة تحاكي مبسمه :هيا يا صاحبي أريدك أن تكون فارس الحفل الليلة
ـ لن تحضر أنت شادية ستكون هناك ..؟
ـ كف عن تلميحاتك يا عريس حسنٌ سأحضر
ودعته والفرح يملؤني ,عرجت على الحلاق قبل أن أخذ حماماً سريعاً ثم تممت أناقتي وارتديت معطفي وتوجهت لبيت نورا مصطحباً معي هديتها
هناك وسط مظاهر الفرح كانت حبيبتي نجمة الحفل الأولى بدون منازع
ولكن وقبل أن تطفئ الشموع وسط غنائنا جاء صوتٌ من بعيد صوتٌ أعرفه جيداً إنه مؤمن يقول بنبرة عتاب :
أ لم يكن من الواجب أن تدعني لعيد ميلاد خطيبتك يا صديقي .. أ ليست خطيبتك
" وبدأ يضحك ضحكته الساخرة المعهودة"
استغرب الجميع وجود هذا الدخيل واستغربوا تصرفاته أيضاً خصوصاً أن أحداً منهم لم يكو يعلم من هو
لكن مؤمن تدارك الموقف أو زاده تعقيداً لا أدري لقد فاجأني تماماً وهو يقف إلى جواري ,

ابوشادي
07-22-2010, 04:25 PM
وقبل أن أعرف عليه قال :
" أنا مؤمن صديق هذا الـ...,بالمناسبة ماذا كان اسمك .لا يهم المهم أني لم أنسى أن أحضر معي هدية ً لنجمة هذا الحفل المتألقة"
مدّى يده إلى جيب معطفي وأخرج شريط كاسيت ليضعه في آلة التسجيل ..
فما كان مني إلا وصرخت به محتدماً أن يتوقف عن تصرفاته الغريبة التي تعكر صفوه الحفل أخبرته أن وجوده غير مرغوبٍ به هنا
فقال وهو يخلع نظارته السوداء الأنيقة متقدماً نحو نورا بهدوء : لن أخرج إلا بأمر هذه الفاتنة
حاولت منعه لكنه دفع بي بقوة نحو الخلف صارخاً بوجهي تنحى جانباً فدورك قد انتهى
أمسك ذقن نورا ولفت برأسها نحوه ثم صرخ فيها : انظري إلي جيداً هل تذكرينني هل تذكري فارس الليل
هل يعرف هذا المسكين أنك نون المنديل الوردي
"لفت رأسه نحوي وأنا أحاول إبعاده عن نورا " آسفٌ يا صاحبي لقد نسيت إخبارك أن نانك هذه ما هي إلا نون المنيل الوردي
" دارت الدنيا بي وأنا أحس بقلبي وقد أنتزع من صدري لما أخرج مؤمن المنديل الوردي من جيبه"
عاد مؤمن ليمسكها من شعرها الطويل متابعاً هجومه :
هل قلت له كما قلت لي ولمن كانوا قبلي أن لا ماضي لك ، وأنك نسيتِ كل شيء مذ تعرفت عليه
أشك في صدقك فأريني بل أريه هو حقيبة يدك ..
وقفت نورا جامدة لا تؤتي بأية حركة سوى الاستسلام للدموع
سحبت الحقيبة من تحت يدها المرتعشة وما إن فتحتها حتى وجدت العلاقة التي حدثني عنها مؤمن فأخرجتها لأتأكد وصعقت لما رأيت حرف الميم المحفور عليها
فما كان مني إلا وصفعتها ثم رميت بالعلاقة بوجهها :
ميم فارس الليل ..كان علي أن أعرف من البداية أن الخيانة تجري في دمك..
وهممت بالرحيل لكن مؤمن أمسك بيدي مانعاً إياي
فصرخت بوجهه : اتركني فلا مكان لي هنا مادامت هذه العاهرة موجودة..
ـ اهدأ يا صاحبي لم ينتهي الحديث بعد ألا تريد سماع الفصل الأخير من قصتي
رفع مؤمن كلتا يديه جانباً وبدأ بالكلام :
يا أيها الجمع الكريم
أنا ميم ..ميم فارس الليل قد تكوني لا تعرفونني ولكن معظمكم سمع عن قصة حبي مع نون المنديل الوردي هذه

ابوشادي
07-22-2010, 04:26 PM
" وأشار ببنانه إليها " أقسمت في أحد الأيام أني سأحطمك وها أنا اليوم أخطو بأول خطى البرّ بيميني
لن تهربي مني فأنا مقدرٌ عليك, لعنة السماء أرسلتني وإله الحب انتدبني لأحطم غرورك
وسأفعل أقسم مرة أخرى أني سأفعل
آ سفٌ أيها الجمع الكريم لقد أفسدت عليكم حفلكم هذا
أ..بالمناسبة عيد ميلاد سعيد يا نون
هل أنت نادمة أيتها الفاجرة ...هيهات ينفعك الندم ..فقد ضيعت فيما مضى فرصاً كثيرة نادرة
أمسك مؤمن بيدي لنخرج معاً من ذاك المكان متبوعين بالجميع
تاركينها خلفنا وحيدة ً وكبريائها وغرورها تطفؤ شموع حياتها

تمت بحمد الله

En.Khaled Alfaiomi
07-22-2010, 04:56 PM
مشكور أخي أبو شادي في أنتظار كل جديدك