حسن حاضري
10-27-2010, 08:53 PM
الرئيس الأسد في القسم الأول من حديثه الشامل إلى «الحياة»: كل ملعب يدخل فيه الأميركيون يتحول إلى فوضى...سورية مستعدة للمساعدة في الربط بين القوى العراقية من أجل تشكيل الحكومة في المدى القريب
(http://www.mgtrben.com/data/thum/1288075626.jpg)
الرئيس الأسد في القسم الأول من حديثه الشامل إلى «الحياة»: كل ملعب يدخل فيه الأميركيون يتحول إلى فوضى...سورية مستعدة للمساعدة في الربط بين القوى العراقية من أجل تشكيل الحكومة في المدى القريب
اعتبر الرئيس بشار الأسد، في حديث لصحيفة الحياة اللندنية تنشر جزأه الأول اليوم، أن هشاشة الوضع العربي المحيط بسورية أمر مقلق، لكننا نحوله إلى قلق إيجابي من خلال عمل فاعل. ورفض الرئيس الأسد الحديث عن توقعات عن قرب تشكيل حكومة عراقية برئاسة المالكي، وقال: «أنا لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن أتمنى، لست قارئ مستقبل»، وأضاف: «المشكلة ليست فيمَن يكون رئيس الحكومة، المشكلة الأساسية كيف تشكَّل الحكومة، أي حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى، وما هو برنامج حكومة الوحدة الوطنية تجاه استقلال العراق وخروج القوات الأجنبية، تجاه العلاقة مع دول الجوار، وطبعاً قبل الأولى والثانية، تجاه العلاقة بين القوى العراقية التي على الساحة».
واعتبر الرئيس الأسد أن «كل ملعب فيه الأميركيون، يتحول إلى فوضى، وكل التجارب تثبت ذلك». مستدلاً بالوضع في أفغانستان والصومال ولبنان عام 1983، وأنهم «يتحملون مسؤولية الفوضى».
وأكد الرئيس الأسد أن الصدمة التي حصلت بالغزو خلقت نوعاً من الفراغ على المستويين الرسمي والشعبي، و«في حالة العراق مُلئ بالأشياء السيئة كون طابعها الأساسي كان الطابع الطائفي»، إلا أن الشعب العراقي أثبت حتى اللحظة أنه ليس طائفياً بشكل عام، دون أن ينفي وجود قوى «تحاول ترسيخ الطائفية كي يكون لها موقع» في العراق.
وعن فقدان العراق لحصانته دولةً أمام الدور الإيراني، أكد الرئيس الأسد أنه «عندما نغيب، نحن العرب، عن دورنا في الساحة العربية، لا يجوز أن ننتقد أي دور آخر، من دون استثناء»، مطالباً أن يكون الدور الأساسي عراقياً.
وعن محتوى الاتفاق مع المالكي الذي زار سورية مؤخراً، أكد الرئيس الأسد أنه «تم الاتفاق على أن تكون العلاقة جيدة بين سورية والعراق، وأن نطوي صفحة الماضي التي حصلت العام الماضي»، كما «تم الاتفاق على توضيح الموقف السوري، بأننا على مسافة متساوية من الجميع، وأن سورية مستعدة للمساهمة، والمساعدة في الربط بين القوى العراقية من أجل تشكيل الحكومة في المدى القريب». مطالباً بأن تكون الحكومة المقبلة «حكومة وحدة وطنية، تشمل كل المكوّنات»، مؤكداً موقف سورية من وحدة العراق وعروبته ووقوف سورية، مع تركيا وإيران، ضد أي فكر انفصالي.
ولم ير الرئيس الأسد أي مشكلة في التعامل مع إيران فيما يخص العراق، «علاقتنا جيدة بإيران، ولو كانت هناك مشكلة لإيران مع العروبة، لكانت هناك مشكلة بين سورية وإيران»، معتبراً أن «المشكلة في العراق بالنسبة إلى موضوع العروبة هي غياب الدور العربي».
وأكد الرئيس الأسد في سياق الرد على سؤال عن تطابق سوري إيراني في العراق بأنه «ليس هناك أي تطابق بين أي دولتين، في أي قضية، ولو كان هناك تطابق لما التقينا في شكل متكرر أنا والمسؤولون الإيرانيون في قمتين خلال فترة قصيرة». على حين أكد أن الأمر مختلف بالنسبة للبنان، وأن هناك تطابقاً في هذا الصدد بين الجانبين يتمثل في «ضرورة أن تكون العلاقة جيدة بين القوى اللبنانية».
وبين الرئيس الأسد أن الشرق الأوسط الجديد الذي بشر به في خطابه عام 2006 إثر حرب تموز قد قام بالفعل على مبدأ التمسك بالمقاومة ووعي ضرورة العلاقة الجيدة مع القوميات الأخرى في المنطقة وبنائها على مبدأ الحوار.
ورفض الرئيس الأسد الحديث عن تباين في العلاقة مع تركيا وإيران، معتبراً أن العلاقة ممتازة مع الجانبين: «لأننا نفكر بالمنطق ذاته على رغم اختلاف الزوايا الجغرافية».
ولم يخف الرئيس الأسد أن العلاقة مع مصر على المستوى السياسي يشوبها اختلاف كبير، لكنها على المستوى الاقتصادي جيدة، مطالباً بفصل السياسي عن الاقتصادي. وقال إن «إطلاق العلاقة بحاجة إلى بعض المبادرات، أحياناً قد تبدو شكلية، لكنها ضرورية في العلاقات السياسية والدبلوماسية» نافياً أن يكون الملف اللبناني أو الفلسطيني سبباً في تأزم العلاقة.
وعن زيارته الأخيرة إلى السعودية أكد الرئيس الأسد أن «العنوان الأكبر هو موضوع العراق»، واصفاً العلاقات السورية السعودية بأنها «جيدة ومستقرة وخاصة» رغم مرورها بظروف صعبة سابقاً، وقال: «من الطبيعي أن أسعى إلى تحالفات كي نتعاون على حل هذه المشكلة. والشيء نفسه في موضوع لبنان، أي إن لنا مصلحة في التنسيق السوري السعودي، وليست لنا مصلحة في فصل العلاقة عن الموضوع اللبناني».
ونفى الرئيس الأسد وجود مشكلة بينه وبين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وقال: «لا نوع من الجفاء، لكنني أعتقد أن المشكلة أنهم ربما توقعوا في لبنان أن سورية ستتدخل في كل مشكلة كي تدخل في التفاصيل، وأنا كنت واضحاً مع كل من التقيتهم في لبنان بمن فيهم الرئيس الحريري، بأننا نحن في سورية ليست لدينا رغبة في الدخول في التفاصيل اللبنانية».
ورفض الرئيس الأسد شخصنة العلاقات السورية اللبنانية بعلاقته مع الحريري وقال: العلاقة بين الدول لا تُبنى على الجانب الشخصي فقط وهذا الجانب يساعد» لكن «العلاقة السياسية هي التي بحاجة إلى تطوير بين سورية ولبنان، وهذه تعتمد على العلاقة المؤسساتية» التي «سقفها هو العلاقة اللبنانية الداخلية، وعندما تكون هناك مشكلة في لبنان، سيكون لدينا سقف لا نستطيع أن نتجاوزه في هذه العلاقة».
وأكد الرئيس الأسد أن الحريري مرحب به بدمشق في أي وقت يريد مشدداً على أن سورية «لم تغلق أبوابها في وجه الرئيس الحريري».
وعن آلية حفظ لبنان من تداعيات القرار الظني أو المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قال الرئيس الأسد «إن المحكمة هي شأن لبناني، كيف يريدون أن يذهبوا فليذهبوا. لكن (...) لماذا يريدون قراراً ظنياً، لماذا لا يكون قراراً اتهامياً نهائياً مثبتاً؟ هذه هي وجهة نظرنا، لنتعامل مع الأدلة، والضمانة لعدم تسييس المحكمة وعدم ضرر لبنان هي أن تكون هناك أدلة، ومن لديه دليل فليقدمه وانتهى الموضوع».
وأكد الرئيس الأسد أن سورية ترفض مبدأ الاحتكام إلى القوة للخروج من الأزمة الحالية في لبنان وقال: «نحن لا نؤيدها، القوة دائماً تجلب المزيد من الدمار والخراب على الجميع»، موضحاً أن الهدف من لقاءاته المتكررة مع مستشار الملك السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد اللـه هو «لأن السعودية عليها أن تغطي الجانب الذي ليس لدينا علاقة معه» وقال: «هذه الحوارات لم تنته، وأتوقع أن يكون هناك لقاء قريب بيني وبين الأمير عبد العزيز، فلا أستطيع أن أقول الآن إن لدينا رؤية كاملة للحل قبل أن نسمع من القوى اللبنانية، الكثير من هذه القوى تكون متناقضة مع بعضها في الطروحات، الأمر بحاجة إلى فلترة».
وأكد الرئيس الأسد أن «سعد الحريري قادر على تجاوز الوضع الحالي»، وقال: «في الأزمة الحالية هو قادر على مساعدة لبنان، وأعتقد أنه الآن الشخص المناسب جداً لهذه المرحلة الصعبة».
واعتبر الرئيس الأسد أن الوضع السياسي في لبنان «غير جيد، بل مقلق». وقال: «إذا لم تكن هناك عملية حوار وتواصل بين القوى السياسية، وهذا الحوار ينتج اتفاقاً على نقاط معينة، منهجية معينة، أهداف معينة، ومسار معين، أي حكومة ستكون غير فاعلة».
ونفى الرئيس الأسد أن يكون «حزب اللـه» هو طريق الوصول إلى دمشق وقال: «لا، ولكن بالنسبة إلينا موقفنا معروف تجاه المقاومة، أية مقاومة، بالنسبة إلينا المقاومة غير قابلة للنقاش وهذا الأمر محسوم لدينا»، وأضاف: «الطريق يمر عبر المقاومة، إذا كان بالأساس موقف هذه الجهة هو ضد المقاومة».
وبين الرئيس الأسد أن انحسار الدور المسيحي في لبنان هو أمر يقلق سورية وقال: «إذا كان على المدى القصير يقلقنا، فبكل تأكيد يقلقنا أكثر على المدى البعيد، لأنه إذا لم يُعالَج على المدى القصير، فسيتفاقم وسيتحول لبنان كما كان مخططاً له، وخاصة في الثمانينيات وليس فقط السبعينيات، إلى كانتونات طائفية»، موضحاً أن ما يضعف الوضع المسيحي هو «الانقسام المسيحي».
ووصف الرئيس الأسد علاقته مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بـ«الجيدة»، وفيها «ثقة ووضوح»، وبالنسبة لعلاقته مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، قال الرئيس الأسد إنها «جيدة، وهناك وضوح وشفافية، وأعتقد أن السنوات الماضية كانت كافية كي توضح كل ما لم يكن واضحاً على المستوى المحلي اللبناني والإقليمي بما فيه السوري والدولي».
وأضاف الرئيس الأسد: «كانت الردود الأخيرة على الدور الأميركي وعلى الجولات الأميركية المشوشة، كان الرد واضحاً، من وليد جنبلاط أو من المسؤولين الذين معه في الحزب، أعتقد أن الخط السياسي أصبح واضحاً بالنسبة إليه، ورجع وليد الذي كنا نعرفه منذ زمن».
(http://www.mgtrben.com/data/thum/1288075626.jpg)
الرئيس الأسد في القسم الأول من حديثه الشامل إلى «الحياة»: كل ملعب يدخل فيه الأميركيون يتحول إلى فوضى...سورية مستعدة للمساعدة في الربط بين القوى العراقية من أجل تشكيل الحكومة في المدى القريب
اعتبر الرئيس بشار الأسد، في حديث لصحيفة الحياة اللندنية تنشر جزأه الأول اليوم، أن هشاشة الوضع العربي المحيط بسورية أمر مقلق، لكننا نحوله إلى قلق إيجابي من خلال عمل فاعل. ورفض الرئيس الأسد الحديث عن توقعات عن قرب تشكيل حكومة عراقية برئاسة المالكي، وقال: «أنا لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن أتمنى، لست قارئ مستقبل»، وأضاف: «المشكلة ليست فيمَن يكون رئيس الحكومة، المشكلة الأساسية كيف تشكَّل الحكومة، أي حكومة وحدة وطنية تضم كل القوى، وما هو برنامج حكومة الوحدة الوطنية تجاه استقلال العراق وخروج القوات الأجنبية، تجاه العلاقة مع دول الجوار، وطبعاً قبل الأولى والثانية، تجاه العلاقة بين القوى العراقية التي على الساحة».
واعتبر الرئيس الأسد أن «كل ملعب فيه الأميركيون، يتحول إلى فوضى، وكل التجارب تثبت ذلك». مستدلاً بالوضع في أفغانستان والصومال ولبنان عام 1983، وأنهم «يتحملون مسؤولية الفوضى».
وأكد الرئيس الأسد أن الصدمة التي حصلت بالغزو خلقت نوعاً من الفراغ على المستويين الرسمي والشعبي، و«في حالة العراق مُلئ بالأشياء السيئة كون طابعها الأساسي كان الطابع الطائفي»، إلا أن الشعب العراقي أثبت حتى اللحظة أنه ليس طائفياً بشكل عام، دون أن ينفي وجود قوى «تحاول ترسيخ الطائفية كي يكون لها موقع» في العراق.
وعن فقدان العراق لحصانته دولةً أمام الدور الإيراني، أكد الرئيس الأسد أنه «عندما نغيب، نحن العرب، عن دورنا في الساحة العربية، لا يجوز أن ننتقد أي دور آخر، من دون استثناء»، مطالباً أن يكون الدور الأساسي عراقياً.
وعن محتوى الاتفاق مع المالكي الذي زار سورية مؤخراً، أكد الرئيس الأسد أنه «تم الاتفاق على أن تكون العلاقة جيدة بين سورية والعراق، وأن نطوي صفحة الماضي التي حصلت العام الماضي»، كما «تم الاتفاق على توضيح الموقف السوري، بأننا على مسافة متساوية من الجميع، وأن سورية مستعدة للمساهمة، والمساعدة في الربط بين القوى العراقية من أجل تشكيل الحكومة في المدى القريب». مطالباً بأن تكون الحكومة المقبلة «حكومة وحدة وطنية، تشمل كل المكوّنات»، مؤكداً موقف سورية من وحدة العراق وعروبته ووقوف سورية، مع تركيا وإيران، ضد أي فكر انفصالي.
ولم ير الرئيس الأسد أي مشكلة في التعامل مع إيران فيما يخص العراق، «علاقتنا جيدة بإيران، ولو كانت هناك مشكلة لإيران مع العروبة، لكانت هناك مشكلة بين سورية وإيران»، معتبراً أن «المشكلة في العراق بالنسبة إلى موضوع العروبة هي غياب الدور العربي».
وأكد الرئيس الأسد في سياق الرد على سؤال عن تطابق سوري إيراني في العراق بأنه «ليس هناك أي تطابق بين أي دولتين، في أي قضية، ولو كان هناك تطابق لما التقينا في شكل متكرر أنا والمسؤولون الإيرانيون في قمتين خلال فترة قصيرة». على حين أكد أن الأمر مختلف بالنسبة للبنان، وأن هناك تطابقاً في هذا الصدد بين الجانبين يتمثل في «ضرورة أن تكون العلاقة جيدة بين القوى اللبنانية».
وبين الرئيس الأسد أن الشرق الأوسط الجديد الذي بشر به في خطابه عام 2006 إثر حرب تموز قد قام بالفعل على مبدأ التمسك بالمقاومة ووعي ضرورة العلاقة الجيدة مع القوميات الأخرى في المنطقة وبنائها على مبدأ الحوار.
ورفض الرئيس الأسد الحديث عن تباين في العلاقة مع تركيا وإيران، معتبراً أن العلاقة ممتازة مع الجانبين: «لأننا نفكر بالمنطق ذاته على رغم اختلاف الزوايا الجغرافية».
ولم يخف الرئيس الأسد أن العلاقة مع مصر على المستوى السياسي يشوبها اختلاف كبير، لكنها على المستوى الاقتصادي جيدة، مطالباً بفصل السياسي عن الاقتصادي. وقال إن «إطلاق العلاقة بحاجة إلى بعض المبادرات، أحياناً قد تبدو شكلية، لكنها ضرورية في العلاقات السياسية والدبلوماسية» نافياً أن يكون الملف اللبناني أو الفلسطيني سبباً في تأزم العلاقة.
وعن زيارته الأخيرة إلى السعودية أكد الرئيس الأسد أن «العنوان الأكبر هو موضوع العراق»، واصفاً العلاقات السورية السعودية بأنها «جيدة ومستقرة وخاصة» رغم مرورها بظروف صعبة سابقاً، وقال: «من الطبيعي أن أسعى إلى تحالفات كي نتعاون على حل هذه المشكلة. والشيء نفسه في موضوع لبنان، أي إن لنا مصلحة في التنسيق السوري السعودي، وليست لنا مصلحة في فصل العلاقة عن الموضوع اللبناني».
ونفى الرئيس الأسد وجود مشكلة بينه وبين رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وقال: «لا نوع من الجفاء، لكنني أعتقد أن المشكلة أنهم ربما توقعوا في لبنان أن سورية ستتدخل في كل مشكلة كي تدخل في التفاصيل، وأنا كنت واضحاً مع كل من التقيتهم في لبنان بمن فيهم الرئيس الحريري، بأننا نحن في سورية ليست لدينا رغبة في الدخول في التفاصيل اللبنانية».
ورفض الرئيس الأسد شخصنة العلاقات السورية اللبنانية بعلاقته مع الحريري وقال: العلاقة بين الدول لا تُبنى على الجانب الشخصي فقط وهذا الجانب يساعد» لكن «العلاقة السياسية هي التي بحاجة إلى تطوير بين سورية ولبنان، وهذه تعتمد على العلاقة المؤسساتية» التي «سقفها هو العلاقة اللبنانية الداخلية، وعندما تكون هناك مشكلة في لبنان، سيكون لدينا سقف لا نستطيع أن نتجاوزه في هذه العلاقة».
وأكد الرئيس الأسد أن الحريري مرحب به بدمشق في أي وقت يريد مشدداً على أن سورية «لم تغلق أبوابها في وجه الرئيس الحريري».
وعن آلية حفظ لبنان من تداعيات القرار الظني أو المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري قال الرئيس الأسد «إن المحكمة هي شأن لبناني، كيف يريدون أن يذهبوا فليذهبوا. لكن (...) لماذا يريدون قراراً ظنياً، لماذا لا يكون قراراً اتهامياً نهائياً مثبتاً؟ هذه هي وجهة نظرنا، لنتعامل مع الأدلة، والضمانة لعدم تسييس المحكمة وعدم ضرر لبنان هي أن تكون هناك أدلة، ومن لديه دليل فليقدمه وانتهى الموضوع».
وأكد الرئيس الأسد أن سورية ترفض مبدأ الاحتكام إلى القوة للخروج من الأزمة الحالية في لبنان وقال: «نحن لا نؤيدها، القوة دائماً تجلب المزيد من الدمار والخراب على الجميع»، موضحاً أن الهدف من لقاءاته المتكررة مع مستشار الملك السعودي الأمير عبد العزيز بن عبد اللـه هو «لأن السعودية عليها أن تغطي الجانب الذي ليس لدينا علاقة معه» وقال: «هذه الحوارات لم تنته، وأتوقع أن يكون هناك لقاء قريب بيني وبين الأمير عبد العزيز، فلا أستطيع أن أقول الآن إن لدينا رؤية كاملة للحل قبل أن نسمع من القوى اللبنانية، الكثير من هذه القوى تكون متناقضة مع بعضها في الطروحات، الأمر بحاجة إلى فلترة».
وأكد الرئيس الأسد أن «سعد الحريري قادر على تجاوز الوضع الحالي»، وقال: «في الأزمة الحالية هو قادر على مساعدة لبنان، وأعتقد أنه الآن الشخص المناسب جداً لهذه المرحلة الصعبة».
واعتبر الرئيس الأسد أن الوضع السياسي في لبنان «غير جيد، بل مقلق». وقال: «إذا لم تكن هناك عملية حوار وتواصل بين القوى السياسية، وهذا الحوار ينتج اتفاقاً على نقاط معينة، منهجية معينة، أهداف معينة، ومسار معين، أي حكومة ستكون غير فاعلة».
ونفى الرئيس الأسد أن يكون «حزب اللـه» هو طريق الوصول إلى دمشق وقال: «لا، ولكن بالنسبة إلينا موقفنا معروف تجاه المقاومة، أية مقاومة، بالنسبة إلينا المقاومة غير قابلة للنقاش وهذا الأمر محسوم لدينا»، وأضاف: «الطريق يمر عبر المقاومة، إذا كان بالأساس موقف هذه الجهة هو ضد المقاومة».
وبين الرئيس الأسد أن انحسار الدور المسيحي في لبنان هو أمر يقلق سورية وقال: «إذا كان على المدى القصير يقلقنا، فبكل تأكيد يقلقنا أكثر على المدى البعيد، لأنه إذا لم يُعالَج على المدى القصير، فسيتفاقم وسيتحول لبنان كما كان مخططاً له، وخاصة في الثمانينيات وليس فقط السبعينيات، إلى كانتونات طائفية»، موضحاً أن ما يضعف الوضع المسيحي هو «الانقسام المسيحي».
ووصف الرئيس الأسد علاقته مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بـ«الجيدة»، وفيها «ثقة ووضوح»، وبالنسبة لعلاقته مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، قال الرئيس الأسد إنها «جيدة، وهناك وضوح وشفافية، وأعتقد أن السنوات الماضية كانت كافية كي توضح كل ما لم يكن واضحاً على المستوى المحلي اللبناني والإقليمي بما فيه السوري والدولي».
وأضاف الرئيس الأسد: «كانت الردود الأخيرة على الدور الأميركي وعلى الجولات الأميركية المشوشة، كان الرد واضحاً، من وليد جنبلاط أو من المسؤولين الذين معه في الحزب، أعتقد أن الخط السياسي أصبح واضحاً بالنسبة إليه، ورجع وليد الذي كنا نعرفه منذ زمن».