Don.Ayman
11-15-2010, 10:27 AM
بذخ حفلات الزفاف .. بداية طريق الديون والمشاكل الأسرية
المصدر : عُمان الآن - مسقط
http://main.omandaily.om/files/imagecache/250x250/rbimages/1285257007374266100.jpg
الأزمات المالية أحد أسباب تزايد حالات الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج -
كتبت: وردة بنت حسن اللواتية -
ليلة الزواج، قد تكون هي «ليلة العمر» لبعض العرسان، ومرحلة جديدة مع شريك العمر، ولكن بالنسبة للبعض الآخر، قد تكون بداية طريق القروض والديون، بسبب المبالغ التي تمت استدانتها، من أجل إقامة عرس فخم يتحدث عنه الناس.
والتفاخر في حفلات الزفاف من أحد الأسباب التي جعلت العريس الجديد نبيل مضطرا إلى الاستدانة من البنك حتى يستطيع الزواج من حبيبته، التي أصر أهلها على إقامة عرس فخم لها لأنها وحيدتهم.
وطوال فترة الاستعداد للعرس كانت خطيبته مشغولة بإيجاد أفكار مبتكرة ومميزة للعرس، ويتساءل نبيل لماذا لاتكون الحفلة في حدود إمكانياتنا؟ ولماذا نبدأ حياتنا الزوجية ونحن مثقلون بالديون التي تنغص فرحتنا؟
الزواج مؤسسة يفترض أن يكون فيها تعاون وتضحية وشراكة من الطرفين، كما يقول الأستاذ حسام عايش اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي، لكن عندما تبدأ هذه الشراكة وهي مثقلة بالديون والهموم، فإن هذا سينعكس سلبا على الزواج، ويؤدي إلى حدوث توتر ومشكلات واختلافات وعدم انسجام بين الزوجين، فالأمور المالية تؤثر على مساحات التفاهم بينهما.
والحرص على المظاهر والتفاخر أمام الناس، هو السبب الرئيسي لتأجيل حفل زفاف نسرين، فهي مصرة على إقامة عرس في أحد الفنادق الفخمة، لأن هذه الليلة هي مرة في العمر، حسب قولها، وأنها ليست أقل من صديقاتها.
أما خطيبها فيشعر أنه من الحرام صرف هذا المبلغ الكبير على ليلة واحدة، وفقط من أجل إرضاء الناس، وهي غاية لاتدرك، بينما يمكن استغلال المبلغ لاحقا في شيء مفيد، كمثل دفع أقساط شقة أو منزل خاص بهما.
والإنسان بطبعه يحب أن يكون مقبولا في مجتمعه، مثلما يشير استاذ علم اجتماع التنمية حسين محادين، وهذا يجعله يمارس ما هو مقبول اجتماعيا، ولكن أنماط الثقافة السائدة لدينا هي الثقافة الاستهلاكية المظهرية، التي تعني أن البعض منا قد يصرف أمولا كثيرة على احتفالات، ومن بينها الزواج، بصورة أكبر من طاقاته وإمكانياته.
أيضا لأن المجتمعات أصبحت تسير باتجاه الثقافة الغربية الاستهلاكية، بسبب ضعف تأثير العوامل الدينية، والقيمية، التي كانت تضبط السلوك، وتنادي بالترشيد، وبأن البركة في أقلهن مهرا.
العزوف عن الزواج
وعلى العكس من الفتيات اللواتي يرغبن في عرس مميز، فإن مزنة حرصت على إقامة عرس بسيط في بيت أهلها، ورغم المعارضة الشديدة لأهلها على الفكرة، حيث اعتبروها فضيحة بين الناس، لكنها اصرت على موقفها.
فالمهم بالنسبة إليها كان استغلال المبلغ المتوفر في الذهاب إلى رحلة شهر العسل، لتبقى ذكرى جميلة للأيام الأولى من حياتها الزوجية، وأيضا لكي لا يشعر زوجها بأية ضغوطات مالية.
ويؤكد عايش على دور المجتمع في إعطاء نماذج من البساطة، تكون ملهمة للأسر الباحثة فقط عن تقليد الآخرين، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج تنعكس إيجابيا على المجتمع، وتعطي الفرصة للآخرين لالتقاط أنفاسهم في حفلات زفاف غير مكلفة.
أما سلوك المسرفين، فإنه حسب رأي حسين محادين يقود ضمنا إلى عدم رغبة الشباب من الجنسين إلى الزواج، خاصة عندما يعلموا أن هذه التكلفة المبالغ فيها، ليست في حدود إمكانياتهم.
ويثمن محايد فكرة الزواج الجماعي الذي تنظمه بعض المؤسسات، لأنها تعالج تحديات تواجه المجتمع، ومنها تأخر سن الزواج، وظهور سلوكيات خاطئة، وبعضها غير أخلاقية.
ففي رأيه أن وجود أبناء مجهولي الأبوين، أو وجود علاقات خارج مؤسسة الزواج، كلها أسباب تعود لعدم قيام المجتمع بتيسير ظروف ومعطيات الزواج، لتكون مقدورا عليها من قبل الشباب.
وعلى الرغم من مرور خمس سنوات على زواج سامي، لكنه مازل إلى الآن يدفع أقساط القرض الذي أخذه من أجل الزواج، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الناحية الاقتصادية للأسرة.
ففوائد البنوك لا تنتهي، كما يقول سامي، وهذا يجعلنا لانستطيع أن نسافر مثلا، أو نشتري بيتا خاصا لنا، وتكاليف الحياة تزداد يوميا، خاصة مع إنجاب الأبناء، وأشعر بالحزن عندما لا أستطيع أن أوفر لهم كل ما يرغبونه.
وأحد أسباب تزايد حالات الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج، هو المشاكل المادية، حسب ما أوضح عايش، فبسبب الأحوال الاقتصادية، يترتب على الزوج أو الزوجة، أعباء مادية كبيرة، وسنوات حتى يتم الإيفاء بالديون، ومع وجود مواليد جدد تزداد نفقات الأسرة، كما أنه في بداية الزواج تكون هناك رغبة لدى الزوجين في التمتع بمباهج الحياة ورفاهيتها، ولكن هذا يتم إلغاؤه في حالة وجود التزامات مادية.
حفلة العرس بالنسبة للفتاة هو حلم تبدأ بالتخطيط له ربما منذ سنوات، ومن حق كل فتاة أن تكون ليلة الزواج مميزة بالنسبة لها، ولكن في الوقت نفسه ليس من الضروري الركض وراء مظاهر خداعة، وصرف أموال كثيرة فقط من أجل التفاخر.
فالنتيجة أحيانا قد تؤثر سلبا على الحياة الزوجية، حيث يشعر الزوج بأن ثقل الدين لاينزاح عن كاهله، وتدرك الزوجة مع الأيام، أنه كان من الأولى استغلال الأموال على شيء مفيد، بدلا من الصرف على كماليات غير ضرورية في ليلة واحدة.
كما أن هذا الإسراف الزائد قد ينفر الشباب عن الزواج، ويتأخر سن الزواج، وتزداد حلات العنوسة والعزوبية، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية وأخلاقية أخرى في المجتمع.
المصدر : عُمان الآن - مسقط
http://main.omandaily.om/files/imagecache/250x250/rbimages/1285257007374266100.jpg
الأزمات المالية أحد أسباب تزايد حالات الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج -
كتبت: وردة بنت حسن اللواتية -
ليلة الزواج، قد تكون هي «ليلة العمر» لبعض العرسان، ومرحلة جديدة مع شريك العمر، ولكن بالنسبة للبعض الآخر، قد تكون بداية طريق القروض والديون، بسبب المبالغ التي تمت استدانتها، من أجل إقامة عرس فخم يتحدث عنه الناس.
والتفاخر في حفلات الزفاف من أحد الأسباب التي جعلت العريس الجديد نبيل مضطرا إلى الاستدانة من البنك حتى يستطيع الزواج من حبيبته، التي أصر أهلها على إقامة عرس فخم لها لأنها وحيدتهم.
وطوال فترة الاستعداد للعرس كانت خطيبته مشغولة بإيجاد أفكار مبتكرة ومميزة للعرس، ويتساءل نبيل لماذا لاتكون الحفلة في حدود إمكانياتنا؟ ولماذا نبدأ حياتنا الزوجية ونحن مثقلون بالديون التي تنغص فرحتنا؟
الزواج مؤسسة يفترض أن يكون فيها تعاون وتضحية وشراكة من الطرفين، كما يقول الأستاذ حسام عايش اختصاصي علم الاجتماع الاقتصادي، لكن عندما تبدأ هذه الشراكة وهي مثقلة بالديون والهموم، فإن هذا سينعكس سلبا على الزواج، ويؤدي إلى حدوث توتر ومشكلات واختلافات وعدم انسجام بين الزوجين، فالأمور المالية تؤثر على مساحات التفاهم بينهما.
والحرص على المظاهر والتفاخر أمام الناس، هو السبب الرئيسي لتأجيل حفل زفاف نسرين، فهي مصرة على إقامة عرس في أحد الفنادق الفخمة، لأن هذه الليلة هي مرة في العمر، حسب قولها، وأنها ليست أقل من صديقاتها.
أما خطيبها فيشعر أنه من الحرام صرف هذا المبلغ الكبير على ليلة واحدة، وفقط من أجل إرضاء الناس، وهي غاية لاتدرك، بينما يمكن استغلال المبلغ لاحقا في شيء مفيد، كمثل دفع أقساط شقة أو منزل خاص بهما.
والإنسان بطبعه يحب أن يكون مقبولا في مجتمعه، مثلما يشير استاذ علم اجتماع التنمية حسين محادين، وهذا يجعله يمارس ما هو مقبول اجتماعيا، ولكن أنماط الثقافة السائدة لدينا هي الثقافة الاستهلاكية المظهرية، التي تعني أن البعض منا قد يصرف أمولا كثيرة على احتفالات، ومن بينها الزواج، بصورة أكبر من طاقاته وإمكانياته.
أيضا لأن المجتمعات أصبحت تسير باتجاه الثقافة الغربية الاستهلاكية، بسبب ضعف تأثير العوامل الدينية، والقيمية، التي كانت تضبط السلوك، وتنادي بالترشيد، وبأن البركة في أقلهن مهرا.
العزوف عن الزواج
وعلى العكس من الفتيات اللواتي يرغبن في عرس مميز، فإن مزنة حرصت على إقامة عرس بسيط في بيت أهلها، ورغم المعارضة الشديدة لأهلها على الفكرة، حيث اعتبروها فضيحة بين الناس، لكنها اصرت على موقفها.
فالمهم بالنسبة إليها كان استغلال المبلغ المتوفر في الذهاب إلى رحلة شهر العسل، لتبقى ذكرى جميلة للأيام الأولى من حياتها الزوجية، وأيضا لكي لا يشعر زوجها بأية ضغوطات مالية.
ويؤكد عايش على دور المجتمع في إعطاء نماذج من البساطة، تكون ملهمة للأسر الباحثة فقط عن تقليد الآخرين، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج تنعكس إيجابيا على المجتمع، وتعطي الفرصة للآخرين لالتقاط أنفاسهم في حفلات زفاف غير مكلفة.
أما سلوك المسرفين، فإنه حسب رأي حسين محادين يقود ضمنا إلى عدم رغبة الشباب من الجنسين إلى الزواج، خاصة عندما يعلموا أن هذه التكلفة المبالغ فيها، ليست في حدود إمكانياتهم.
ويثمن محايد فكرة الزواج الجماعي الذي تنظمه بعض المؤسسات، لأنها تعالج تحديات تواجه المجتمع، ومنها تأخر سن الزواج، وظهور سلوكيات خاطئة، وبعضها غير أخلاقية.
ففي رأيه أن وجود أبناء مجهولي الأبوين، أو وجود علاقات خارج مؤسسة الزواج، كلها أسباب تعود لعدم قيام المجتمع بتيسير ظروف ومعطيات الزواج، لتكون مقدورا عليها من قبل الشباب.
وعلى الرغم من مرور خمس سنوات على زواج سامي، لكنه مازل إلى الآن يدفع أقساط القرض الذي أخذه من أجل الزواج، وهذا بالطبع يؤثر سلبا على الناحية الاقتصادية للأسرة.
ففوائد البنوك لا تنتهي، كما يقول سامي، وهذا يجعلنا لانستطيع أن نسافر مثلا، أو نشتري بيتا خاصا لنا، وتكاليف الحياة تزداد يوميا، خاصة مع إنجاب الأبناء، وأشعر بالحزن عندما لا أستطيع أن أوفر لهم كل ما يرغبونه.
وأحد أسباب تزايد حالات الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج، هو المشاكل المادية، حسب ما أوضح عايش، فبسبب الأحوال الاقتصادية، يترتب على الزوج أو الزوجة، أعباء مادية كبيرة، وسنوات حتى يتم الإيفاء بالديون، ومع وجود مواليد جدد تزداد نفقات الأسرة، كما أنه في بداية الزواج تكون هناك رغبة لدى الزوجين في التمتع بمباهج الحياة ورفاهيتها، ولكن هذا يتم إلغاؤه في حالة وجود التزامات مادية.
حفلة العرس بالنسبة للفتاة هو حلم تبدأ بالتخطيط له ربما منذ سنوات، ومن حق كل فتاة أن تكون ليلة الزواج مميزة بالنسبة لها، ولكن في الوقت نفسه ليس من الضروري الركض وراء مظاهر خداعة، وصرف أموال كثيرة فقط من أجل التفاخر.
فالنتيجة أحيانا قد تؤثر سلبا على الحياة الزوجية، حيث يشعر الزوج بأن ثقل الدين لاينزاح عن كاهله، وتدرك الزوجة مع الأيام، أنه كان من الأولى استغلال الأموال على شيء مفيد، بدلا من الصرف على كماليات غير ضرورية في ليلة واحدة.
كما أن هذا الإسراف الزائد قد ينفر الشباب عن الزواج، ويتأخر سن الزواج، وتزداد حلات العنوسة والعزوبية، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية وأخلاقية أخرى في المجتمع.