لان الحزن يقبض له القلب ..
ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح ..
ويتلاشى معه الأمل
لأن الحزن مخاصمة للقضاء ..
وخروج على الأنس ونقمة على النعمة
http://share.muslmah.net/up/11/4488/31315914745.gifتحــزن
إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن ..
وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين ..
وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون مرقدون على الأسرة البيضاء ..
وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد
لان القضاء مفروغ منه ..
والمقدور واقع والاقلام جفت ..
والصحف طويت ..
فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر
على ما فاتك .. فإنه عندك نعماً كثيره ..
فكِّر في نعم الله الجليلة ..
وفي أياديه الجزيلة ..
وأشكره على هذه النعم ..
قال تعالى : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا)
وأكثر من الاستغفار ..
فإن ربك غفّار
قال تعالى:
(( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ))
فإن المرض يزول ..
والمصاب يحول .. والذنب يُغفر ..
والدَّيْن يُقضى .. والمحبوس يُفك .. والغائب يَقدم ..
والعاصي يتوب .. والفقير يَغتني
ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً ..
ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً ..
وقديماً قيل : من راقب الناس مات همَّاً
ما دمت تُحسن إلى الناس ..
فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة
فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ..
والسيئة بمثِلها
فإنت من روَّاد التوحيد .. وحملة الله .. وأهل القبلة ..
وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ..
فعندك خير وأنت لا تدري
فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن
إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب
من ذلك :
1- إنتظار الأجر والمثوبة من عند الله
قال تعالى: (( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.))
2- رؤية المصابين من حولك ..
3- إن المصيبة أسهل من غيرها ..
4- أنها ليست في دين العبد ..
5- إن الخيره لله رب العالمين
قال تعالى :
((وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ
وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ))
وعندك القرآن والذكر والدعاء
والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر
ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطاله
ولكن صَل وسبِّح وأقرأ وأكتب وأعمل وأستقبل وتأمَّل
أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع ..
والليل البهيم كيف ينجلي ..
والعاصفة كيف تهدأ ؟
إذاً فشدائدك إلى رخـاء وعيشك إلى صفاء
ومستقبلك إلى نعماء .. إن شاء الله
ولكن إذا بارت بك الحيل
وضاقت عليك السُّبل وأنتهت الآمال
وتقطعت بك الحبال فنادي وقل : يا الله ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت
وضاقت عليك نفسك بما حملت فأهتف وقل : يــا الله ..
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل :يــا الله ..
إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل : يــا الله ..
إذا اوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل : يــا الله ..
إليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار ..
والأيادي في الحاجات ..
والأعين في الملمات .. والأسئلة في الحوادث
باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ..
وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر
وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين
الله
أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات
الله
فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرةُ والتمكين
الله
فإذا اللطف والعناية والغوثُ والمدد والودُ والإحسان
الله
الجلال والعظمة والهيبة والجبروت
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ..
وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً .. اللهم آمين
يــــارب
الق على العيون الساهرة نعاساً أمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً
يــــارب
إهدى حيارى البصائر إلى نورك .. وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك ..
اللهم أذهب عنّا الحزن .. وأزل عنّا الهم وأطرد من نفوسنا القلق
نعوذ بك من الخوف إلا منك ..ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك
والسؤال إلا منك ولأستعانة إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير