المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في وضح النهار ومن دون اي إنذار



ABDULLAH JANEM
03-07-2010, 04:58 PM
في وضح النهارومن دون اي إنذار

في وضح النهارومن دون اي إنذار، ومن دمارإلى دمار فضحكات الأطفال أصبحت في زمننا تُغتال وتنهار.
ففي بيت من بيوت غزة المظلمة وبالتحديد في بيت متواضع يعود لآل ِ الهباش،كانوا يقظون خمسة أطفال.
يلعبون ويضحكون كانت أرواحهم واحدة،قريبين من بعض يربط بينهم رابط اقوى من صلة القرابة رابط الطفولة البريئة. فكانوا يتشاركون في كل شيء،يشاركون بعض في الدمعات قبل الضحكات.
فكانت إسراء وجليلة ومحمد وجميلـة وإسلام فهم أبناء عـم من لحم ودم واحد ففي وسط النهار وعلى مرأى من العيون والأبصار كانوا كعادتهم يلعبون على سطح منزلهم وأصوات ضحكاتهم تهز أرجاء الجدار. فكل جريمتهم تكمن في أنهم يلعبون فقــط وغي ذلك الوقت كانت الحارة قد أوشكت أن تخلو من الجيران إلا من جار لهم يبيع لعب للأطفال فمن شدة القصف قرر أن يترك منزله ويفر باطفاله الصغار.
فإذا بإسراء تنادي على جارهم وتقول له... ( إنت خايف يا عـم ديب واخذت تضحك ) ونادت أبناء عمها فأخذوا يضحكون على جارهم لأنه ترك كل ما يملك ولاذ بالفرار فقال لها الجر... ( إنزلي من السطح لحسن الطيارة تقصفكم ) فردت قائلــه ... ( إحنـــا ما بنخـــاف )
لم يكن أحد يعلم بأن هذه الكلمات ستكون آخر ما سيدور بينها وبين هذا الجار.
وإستمروا في اللعب تارة يجرون وتارة يضحكون على خوف جارهم العجوز وكلامه لهم.
فأبت طائرات العدو إلا أن تخمد أصوات ضحكاتهم وأنفاسهم وفعلاً قصفت صاروخاً عليهم فأسكتت أصوات بعضهم للأبـد. فأستشهدت إسراء وفقدت جميلة قدماها وفقد محمد قدمه وأصيبت جليلة فلم يبقق سوى إسلام. يا إلهــــيَ...
قُتِلت أحلامهم فقد كان يحلم محمد بأن يصبح لاعب كلرة مشهور. فقد كان يلعب بفريق المدرسة والآن أين صار حلمه... بعد أن فقد ققدمه... اين صار حلمه؟...
وأصبح إسلام وحيداً قضى أول يوم عنهم كانوا خمستهم يتقاسمون الأحلام فمن نجى منهم أصبح يتمنى لو أنه رافقهم إلى مصيرهم.
إسراء هذه الفتاة السمراء صاحبة القلب الطيب فالآن مصيرها الجنو بإذن الله.
وبعدها إستوعب محمد ما حدث أخذ يقول... ( إسراء دايماً معنا بس هالمرة خانتنا وراحت لحالها...
وجميلة هذه الفتاة الجميلة الآن فقدت قدماها ولكنها لم تفقد حلمها بأن تصبح صحفية مشهورة وهذا ما قالته أول ما إستيقظت وقالت... ( نعم قتلتم أطفال غزة وستقتلون المزيد والمزيد لكن لم تقتلوا أحلامنا الوردية وعزيمتنا القوية...).