أين العدالة ؟؟ بقلم مصطفى الأغا
كعرب دائما نجادل أن الديموقراطية الغربية بمفهومها العالمي المنفتح جدا لاتصلح للتطبيق على مجتمعاتنا الشرقية المحافظة ولهذا نرفض رفضا مطلقا محاولات اجبارنا على تطبيق مالا طاقة لنا به ... وبنفس المنطق نقول أنه من الخطأ أن يتم تطبيق ما يحدث في الكرة الأوروبية على قارتنا الآسيوية للإختلافات الهائلة بيننا وبينهم ... فالجمهور في أوروبا يتنقل بحرية بين أية دولة وأخرى لأنهم أساسا مواطنون بنفس المزايا والفروقات الزمينة بينهم جدا بسيطة وعملتهم موحدة والأسعار بين دولة وأخرى ليست بالصارخة مع اعترافنا أن هناك دولا أغلى من دول أخرى خاصة بين أوروبا الغربية والشرقية ولكن الأحوال جدا مختلفة في آسيا ...
فزيارة كل دولة يحتاج لفيزا وقد تكون الفيزا اصعب مما يتخيله البعض والفروقات الزمنية قد تصل لثماني ساعات مما يخلخل الساعة البيولوجية للاجسام وتقاليد شرق القارة غريبة وبعيدة عن شرقها وتكاليف السفر باهظة وخيالية والاقامة اصعب من ان يتحملها مشجعو كرة القدم الذين اساسا لا يستطيعون مواكبة انديتهم بالطائرات بينما في اوروبا يمكنهم ان يناموا في نزل او حتى في الشوارع كما شاهدت في مدريد وروما كما أن الثقافة الكروية مختلفة جدا ففي اوروبا تجد الملاعب ممتلئة حتى ولو لم يكن فريق محلي يلعب في النهائي وإذا سلمنا جدلا أن آسيا تريد تقليد أوروبا باقامة مباراة واحدة في النهائي فهنا يوجد ظلم كبير لإختلاف الظروف فلو كان النهائي في السعودية أو قطر أو لبنان وجمع بين فريقين ياباني وآخر كوري أو أسترالي فمن سيحضر؟؟ ولماذا يحضر ؟ والعكس صحيح وحتى لو حضر اليابانيون نهائي كوري سعودي كما حدث في مباراة الإتحاد وبوهانغ ستيلرز السنة الماضية ولكن جماهير الإتحاد كانت تعد على الأصابع وكوريا اقرب لليابان من السعودية وليس كما حدث في نهائي روما بين برشلونة ومانشستر يونايتد أو نهائي مدريد بين الأنتر وبايرن ميونيخ وكنت حاضرا في النهائيين وكان البشر من انكليز وطليتان والمان وأسبان بالطوابير والسبب اختلاف الثقافة الكروية واختلاف الظروف والتي لن يستطيع الإتحاد الآسيوي فرضها بالقوة للأسباب التي ذكرتها فبربكم هل يستطيع سوري أو أردني ان يسافر لتايلند واذا كان الاماراتي او السعودي يستطيع فهل حدث ذلك في النهائي السابق ؟؟؟
ولماذا تكون مباراة كأس الإتحاد في بلد أحد الطرفين اساسا ؟؟؟
هل توجد ذرة عدالة في هذا القرار؟ ولماذا لاتكون ذهابا وأيابا ولماذا لعب الكرامة في ارض الكويت في النهائي الماضي وعلى الإتحاد أن يلعب في أرض القادسية هذا النهائي ؟؟؟ ولماذا اصلا تكون التصفيات التمهيدية المؤهلة لدوري الأبطال بمباراة واحدة حتى لو كانت على أرض الكرامة السوري ؟؟؟
مباراتان خلال اسبوع لن تؤثرا على مستقبل الكرة الآسيوية ولا على جداوله المتضاربة اساسا ( وذكرت سابقا كيف تضاربت مواعيد دوري الأبطال والإتحاد وشباب آسيا وغرب القارة ) خلال نفس الفترة فلماذا المكابرة والإصرار على عدم العدالة وحرمان الملايين من فرصة حقيقية للتتويج بلقب طال انتظاره وقد تختلف المعايير وهوية البطل لو لعب مرة على ارضه ومرة خارجها خاصة وأن عاملي الارض والجمهور قد يؤثران حتما في حالة الأندية الجماهيرية كالكرامة والاتحاد ؟؟؟
أعرف ان احدا لن يسمع هذه الكلمات وهذه من عيوب الديموقراطية والتطور التي ينادي بها البعض ولا يعملون بها نهائيا .
