تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جنبلاط ناشد الاسدالحيلولة دون انزلاق سورية نحو التشرذم وطلال سلمان يسأل 'أين هو لا يظهر مخاطباً شعبه



Dr.Hasan
05-24-2011, 01:47 AM
بيروت - 'القدس العربي' ناشد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد أن يبادر الى إتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري في مقاربة الوضع الراهن والتحديات التي تعيشها سورية، والذهاب الى مقاربة جديدة يتم من خلالها إستيعاب المطالب المشروعة وتلبيتها للحيلولة دون إنزلاق سورية نحو التشرذم والنزف المستمر كما يتمنى كثيرون'.وقال النائب جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة 'الأنباء' الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي 'لقد إرتبط الحزب التقدمي الاشتراكي، وإرتبطتُ شخصياً، بسورية على مدى سنوات طويلة شاركنا فيها الكثير من المحطات النضاليّة والسياسيّة الهامة في ظل ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد عاشها لبنان والشرق الأوسط والمنطقة العربية. وإمتدت هذه الفترة دون إنقطاع منذ العام 1977 وحتى العام 2004 حيث برزت تطورات آنذاك أدّت الى ما سميناه الغربة الى حين المصالحة والمصارحة في العام 2010.وحفلت تلك الحقبة من التعاون الوثيق بمفاصل تاريخيّة ليس أقلها مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لبيروت سنة 1982، ومقاومة هذا الاحتلال وصولاً الى إسقاط إتفاق السابع عشر من أيّار ما أتاح تغيير وجه لبنان وإنعكس على طبيعة الصراع في المنطقة بشكل كبير، وصولاً الى إتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهليّة وحسم هوية لبنان العربية وحدد أسس العلاقات اللبنانية السورية المميزة، وأكد أن أمن لبنان من أمن سورية وبالعكس وكرّس، بمشاركة سورية، مرحلة طويلة من الاستقرار السياسي أتاحت إعادة الاعمار والانتعاش الاقتصادي النسبي، وتحقق في ظلالها الكثير من المنجزات الوطنيّة الكبرى وفي طليعتها تحرير الأرض من الاحتلال الاسرائيلي. ولقد تميّزت هذه المراحل المختلفة من التعاون بيني وبين القيادة السورية بالثقة المتبادلة والحرص المشترك على تحقيق الأهداف السياسيّة الأساسيّة التي رُسمت. واليوم، وإنطلاقاً من هذه الثقة، وفي ظل الظروف الحسّاسة التي تمّر بها سورية، ومع إستمرار حالة التوتر الداخلي، أؤكد أن الرأي الأنجع لسورية هو الرأي الأصدق، وليس الرأي المتملق والزائف. وسورية تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الى الصدق في التعامل والموقف لأنها تمر بمنعطف تاريخي لا تنعكس تداعياته على وضعها الداخلي فحسب، بل تمتد الى لبنان والمنطقة بأكملها'.لذلك أضاف جنبلاط 'من موقع الحرص على سورية وأمنها القومي ووحدتها الوطنية وإستقرارها الداخلي ومناعتها وحصانتها، وحفاظاً على وزنها السياسي في المنطقة ودورها المتقدم في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم، وفي ظل التحديّات الكبرى التي يمر بها العالم العربي، وفي ظل لحظة سياسية شديدة الحساسيّة في ما يتعلق بالصراع العربي - الاسرائيلي، وحرصاً على إستمرار سياسة فك العزلة التي تعرّضت لها سورية بعد العام 2005 ونجحت تدريجياً في تحقيقها، فإنني أجدد التأكيد على أهميّة إطلاق الحوار مع كل الشرائح والابتعاد عن العنف وتنفيس الاحتقان والتوتر من خلال التحقيق الجدي والفوري في الأحداث المتتالية التي تحصل وإطلاق سراح المعتقلين، والى إيلاء الاصلاحات الأولوية القصوى للخروج من الازمة الراهنة'. وتابع 'لذلك، أناشد الرئيس بشار الأسد، وهو يملك من الشجاعة الكثير، وقد واجه خلال السنوات القليلة الفائتة ضغوطات سياسية هائلة وإستطاع أن يخرج سورية من الطوق الذي فُرض عليها، أن يبادر بسرعة الى إتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري في مقاربة الوضع الراهن والتحديات التي تعيشها سورية، والذهاب الى مقاربة جديدة يتم من خلالها إستيعاب المطالب المشروعة وتلبيتها للحيلولة دون إنزلاق سورية نحو التشرذم والنزف المستمر كما يتمنى كثيرون. وأجدد التعازي بكل الشهداء الذين سقطوا، من مدنيين وعسكريين ورجال شرطة، وكلهم من أبناء العائلة السورية الواحدة'.الى ذلك، لوحظ أن الصحافة اللبنانية تحرر جزء منها من حاجز الخوف الذي كانت تعيش فيه منذ الوصاية السورية على لبنان، وكتب رئيس تحرير صحيفة 'السفير' الاستاذ طلال سلمان افتتاحية حملت نقداً ضمنياً للرئيس السوري بشار الاسد ولقيادات حزب البعث، وجاء في الافتتاحية 'يكاد دوي الرصاص يغطي على الكلام عن الإصلاح في سورية الذي تعهّد بإنجازه الرئيس بشار الأسد، ويطوي صفحة الحوار الذي شكّل له لجنة رئاسية لم يُنشر شيء عن جدول أعمالها وعن المدعوين ليشاركوا فيه، ولا خاصة عن موعد محدد للإنجاز. تغطي الأحداث الأمنية كل ما عداها، خصوصاً وقد صار التواصل صعباً، وطغى هدير الدبابات وأصداء هتافات المتظاهرين والنعي الرسمي مصحوباً بالتشييع المهيب للضباط والجنود ورجال الأمن الذي يحتل مساحة ثابتة على شاشة الفضائية السورية، في حين تتناوب الفضائيات العربية النفطية على بث صيحات المتظاهرين وأعداد قتلاهم وصورهم المشوشة ولافتاتهم التي تتراوح كلماتها بين الدعاء وتمجيد الوطن والدعوة إلى إسقاط النظام. في الإعلام الرسمي تتردد أوصاف 'عناصر الفتنة' و'أهل الإجرام' و'العصابات المسلحة' أو 'المضللين' و'المغرّر بهم' في أحسن الحالات... ولكن من هم هؤلاء بالضبط؟! من يغذيهم ويحرّضهم ويمد انتشارهم بامتداد سورية؟'. واضاف سلمان: 'المؤامرة باتت مكشوفة' لكن أحداً لا يعرف هوية 'المتآمرين' الذين تتزايد أعدادهم كل يوم جمعة، وتتوسع مناطق انتشارهم وإقدامهم على تخريب المؤسسات الرسمية حتى لتكاد تشمل أنحاء سورية كافة، من درعا إلى بانياس مروراً بحمص وحماة وإدلب وضواحي دمشق وبلدات ريفها وصولاً إلى القامشلي ودير الزور على حدود العراق وانتهاءً بتل كلخ والعريضة على الحدود مع لبنان. من هم هؤلاء 'المتآمرون'؟ ما هي هوياتهم السياسية، وكيف تسنى لهم أن 'يكمنوا' طوال دهر من الحكم الذي كثيراً ما وُصف بـ'الحديدي' والذي تتواجد أجهزته الأمنية المتعددة القيادة، حزبياً وعسكرياً وسياسياً في كل مكان بما يمكنهم من معرفة كل شيء عن كل الناس في كل الأماكن. السؤال الأخطر والأهم: أين هو الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان يحظى بشعبية ملحوظة، في الداخل، وبتقدير عال في المنطقة عموماً، خصوصاً بعد نجاحه في فك الحصار الدولي عن بلاده وفي كسب تحالفات جديدة عززت موقعه ودور سورية ومكانتها؟! ولماذا لم يواجه الرئيس الأسد 'جماهير المعارضة' بالجماهير المؤيدة له ولنظامه، والتي خرجت في بداية الأزمة في مختلف مناطق البلاد تهتف له وترى فيه 'بطل الإصلاح المنشود'؟! لماذا لم يتخذ مجموعة من الخطوات التي تعبّر عن جديته في إطلاق الحريات العامة، وفي إعادة صياغة النظام بما يلبي مطامح الشعب الذي انتخب الرئيس الشاب بالتزكية مرتين، وبغير منّة'.وتابع 'أين هو لا يظهر مخاطباً الشعب السوري، محدداً خطته لمعالجة الأزمات، مستدعياً جميع المخلصين من أبناء هذا الشعب ذي التاريخ النضالي المشرف، إلى المشاركة في جهود إخراج البلاد من محنتها، والتقدم بها على طريق المستقبل الأفضل؟! أين هو لا يتحرّر من قيود الشكليات، ومن المحطات الوسيطة، ليعلن ـ بنفسه ـ أنه قد أمر بوقف العمليات العسكرية، داعياً الجميع إلى المشاركة في الحوار من أجل إنقاذ الوطن ودولته من أخطار مصيرية تتهدده عبر ارتفاع أصوات مشروخة بشعارات طائفية، ممّا يحوّل الأزمة إلى فتنة عمياء تصدع وحدة الوطن وشعبه الذي كان مضرب المثل في صلابة وحدته الوطنية؟! إنها أزمة سياسية خطيرة. إنها أزمة النظام الذي اهتم بالخارج كثيراً وأغفل الداخل مكتفياً بترك 'الأمن' يقرّر للناس حياتهم بكامل أساسياتها وتفاصيلها. إنها أزمة مصيرية لا تحلها القوة العسكرية، بل إن استخدام هذه القوة يعقّد الأمور ويضع مصير النظام كله على المحك. ولعلّنا في لبنان أكثر خوفاً على سورية من السوريين أنفسهم، فالاضطراب فيها يزعزع الاستقرار هنا، أما الفتنة فيها، والعياذ بالله، فلسوف تمتد نيرانها لتحرق الأخضر واليابس في بلد الطوائف والمذاهب التي تعيش قياداتها على خوف شعبها الدائم من خطر التفجر، بذرائع داخلية لا تنفع في تمويه الأغراض الأجنبية... بل قد تمتد هذه الفتنة إلى بلاد المشرق العربي جميعاً.. وها هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينصّب نفسه قائداً للثورة في مختلف أرجاء الأرض العربية، ما عدا الدول التي تتفجر أرضها بالذهب الأسود، تاركاًَ لشريكه الإسرائيلي أن يقرّر مصير فلسطين شعباً وأرضاً وحلم دولة. والكلمة، بعد، للرئيس الشاب بشار الأسد، شرط ألا يتأخر أكثر في إعلانها، وألا تكون 'توجيهية' في نصها، بل أن تكون حاسمة في التزامه الإصلاح الذي لا تحتاج صياغة منهجه وبنوده وتوقيت التنفيذ إلى القادة الأبديين للحزب الذي مات ولم يجد من يدفنه، بل إلى قرار ممّن لا يجوز ولا يصح أن يكون القرار لغيره وإلا فهي الكارثة'.