-
أنفه وقد أحضر مسك من الخزائن خالد بن مرداس حدثنا الحكم بن عمر قال كان لعمر ثلاث مئة حرسي وثلاث مئة شرطي فشهدته يقول لحرسه إن لي عنكم بالقدر حاجزا وبالأجل حارسا من أقام منكم فله عشرة دنانير ومن شاء فليلحق بأهله عمرو بن عثمان الحمصي حدثنا خالد بن يزيد عن جعونة قال دخل رجل على عمر بن عبد العزيز فقال يا أمير المؤمنين إن من قبلك كانت الخلافة لهم زينا وأنت زين الخلافة فأعرض عنه وعن عبد العزيز بن عمر قال لي رجاء بن حيوة ما أكمل مروءة أبيك سمرت عنده فغشي السراج وإلى جانبه وصيف نام قلت ألا أنبهه قال لا دعه قلت أنا أقوم قال لا ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه فقام إلى بطة الزيت وأصلح السراج ثم رجع وقال قمت وأنا عمر بن عبدالعزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز وكان رحمه الله فصيحا مفوها فروى حماد بن سلمة عن رجاء الرملي عن نعيم بن عبد الله كاتب عمر بن عبد العزيز أن عمر قال إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة جرير بن حازم عن مغيرة بن حكيم قالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز حدثنا مغيرة أنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر بن عبد العزيز وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه منه كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه ثم يتنبه فلا يزال يدعو رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عينه يفعل ذلك ليله أجمع ابن المبارك عن هشام بن الغاز عن مكحول لو حلفت لصدقت ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز قال النفيلي حدثنا النضر بن عربي قال دخلت على عمر بن عبد العزيز فكان ينتفض أبدا كأن عليه حزن الخلق الفسوي حدثنا إبراهيم بن هشام الغساني حدثنا أبي عن جدي عن ميمون بن مهران قال لي عمر بن عبد العزيز حدثني فحدثته فبكى بكاء شديدا فقلت لو علمت لحدثتك ألين منه فقال إنا نأكل العدس وهي ما علمت مرقة للقلب مغزرة للدمعة مذلة للجسد حكام بن سلم عن أبي حاتم قال لما مرض عمر بن عبد العزيز جيء بطبيب فقال به داء ليس له دواء غلب الخوف على قلبه
وعن عطاء قال كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون وقيل كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل إنك إن استشعرت ذكر الموت في ليلك ونهارك بغض إليك كل فان وحبب إليك كل باق والسلام ومن شعره
من كان حين تصيب الشمس جبهته * أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقى بشاشته * فسوف يسكن يوما راغما جدثا
في قعر مظلمة غبراء موحشة * يطيل في قعرها تحت الثرى اللبثا
تجهزي بجهاز تبلغين به * يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا
قال سعيد ين أبي عروبة كان عمر بن عبد العزيز إذا ذكر الموت اضطربت أوصاله ومما روي له
ولا خير في عيش امرىء لم يكن له * من الله في دار القرار نصيب
فإن تعجب الدنيا أناسا فإنها * متاع قليل والزوال قريب
ومما روي له
أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم * وكيف يطيق النوم حيران هائم
فلو كنت يقظان الغداة لخرقت * مدامع عينيك الدموع السواجم
تسر بما يبلى وتفرح بالمنى * كما اغتر باللذات في اليوم حالم
نهارك يا مغرور سهو وغفلة * وليلك نوم والردى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبه * كذلك في الدنيا تعيش البهائم
وعن وهيب بن الورد قال كان عمر بن عبد العزيز يتمثل كثيرا بهذه
يرى مستكينا وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله
وأزعجه علم عن الجهل كله * وما عالم شيئا كمن هو جاهله
عبوس عن الجهال حين يراهم * فليس له منهم خدين يهازله
تذكر ما يبقى من العيش آجلا * فأشغله عن عاجل العيش آجله
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمع عمير بن هانىء يقول دخلت على عمر بن عيد العزيز فقال لي كيف تقول في رجل رأى سلسلة دليت من السماء فجاء رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فتعلق بها فصعد ثم جاء أبو بكر فتعلق بها فصعد ثم جاء عمر فتعلق بها فصعد ثم جاء عثمان فتعلق بها فانقطعت فلم يزل حتى وصل ثم صعد ثم جاء الذي رأى هذه الرؤيا فتعلق بها فصعد فكان خامسهم قال عمير فقلت في نفسي هو هو ولكنه كنى عن نفسه قلت يحتمل أن يكون الرجل عليا وما أمكن الرأي يفصح به لظهور النصب إذ ذاك قال معاوية بن يحيى حدثنا أرطاة قال قيل لعمر بن عبد العزيز لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال وحرسيا إذا صليت وتنح عن الطاعون قال اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي قال علي بن أبي حملة عن الوليد بن هشام قال لقيني يهودي فقال إن عمر بن عبد العزيز سيلي ثم لقيني آخر ولاية عمر فقال إن صاحبك قد سقي فمره فليتدارك نفسه فأعلمت عمر فقال قاتله الله ما أعلمه لقد علمت الساعة التي سقيت فيها ولو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني ما فعلت وقد رواها أبو عمير بن النحاس عن ضمرة عنه فقال عن عمرو بن مهاجر بدل الوليد مروان بن معاوية عن معروف بن مشكان عن مجاهد قال لي عمر بن عبد العزيز ما يقول في الناس قلت يقولون مسحور قال ما أنا بمسحور ثم دعا غلاما له فقال ويحك ما حملك على أن سقيتني السم قال ألف دينار اعطيتها وعلى أن أعتق قال هاتها فجاء بها فألقاها في بيت المال وقال اذهب حيث لا يراك أحد إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر قال اشتهى عمر بن عبد العزيز تفاحا فأهدى له رجل من أهل بيته تفاحا فقال ما أطيب ريحه وأحسنه وقال ارفعه يا غلام للذي أتى به وأقر مولاك السلام وقل له إن هديتك وقعت عندنا بحيث تحب فقلت يا أمير المؤمنين ابن عمك ورجل من أهل بيتك وقد بلغك أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان يأكل الهدية قال ويحك إن الهدية كانت له هدية وهي اليوم لنا رشوة قال ابن عيينة قلت لعبد العزيز بن عمر ما آخر ما تكلم به أبوك فقال كان له من الولد أنا وعبد الله وعاصم وإبراهيم وكنا أغيلمة فجئنا كالمسلمين عليه والمودعين له فقيل له تركت ولدك ليس له مال ولم تؤوهم إلى أحد فقال ما كنت لأعطيهم ما ليس لهم وما كنت لآخذ منهم حقا هو لهم وإن وليي الله فيهم الذي يتولى الصالحين إنما هم أحد رجلين صالح أو فاسق وقيل إن الذي كلمه فيهم خالهم مسلمة وروى حماد بن زيد عن أيوب قال قيل لعمر بن عبد العزيز يا أمير المؤمنين لو أتيت المدينة فإن قضى الله موتا دفنت في موضع القبر الرابع مع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال والله لأن يعذبني الله بغير النار أحب إلي من أن يعلم من قلبي أني أراني لذلك أهلا وروى ابن شوذب عن مطر مثله وعن ليث بن أبي رقية أن عمر بن عبد العزيز قال أجلسوني فأجلسوه فقال أنا الذي أمرتني فقصرت ونهيتني فعصيت ثلاثا ولكن لا إله إلا الله ثم أحد النظر وقال إني لأرى خضرة ما هم بإنس ولا جن ثم قبض وروى نحوها أبو يعقوب الخطابي عن السري بن عبيد الله وقال المغيرة بن حكيم قلت لفاطمة بنت عبد الملك كنت أسمع عمر بن عبد العزيز في مرضه يقول اللهم أخف عليهم أمري ولو ساعة قالت قلت له ألا أخرج عنك فإنك لم تنم فخرجت فجعلت أسمعه يقول " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " ( القصص 83 ) مرارا ثم أطرق فلبثت طويلا لا يسمع له حس فقلت لوصيف ويحك انظر فلما دخل صاح فدخلت فوجدته ميتا قد أقبل بوجهه على القبلة ووضع إحدى يديه على فيه والأخرى على عينيه سمعها جرير بن حازم منه
عن عبيد بن حسان قال لما احتضر عمر بن عبد العزيز قال اخرجوا عني فقعد مسلمة وفاطمة على الباب فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه إنس ولا جان ثم تلا " تلك الدار الآخرة نجعلها " الآية ثم هدأ الصوت فقال مسلمة ( لفاطمة ) قد قبض صاحبك فدخلوا فوجدوه قد قبض هشام بن حسان عن خالد الربعي قال إنا نجد في التوراة أن السماوات والأرض تبكي على عمر بن عبد العزيز أربعين صباحا وقال هشام لما جاء نعيه إلى الحسن قال مات خير الناس قال أبو إسحاق الجوزجاني حدثنا محمد بن سعيد القرشي حدثنا محمد بن مروان العقيلي حدثنا يزيد أن الوفد الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام قال فلما بلغه قدومنا تهيأ لنا وأقام البطارقة على رأسه والنسطورية واليعقوبية إلى أن قال فأتاني رسوله أن أجب فركبت ومضيت فإذا أولئك قد تفرقوا عنه وإذا البطارقة قد ذهبوا ووضع التاج ونزل عن السرير فقال أتدري لم بعثت إليك قلت لا قال إن صاحب مسلحتي كتب إلي أن الرجل الصالح عمر بن عبد العزيز مات قال فبكيت واشتد بكائي وارتفع صوتي فقال لي ما يبكيك ألنفسك تبكي أم له أم لأهل دينك قلت لكل أبكي قال فابك لنفسك ولأهل دينك فأما عمر فلا تبك له فإن الله لم يكن ليجمع عليه خوف الدنيا وخوف الآخرة ثم قال ما عجبت لهذا الراهب الذي تعبد في صومعته وترك الدنيا ولكن عجبت لمن أتته الدنيا منقادة حتى صارت في يده ثم خلى عنها ابن وهب عن مالك أن صالح بن علي الأمير سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يجد من يخبره حتى دل على راهب فسأله فقال قبر الصديق تريدون هو في تلك المزرعة ابن سعد أخبرنا محمد بن عمر حدثنا محمد بن مسلم بن جماز عن عبد الرحمن بن محمد قال أوصى عمر بن عبد العزيز عند الموت فدعا بشعر من شعر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وأظفار من أظفار فقال اجعلوه في كفني وعن رجاء بن حيوة قال ( لي ) عمر بن عبد العزيز كن فيمن يغسلني وتدخل قبري فإذا وضعتموني في لحدي فحل العقد ثم انظر إلى وجهي فإني قد دفنت ثلاثة من الخلفاء كلهم إذا أنا وضعته ( في لحده ) حللت العقد ثم نظرت إليه فإذا وجهه مسودا إلى غير القبلة قال رجاء فدخلت القبر وحللت العقد فإذا وجهه كالقراطيس في القبلة إسنادها مظلم وهي في طبقات ابن سعد وروى ابن سعد وإسحاق بن سيار عن عباد بن عمر الواشحي المؤذن حدثنا مخلد بن يزيد وكان فاضلا خيرا عن يوسف بن ماهك قال بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذاسقط علينا كتاب رق من السماء فيه بسم الله الرحمن الرحيم أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار
قلت مثل هذه الآية لو تمت لنقلها أهل ذاك الجمع ولما انفرد بنقلها مجهول مع أن قلبي منشرح للشهادة لعمر أنه من أهل الجنة
قال ابن المبارك أخبرني ابن لهيعة قال وجدوا في بعض الكتب تقتله خشية الله يعني عمر بن عبد العزيز محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة أن عمر بن عبد العزيز اشترى موضع قبره قبل أن يموت بعشرة دنانير ولكثير عزة يرثيه
عمت صنائعه فعم هلاكه * فالناس فيه كلهم مأجور
والناس مأتمهم عليه واحد * في كل دار رنة وزفير
يثني عليك لسان من لم توله * خيرا لأنك بالثناء جدير
ردت صنائعه عليه حياته * فكأنه من نشرها منشور
روى خليفة بن خياط وغيره أن عمر بن عبد العزيز مات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومئة بدير سمعان من أرض حمص قال وإنما هو من أرض المعرة ولكن المعرة كانت من أعمال حمص هي وحماة وعاش تسعا وثلاثين سنة ونصفا وقال جعفر الصادق عن سفيان بن عاصم إنه مات لخمس مضين من رجب يوم الخميس ودفن بدير سمعان وصلى عليه مسلمة بن عبد الملك قال وكان أسمر دقيق الوجه حسنه نحيف الجسم حسن اللحية بجبهته شجة
وقال أبو عمر الضرير مات بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة لعشر بقين من رجب وله تسع وثلاثون سنة ونصف وقال طائفة في رجب لم يذكروا اليوم وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وأياما قال سليمان بن عمير الرقي حدثنا أبو أمية الخصي غلام عمر بن عبد العزيز قال بعثني عمر بدينارين إلى أهل الدير فقال إن بعتموني موضع قبري وإلا تحولت عنكم قال هشام بن الغاز نزلنا منزلا مرجعنا من دابق فلما ارتحلنا مضى مكحول ولم نعلم أين يذهب فسرنا كثيرا حتى جاء فقلنا أين ذهبت قال أتيت قبر عمر بن عبد العزيز وهو على خمسة أميال من المنزل فدعوت له ثم قال لو حلفت ما استثنيت ما كان في زمانه أحد أخوف لله ولا أزهد في الدنيا منه قال الحكم بن عمر الرعيني رأيت عمر بن عبد العزيز يصلي في نعلين وسراويل وكان لايحفي شاربه ورأيته يبدأ بالخطبة قبل العيدين ثم ينزل فيصلي وشهدت عمر بن عبد العزيز كتب إلى أصحاب الطرز لا تجعلوا سدى الخز إلا ( من ) قطن ولا تجعلوا فيه إبريسم وصليت معه فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة يقرؤها وصليت خلفه الفجر فقنت قبل الركوع ورأيته يأتي العيدين ماشيا ويرجع ماشيا ورأيت خاتمه من فضة وفصه من فضة مربع فهذه الفوائد من نسخة خالد بن مرداس سمعها من الحكم أخبرنا أحمد بن هبة الله عن المؤيد الطوسي أخبرنا محمد بن المفضل أخبرنا عبد الغافر الفارسي أخبرنا محمد بن عمرويه أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثنا مسلم بن الحجاج حدثني عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن سهيل بن أبي صالح قال كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي يا أبة إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال وما ذاك قلت لما له من الحب في قلوب الناس قال سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فذكر مثل حديث جرير عن سهيل وهو إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض سعيد بن بن منصور حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه أن حيان بن شريح عامل مصر كتب إلى عمر بن عبد العزيز أن أهل الذمة قد أشرعوا في الإسلام وكسروا الجزية فكتب إليه إن الله بعث محمدا http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png داعيا ولم يبعثه جابيا فإذا أتاك كتابي فإن كان أهل الذمة أشرعوا في الإسلام وكسروا الجزية فاطو كتابك وأقبل ابن وهب حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز ذكر بعض ما مضى من العدل والجور فقال هشام بن عبد الملك إنا والله لا نعيب أبانا ولا نضع شرفنا فقال عمر أي عيب أعيب ممن عابه القرآن قال ابن عيينة قال رجل لعمر بن عبد العزيز جزاك الله عن الإسلام خيرا قال بل جزى الله الإسلام عني خيرا ابن سعد أخبرنا علي بن محمد عن لوط بن يحيى قال كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه فلما ولي هو أمسك عن ذلك فقال كثير عزة الخزاعي
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تتبع مقالة مجرم
تكلمت بالحق المبين وإنما * تبين آيات الهدى بالتكلم
فصدقت معروف الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
لجرير
لو كنت أملك والأقدار غالبة * تأتي رواحا وتبيانا وتبتكر
رددت عن عمر الخيرات مصرعه * بدير سمعان لكن يغلب القدر
ولعمر بن عبد العزيز من الولد ابنه عبد الملك الذي توفي قبله وعبد الله الذي ولي العراق وعبد العزيز الذي ولي الحرمين وعاصم وحفص وإسماعيل وعبيد الله وإسحاق ويعقوب ويزيد وإصبغ والوليد وزبان وآدم وإبراهيم فأم إبراهيم كلبية وسائرهم لعلات ومات معه في سنة إحدى ومئة
-
محمد بن مروان
عمه الأمير محمد بن مروان ابن الحكم الأموي أمير الجزيرة حدث عن أبيه روى عنه ابنه مروان الحمار والزهري وكان مفرط القوى شديد البأس موصوفا بالشجاعة كان أخوه عبد الملك يغبطه على ذلك ويحسده وربما قابله بما يكره فغضب وتجهز للرحيل إلى أرمينية وأتى يودع أخاه الخليفة فقال أقسمت عليك إلا ما أقمت فلن ترى بعدها ما تكره وله حروب ومصافات مشهودة مع نصارى الروم وأمه أم ولد
-
عبد العزيز بن الوليد
عبد العزيز ابن الخليفة الوليد بن عبد الملك أبو الأصبغ الأموي وهو ابن أخت عمر بن عبد العزيز ولي نيابة دمشق وعزم أبوه على خلع اخيه سليمان من ولاية العهد ليولي ابنه هذا وأراد على ذلك آله فامتنع عمر بن عبد العزيز وقال لسليمان في أعناقنا بيعة فغضب الوليد وطين على عمر ثم فتح عليه بعد ثلاث وقد ذبل ومالت عنقه وقيل خنق بمنديل حتى صاحت أم البنين أخت الوليد فلذلك شكر سليمان لعمر وأعطاه الخلافة من بعده وقد حج عبد العزيز بالناس وغزا الروم وكان لبيبا عاقلا دعا إلى نفسه بالخلافة فلما سمع باستخلاف خاله سكن ودخل في الطاعة
-
عبد الحميد بن عبد الرحمن
عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الإمام الثقة الأمير العادل أبو عمر العدوي الخطابي المدني الأعرج وله أخوان أسيد وعبد العزيز ولي إمرة الكوفة لعمر بن عبد العزيز وروى عن ابن عباس ومحمد بن سعد ومسلم بن يسار ومقسم حدث عنه ابناه عمر وزيد والزهري وزيد بن أبي أنيسة وطائفة آخرهم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وثقه ابن خراش وغيره روى المدائني عن يعقوب بن زيد أن عمر بن عبد العزيز أجاز عامله على الكوفة عبدالحميد بعشرة آلاف قلت اتفق موت عبد الحميد الخطابي بحران في سنة نيف عشرة ومئة وهو قليل الرواية كبير القدر