المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مغتربونا 1



Naji Darwish
08-27-2010, 12:23 PM
بمحبة مغامِرة يعقدون العزم على الرحيل ..
طموحهم أو يأسهم يدفعان بهم إلى ترك أرض ووطن وأحباب يعشقون والسير على طريق يشبه إلى حدّ كبير حافةً لهاوية أو حرفاً لسكين ليصلوا بعد لأي بوابةً لمتاهةٍ غريبة إما أن تتلقفهم وتسمح لهم بفك طلاسمها أو أن تلفظهم دون أن تلتفت لما عانوه حتى وصلوا بوابتها .
أحياناً يطلبون الدول الشقيقة .. هناك حيث الزيت الأسود والمال الأبيض ـ كما يسمعون ويحلمون ـ على البوابة يتلقفهم كفيل وكيل أُنزل به وله كلّ سلطان لمصادرة حرية مكفوله القادم ـ الضيف ـ لا ليقضي لديه أيام الضيافة العربية بل ليقضي بإمرته أيام طويلة من عمر يمر، فله مصادرة جواز سفر الوافد وبموافقته تتم معظم تعاملات المكفول مع الجهات الحكومية وإلى آخر إجراءات تتبع ضمير الكفيل وتكفل للدولة المضيفة تنظيم سوق العمالة لديها ـ كما تقول قوانينها ـ ولا تكفل للعامل الكريم إلاّ الرضا والقبول . لن نتحدث أيضاً عن الإخلال بشروط عقود العمل المنظمة قبل السفر أو بعده، ولا عن إلزام العامل بالعمل لدى كفيله حتى لو وجد عملاً أفضل ولا عن غضب الكفيل الذي قد يؤدي إلى منع العامل من دخول البلد لعامين ولا عن استغلال الوافد الذي لم يؤدي خدمة العلم بعد ـ نحن نتحدث عن السوريين هنا ـ وإلى آخر حقوق للكفيل ـ المواطن ـ لا تنتهي وواجبات مفروضة على المكفول ـ الأجنبي ـ لا تنتهي أيضاً إلا بانتهاء مدة غربته . هذا باختصار شديد بعض قليل مما يتعرض له عاملنا المسافر إلى دول شقيقة بالعرف الذي تربينا عليه، ومطارح أهل وأشقاء بعرف سيادة الوزيرة المعنية . للأمانة هناك الكثير من النقاط المضيئة في دول الخليج الشقيقة وهناك الكثيرون ممن تحسنت أحوالهم المادية بسبب عملهم هناك ولكن ما ذكرته هي بعض قواعد عامة إلى أن يُثبت الوافد عكسها بجهده وتعبه ومهارته وأحياناً بخبثه ودهائه .
هذا بعض حال مغربينا في دول الشرق، أما من غادر منهم إلى عالم الغرب القريب أو البعيد فرحلته تبدأ بتأمين الفيزا الغالية، والفيزا هي لفظة أجنبية ترجمتها بلغتنا الضاد / تأشيرة الدخول / فمن طوابير تصطف أمام سفارات وقنصليات إلى سماسرة يعملون على تأمين الورقة الثمينة إلى مبالغ تدفع ووسائل تتعدد للوصول للغاية المنشودة يحصل المحظوظون بنتيجتها على التأشيرة إلى عالم الغرب المُنادي بالعالم كقرية صغيرة . المهم يغادر هؤلاء المحظوظون إلى العالم الآخر ( بين مزدوجين ) وهذا العالم الآخر إما أن يكون أمريكياً أو أوروبياً أو أو قيانوسياً وهناك تبدأ الرحلة الأخرى في البحث عن عمل وحياة جديدة وحلم بالحصول على الإقامة العزيزة المنال والتي تأتي بطرق في معظمها ملتوية كاذبة منها الزواج من فتاة تمتلك جنسية البلد المضيف وهذا الزواج إما أن يكون زواجاً فعلياً أو زواج مصلحة بين طرفين الأول فيه مغلوب على أمره والثاني غالب للمغلوب وقابض منه، أو باللجوء إلى طلب اللجوء في ذاك البلد وهذا اللجوء يأتي بكذبة بيضاء على الدوائر المعنية وهذه الكذبة قد تمر وفي معظم الأحيان لا تمر، ليعيش مغتربنا مُهرَّباً عاملاً في سوق سوداء لحين تسوية وضعه الشاذ هذا إذا وجد عمله، لا يستطيع المغادرة إلى بلده ما لم يحصل على الإقامة الموعودة ليضطر للعيش في سجنه الجديد الكبير أشهراً أو سنوات حتى يأتي الغيب بأمره . طبعاً هناك العديد من المرتاحين السعيدين بحياتهم الرغيدة في الغرب ولكنني أتحدث عن خطوات يمر بها معظم المغادرين، ولا أقارن بين حياة الغربة وحياة الوطن، فالمقارنة تتبع عوامل كثيرة وخصوصيات تكمن في داخل كل مغترب، أنا أتساءل فقط ـ واعتبروني غشيم أبله ـ :
لماذا نحن من نترك وطننا ونذهب إليهم شرقاً وغرباً بينما هم لا يأتوننا إلا كأشقاء أو كضيوف سائحين مادحين قدرة شعبنا الغريبة على إكرام ضيفة ؟..
ومن المذنب في تعامل فوقي يتعرض له مغتربونا في بدايات غربتهم أو حتى طوال مدتها ، هل هي الدول المضيفة بقوانينها الواضحة أم هي دولتنا بقوانينها الواضحة أيضاً ؟..

ناجي درويش

king-of-nothing
08-27-2010, 01:32 PM
أخ ناجي ... مرحب فيك بالمنتدى


والله يا أخي بتختلف من انسان لآخر ... في ناس انولدوا برا واتأقلمو وانكتب عليهم الغربة وطبعا الموضوع هاد الانسان ما بيحس فيه إلا لما بيكبر. وفي ناس بدها بتهاجر من بلدها لأسباب مادية وناس بتطلع لتاخود الجواز التاني ... وناس احتراف بشي شغلة برة البلد ..... المهم انو الانسان اللي بيغترب لما بيكون مغترب هل يوم من الأيام بيفكر انو يرجع يستقر وهل وطنيتو رح اتضل بمحلها ولا لأ , وهاد الأهم ...
تخيل الفئة الأصعب كمان اللي اتضطر وانحكم عليه انو يضل مغترب طول عمرو ...

الناس أسرار ,,,, الله يسهل علينا أمورنا ويسرها معنا

شكرا



King of Nothing

En.Khaled Alfaiomi
08-28-2010, 05:37 PM
الغربة عذاب والله

الله يصبرنا ويصبركم :z09: