المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دَمـعٌ لِبَغـداد



ماهرالفيزو
05-02-2011, 05:57 PM
للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد
دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن = = = مَن لي بِبَغـداد أبكيهـا وتَبكينـي ؟
مَن لي ببغداد ؟.. روحي بَعدَها يَبِسَتْ = = = وَصَوَّحَتْ بَعدَهـا أبْهـى سَنادينـي
عُدْ بي إلَيها.. فَقيرٌ بَعدَهـا وَجَعـي= = = فَقيرَة ٌأحرُفي .. خُـرْسٌ دَواوينـي
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذَتـي = = =وَعَشَّشَ الحُزنُ حتى فـي رَوازينـي
والشِّعرُ بغداد ، والأوجـاعُ أجمَعُهـا = = = فانظُرْ بأيِّ سِهام ِالمَوتِ تَرمينـي ؟!
عُدْ بـي لِبغـداد أبكيهـا وتَبكينـي = = = دَمـعٌ لِبَغـداد.. دَمـعٌ بالمَلاييـن
عُدْ بي إلى الكَرخ..أهلي كلُّهُم ذُبحُوا = = = فيها.. سَأزحَفُ مَقطوع َالشَّراييـن
حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في = = = صَوبِ الرَّصافَةِ ما بَيـنَ الدَّرابيـن
أصيحُ : أهلي...وأهلي كلُّهُم جُثَـثٌ = = = مُبَعثَـرٌ لََحمُهـا بيـنَ السَّكاكيـن
خُذني إليهِم ... إلى أدمى مَقابرِهِـم = = = لِلأعظَميَّـةِ.. يا مَـوتَ الرَّياحيـن
ِوَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فَم = = = يا رَبَّة َالسُّور.. يا أ ُمَّ المَساجيـن
كَم فيكِ مِن قَمَـرٍ غالُـوا أهِلَّتَـهُ ؟ = = = كَم نَجمَةٍ فيكِ تَبكي الآنَ في الطِّينِ؟
وَجُزْ إلى الفَضل ِ..لِلصَّدريَّةِ النُّحِرَتْ = = = ِحارَةِ العَدل ِ ...يا سُوحَ القرابيـن
كَم مَسجِدٍ فيكِ .. كَـم دارٍ مُهَدَّمَـةٍ = = = وَكَم ذَبيح ٍ عليها غَيـر مَدفُـونِ؟
تَناهَشَتْ لحمَهُ الغربانُ ، واحتَرَبَـتْ = = = غَرثى الكِـلابِ عليـهِ والجَراذيـن
يا أ ُمَّ هارون مـا مَـرَّتْ مصيبَتُنـا = = = بِـأ ُمَّـةٍ قَبلَنـا يـا أ ُمَّ هـارون
كيفَ البُكا يا أخا سَبْع ٍوَسَبعيـن ِ؟! = = = أجري دموعا ًوَكِبْـري لا يُجارينـي
وأنـتَ تَعـرفُ أنَّ الدَّمـعَ تَذرفُـهُ = = = دَمعُ المُروءَةِ لا دَمـعَ المَساكيـن ِ!
دَمعٌ لِفَلُّوجَـةِ الأبطال.. مـا حَمَلَـتْ = = = مَدينَة ٌمِـن صِفـاتٍ ، أو عَناويـن
لِلكِبرياءِ..لأفعـال ِالـرِّجـال ِبِـهـا = = = إلى الرَّمـادي .. هَنيئـا ًلِلمَياميـنِ!
وَمَرحَـبـا ًبِجِـبـاه ٍ لا تُفارِقُـهـا = = = مَطالِعُ الشَّمس ِفـي أيِّ الأحاييـن
لـم تَـألُ تَجـأرُ دَبَّاباتُهُـم هَلَعـا = = = في أرضِها وهيَ وَطْفاءُ الدَّواويـن
ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شَيبِ نَخوَتِهـا = = = إلا وَدارَتْ عَلَيهِـم كالطَّواحـيـن !
أولاءِ مَفخَـرَة ُالأنبـارِ .. هَيْبَتُهـا = = = وَسادَة ُ الكَون ِفـي كـلِّ المَياديـن
واللهِ لَو كلُّ أمريكا تَجيـشُ لَمـا اهـ = = = ـتَزَّتْ أصابِعهُـم فـوقَ الفَناجيـنِ!
يا دَمعُ واهمِـلْ بِسامَـرَّاء نَسألُهـا = = = عن أهل ِأطوار.. عن شُمِّ العَرانيـن
لأربَع ٍ أتخَمُوا الغازينَ مِـن دَمِهِـم = = = يا مَن رأى طاعِنا ًيُسقى بِمَطعـونِ!
يا أ ُختَ تَلَّعفَـرَ القامَـتْ قيامَتُهـا = = = وأ ُوقِـدَتْ حولَهـا كـلُّ الكَوانيـن
تَقولُ بَرليـن فـي أيَّـام ِسَطوَتِهـا = = = دارُوا عَلَيهـا كمـا دارُوا بِبرليـن
تَناهَبُوهـا وكانَـتْ قَريَـة ًفَـغَـدَتْ = = = غُولا ًيُقاتِـلُ فـي أنيـابِ تِنِّيـن ِ!
وَقِفْ علىنَينَوى.. أ ُسطورَة ٌبِفَمـي = = = تَبقـى حُروفُـكِ يـا أ ٌمَّ البَراكيـن
يا أ ُختَ آشور..تَبقى مِـن مَجَرَّتِـهِ = = = َهابَة ٌمنكِ حتـى اليَـوم تَسبينـي
تَبقـى بَوارِقُـه ُ، تَبقـى فَيالِـقُـه = = = تَبقـى بَيارِقُـهُ زُهْـرَ التَّـلاويـن
خَفَّاقَة ًفـي حَنايـا وارِثـي دَمِـه = = = يُحلِّقُـونَ بهـا مثـلَ الشَّواهيـن ِ
بِها ، وَكِبْرُ العراقيِّيـن فـي دَمِهِـم = = = تداوَلُوا أربَعـا ًجَيـشَ الشَّياطيـن
فَرَكَّعُـوه ُعلـى أعتـابِ بَلدَتِـهـم = = = وَرَكَّعُـوا مَعَـهُ كـلَّ الصَّهاييـن ِ!
يا باسِقـاتِ ديالـى..أيُّ مَجـزَرَة = = = جَذ َّتْ عروقَكِ يا زُهْـرَ البَساتيـن ِ؟
في كلِّ يَوم ٍ لَهُم في أرضِكِ الطُّعِنَـتْ = = = بالغَدرِ خِطَّة ُ أمْن ٍ غَيـرِ مأمـون
تَجيشُ أرتالُهُم فوقَ الـدّروع ِبِهـا = = = فَتَترُكُ السُّوحَ مَـلأى بالمَطاعيـن
وأنتِ صامِـدَة ٌتَستَصرِخيـنَ لَهُـم = = = مَوجَ الدِّماءِ على مَـوج ِالثَّعابيـن ِ
وكلَّمـا غَرِقـوا قامَـتْ قيامَتُـهُـم = = = فَأعلَنُوا خطَّـة ً أ ُخرى بِقانـون ِ!
يا أطهر الأرض.. يا قدِّيسَـة َالطِّيـن = = = يا كَربَلا.. يا رياضَ الحُورِ والعِيـن ِ
يا مَرقَدَ السَّيِّدِ المَعصوم.. يـا ألَقـا = = = مِن الشَّهادَةِ يَحمـي كـلَّ مِسكيـن
مُدِّي ظِلالَكِ لِلإنسـان ِفـي وَطَنـي = = = وَحَيثُمـا ارتَعَشَـتْ أقدامُـهُ كُونـي
كُوني ثَباتَا ً لـهُ فـي لَيـل ِمِحنَتِـهِ = = = حتى يوَحِّـدَ بيـنَ العقـل ِوالدِّيـن
حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً ، وَيَـدا = = = َمتَـدُّ لِلخَيـرِ لا تَمتـدُّ لِـلـدُّون
مَحروسَة ٌبالحُسَين ِالأرضُ في وَطني = = = وأهلُها فـي مَـلاذٍ منـهُ مَيمـون
ما دامَ في كَربَلا صَوتٌ يَصيحُ بِهـا = = = إنَّ الحُسيـنَ وَلِــيٌّ لِلمَساكـيـن
يا جُرحَ بَغداد .. تَدري أنَّنـي تَعِـبٌ = = = وأ نتَ نَصلٌ بِقلبـي جِـدُّ مَسنُـون
عُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتِهـا = = = ولا تُحاولْ على الأوجـاع ِتَطمينـي
خُذ ْني إلى كـلِّ دارٍ هُدِّمَـتْ ، وَدَم = = = فيها جَـرى ، وَفَـم ٍحـرٍّ يُنادينـي
يَصيحُ بي أيُّها الباكي علـى دَمِنـا = = = أوصِلْ صَداكَ إلى هـذي المَلاييـن
وقُلْ لَها لَمْلِمـي قَتـلاكِ واتَّحِـدي = = = على دِماكِ اتِّحادَ السِّيـن ِوالشِّيـن
مِن يَوم ِكانَ العِراقُ الحُـرُّ يَغمُرُهُـم = = = حُبَّا ً إلى أن أتى مَوجُ الشَّعانيـن ِ!
دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن = = = دَمعٌ على البُعدِ يَشجيها وَيَشجيني ..
دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن = = = دَمعٌ على البُعدِ يَشجيها وَيَشجيني ..