حمصي أصيل
08-23-2010, 03:38 PM
ليس الأرجنتيني روبرتو فابيان أيالا بحاجة إلى تعريف، فلا أحد يجهل هذا المدافع الأوسط رفيع الطراز، الذي شارك في كأس العالم FIFA ثلاث مرات، وعاش 15 سنة بين أحضان كرة القدم الأوروبية، وكان يحمل شارة قيادة المنتخب الأولمبي الذي توِّج بطلاً في أثينا 2004.
ومع ذلك، ما زال هناك في قصة لاعب راسينج كلوب حالياً ما لا يعرفه أحد. إنه ذلك الجزء من القصة الذي يروي بدايته مع الدوري المتواضع في مسقط رأسه، في إنتري ريوس، عندما كان يشكل ثنائياً مع والده. وذلك الجزء أيضاً الذي يحكي عيشه لتجربة الأبوة وهو بعد في السادسة عشرة من العمر ثم خوضه التجربة مرة أخرى منذ حوالي شهر واحد. هذا بالإضافة لتجربة مشاهدة كأس العالم FIFA عبر شاشة التلفاز، لأول مرة منذ بدأ مسيرته الدولية، بعد أن أتم من العمر مؤخراً 37 عاماً.
وفي حواره الحصري مع موقع FIFA.com، تطرق أيالا لكل هذه الموضوعات وتحدث أيضاً عن الأجيال الجديدة، ورحلته في القارة العجوز، وما ينوي فعله بعد اعتزال الملاعب: "لا أعتقد أنني سأدرب، ولكني سأظل مرتبطاً بكرة القدم."
FIFA.com: روبرتو، عدت إلى كرة القدم الأرجنتينية بعد 15 عاماً قضيتها في أوروبا. فما الذي وجدته بعد كل هذا الغياب وما الذي كنت تتوقعه؟
روبرتو أيالا: لقد حدثت تغيرات عامة، سواء في البلد أو في اللعبة. ولا يستطيع المرء أن يحدد ما إذا كانت هذه التغيرات للأحسن أم للأسوأ، لكن الأشياء تتبدل وتتحول ويجب التكيف معها. فيما يتعلق باللعب، دفعت غالياً ثمن عدم المشاركة باستمرار، وأعتقد أن الإعداد المسبق كان ليجعل أدائي مختلفاً. ولكن ما كان قد كان، وما يهم هو أن راسينج بلغ هدفه وخرج من منطقة الهبوط.
وفيما يتعلق بكرة القدم؟ ما الذي وجدته؟
لقد تغيرت! أصبحنا نشاهد مباريات إيقاعها أكبر كثيراً. وفيما عدا فريقين أو ثلاثة يحاولون ويحبون لعب الكرة من الخلف، يعمد الباقون للعب الكرات الطويلة وصناعة اللعب بدءاً من اللمسة الثانية للكرة.
يبدو أن اللاعبين الأرجنتينيين يتأخرون في العودة للعب على أرض الوطن أكثر من البرازيليين. فهل تتفق مع هذا القول؟
ربما يجب أن نرى ما إذا كان الأمر مجرد مصادفة ...(يفكر) لا أقول أننا نفتقر لإحساس الحنين إلى الوطن، ولكن البرازيليين يشعرون بهذا الحنين أكثر قليلاً. ولا أريد أن يسيء أحد فهمي؛ فعلى المستوى الشخصي كانت كرة القدم الأرجنتينية تسعدني دائماً، وكنت دائماً أتوق للعيش بين من يحبونني. ولكني أعتقد أن مقامنا إذا كان يطول في أوروبا فإن ذلك يرجع إلى أن الفرق هناك تعرف جيداً ما بين أيديها. فكلما زاد ما يمكن الحصول عليه من اللاعب الأرجنتيني، وكلما زادت قدرته على العطاء، كان ذلك أفضل. بل إن البعض يتلقون عروضاً من الأندية للعمل بعد التوقف عن لعب كرة القدم ويستقرون هناك بصورة نهائية.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote.gif أدت الأرجنتين مهمتها باقتدار كما ينبغي وفرضت أسلوب لعبها. وكانت ألمانيا هي الإستثناء، لم نستطع التفوق عليهم في أي وقت من أوقات المباراة.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote_reverse.gif أيالا حول مشوار الأرجنتين في جنوب أفريقيا
بمناسبة الحديث عن التغيرات، عادة ما يقال أن الأجيال الجديدة من اللاعبين يكون سلوكها مختلفاً...
ليس دائماً، بالطبع. إن الشباب اليوم يسخرون ممن هم أكثر خبرة، وهذا شيء ما كان ليخطر على البال في وقت سابق. وأنا لا أتحدث عن زمن بعيد، أليس كذلك؟ في الماضي، عندما كان المرء يشارك في التدريبات مع الفريق الأول لأول مرة، لم يكن يكاد يتكلم. لقد انتهى ذلك الآن، رغم أن الإحترام موجود. إن الشباب هنا مجتهدون ومحترمون، وإن كانت حياتهم معاً لا تخلو من المشاكل. ولا داعي لنذهب بفكرنا بعيداً، فخلال أول شهر لي هنا حدثت أشياء ...ولكن الأمور لم تخرج عن حدود الإحترام.
وكيف ترى التزامهم المهني؟
هناك حالة أشبه بالدوامة التي تسحب كل من يقترب منها، فالشباب يريدون الذهاب إلى أوروبا بأسرع ما يمكن دون المرور بالمراحل التي ينبغي تجاوزها. ينبغي أن يلعبوا مباريات أكثر قبل أن يذهبوا، وذلك لكي يستفيدوا هم وأنديتهم. فليس من الجيد أن يسافر اللاعب بدون الإعداد المناسب.
لا بد أن تكون المقارنة مع فترة شبابك لها طابع خاص، نظراً لأنك أصبحت أباً وأنت في السادسة عشرة من عمرك. كيف واجهت هذه المسئولية في تلك السن الصغيرة؟
كان أمراً صعباً، وزاد من صعوبته البعد عن الديار أيضاً. ولكن قدري كان هو أن أحيى تلك التجربة وقد تعلمت الكثير والكثير. أعتقد أنني قمت بواجبي فيها على ما يرام. تبلغ ابنتي الآن من العمر 20 عاماً وهي تعيش في بارانا مع أمها. لم نتمكن من العيش معاً دائماً، ولكن ذلك هو النحو الذي سارت عليه الأمور.
ابنة في العشرين وثلاث أخريات أصغر، هل أنت رجل غيور؟
لا، لا ... لا أعتقد ذلك على الإطلاق. ما دمن يحظين بالإحترام اللائق لا أنزعج!
اليوم، بعد أن بلغت من العمر 37 عاماً، أيهما أصعب في نظرك: البقاء في عالم كرة القدم مع النخبة طوال 20 عاماً أم أن تكون أباً لخمسة أبناء؟
أن أكون أباً! (يضحك) والإعتناء بالنفس وعيش حياة منظمة. إن المرء عندما يكون أباً يكون دائماً تحت المجهر. خاصة إذا أراد أن يُعدهم ويعلمهم جيداً ويربيهم على القيم ...تلك هي المهمة الأصعب. وأنا ما زلت أتعلم ..كلما كبروا، أتعلم.
أصبح ابنك فرانشيسكو الآن في الثالثة عشرة، فهل ستستمر أسرة أيالا في كرة القدم؟
إنه يعشق اللعبة! يريدني أن آخذه ليخوض الإختبارات في أحد الأندية، ولكن أكثر ما يهمني هو أن يسير على ما يرام في المدرسة. يجب أن تكون كرة القدم بمثابة جائزة، ولكن الأمور تسير على خير حال وسوف نحاول أن نجعله يبدأ في ديسمبر/كانون الأول. إنه يلعب في الجوار وهو مهووس بكرة القدم. لم أكن أنا الذي أثرت رغبته في لعب الكرة، بل كان هو وحده بمساعدة جده. ولكنه أمر طبيعي، فقد نشأ محاطاً بكرة القدم.
لعبت كثيراً في إيطاليا وأسبانيا، فما هي الإختلافات التي وقفت عليها بين المدرستين؟
دائماً أقول إن إيطاليا ساعدتني على زيادة قدراتي كثيراً كمدافع، كانت تجربتي هناك كما لو كنت أدرس لتقديم رسالة الماجستير. إنني أشعر بامتنان شديد للأندية هناك ولتجربتي مع كرة القدم الإيطالية بصفة عامة. أما المدرسة الأسبانية فقد تكون أكثر إمتاعاً وجمالاً في نظر من يستمتع بنوع آخر من اللعب. ولكني لن أفضل إحدى المدرستين على الأخرى، فقد تعلمت من كلتيهما.
فلنتحدث عن كأس العالم FIFA. ماذا كان شعورك وأنت تتابع البطولة كمتفرج بعد 12 عاماً من مشاركتك فيها لأول مرة؟
كان شعوراً قاسياً للغاية. فالمرء يفكر طوال الوقت فيما كان يفعله كلاعب في تلك اللحظة؛ قبل وأثناء وبعد المباريات. الآن، كل ما أفعله هو أن أنتظر المباراة القادمة، وأجتمع بالأصدقاء والأقرباء لمشاهدتها. وهو شعور مختلف! فعندما يكون المرء عضواً في الفريق فإنه يكون معزولاً تماماً، يكون محاصراً، ولا يعرف شيئاً. أما في الخارج فإنه يرى بأم عينيه كل شيء.
هل يعني ذلك أن اللاعب لا يدرك تأثير ما يفعله في بلده؟
هذا صحيح تماماً، فالشباب لا يدركون ما يحدث. لقد فهمت أخيراً حاجة المرء كمتفرج للسمع والرؤية والشعور بمن يخوضون المنافسات. كما أن الكاميرات تلتقط كل ما يجري من أحداث. عندما كنت جزءاً من المنتخب لم أكن أريد الخروج عندما كانوا يتركون لي بعض الحرية. كنت أفضل البقاء أسيراً وتجنب مطاردة الصحفيين. ومع ذلك فإنك إن قلت نصف كلمة تجد لها صدى هائلاً لدى من يحب كرة القدم، ولدى البلد بأسره! إن الأرجنتين تتوقف تماماً لترى لاعبيها وتسمعهم وتظهر إعجابها بهم...
لعل هذا الحديث يعيد إلى الأذهان ما جرى في فرنسا 1998 بين المنتخب والصحافة...
نعم، بكل صراحة. ولكنها خبرات وتجارب. لم يكن ذلك الشجار في مصلحة أي من الطرفين، كان شيئاً مؤسفاً بحق. ولكن أياً كان، فقد حسمنا الأمر ونفذنا ما عزمنا عليه.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote.gif إنه شاب جدير بالإحترام. أعتقد أنه سيزداد انطلاقاً وانفتاحاً على من حوله بمرور السنين. أحياناً يبدو الأمر صعباً، نظراً لكونه شخصية بارزة. والكل ينتظر أن يتغير، ولكن هذه هي طبيعته ويجب احترام ذلك.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote_reverse.gif روبرتو أيالا حول ميسي
فلنعد إلى جنوب أفريقيا، ما هو تحليلك لمسيرة الأرجنتين في البطولة؟
إن إحساس المباراة الأخيرة هو الباقي لدينا جميعاً، ولكن فيما عدا مباراة ألمانيا، كانت الأرجنتين دائماً تلعب بذكاء. لا أتفق مع الرأي القائل بأنها واجهت خصوماً ضعفاء؛ لقد كانوا خصوماً يجب احترامهم والسعي لإلحاق الهزيمة بهم. أدت الأرجنتين مهمتها باقتدار كما ينبغي وفرضت أسلوب لعبها. وكانت ألمانيا هي الإستثناء، لم نستطع التفوق عليهم في أي وقت من أوقات المباراة.
أبدى البعض رأيهم فيما يتعلق باختيار المدرب الجديد، فهل تفضل شخصاً معيناً؟
إن كل الأسماء التي رُشحت تصلح عن جدارة واستحقاق. إذ يعمل ميجيل (روسو) مع راسينج وهو يقوم بعمل رائع منذ سنوات طويلة. وتحدث البعض أيضاً عن (كارلوس) بيانكي. ما يهم هو معرفة أي خط نريد اتباعه ودعم هذا الخط حتى تتحقق النتائج النهائية. ذلك هو ما نحتاج إليه.
هل أسبانيا هي النموذج الذي يجب الإقتداء به؟
يقولون هذا، ولكن أسبانيا لديها نموذج للعب نظراً لأن هناك فريقاً يفعل نفس الشيء هو برشلونة. فوجود عدد كبير من لاعبي ذلك الفريق يجعل أداء المنتخب مشابهاً. أما هنا فإن ذلك صعب؛ فأفضل لاعبينا متفرقين في أنحاء شتى من العالم، ولكننا غير قادرين على جعل الفريق يتمتع بهوية محددة أو يخوض المنافسات واثقاً من أنه سيفوز بالمباريات.
عشت مع ليونيل ميسي في كوبا أمريكا 2007، فما هو رأيك فيه كإنسان؟
كما يراه الناس من الخارج (يبتسم). لقد كان في طور النمو في تلك اللحظة، وإن كان ينمو بخطوات عملاقة. إنه صموت جداً ومنطوٍ على نفسه ...إنه شاب جدير بالإحترام. أعتقد أنه سيزداد انطلاقاً وانفتاحاً على من حوله بمرور السنين. أحياناً يبدو الأمر صعباً، نظراً لكونه شخصية بارزة. والكل ينتظر أن يتغير، ولكن هذه هي طبيعته ويجب احترام ذلك.
ماذا عن المستقبل في مسيرتك الكروية؟
سيتحدد ذلك عندما ينتهي العقد. فعندئذ سأنظر إلى حالتي البدنية، ومدى رغبتي في الإستمرار، والإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت. إنني الآن بخير وأتمرن وأنتظر فرصة اللعب في أي وقت. إذا وجدت فرصة للإستمرار سيتحدد كل شيء آخر بناء على ذلك.
لقد قلت من قبل إنك لا تعتقد أنك ستقوم بالتدريب، هل ما زلت تحتفظ بهذا الرأي؟
نعم، بالطبع. إنها مهمة شاقة جداً، ولا أعتقد أنها تلائمني. أنا أعشق كرة القدم، أعشق اللعب نفسه والتخطيط التكتيكي للمباريات. ولكني لا أجد نفسي في التدريب، ولا أشعر بالرغبة في ذلك. وعلى أية حال، ما زال هناك وقت لتقرير ذلك فيما بعد. كل ما أنا متأكد منه هو أنني سأبقى على صلة بكرة القدم. أريد أن أفيد غيري بالخبرة التي جمعتها في مسيرتي طوال تلك السنوات.
ومع ذلك، ما زال هناك في قصة لاعب راسينج كلوب حالياً ما لا يعرفه أحد. إنه ذلك الجزء من القصة الذي يروي بدايته مع الدوري المتواضع في مسقط رأسه، في إنتري ريوس، عندما كان يشكل ثنائياً مع والده. وذلك الجزء أيضاً الذي يحكي عيشه لتجربة الأبوة وهو بعد في السادسة عشرة من العمر ثم خوضه التجربة مرة أخرى منذ حوالي شهر واحد. هذا بالإضافة لتجربة مشاهدة كأس العالم FIFA عبر شاشة التلفاز، لأول مرة منذ بدأ مسيرته الدولية، بعد أن أتم من العمر مؤخراً 37 عاماً.
وفي حواره الحصري مع موقع FIFA.com، تطرق أيالا لكل هذه الموضوعات وتحدث أيضاً عن الأجيال الجديدة، ورحلته في القارة العجوز، وما ينوي فعله بعد اعتزال الملاعب: "لا أعتقد أنني سأدرب، ولكني سأظل مرتبطاً بكرة القدم."
FIFA.com: روبرتو، عدت إلى كرة القدم الأرجنتينية بعد 15 عاماً قضيتها في أوروبا. فما الذي وجدته بعد كل هذا الغياب وما الذي كنت تتوقعه؟
روبرتو أيالا: لقد حدثت تغيرات عامة، سواء في البلد أو في اللعبة. ولا يستطيع المرء أن يحدد ما إذا كانت هذه التغيرات للأحسن أم للأسوأ، لكن الأشياء تتبدل وتتحول ويجب التكيف معها. فيما يتعلق باللعب، دفعت غالياً ثمن عدم المشاركة باستمرار، وأعتقد أن الإعداد المسبق كان ليجعل أدائي مختلفاً. ولكن ما كان قد كان، وما يهم هو أن راسينج بلغ هدفه وخرج من منطقة الهبوط.
وفيما يتعلق بكرة القدم؟ ما الذي وجدته؟
لقد تغيرت! أصبحنا نشاهد مباريات إيقاعها أكبر كثيراً. وفيما عدا فريقين أو ثلاثة يحاولون ويحبون لعب الكرة من الخلف، يعمد الباقون للعب الكرات الطويلة وصناعة اللعب بدءاً من اللمسة الثانية للكرة.
يبدو أن اللاعبين الأرجنتينيين يتأخرون في العودة للعب على أرض الوطن أكثر من البرازيليين. فهل تتفق مع هذا القول؟
ربما يجب أن نرى ما إذا كان الأمر مجرد مصادفة ...(يفكر) لا أقول أننا نفتقر لإحساس الحنين إلى الوطن، ولكن البرازيليين يشعرون بهذا الحنين أكثر قليلاً. ولا أريد أن يسيء أحد فهمي؛ فعلى المستوى الشخصي كانت كرة القدم الأرجنتينية تسعدني دائماً، وكنت دائماً أتوق للعيش بين من يحبونني. ولكني أعتقد أن مقامنا إذا كان يطول في أوروبا فإن ذلك يرجع إلى أن الفرق هناك تعرف جيداً ما بين أيديها. فكلما زاد ما يمكن الحصول عليه من اللاعب الأرجنتيني، وكلما زادت قدرته على العطاء، كان ذلك أفضل. بل إن البعض يتلقون عروضاً من الأندية للعمل بعد التوقف عن لعب كرة القدم ويستقرون هناك بصورة نهائية.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote.gif أدت الأرجنتين مهمتها باقتدار كما ينبغي وفرضت أسلوب لعبها. وكانت ألمانيا هي الإستثناء، لم نستطع التفوق عليهم في أي وقت من أوقات المباراة.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote_reverse.gif أيالا حول مشوار الأرجنتين في جنوب أفريقيا
بمناسبة الحديث عن التغيرات، عادة ما يقال أن الأجيال الجديدة من اللاعبين يكون سلوكها مختلفاً...
ليس دائماً، بالطبع. إن الشباب اليوم يسخرون ممن هم أكثر خبرة، وهذا شيء ما كان ليخطر على البال في وقت سابق. وأنا لا أتحدث عن زمن بعيد، أليس كذلك؟ في الماضي، عندما كان المرء يشارك في التدريبات مع الفريق الأول لأول مرة، لم يكن يكاد يتكلم. لقد انتهى ذلك الآن، رغم أن الإحترام موجود. إن الشباب هنا مجتهدون ومحترمون، وإن كانت حياتهم معاً لا تخلو من المشاكل. ولا داعي لنذهب بفكرنا بعيداً، فخلال أول شهر لي هنا حدثت أشياء ...ولكن الأمور لم تخرج عن حدود الإحترام.
وكيف ترى التزامهم المهني؟
هناك حالة أشبه بالدوامة التي تسحب كل من يقترب منها، فالشباب يريدون الذهاب إلى أوروبا بأسرع ما يمكن دون المرور بالمراحل التي ينبغي تجاوزها. ينبغي أن يلعبوا مباريات أكثر قبل أن يذهبوا، وذلك لكي يستفيدوا هم وأنديتهم. فليس من الجيد أن يسافر اللاعب بدون الإعداد المناسب.
لا بد أن تكون المقارنة مع فترة شبابك لها طابع خاص، نظراً لأنك أصبحت أباً وأنت في السادسة عشرة من عمرك. كيف واجهت هذه المسئولية في تلك السن الصغيرة؟
كان أمراً صعباً، وزاد من صعوبته البعد عن الديار أيضاً. ولكن قدري كان هو أن أحيى تلك التجربة وقد تعلمت الكثير والكثير. أعتقد أنني قمت بواجبي فيها على ما يرام. تبلغ ابنتي الآن من العمر 20 عاماً وهي تعيش في بارانا مع أمها. لم نتمكن من العيش معاً دائماً، ولكن ذلك هو النحو الذي سارت عليه الأمور.
ابنة في العشرين وثلاث أخريات أصغر، هل أنت رجل غيور؟
لا، لا ... لا أعتقد ذلك على الإطلاق. ما دمن يحظين بالإحترام اللائق لا أنزعج!
اليوم، بعد أن بلغت من العمر 37 عاماً، أيهما أصعب في نظرك: البقاء في عالم كرة القدم مع النخبة طوال 20 عاماً أم أن تكون أباً لخمسة أبناء؟
أن أكون أباً! (يضحك) والإعتناء بالنفس وعيش حياة منظمة. إن المرء عندما يكون أباً يكون دائماً تحت المجهر. خاصة إذا أراد أن يُعدهم ويعلمهم جيداً ويربيهم على القيم ...تلك هي المهمة الأصعب. وأنا ما زلت أتعلم ..كلما كبروا، أتعلم.
أصبح ابنك فرانشيسكو الآن في الثالثة عشرة، فهل ستستمر أسرة أيالا في كرة القدم؟
إنه يعشق اللعبة! يريدني أن آخذه ليخوض الإختبارات في أحد الأندية، ولكن أكثر ما يهمني هو أن يسير على ما يرام في المدرسة. يجب أن تكون كرة القدم بمثابة جائزة، ولكن الأمور تسير على خير حال وسوف نحاول أن نجعله يبدأ في ديسمبر/كانون الأول. إنه يلعب في الجوار وهو مهووس بكرة القدم. لم أكن أنا الذي أثرت رغبته في لعب الكرة، بل كان هو وحده بمساعدة جده. ولكنه أمر طبيعي، فقد نشأ محاطاً بكرة القدم.
لعبت كثيراً في إيطاليا وأسبانيا، فما هي الإختلافات التي وقفت عليها بين المدرستين؟
دائماً أقول إن إيطاليا ساعدتني على زيادة قدراتي كثيراً كمدافع، كانت تجربتي هناك كما لو كنت أدرس لتقديم رسالة الماجستير. إنني أشعر بامتنان شديد للأندية هناك ولتجربتي مع كرة القدم الإيطالية بصفة عامة. أما المدرسة الأسبانية فقد تكون أكثر إمتاعاً وجمالاً في نظر من يستمتع بنوع آخر من اللعب. ولكني لن أفضل إحدى المدرستين على الأخرى، فقد تعلمت من كلتيهما.
فلنتحدث عن كأس العالم FIFA. ماذا كان شعورك وأنت تتابع البطولة كمتفرج بعد 12 عاماً من مشاركتك فيها لأول مرة؟
كان شعوراً قاسياً للغاية. فالمرء يفكر طوال الوقت فيما كان يفعله كلاعب في تلك اللحظة؛ قبل وأثناء وبعد المباريات. الآن، كل ما أفعله هو أن أنتظر المباراة القادمة، وأجتمع بالأصدقاء والأقرباء لمشاهدتها. وهو شعور مختلف! فعندما يكون المرء عضواً في الفريق فإنه يكون معزولاً تماماً، يكون محاصراً، ولا يعرف شيئاً. أما في الخارج فإنه يرى بأم عينيه كل شيء.
هل يعني ذلك أن اللاعب لا يدرك تأثير ما يفعله في بلده؟
هذا صحيح تماماً، فالشباب لا يدركون ما يحدث. لقد فهمت أخيراً حاجة المرء كمتفرج للسمع والرؤية والشعور بمن يخوضون المنافسات. كما أن الكاميرات تلتقط كل ما يجري من أحداث. عندما كنت جزءاً من المنتخب لم أكن أريد الخروج عندما كانوا يتركون لي بعض الحرية. كنت أفضل البقاء أسيراً وتجنب مطاردة الصحفيين. ومع ذلك فإنك إن قلت نصف كلمة تجد لها صدى هائلاً لدى من يحب كرة القدم، ولدى البلد بأسره! إن الأرجنتين تتوقف تماماً لترى لاعبيها وتسمعهم وتظهر إعجابها بهم...
لعل هذا الحديث يعيد إلى الأذهان ما جرى في فرنسا 1998 بين المنتخب والصحافة...
نعم، بكل صراحة. ولكنها خبرات وتجارب. لم يكن ذلك الشجار في مصلحة أي من الطرفين، كان شيئاً مؤسفاً بحق. ولكن أياً كان، فقد حسمنا الأمر ونفذنا ما عزمنا عليه.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote.gif إنه شاب جدير بالإحترام. أعتقد أنه سيزداد انطلاقاً وانفتاحاً على من حوله بمرور السنين. أحياناً يبدو الأمر صعباً، نظراً لكونه شخصية بارزة. والكل ينتظر أن يتغير، ولكن هذه هي طبيعته ويجب احترام ذلك.
http://ar.fifa.com/imgml/icons/quote_reverse.gif روبرتو أيالا حول ميسي
فلنعد إلى جنوب أفريقيا، ما هو تحليلك لمسيرة الأرجنتين في البطولة؟
إن إحساس المباراة الأخيرة هو الباقي لدينا جميعاً، ولكن فيما عدا مباراة ألمانيا، كانت الأرجنتين دائماً تلعب بذكاء. لا أتفق مع الرأي القائل بأنها واجهت خصوماً ضعفاء؛ لقد كانوا خصوماً يجب احترامهم والسعي لإلحاق الهزيمة بهم. أدت الأرجنتين مهمتها باقتدار كما ينبغي وفرضت أسلوب لعبها. وكانت ألمانيا هي الإستثناء، لم نستطع التفوق عليهم في أي وقت من أوقات المباراة.
أبدى البعض رأيهم فيما يتعلق باختيار المدرب الجديد، فهل تفضل شخصاً معيناً؟
إن كل الأسماء التي رُشحت تصلح عن جدارة واستحقاق. إذ يعمل ميجيل (روسو) مع راسينج وهو يقوم بعمل رائع منذ سنوات طويلة. وتحدث البعض أيضاً عن (كارلوس) بيانكي. ما يهم هو معرفة أي خط نريد اتباعه ودعم هذا الخط حتى تتحقق النتائج النهائية. ذلك هو ما نحتاج إليه.
هل أسبانيا هي النموذج الذي يجب الإقتداء به؟
يقولون هذا، ولكن أسبانيا لديها نموذج للعب نظراً لأن هناك فريقاً يفعل نفس الشيء هو برشلونة. فوجود عدد كبير من لاعبي ذلك الفريق يجعل أداء المنتخب مشابهاً. أما هنا فإن ذلك صعب؛ فأفضل لاعبينا متفرقين في أنحاء شتى من العالم، ولكننا غير قادرين على جعل الفريق يتمتع بهوية محددة أو يخوض المنافسات واثقاً من أنه سيفوز بالمباريات.
عشت مع ليونيل ميسي في كوبا أمريكا 2007، فما هو رأيك فيه كإنسان؟
كما يراه الناس من الخارج (يبتسم). لقد كان في طور النمو في تلك اللحظة، وإن كان ينمو بخطوات عملاقة. إنه صموت جداً ومنطوٍ على نفسه ...إنه شاب جدير بالإحترام. أعتقد أنه سيزداد انطلاقاً وانفتاحاً على من حوله بمرور السنين. أحياناً يبدو الأمر صعباً، نظراً لكونه شخصية بارزة. والكل ينتظر أن يتغير، ولكن هذه هي طبيعته ويجب احترام ذلك.
ماذا عن المستقبل في مسيرتك الكروية؟
سيتحدد ذلك عندما ينتهي العقد. فعندئذ سأنظر إلى حالتي البدنية، ومدى رغبتي في الإستمرار، والإمكانيات المتاحة في ذلك الوقت. إنني الآن بخير وأتمرن وأنتظر فرصة اللعب في أي وقت. إذا وجدت فرصة للإستمرار سيتحدد كل شيء آخر بناء على ذلك.
لقد قلت من قبل إنك لا تعتقد أنك ستقوم بالتدريب، هل ما زلت تحتفظ بهذا الرأي؟
نعم، بالطبع. إنها مهمة شاقة جداً، ولا أعتقد أنها تلائمني. أنا أعشق كرة القدم، أعشق اللعب نفسه والتخطيط التكتيكي للمباريات. ولكني لا أجد نفسي في التدريب، ولا أشعر بالرغبة في ذلك. وعلى أية حال، ما زال هناك وقت لتقرير ذلك فيما بعد. كل ما أنا متأكد منه هو أنني سأبقى على صلة بكرة القدم. أريد أن أفيد غيري بالخبرة التي جمعتها في مسيرتي طوال تلك السنوات.