المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوابات الالم والشدة النفسية



jorybassam
04-29-2011, 05:47 PM
من الآيات الدالة على عظمة الله جل جلاله ما اكتشفه العلماء مؤخراً من أن دماغ الإنسان يفرز مادةً مخدرةً، في حالات خاصة وذلك إذا بلغ الألم حداً لا يطاق. يفرز الدماغ نفسه مادة تخدره، وتخدر إحساسه بالألم. وهذا من إتقان صنعة الله عز وجل يفرز الدماغ هذه المادة في مستوى من الألم لا يحتمله، فيخدر نفسه ويتعطل الإحساس بالألم، وهذا من رحمة الله جل جلاله.
ثم إن هناك اكتشافاً آخر، هو أن هناك بوابات على مجرى الجهاز العصبي تمنع ورود الألم إلى الدماغ، تتحكم في هذه البوابات ـ هكذا جاء في البحث العلمي ـ العوامل النفسية فلو أن إنساناً يسعى مغتبطاً بشيء يؤمن به ويقدسه، وأصابته بعض الآلام في هذا السعي تمنع هذه البوابات وصول هذا الألم إلى الدماغ. هذا يفسر أن بعض الصحابة الكرام في بعض المعارك الحاسمة، قُطعت يده اليمنى، فأمسك الراية بيده اليسرى فقُطعت اليسرى، فأمسكها بعضديه، وهو يحمل راية الله عز وجل.. أَلَمْ يتألم ؟.. أين إحساسه بالألم ؟.. لو أن جرحاً يسيراً أصاب أحدنا لجلس في الفراش، وجاء بالضماد وأخذ المسكنات.. يده تُقطع بأكملها يمسك الراية بيده الثانية، قُطعت الثانية أمسكها بعضديه. هذا الذي يفسر أن بعض المؤمنين الصادقين تصيبهم آلام لا تُحتمل، لكنهم يحتملونها لأن هناك بوابات على مجاري السيالة العصبية تمنع وصول هذه الآلام إلى الدماغ.
أيها الإخوة: هذا الطريق ؛ النهايات العصبية، إلى النخاع الشوكي، إلى الجسم تحت السرير البصري، إلى قشرة الدماغ، هذا الطريق سماه العلماء طريق الآلام.. نهاية عصبية النخاع الشوكي، الجسم تحت السرير البصري قشرة الدماغ، طريق الآلام عليه بوابات. تمنع وصول هذه الآلام إلى الدماغ، تتحكم في هذه البوابات العوامل النفسية يمنع العامل النفسي وصول الألم.
أيها الإخوة الكرام: لذلك إذا كان إيمان الإنسان كبيراً، وكان هدفه نبيلاً، وكان سعيه حثيثاً. لا يعبأ بالآلام التي يسقط منها الرجال، الإيمان قوة كبيرة.
أرسل الصديق خالد بن الوليد لمعركة في شرق آسيا، فطلب منه المدد، فالأعداء مئة وثلاثون ألفاً، والمؤمنون ثلاثون ألفاً، طلب منه المدد، هو ينتظر خمسين ألفاً، ثلاثين ألفاً، فإذا برجل واحد اسمه القعقاع بن عمر يأتيه ومعه رسالة، قال له: أين المدد ؟ قال: أنا المدد. قال أنت ؟ واحد !.. معه كتاب فتح الكتاب:
" الكتاب من سيدنا الصديق إلى سيدنا خالد، يقول له أحمد الله إليك، لا تعجب يا خالد أني أرسلت لك واحداً، فوالله الذي لا إله إلا هو إن جيشاً فيه القعقاع بن عمر لن يُهزم "
وكان النصر في هذه المعركة الحاسمة على يد القعقاع بن عمر، الواحد. بالإيمان كألف، ومن دون الإيمان ألف كأف. فهذه رحمة الله عز وجل. بأن الدماغ يفرز مادة يخدر نفسه بها، إذا بلغ الألم حداً لا يطاق، وأن هناك بوابات على طريق الآلام إلى الدماغ تتحكم فيها العوامل النفسية، والإيمان بالله، وعظمة الهدف. ونبل الوسيلة، هو من أعظم ما يخفف عن النفس أعباءها.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هب لنا علاً صالحاً يقربنا إليك، اللهم هب لنا علاً صالحاً يقربنا إليك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا.