المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات مغتربـ ـة (7) باحثة اجتماعية... بقلم محمد عبد الوهاب جسري



محمد عبد الوهاب جسري
11-24-2010, 10:13 PM
مذكرات مغتربـ ـة (7) باحثة اجتماعية... بقلم محمد عبد الوهاب جسري

يتكون المجتمع من رجل وامرأة، شاب وفتاة، مسنين وأطفال....ومراهقين ومراهقات.

ضمن فترة تدريبي في الغرب للعمل كباحثة اجتماعية دُعيتُ مع مجموعتي للمشاركة " كجمهور" في ندوة تلفزيونية اجتماعية طبية تتحدث عن التحويل الجنسي في مجتمع الحرية الشخصية شبه المطلقة إن لم نقل المطلقة...

كانت تدير الندوة مذيعة على درجة عالية من الثقافة وقد حضّرت لها تحضيراً جيداً ودَعتْ إليها عالم اجتماع وطبيب جراح مختص بإجراء عمليات التحويل الجنسي ودعت أيضاً أسرة مؤلفة من أب وأم وابنة في العشرين من عمرها.

بدأت الندوة بعرض تقرير توضيحي على شاشة كبيرة يتحدث عن احتواء الانسان (ذكراً كان أم أنثى) على مجموعتي الهرمونات الذكرية والأنثوية التي تختلف نسبتها من شخص لآخر، وأنه بالشكل الاعتيادي تكون نسبة الهرمونات الذكرية عند الذكر أكبر من الهرمونات الأنثوية والعكس بالعكس، إلا أنها وفي حالات خاصة قد تغلب نسبة الهرمونات الذكرية عند الأنثى على الهرمونات الأنثوية فتتصف الأنثى بصفات يجب أن تكون عند الذكر منها خشونة الصوت مثلاً والميل إلى العنف في التعامل مع الآخرين و كراهيتها للرجال وحبها للتقرب من الإناث. وبشكل مضاد تحدث التقرير عن الذكر الذي يحوي هرمونات أنثوية أكثر من الحالة الاعتيادية.

في هذا المجتمع الغربي، لم يجد الطبيب المشارك من حرج في التحدث عن طريقة تحويل الشخص الذي يرغب في التحول إلى جنس آخر وذلك عن طريق إجراء عملين أحدهما كيميائي والآخر جراحي. ولم يجد عالم الاجتماع حرجاً من التحدث عن الميزات الاجتماعية لمثل هذه العمليات وإعطاء الأمثلة. يشاركهما الحديث هذه الأسرة الضيفة التي أدهشت الحضور بتأييدها القوي لموضوع الندوة.

وقبل أن تنتقل المذيعة إلى القسم الأخير من هذه الندوة وهو قسم الاستماع إلى أسئلة الحضور للإجابة عليها أعلنت عن مفاجأة تقول بأن الرجل في هذه الأسرة الضيفة كان في الأصل امرأة وأنه هو ( هي ) التي ولدت هذه الابنة وبعد ولادتها بفترة شعرت الأم بأنها تميل لأن تكون ذكراً وعندما وجدت أن هذا ممكناً طبياً، انفصلت عن زوجها "الأب الأصلي للبنت" و قامت بإجراء العملية لتتحول إلى رجل وهذا الرجل الذي هو أمامنا الآن " الأب الذي ولد البنت " متزوج من هذه السيدة.... وأبرزوا الصور الوثائقية ومقاطع الفيديو التي تثبت ذلك.

طرح الجمهور أسئلة متعددة، أما أنا فقد طرحت السؤال التالي :

_ وماذا عن المرأة الأنثى التي تضطرها ظروفها لتعلب دور الأب في غيابه بسبب سفر أو وفاة، أو حتى بوجوده في حال كان وجوده مثل عدمه ؟؟

وكانت الإجابة التي بقيت مرسخة في ذهني بأن الرجولة شيء والفحولة شيء آخر، تستطيع المرأة أن تتخذ مواقف رجولية مع الحفاظ على أنوثتها، فالموقف الرجولي موقف إنساني بغض النظر عن الجنس الذي يتخذ ذلك الموقف، أما أن تختلط الأمور عليها وتبدأ بنفسها بخنق هرموناتها الأنثوية وتنمية هرموناتها الذكرية فهذا هو الظلم الذي تقوم به بحق نفسها.

وكان هناك سؤال آخر من الجمهور يقول :

_ هل تلعب التربية والحالة الاجتماعية دوراً في التلاعب في نمو أو اضمحلال نسبة الهرمونات الغير مرغوبة عند الأطفال؟

وكان الجواب ، بكل تأكيد وقد تم التشديد على الأهالي لينتبهوا إلى تصرفات الأطفال وميولهم منذ الصغر لأنهم باستطاعتهم التأثير على شخصية الطفل وتوجيهها بالاتجاه الصحيح الذي يوافق جنسه، وضُربت أمثلة كثيرة.

بعد الندوة جلست أحاور ذاكرتي فتذكرت جدة إحدى صديقاتي، كان صوتها رجولياً، ووجهها رجولياً وكنت أخاف منها، وتذكرت في المقابل أيضاً عبارات الاستهزاء التي كنت أسمعها عن إحدى العجائز لأنها كانت تتزين بشكل ملفت للنظر فما رأيتها يوماً بدون أحمر الشفاه و وردة جورية على شعرها الطويل الذي كانت تعتني به، تفوح منها أطيب العطور، كانت إلى لحظاتها الأخيرة من حياتها تعتني وتعتز بأنوثتها.

وتذكرت أيضاً ما قاله بشار بن برد:

إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

فعيون المرأة ونظراتها يجب أن تظهرها كأنثى، وصوتها وحديثها أيضاً.

وتذكرت أيضاً المقولة التي تقول : تفقد المرأة أنوثتها كلما طال لسانها وقصر شعرها، وأنه ليس بالضرورة أن تكون كل امرأة أنثى و كل ذكر رجل.

صور كثيرة جداً عادت بها ذاكرتي، عن بنات مسترجلات، وعن شباب مائعين يتشبهون بالبنات فقررت أن أبدأ بنفسي فلن أسمح أن أفقد حيائي ولن أسمح أن يطول لساني ولن أسمح أن يقصر شعري، ولن أرتدي البنطال بعد اليوم سأعود إلى ثوبي المزركش الجميل، سأتفنن بنفسي في صنع أثوابي فأنا أنثى.

قد يحتاج الأمر مني جهداً لكنني أعد نفسي بأنني سأقتل كل الهرمونات الذكرية الموجودة عندي وإن لم أتمكن من قتلها فسأخنقها، وسأنمـّي جميع الهرمونات الأنثوية، فأنا أنثى....


وقررت أيضاً أن أحمل "كباحثة اجتماعية" هذه الرسالة لأوصلها إلى السيدات والآنسات في وطني، لأننا وللأسف نتبع الغرب في تقليد أعمى فما كان مستحيلاً بالأمس أصبح ممكناً اليوم، وماهو مستحيل اليوم قد يصبح ممكناً غداً !! من يدري ؟؟

En.Khaled Alfaiomi
11-24-2010, 10:37 PM
:z025:مشكور أخي عبد

ابو عمر
11-24-2010, 11:00 PM
وأنا سأجدد عهدي ... أحيي همتي .. من هنا ..

من هذه الصفحة ... من بين سطورك أستاذي

لن أتخلى عن رجولتي .. ولو للحظة ... سأقتل كل هرموناتي الأنثوية ..

لن أدع مجالا للمخنثين ... أن يؤثروا على مسيرتي ...
.
سأعلنها على الملأ ....

سأبقى رجلا ... وأناضل نضال الرجال ... لأموت رجلا ..


...............................


كل الإحترام لما خطت يداك أستاذي

مودتي وتقديري لك

MOSTAFA
11-25-2010, 02:04 AM
الف شكرررر اخي

يعطيك الف عافية

محمد عبد الوهاب جسري
11-25-2010, 04:46 PM
إلى En.Khaled Alfaiomi

أخي ولك جزيل الشكر

يسرني مرورك

محمد عبد الوهاب جسري
11-25-2010, 04:48 PM
إلى ابو عمر

بارك الله فيك

وبارك الله لك

ولتحيا كالرجال

تقبل تحيتي وعطر سلامي

محمد عبد الوهاب جسري
11-25-2010, 04:51 PM
إلى mostafa

الله يعافيك

والشكر لك ولمرورك الطيب

تقبل تحيتي وسلامي

Dr.Hasan
11-27-2010, 03:09 AM
ررررررررررررائع
اول موضوع بقراه لك
ررررررائع جدا
تقبل مروري

السكون
11-29-2010, 06:10 PM
مشكور اخي محمد

وتسلم ايدك يارب

دمت بحفظ الرحمن

محمد عبد الوهاب جسري
12-01-2010, 12:41 AM
إلى Dr.Hasan

سيدي الكريم

إعجابك بتلك اللوحة يدفعني إلى أن أدعوك لتقرأ لوحات أخرى أعجب بها الكثير من الأصدقاء

بإمكانك أن تضع اسمي على محرك البحث وتقرأ المزيد

آمل أن تجد ما يسرك

شكراً جزيلا لك

تقبل تحيتي وعطر سلامي

محمد عبد الوهاب جسري
12-01-2010, 12:43 AM
إلى السكون

سلّمك الله وأدامك

أشكر مرورك الطيب

تقبل تحيتي وسلامي