المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على ضفاف النيل...بقلم محمد عبد الوهاب جسري



محمد عبد الوهاب جسري
02-05-2011, 04:01 PM
على ضفاف النيل...بقلم محمد عبد الوهاب جسري

اقتربت سعاد من سرير أمها المريضة والدموع تفيض من عينيها قائلة:

_ أمي، سامحيني، سأغيب عنك بعض الوقت

_ لا تذهبي يا ابنتي، أخشى أنك لن تعودي....

_ سأذهب يا أمي، منذ قليل سمعتُ مناشدات لتقديم المعونات الطبية لشبابنا في "ميدان التحرير".

_ وماذا أنتِ فاعلة يا ابنتي، أنتِ لا تملكين أكثر من ثمن الخبز.

_ انتهبي إلى نفسك إلى حين عودتي ولا تقلقي عليّ إن تأخرت، لا تتوقفي عن إرسال دعواتك لنا....

خرجتْ سعاد تبحث عن صديقتها سميحة علها ترافقها في رحلتها إلى المجهول....

ها هي تراها من بعيد فتتغير ملامح وجهها، ترتسم الابتسامة البريئة للقاءها بجارتها في مقعد الدراسة لمدة ست سنوات متواصلة.

_ نويتُ التوجه إلى "ميدان التحرير" فقد تعرضوا البارحة لهجوم همجي، وأمضوا الليل سهراً في حماية أنفسهم واسعاف الجرحى، وقد أرسلوا نداءً، هم بحاجة إلى معونات لتقديم مواد طبية. هل تذهبين معي ؟

_ لستِ بحاجة لأن تسأليني، فهناك الأخوة والزملاء والجيران....

_ سنبحث أولا عن من يشتري مني هذه، وأشارت إلى اسوراة رقيقة تزين معصمها، ثم سنشتري بعض المواد الطبية والغذائية....

دخلت سميحة إلى غرفتها، وأخرجت شيئاً من مدخراتها فهي أيضاً تريد أن تشارك في دعم الشباب الذي يتعرض إلى هجمات همجية من الرعاع أمام عين قوى الدولة كلها.

سارت الفتاتان بخطى حثيثة تغمرهما نشوة الشعور بتأدية الواجب الوطني، رغم أن المسافة طويلة، ولا توجد وسائل مواصلات فقد سارتا ساعتان إلى أن وصلتا إلى منطقة قريبة من ميدان التحرير، حيث بدت عليهما علامات الفرح، بدأتا تزودان لمحاولة الدخول...

لم تكلل جهودهما بالنجاح خلال ساعتين من المحاولة تعرضتا فيهما للكثير من المخاطر.

بدأت عيناهما تتحيران تبحثان عن أمل، حين اقترب منهما رجل يظهر بمظهر محترم، على ما يبدو كان يراقبهما منذ فترة، وبكل لباقة شكر لهما جهودهما وطلب من سعاد أن تشير له إلى أخيها إن كانت تراه بين الشباب المتظاهرين ليوصل له الأمانة بنفسه، أعطته الأكياس وشكرته...

ابتعد الرجل عدة خطوات ولازال يسمع كلماتها وهي تدعو له عندما التفت اليها ضاحكاً وهو يرمي ما أخذه منها في نهر النيل قائلاً: أرسلتها له... أخبريه أن عليه يذهب لاستلامها. 13:35 Feb.03.2011

En.Khaled Alfaiomi
02-05-2011, 04:06 PM
مشكور أستاذي الغالي

محمد النعيمي
02-05-2011, 04:32 PM
مشكور اخي
تحياتي

محمد عبد الوهاب جسري
02-05-2011, 09:07 PM
إلى En.Khaled Alfaiomi

ولك جزيل الشكر أخي الكريم

تحياتي وسلامي

محمد عبد الوهاب جسري
02-05-2011, 09:08 PM
إلى محمد النعيمي

ولك الشكر سيدي

تحياتي

ماهرالفيزو
02-05-2011, 09:09 PM
مشكور ياغالي


استمتعت بقرائتها كتير

محمد عبد الوهاب جسري
02-05-2011, 10:12 PM
إلى ماهرالفيزو

شكراً لك ولمرورك الطيب

لك مني تحية طيبة

السكون
02-06-2011, 02:54 AM
مشكور اخي محمد

سلمت يداك صورة رائعة وواضحة

دمت بحفظ الرحمن

MOSTAFA
02-06-2011, 04:00 AM
يعطيك الف عافية اخي محمد:z025:

دمعة فرح
02-06-2011, 04:44 AM
قصة واضحة وضوح الشمس .. شكرا جزيلا كاتبنا المبدع
لك اعطر تحية

محمد عبد الوهاب جسري
02-06-2011, 04:54 PM
إلى السكون

أشكرك يا غالي

لك تحياتي وسلامي

محمد عبد الوهاب جسري
02-06-2011, 04:55 PM
إلى mostafa

أشكرك أخي الكريم

وشكراً على الورد يا ورد

تحياتي وسلامي

محمد عبد الوهاب جسري
02-06-2011, 05:13 PM
إلى دمعة فرح

بارك الله بك أختنا الكريمة

وأنا أقدم لك تحياتي وسلامي

Sanaa
02-06-2011, 05:57 PM
قصة رااائعة جدااا

لقد صورت الواقع ... و نقلته لنا بأسلوب معبَر و شيَق

و المميز في طرحك ... عدم استنادك على الترجمة الصريحة الواضحة لأفكارك

بل اعتمادك على تعابير غير مباشرة ... في سبيل إيصال تلك الأفكار المأخوذة من أرض الواقع ...

و هذا تأكيد طبعاً على قوة قلمك .... و مرونة تفكيرك

بانتظار المزيد و المزيد من إبداعات قلمك الراقي

مع كل التقدير و الاحترام

محمد كدرو
02-08-2011, 11:34 PM
عندما التفت اليها ضاحكاً وهو يرمي ما أخذه منها في نهر النيل قائلاً: أرسلتها له... أخبريه أن عليه يذهب لاستلامها
.....................
شكرا لنصك الجميل

AHLA-DANA
02-09-2011, 12:59 AM
...اسلوب رائع وراقي في الكتابة ...

...سلم لنا ابداعك وتميز قلمك الجميل...

::دمت بود استاذنا العظيم::
تم التقييم:z025:

aramees
02-09-2011, 01:23 AM
أستاذنا ومعلمنا

واجب علينا أن نقرأ فقط ولا نقوم بالردود على تلك الرائعه

لانه بصراحه لا يوجد كلمات تليق بكلماتك

لك كل التحيه يا خلييل القلم البارع

تحياتي :z025:

Aramees