◘ برجالحمل ◘
إذا درسنا عن كثب مولدا كهربائيا يعمل , أو مشعلا ناره متوهجة , أو قنبلة في لحظة الانفجار , أمكننا أن نكوّن فكرةإجمالية عن هذا النوع من الرجال , فهو رجل الإثارة بلا منازع وإن كان خيرا للمرأةالتي تنشد الاستقرار أن تبتعد عن دربه . إنه مشتعل العاطفة تارة , بارد كدبّ القطبالشمالي تارة أخرى
إذا وقع في الحب فعلا غاص فيه حتى أذنيه , وإذا تحطّم ذلكالحب بسبب من الأسباب عمل ما في وسعه لجمع أجزائه المبعثرة وصبّها في قالب جديد . أما إذا استحال ذلك أهمل القضية بصورة نهائية وراح يبحث عن مصدر إلهامجديد.
لا تـنقصه الوسائل للتعبير عن حقيقة شعوره . الشرود والتنهدات والشعر . . . كل شيء جائز وممكن , المهم أن يكشف عن نفسه تماما وألا يبقى في منتصف الطريق , فأنصاف الحلول ليست من مبادئه .
الإخلاص رائده , لا يضاهيه في هذا الميدانأحد . وبما أن الصدق مبدأه يبقى مخلصا لمن يحب حتى في التفكير . أهدافه العاطفيةتتسم بالنبل والجد متخطية العلاقة العابرة أو إشباع الغرائز . يتطلب من المرأة التييحبّ مقابل ذلك البقاء عند حسن ظنه وبذل الجهود لإرضائه وجذبه والاحتفاظ به أطولمدة ممكنة , فإذا فشلت تركها وراءه وراح يبحث عن أخرى ترضي مزاجه العاطفي الجيّاش .
أي سلاح ينجح مع هذا الرجل؟ إذا لجأت المرأة معه إلى الغزل الصريح المكشوفهرب بعيدا آلاف الأميال. يهرب أيضا إذا نظرت إلى غيره من الرجال مجرد نظرة عابرةلأن من صفاته الرئيسية الغيرة وحب التملك . ومع أنه يتوقع من حبيبته الإخلاص التامإلاّ أنه يأبى – ولو ظاهريا – مبادلتها بالمثل . فهو مضطر – بحسب اعتقاده – إلىإقامة بعض العلاقات البريئة التي تفرضها مهنته ومكانته الاجتماعية .
هذاالرجل متمرد بطبيعته . يهوى تحدّي السلطة لاعتقاده أنه أذكى وأفصح من أربابها . كثيرا ما تحدث له المشاكل لعدم انصياعه لغيره ولتـفضيله دور السيد لا التابع . لايُستبعد أن يحاول البعض تلقينه دروسا قاسية في التواضع والامتثال . وبهذه المناسبةيجدر بالمرأة التي يحبها رجل برج الحمل أن تقف دائما إلى جانبه ضد أعدائه وأن تحبمن يحب وتكره من يكره . هذا إذا أرادت حقا الاحتفاظ به أطول مدة ممكنة .
قلنا من قبل أن مولود الحمل يجهل الكذب والتحايل ويتبع الأسلوب المباشر فيجميع تحركاته وتصرفاته . في ميدان الحب مثلا يستحيل عليه التمثيل إذا هدأت عاطفته , لأن كل شيء فيه يُشير عندئذ إلى حقيقة شعوره : يظهر في صوته ونظراته البرود , ويغلفه الضجر وقلة الصبر . لكنه نبيل على الرغم من كل شيء . إذا حصل بينه وبينالحبيبة سوء تفاهم بادر إلى الاعتذار ولو كان الحق بجانبه . وفي الأوقات العاديةيشبعها مديحا وثناء ويلازم سريرها في أوقات المرض ولا يتردد في الإنفاق عليها بسخاءبالغ . إنه يتمناها أنثى بكل ما في الكلمة من معان , وفي الوقت نفسه يُنمّي فيهاروح الاستقلال والفردية , شرط ألاّ تتخطى حدودها وتتبوأ مكان الصدارة الذي هو منحقه وحده . وإن كان لا يعني تماما ما يقول . ولما كانت العواصف تمر عليه بسرعةمذهلة دون أن تترك أثرا يتوقع من حبيبته النسيان والمغفرة مهما بلغت درجة الأسىالذي سبّبه لها . إذا أمام مولود برج الحمل احتمالان لا غير : إمّـا أن يسود أو أنيترك البيت من غير عودة . وعلى زوجته بدورها ألاّ تكون سلبية أو خجولة أكثر مناللازم .
سخاء هذا الرجل لا يُضاهى . فهو لا يبخل على حبيبته بشيء مهما قلّتسبل العمل والمورد . خير لها إذا أن تمد يد المساعدة بدورها فتدخر ولو القليللتفاجئه به عند الحاجة . وما أكثر أوقات الحاجة عند رجل برج الحمل . يكفي برهاناعلى ذلك إيمانه بالمثل القائل : " اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب " .
الرجل الحمل , كأب , عطوف محب يحدب على أولاده ويرعاهم ويؤمن لهم جميع فرصاللهو واللعب . يتجاذب معهم الأحاديث ويشاركهم الهوايات والرياضة والنزهات وغير ذلك . كثيرا ما يدعوهم إلى وجبة غداء أو عشاء في أفضل الأماكن العامة . والغريب أنه علىالرغم من هذه العاطفة يكره أن تهمله زوجته في سبيلهم .
في استطاعة زوجتهالعمل خارج البيت . لا مانع لديه شرط أن تبقى محتفظة بأنوثتها وعذوبتها وتبعيتها له . أما استقلاله هو فأمر مقدس لا يحق لها مناقشته من قريب أو بعيد . غير أنها – إنكانت على شيء من الذكاء والفطنة – تستطيع التدخل في شؤونه في الوقت الملائم , وبالتالي أن توجهه بأسلوب لبق يشعره بأنه لا يزال السيد المطاع .
حالمايكتشف إنسان برج الحمل أنه فقد سيادته وسيطرته , سواء أكان ذلك في البيت أو فيالعمل , ينطوي على نفسه ويصبح عديم التفاؤل والحيوية . إنه لا ريب عنوان الرجولةالصحيحة , ويستحق نوعا مميزا من النساء . امرأته المفضلة تقف بين تلك التي لا تعرفمن دنياها سوى النوادي والجمعيات وتلك التي تكتفي بحياكة الصوف في إحدى زوايا البيت . متى وجد ضالته المنشودة تحوّل إلى سيد المتيمين وجعل من حبيبته أسعد النساء قاطبة .
برجالحوت ◘
يمرّ الحظ أحياناً بقرب الرجل – الحوتفيجده يحلم أو يتأمل نجماً يلمع في أديم السماء . يتركه مُسرعاً في اتجاه أشخاصآخريـن دون أن يدرك صاحب الحلم أنه فوّت على نفسه فرصة نجاح حقيقي . هل يُسمى ذلكضعفاً أم فشلا ً ؟ لا هذا ولا ذاك , لأن في استطاعة هذا الرجل – لو أراد السعي وراءالرزق – الوصول إلى أعلى قمم النجاح بفضل حدسه الموروث عن الإله نبتون
منأبرز مظاهر شخصية رجل برج الحوت الفضول الخالي من سوء النية أو الدهشة أو المقاضاةلسلوك الغير . إنـّه يُـثرثر أحياناً قبل أن يُفكر فيكشف عن بعض الأسرار المتعلقةبغيره دون قصد ولكنه يرفض بالمقابل البوح بشيء مهما تكن الدوافع والظروف إذا طـُلبمنه الكتمان . وهو يتكلم بتؤدة ويفكر بهدوء ويحاول عدم التدخل فيما لا يعنيه ولكنمشاكل الغير تلاحقه على الرغم منه . وقد يكون السبب موهبة الإصغاء عنده وقدرته علىامتصاص الآلام والأحزان كأنها ملكه الخاص . يجب على أصدقائه وأقاربه أن يُراعواصحته فلا يُحمّـلوه أكثر مما يستطيع وأن يتـفهمّوا حاجته إلى الراحة والصمت والعزلةلاستعادة ما فقد في سبيلهم من نشاط وحيوية . هذا الرجل إنسان خجول حساس يُجرَحبسرعة ويتطلب من الآخرين الإعجاب والتـشجيع لاعتقاده أنه محدود الكفاءة . ومع ذلكيتمتع بقابلية عظيمة لليوغا والسحر والفلك والتقمص والعلوم الباطنيةالأخرى
في استطاعته قراءة الأفكار , ومعرفة ما سيحدث , والتـظاهر بعكس مايضمر في بعض الأحيان . وهو بامتلاكه بعض الأسرار يشعر بالراحة والطمأنينة . يتوقعهذا الرجل من المرأة التي يُحبها الإخلاص والوفاء التامين , وفي الوقت ذاته يرفضالتخلــّي عن أصدقائه العديديـن من الجنسين الذيـن يقوم بخدمتهم بجميع الوسائل وفيجميع الأوقات الأمر الذي يُـثير غيرة امرأته ونقمتها على الرغم منها . إنه كثيرالإعجاب بالجمال , لا يتردد في ملاحقة النساء بنظراته المعبّرة عن إحساسه وشعورهولو نتج عن ذلك سوء تفاهم بينه وبين من يحبّ . ويمر رجل برج الحوت في فترة قلقوكآبة لا يعرف مصدرهما فيضطر إلى الانزواء في انتظار أن يأتيه اقتراح من زوجتهيُبدّل مزاجه المُتعكر . ثم إنه مُبذر لا يستطيع التوفير إلا مع مرور الوقتوبمساعدة زوجته التي تستطيع أن تكون المثـل الأعلى في هذا المضمار . يجد الأولاد فيهذا الرجل أكثر من أب
إنه الصديق الذي يُرافق أولاده إلى النزهات والرحلاتالبحرية ويُعلمهم أصول السباحة والتجديف واليوغا وغيرها , والمربّي الطيب القلبالليـّن العريكة الذي يُصغي إلى المشاكل والمآسي بكل جوارحه . أما التصلب والقسوةفلا يُجيدهما ولا يُريد أن يستعملهما , ويُفضل أن يبقيا من اختصاص زوجته . يقبل هذاالإنسان التخلي عن أي شيء ما عدا أحلامه التي هي بمثابة روحه . فإذا أرادت زوجته أنتحتـفظ بحبه إلى الأبد , وأن تحول دون هدم سعادتهما معاً , عليها ألا تسخر من هذهالأحلام بأي صورة من الصور . في استطاعتها – عوضاً عن ذلك – أن تـُشجعه على تحويلهاكلها أو جزءاً منها إلى واقع بناءوإيجابي