المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارة الخوري



jorybassam
04-25-2011, 03:39 PM
"سارة حبيب الخوري" من مواليد "بلودان" عام 1896 والمتوفاة عام 1982، سيدة تركت بصمتها في قلوب سكان منطقة "الزبداني"، وبلدتها "بلودان" على وجه التحديد، فكانت أول امرأة من تلك المنطقة الريفية تتدخل بشؤون السياسة وتبني علاقات اجتماعية مرموقة مع السلطة لتدلي برأيها في الشؤون السياسية ويأخذ به عادة، ولم يكن وسيطها لذلك الا رجاحة عقلها وشجاعتها، الا أنها اسم لم ينل الشهرة خارج حدود تلك المنطقة، بل ظلّت سيرة منقولة على لسان الأجداد للأحفاد.
نشأت في منزل والدها نشأة متفتحة بحكم مركز والدها الاجتماعي كونه مختار الضيعة، ومسؤول عنها أمام رجال الحكم العثماني أيام "جمال باشا" والاحتلال الفرنسي، كانت تتمتع بشخصية قوية جداً، ولم تدخل أي مرحلة تعليمية أي أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، لكنها امتلكت الذكاء، الحنكة، الحكمة، تدارك الأمور، حسن التصرف أمام الحوادث والصبر في الملمّات كانت "سارة" تبحث عن أصحاب الحقوق المهدورة لتساعدهم وترد لهم حقوقهم فكانت السبب الأول في تسريح مدير شؤون الخدمات في محافظة دمشق بسبب تعامله مع الناس بصورة غير شرعية، تدلي برأيها بصلابة عندما تكون على حق فتدافع وتصدر أحكامها وتنفذ في سبيل نصرة المظلوم، فكانت لا تسكت عن الحق ولا عن الخطأ سواء كان بين الناس أو بين الناس والدولة، تحاسب المسؤولين بجرأة وشجاعة، ويقال أن في تلك الفترة أخطأ مدير منطقة "الزبداني" فوقفت بوجهه حتى استطاعت أن تقيله من عمله بصلابة موقفها منه لأنه أخطأ
هي المرأة الأولى في اختيار الأصدقاء وأصحاب الرأي وذوي المسؤوليات.كانت لها علاقة قوية جداً مع الرئيس

الراحل شكري القوتلي" رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء "سعيد الغزي"، إضافة إلى معظم زعماء آل العظم "نزيه العظم"، "ناصر العظم" و"سعاد العظم"، الأمر الذي ساعدها على إقامة صداقة ومعرفة قوية جداً مع قائد الدرك في تلك الفترة "هاريف" في الفترة الأولى للاستقلال بحكم اتصال هؤلاء بوالدها "الأفندي" استطاعت من موقعها الاجتماعي أن تتوسط لأخيها "جورج" عندما اعتقله الفرنسيون وأخذوه إلى "قطنا" للمحاكمة، فذهبت مشياً على الأقدام إلى مكان المحاكمة لتستطلع السبب في اعتقاله، وتمكنت من الدخول إلى مقر المستشار الفرنسي وتفاهمت معه واستفسرت منه باللغة العربية، فأفرج عن أخيها وعادت معه إلى "بلودان" وعاد مختاراً كما كان قبل اعتقاله في تلك الفترة بعد الاستقلال كانت "بلودان" مركزاً للمسؤولين الكبار، وعندما أراد "سامي باشا" زيارة "بلودان" جمعت جميع نساء الضيعة وتقدمتهم لاستقباله مع الرجال بالزغاريد والأغاني وكان الهتاف الذي هتفت به "سامي باشا لا تهتم، حولك ناس بتشرب دم"، واستقبلته باسم النساء فشكرها على ذلك وجاد عليها بالأموال والقمح لتوزيعها على الأهل والأصحاب والأقارب وكل أهل "بلودان
عندما كانت تزور "دمشق" كانت تقوم بزيارة رئيس الجمهورية "شكري القوتلي" مع أفراد عائلتها في منزله، ويستقبلهم بدوره استقبالاً حاراً ثم تتناول الغداء عندهم وتعود إلى "بلودان" بسيارة رئيس الجمهورية، كما كانت تزور رئيس الوزراء "سعيد الغزي" في منزله الذي كرمها إكراماً كبيراً، فتبدي رأيها بأحوال الدولة ، وفي أكثر الأحيان يؤخذ برأيها لصالح الناس لرجاحة عقلها وحكمة رأيها، وهذا الأمر ساعدها على الإفراج عن ابن أختها عندما سجن بسبب حمله السلاح فعجز الجميع عن مساعدته وجاء دورها فذهبت إلى "دمشق" وبأسلوب عاقل متفهم واتزان كامل استطاعت الحصول على عفو له، وأفرج عنه في نفس الساعة وعادت معه إلى "بلودان" وسط إعجاب الجميع وشكرهم لها لحسن تصرفها وصدقها في عملها

كانت كريمة جداً تقدم

الطعام للجميع ولكل من يدخل بيتها، كما تشارك في إعداد طعام الأفراح والأحزان وتكثر من مواساتهم، تقوم بواجباتها كاملة من زيارة المرضى وإطعام المحتاج، ومساعدة كل من يقصدها، رحم الله هذه المرأة المثل الأعلى لكل امرأة في "بلودان" فلم يرزقها الله بولد لوفاة زوجها، لكنها استطاعت أن تربي أولاد أخيها تربية صالحة ناجحة مليئة بالقيم والأخلاق، وحب الناس، ومساعدتهم، والصدق في تعاملهم والرحمة في عملهم,



http://esyria.sy/sites/images/damascus/characters/111564_2010_01_28_13_09_58.image2.jpg


سارة الخوري