المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في احياء الشام .. "التماري والكعك" تواجه البيتزا



ريماس
03-02-2011, 02:52 PM
الفقر والبطالة وضيق ذات اليد قد تدفع عقل الإنسان إلى أن يتفتق عن اختراعات ربما يعجز عنها كبار المخترعين في العالم.. فالبحث عن

مصدر للرزق مهما كانت صعوبته ومخاطره هرباً من الجوع، فقد ابتكر فقراء السوريين الكثير من المهن منها ما يعتمد على الجهد والتعب

وعرق الجبين، ومنها ما يصنف تحت باب الاحتيال والنصب.. شام نيوز تجول في شوارع وأحياء دمشق وضواحيها ورصد بعض تلك

المهن.
مهنة البحث في القمامة
دراجة هوائية وفي أحسن الأحوال "طرطيرة " تجدها عامرة بالكراتين الفارغة والعلب البلاستيكية وفوارغ الكولا والمندرين وما شابه

تجمع من حاويات القمامة ومن مكبات النفايات حيث يتم فرزها حسب خاصيتها إن كانت من معدن أو بلاستيك أو كرتون ليتم بيعها لمعامل

التدوير.
أبو سليمان لا يجد حرجاً في التوجه إلى مكب النفايات بحثا عن أي شيء ينفع للبيع بعد أن ضاقت به الدنيا بسبب عدم تمكنه من الحصول

على أية فرصة عمل.
و يقول آخر ممن يمتهنون هذه المهنة يشاركنا عمال النظافة في البلدية في رزقنا هذا حيث يجمعون النفايات التي تباع، و يفرزونها ويضعونها

في أكياس ويفصلونها عن سواها، ما يقلل من حجم الفائدة التي تعود علينا نحن الذين ننتظر في المكب.
وكما اسلفنا صندوق زجاجي وشرائح من الخبز الرقيق المقلي وفطائر من الخبز المشوي ودبس وطحينة وسمسم وموز هذه مقومات هذه

المهنة التي لا تجدها سوى في دمشق، كما قال أحد ممتهنيها من خلف صندوقه على أحد تفرعات شارع خالد بن الوليد.
بحركة فنية يضع "محمد علي" التمرية على سطح صندوقه الزجاجي ليسكب بعدها السمسم والسكر والطحينة والدبس بحركة فنية أيضاً ثم

يضع كعكةً طريةً، وبذلك تأكل تمرية وكعك.
ويقدم "علي" التمرية والكعك التي تعتبر إحدى أشهر المأكولات الشعبية التي تنتشر في أحياء وأسواق "دمشق" القديمة لزبائنه الذين

يلتفون حوله من الصغار والكبار والطلبة وحتى التجار.
وحول هذه المهنة يقول علي ابن الخمسين عاماً : «

تعلمت الصنعة من شيوخ الكار "أهل الشاغور"، فهذا الحي مشهور بصناعة الحلوى والمأكولات الشعبية، وبقيت أعمل لديهم حتى تعلمتها،

ورأسمالها قليل دراجة هوائية وصندوق زجاجي، أما مواد هذه الأكلة فهي السمسم والسكر والطحينة والدبس وبضع حبات موز أضيفت

حديثاً».
أما فوائد هذه الأكلة فيقول "علي": «إنها تحوي طاقة عالية بسعر رخيص إذ تشكل وجبة غذائية متكاملة تجعل العامل في أصعب المهن

يستغني عن وجبة الغداء ليتابع عمله بنشاط، لذلك يزداد الطلب عليها في فصل الشتاء لكونها مملوءة بالطاقة والسعرات الحرارية، ويقل الطلب

عليها في فصل الصيف نتيجة الحرارة المرتفعة»...
وينطلق التاجر بسام السبع من التاسعة صباحاً بدراجته ليعود إلى منزله في السابعة أو الثامنة مساءً لبيع التماري والكعك، حيث يتراوح

سعرها ما بين 15 إلى 25 ليرة سورية، وهذا يتوقف على محتوياتها من الموز وغيرها من المكونات الغذائية، ويتوقف ذلك أيضاً على طلب

الزبون.
وعن تأثير المأكولات الحديثة على مهنته اعتبر بائع التماري أن «انتشار الوجبات السريعة كالشيش طاووق والسكالوب والشاورما خفف من

مبيعه اليومي، فحتى زبائنه من كبار السن تحولوا إلى تناول البيتزا وغيرها، لكن رغم ذلك "الرزق على الله" وزبائني كثر، ولا أخشى

على مهنتي من الزوال فهي قديمة قدم الشام، وموجودة منذ مئات السنين لتطعم أهل الشام».
ومن أكثر زبائن علي الأطفال خاصة بعد خروجهم من المدارس إلى بيوتهم حيث يقول: «يلتفون حولي وبعضهم يدفع مبالغ قليلة فأقدم لهم

التمرية والكعك لكن بكميات أقل، وكذلك السياح الأجانب الذين يتجولون في "دمشق" القديمة فضلاً عن
السياح العرب الذين يعجبون بهذه الأكلة لكونها تراثية ولذيذة»..
تاجر البسط العربية والمنسوجات الوطنية في سوق الحريقة "بسام السبع" من مواليد "الصالحية" 1948، رأى أن أكلة التماري من

المأكولات المفضلة له، وهو يواظب على تناولها منذ كان في السوق قبل 40 عاماً..
وحدثنا عن الأكلات الشعبية التي كان يتناولها التجار في السوق": «كنا نشتري من البائع "ياسين" لفة "بيضة ورغيف"، حيث يضع

هذه المأكولات على "فرش" فوق رأسه، ويبيع السندويشه التي تحوي أيضاً قطعة بندورة بفرنك ونص ويتجمع حوله التجار».
وللتاجر "محمد يوسف الخطيب" من مواليد منطقة العمارة 1950 ذكريات أخرى مع التماري والكعك، فقد كان يشتريها من أحد الباعة

الجوالين في الحريقة بنص فرنك بعد أن كان يأخذ أجرته اليومية من والده.
ويتابع: «في الماضي هناك ذكريات جميلة فأبو فهد كان يأخذ "جمعية"، أي أجرة من التجار الذين يعرف بيوتهم كلهم ويجلب لهم

السفرطاس من بيوتهم ليقدمها لهم، ودون أن يحدث أي خطأ فيها ومن غير استخدام الكتابة عليها».
ويختم حديثه: «مضت أيام زمان ومعها انتهت البساطة في الحياة، وأصبحت أكثر تطوراً حتى المأكولات التراثية باتت قليلة إن لم تكن
نادرة، فالتماري كعك حل محله البيتزا والهمبرغر، لكني رغم ذلك وحينما أشاهد بائع التماري يفرح قلبي وأسرع لأشتري منه»..

Sanaa
03-02-2011, 04:35 PM
التماري و الكعك ... أكلة شامية بامتياز

و رغم وجود الكتير من الوجبات السريعة ... بس بيبقى لها مكانة خاصة

و معظم الناس بيحبوها .. مو بس من الجيل القديم ... لاء من الجيل الجديد كمان

شكراااا ريماس