-
وأداء الزكاة وحج البيت فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع قوله " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما " فقال لأن أعتبر بهذه الآية فلا أقاتل أحب إلي من أن أعتبر بالآية التي يقول فيها " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها " فقال ألا ترى أن الله يقول " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة " قال قد فعلنا على عهد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إذ كان الإسلام قليلا وكان الرجل يفتن في دينه إما أن يقتلوه وإما أن يسترقوه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة قال فلما رأى أنه لا يوافقه قال فما قولك عثمان وعلي قال أما عثمان فكان الله عفا عنه وكرهتم أن يعفو الله عنه وأما علي فابن عم رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وختنه وأشار بيده هذا بيته حيث ترون الزهري عن حمزة بن عبد الله قال أقبل ابن عمر علينا فقال ما وجدت في نفسي شيئا من أمر هذه الأمة ما وجدت في نفسي من أن أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرني الله قلنا ومن ترى الفئة الباغية قال ابن الزبير بغى على هؤلاء القوم فأخرجهم من ديارهم ونكث عهدهم
أيوب عن نافع قال أصابت إبن عمر عارضة محمل بين أصبعيه عند الجمرة فمرض فدخل عليه الحجاج فلما رآه ابن عمر غمض عينيه فكلمه الحجاج فلم يكلمه فغضب وقال إن هذا يقول إني على الضرب الاول
عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو أخبرنا جدي أن ابن عمر قدم حاجا فدخل عليه الحجاج وقد أصابه زج روح فقال من أصابك قال أصابني من أمرتموه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله
أحمد بن يعقوب المسعودي حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو الأموي عن أبيه عن ابن عمر أنه قام إلى الحجاج وهو يخطب فقال يا عدو الله استحل حرم الله وخرب بيت الله فقال يا شيخا قد خرف فلما صدر الناس أمر الحجاج بعض مسودته فأخذ حربة مسمومة وضرب بها رجل ابن عمر فمرض ومات منها ودخل عليه الحجاج عائدا فسلم فلم يرد عليه وكلمه فلم يجبه
هشام عن ابن سيرين أن الحجاج خطب فقال إن ابن الزبير بدل كلام الله فعلم ابن عمر فقال كذب لم يكن ابن الزبير يستطيع أن يبدل كلام الله ولا أنت قال إنك شيخ قد خرفت الغد قال أما إنك لو عدت عدت
قال الأسود بن شيبان حدثنا خالد بن سمير قال خطب الحجاج فقال إن ابن الزبير حرف كتاب الله فقال ابن عمر كذبت كذبت ما يستطيع ذلك ولا أنت معه قال اسكت فقد خرفت وذهب عقلك يوشك شيخ أن يضرب عنقه فيخر قد انتفخت خصيتاه يطوف به صبيان البقيع
الثوري عن عبد الله بن دينار قال لما اجتمعوا على عبد الملك كتب إليه ابن عمر أما بعد فإني قد بايعت لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك
شعبة عن ابن أبي رواد عن نافع أن ابن عمر أوصى رجلا يغسله فجعل يدلكه بالمسك وعن سالم بن عبد الله مات أبي بمكة ودفن بفخ سنة أربع وسبعين وهو ابن أربع وثمانين وأوصاني أن أدفنه خارج الحرم فلم نقدر فدفناه بفخ في الحرم في مقبرة المهاجرين حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عمر قال ما آسى على شيء إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية هكذا رواه الثوري عنه وقد تقدم نحوه مفسرا وأما عبد العزيز بن سياه فرواه عنه ثقتان عن حبيب بن أبي ثابت أن ابن عمر قال ما آسى على شيء فاتني إلا أني لم أقاتل مع علي الفئة الباغية فهذا منقطع وقال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه قال ابن عمر حين احتضر ما أجد في نفسي شيئا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب وروى أبو أحمد الزبيري حدثنا عبد الجبار بن العباس عن أبي العنبس عن أبي بكر بن أبي الجهم عن ابن عمر فذكر نحوه ولابن عمر أقوال وفتاوى يطول الكتاب بإيرادها وله قول ثالث في الفئة الباغية فقال روح بن عبادة حدثنا العوام بن حوشب عن عياش العامري عن سعيد بن جبير قال لما احتضر ابن عمر قال ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وأني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت بنا يعني الحجاج قال ضمرة بن ربيعة مات ابن عمر سنة ثلاث وسبعين وقال مالك بلغ ابن عمر سبعا وثمانين سنة وقال أبو نعيم والهيثم بن عدي وأبو مسهر وعدة مات سنة ثلاث وسبعين وقال سعيد بن عفير وخليفة وغيرهما مات سنة أربع وسبعين والظاهر أنه توفي في آخر سنة ثلاث قال أبو بكر بن البرقي توفي بمكة ودفن بذي طوى وقيل بفخ مقبرة المهاجرين سنة أربع قلت هو القائل كنت يوم أحد ابن أربع عشرة سنة فعلى هذا يكون عمره خمسا وثمانين سنة رضي الله عنه وأرضاه أخبرنا أيوب بن طارق وأحمد بن محمد بقراءتي قالا أخبرنا أبو القاسم بن رواحة أخبرنا أبو طاهر السلفي أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز وأبو القاسم الربعي وأبو منصور الخياط قالوا أخبرنا عبد الملك بن محمد أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الفاكهي بمكة حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أبي مسرة حدثنا يعقوب بن إسحاق وهو ابن بنت حميد الطويل قال سمعت عبد الله بن أبي عثمان يقول رأيت ابن عمر يحفي شاربه ورأيته ينحر البدن قياما يجأ في لباتها أخبرنا إسحاق الأسدي أخبرنا ابن خليل أخبرنا اللبان أخبرنا أبو علي الحداد أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد الله بن أحمد حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن هلال بن خباب عن قزعة قال رأيت على ابن عمر ثيابا خشنة أو جشبة فقلت له إني قد أتيتك بثوب لين مما يصنع بخراسان وتقر عيناي أن أراه عليك قال أرنيه فلمسه وقال أحرير هذا قلت لا إنه من قطن قال إني أخاف أن ألبسه أخاف أكون مختالا فخورا والله لا يحب كل مختال فخور
-
قلت كل لباس أوجد في المرء خيلاء وفخرا فتركه متعين ولو كان من غير ذهب ولا حرير فإنا نرى الشاب يلبس الفرجية الصوف بفرو من أثمان أربع مئة درهم ونحوها والكبر والخيلاء على مشيته ظاهر فإن نصحته ولمته برفق كابر وقال ما في خيلاء ولا فخر وهذا السيد ابن عمر يخاف ذلك على نفسه وكذلك ترى الفقيه المترف إذا ليم في تفصيل فرجية تحت كعبيه وقيل له قد قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار يقول إنما قال هذا فيمن جر إزاره خيلاء وأنا لا أفعل خيلاء فتراه يكابر ويبرىء نفسه الحمقاء ويعمد إلى نص مستقل عام فيخصه بحديث آخر مستقل بمعنى الخيلاء ويترخص بقول الصديق إنه يا رسول الله يسترخي إزاري فقال لست يا أبا بكر ممن يفعله خيلاء فقلنا أبو بكر رضي الله عنه لم يكن يشد إزاره مسدولا على كعبيه أولا بل كان يشده فوق الكعب ثم فيما بعد يسترخي وقد قال عليه السلام إزرةالمؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بين ذلك وبين الكعبين ومثل هذا في النهي لمن فصل سراويل مغطيا لكعابه ومنه طول الأكمام زائدا وتطويل العذبة وكل هذا من خيلاء كامن في النفوس وقد يعذر الواحد منهم بالجهل والعالم لا عذر له في تركه الإنكار على الجهلة فإن خلع على رئيس خلعة سيراء من ذهب وحرير وقندس يحرمه ما ورد في النهي عن جلود السباع ولبسها الشخص يسحبها ويختال فيها ويخطر بيده ويغضب ممن لا يهنيه بهذه المحرمات ولا سيما إن كانت خلعة وزارة وظلم ونظر مكس أو ولاية شرطة فليتهيأ للمقت وللعزل والإهانة والضرب وفي الآخرة أشد عذابا وتنكيلا فرضي الله عن ابن عمر وأبيه وأين مثل ابن عمر في دينه وورعه وعلمه وتألهه وخوفه من رجل تعرض عليه الخلافة فيأباها والقضاء من مثل عثمان فيرده ونيابة الشام لعلي فيهرب منه فالله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب الوليد بن مسلم عن عمر بن محمد عن نافع عن ابن عمر قال لولا أن معاوية بالشام لسرني أن آتي بيت المقدس فأهل منه بعمرة ولكن أكره أن آتي الشام فلا آتيه فيجد علي أو آتيه فيراني تعرضت لما في يديه روى عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع أن ابن عمر كان إذا فاتته العشاء في جماعة أحيى ليلته الوليد بن مسلم حدثنا ابن جابر حدثني سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر أنه كان يحيي الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فأقول لا فيعاود الصلاة إلى أن أقول نعم فيقعد ويستغفر ويدعوا حتى يصبح قال طاووس ما رأيت مصليا مثل ابن عمر أشد استقبالا للقبلة بوجهه وكفيه وقدميه وروى نافع أن ابن عمر كان يحيي بين الظهر إلى العصر هشام الدستوائي عن القاسم بن أبي بزة أن ابن عمر قرأ فبلغ " يوم يقوم الناس لرب العالمين " فبكى حتى خر وامتنع من قراءة ما بعدها
معمر عن أيوب عن نافع أو غيره أن رجلا قال لابن عمر يا خير الناس أو ابن خير الناس فقال ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله أرجو الله وأخافه والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه عبيد الله بن عمر عن نافع كان ابن عمر يزاحم على الركن حتى يرعف أخبرنا أحمد بن سلامة عن أبي المكارم التيمي أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا أبو عبد الرحمن المقرىء حدثنا حرملة حدثني أبو الأسود سمع عروة يقول خطبت إلى ابن عمر ابنته ونحن في الطواف فسكت ولم يجبني بكلمة فقلت لو رضي لأجابني والله لا أراجعه بكلمة فقدر له أنه صدر إلى المدينة قبلي ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فسلمت عليه وأديت إليه حقه فرحب بي وقال متى قدمت قلت الآن فقال كنت ذكرت لي سودة ونحن في الطواف نتخايل الله بين أعيننا وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن فقلت كان أمرا قدر قال فما رأيك اليوم قلت أحرص ما كنت عليه قط فدعا ابنيه سالما وعبد الله وزوجني وبه إلى بشر حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال إنما مثلنا في هذه الفتنة كمثل قوم يسيرون على جادة يعرفونها فبيناهم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يمينا وشمالا فأخطأ الطريق وأقمنا حيث أدركنا ذلك حتى جلا الله ذلك عنا فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه فأخذنا فيه إنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ما أبالي أن لا يكون لي ما يقتل عليه بعضهم بعضا بنعلي هاتين الجرداوين عبد الله بن نمير عن عاصم الأحول عن من حدثه قال كان ابن عمر إذا رآه أحد ظن به شيئا مما يتبع آثار النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكيع عن أبي مودود عن نافع عن ابن عمر أنه كان في طريق مكة يقول برأس راحلته يثنيها ويقول لعل خفا يقع على خف يعني خف راحلة النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال ابن حزم في كتاب الإحكام في الباب الثامن والعشرين المكثرون من الفتيا من الصحابة عمر وابنه عبد الله علي عائشة ابن مسعود ابن عباس زيد بن ثابت فهم سبعة فقط يمكن أن يجمع من فتيا كل واحد منهم سفر ضخم وقد جمع أبو بكر محمد بن موسى بن بعقوب بن أمير المؤمنين المأمون فتيا ابن عباس في عشرين كتابا وأبو بكر هذا أحد أئمة الإسلام
عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عثمان بن موسى عن نافع أن ابن عمر تقلد سيف عمر يوم قتل عثمان وكان محلى كانت حليته أربع مئة أبو حمزة السكري عن إبراهيم الصائغ عن نافع أن ابن عمر كان له كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس هذا غريب ولابن عمر في مسند بقي ألفان وست مئة وثلاثون حديثا بالمكرر واتفقا له على مئة وثمانية وستين حديثا وانفرد له البخاري بأحد وثمانين حديثا ومسلم بأحد وثلاثين وأولاده من صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفي أبو بكر وواقد وعبد الله وأبو عبيدة وعمر وحفصة وسودة ومن أم علقمة المحاربية عبد الرحمن وبه يكنى ومن سرية له سالم وعبيد الله وحمزة ومن سرية أخرى زيد وعائشة ومن أخرى أبو سلمة وقلابة ومن أخرى بلال فالجملة ستة عشر وعن أبي مجلز عن ابن عمر قال إليكم عني فإني كنت مع من هو أعلم مني ولو علمت أني أبقى حتى تفتقروا إلي لتعلمت لكم
هشام بن سعد عن أبي جعفر القارىء خرجت مع ابن عمر من مكة وكان له جفنة من ثريد يجتمع عليها بنوه وأصحابه وكل من جاء حتى يأكل بعضهم قائما ومعه بعير له عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء فكان لكل رجل قدح من سويق بذلك النبيذ وعن ابن عمر أنه كان يأكل الدجاج والفراخ والخبيص معن عن مالك بلغه أن ابن عمر قال لو اجتمعت علي الأمة إلا رجلين ما قاتلتهما سلام بن مسكين سمعت الحسن يحدث قال لما قتل عثمان قالوا لابن عمر إنك سيد الناس وابن سيدهم فاخرج يبايع لك الناس فقال لئن استطعت لا يهراق في محجمة قالوا لتخرجن أو لتقتلن على فراشك فأعاد قوله قال الحسن أطمعوه وخوفوه فيما قدروا على شيء منه وترجمة هذا الإمام في طبقات ابن سعد مطولة في ثمان وثلاثين ورقة يحول إلى نظرائه
-
الضحاك بن قيس
ومن صغار الصحابة: الضحاك بن قيس ابن خالد الأمير أبو أمية وقيل أبو أنيس وقيل أبو عبد الرحمن وقيل أبو سعيد الفهري القرشي عداده في صغار الصحابة وله أحاديث خرج له النسائي وقد روى عن حبيب بن مسلمة أيضا حدث عنه معاوية بن أبي سفيان ووصفه بالعدالة وسعيد بن جبير والشعبي ومحمد بن سويد الفهري وعمير بن سعد وسماك بن حرب وأبو إسحاق السبيعي قال أبو القاسم ابن عساكر شهد فتح دمشق وسكنها وكان على عسكر دمشق يوم صفين حجاج بن محمد عن ابن جريج حدثني محمد بن طلحة عن معاوية أنه قال على المنبر حدثني الضحاك بن قيس وهو عدل على نفسه أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لا يزال وال من قريش على الناس وقال علي بن جدعان عن الحسن أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد أما بعد فإني سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الدخان يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه وإن يزيد قد مات وأنتم إخواننا فلا تسقونا بشيء حتى نختار لأنفسنا قال الزبير بن بكار كان الضحاك بن قيس مع معاوية فولاه الكوفة وهو الذي صلى على معاوية وقام بخلافته حتى قدم يزيد ثم بعده دعا إلى ابن الزبير وبايع له ثم دعا إلى نفسه وفي بيت أخته فاطمة اجتمع أهل الشورى وكانت نبيلة وذكره مسلم أنه بدري فغلط وقال شباب مات زياد بن أبيه سنة ثلاث وخمسين بالكوفة فولاها معاوية الضحاك ثم صرفه وولاه دمشق وولى الكوفة ابن أم الحكم فبقي الضحاك على دمشق حتى هلك يزيد وقيل إن الضحاك خطب بالكوفة قاعدا وكان جوادا لبس بردا تساوي ثلاث مئة دينار فساومه رجل به فوهبه له وقال شح بالمرء أن يبيع عطافه
قال الليث أظهر الضحاك بيعة ابن الزبير بدمشق ودعا له فسار عامة بني أمية وحشمهم فلحقوا بالأردن وسار مروان وبنو بحدل إلى الضحاك ابن سعد أخبرنا المدائني عن خالد بن يزيد عن أبيه وعن مسلمة بن محارب عن حرب بن خالد وغيره أن معاوية بن يزيد لما مات دعا النعمان بن بشير بحمص إلى ابن الزبير ودعا زفر بن الحاث أمير قنسرين إلى ابن الزبير ودعا إليه بدمشق الضحاك سرا لمكان بني أمية وبني كلب وبلغ حسان بن بحدل وهو بفلسطين وكان هواه في خالد بن يزيد فكتب إلى الضحاك يعظم حق بني أمية ويذم ابن الزبير وقال للرسول إن قرأ الكتاب وإلا فاقرأه على الناس وكتب إلى بني أمية فلم يقرأ الضحاك كتابه فكان في ذلك اختلاف فسكتهم خالد بن يزيد ودخل الضحاك داره أياما ثم صلى بالناس وذكر يزيد فشتمه فقام رجل من كلب فضربه بعصا فاقتتل الناس بالسيوف ودخل الضحاك دار الإمارة فلم يخرج وتفرق الناس ففرقة زبيرية وأخرى بحدلية وفرقة لا يبالون ثم أرادوا أن يبايعوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فأبى ثم توفي وطلب الضحاك مروان فأتاه هو وعمه والأشدق وخالد بن يزيد وأخوه فاعتذر إليهم وقال اكتبوا إلى ابن بحدل حتى ينزل الجابية ونسير إليه ويستخلف أحدكم فقدم ابن بحدل وسار الضحاك وبنو أمية يريدون الجابية فلما استقلت الرايات موجهة قال معن بن ثور والقيسية للضحاك دعوت إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيا وفضلا وبأسا فلما أجبناك سرت إلى هذا الأعرابي تبايع لابن أخته قال فما العمل قالوا تصرف الرايات وتنزل فتظهر البيعة لابن الزبير ففعل وتبعه الناس فكتب ابن الزبير إليه بإمرة الشام وطرد الأموية من الحجاز وخاف مروان فسار إلى ابن الزبير ليبايع فلقيه بأذرعات عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق فقال أنت شيخ بني عبد مناف سبحان الله أرضيت أن تبايع أبا خبيب ولأنت أولى قال فما ترى قال ادع إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ومواليها فرجع ونزل بباب الفراديس وبقي يركب إلى الضحاك كل يوم فيسلم عليه ويرجع إلى منزله فطعنه رجل بحربة في ظهره وعليه درع فأثبت الحربة فرد إلى منزله وعاده الضحاك وأتاه بالرجل فعفا عنه ثم قال للضحاك يا أبا أنيس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وأنت أرضى منه لأنك لم تزل متمسكا بالطاعة وهو ففارق الجماعة فأصغى إليه ودعا إلى نفسه ثلاثة أيام فقالوا أخذت عهودنا وبيعتنا لرجل ثم تدعوا إلى خلعه من غير حدث وأبوا فعاود الدعاء لابن الزبير فأفسده ذلك عند الناس فقال له ابن زياد من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون بل يبرز ويجمع إليه الخيل فاخرج وضم الأجناد ففعل ونزل المرج فانضم إلى مروان وابن زياد جمع وتزوج مروان بوالدة خالد بن يزيد وهي ابنة هاشم بن عتبة بن ربيعة وانضم إليهم عباد بن زياد في مواليه وانضم إلى الضحاك زفر بن الحارث الكلابي أمير قنسرين وشرحبيل بن ذي الكلاع فصار في ثلاثين ألفا ومروان في ثلاثة عشر ألفا أكثرهم رجالة وقيل لم يكن مع مروان سوى ثمانين فرسا فالتقوا بالمرج أياما فقال ابن زياد لا تنال من هذا إلا بمكيدة فادع إلى الموادعة فإذا أمن فكر عليهم فراسله فأمسكوا عن الحرب ثم شد مروان بجمعه على الضحاك ونادى الناس يا أبا أنيس أعجزا بعد كيس فقال الضحاك نعم لعمري والتحم الحرب وقتل الضحاك وصبرت قيس ثم انهزموا فنادى منادي مروان لا تتبعوا موليا قال الواقدي قتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تقتلها قط في نصف ذي الحجة سنة أربع وستين وقيل إن مروان لما أتى برأس الضحاك كره قتله وقال الآن حين كبرت سني واقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض
-
الحسن بن علي
الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الإمام السيد ريحانة رسول الله ص وسبطه وسيد شباب أهل الجنة أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة وقيل في نصف رمضانها وعق عنه جده بكبش وحفظ عن جده أحاديث وعن أبيه وأمه حدث عنه ابنه الحسن بن الحسن وسويد بن غفلة وأبو الحوراء السعدي والشعبي وهبيرة بن يريم وأصبغ بن نباتة والمسيب بن نجبة وكان يشبه جده رسول الله ص قاله أبو جحيفة أحمد حدثنا غندر حدثنا شعبة سمعت بريد بن أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء قلت للحسن ما تذكر من رسول الله ص قال أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في في فنزعها رسول الله ص بلعابها فجعلها في التمر فقيل يا رسول الله وما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي قال إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة قال وكان يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة وكان يعلمنا هذا الدعاء اللهم اهدني فيمن هديت الحديث
ابن سعد أخبرنا عبيد الله أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن قال علمني رسول الله ص كلمات أقولهن في القنوت اللهم اهدني فيمن هديت
إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانىء عن علي قال لما ولد الحسن جاء رسول الله ص فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حرب قال بل هو حسن وذكر الحديث يحيى بن عيسى التميمي حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال علي كنت رجلا أحب الحرب فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حربا فسماه رسول الله ص الحسن فلما ولد الحسين هممت أن أسميه حربا فسماه الحسين وقال إنني سميت ابني هذين باسم ابني هرون شبر وشبير عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي عن أبيه أنه سمى ابنه الأكبر حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر فدعاه النبي ص فقال قد غيرت اسم ابني هذين فسمى حسنا وحسينا
ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال لما ولدت فاطمة حسنا أتت النبي ص فسماه حسنا فلما ولدت الآخر سماه حسينا وقال هذا أحسن من هذا فشق له من اسمه ذكر الزبير بن بكار أنه أعني الحسن ولد في نصف رمضان سنة ثلاث وفي شعبان أصح السفيانان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أذن في أذن الحسن بالصلاة حين ولد أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا شريك عن ابن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع قال لما ولدت فاطمة حسنا قالت يا رسول الله ألا أعق عن ابني بدم قال لا لكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين ففعلت
جعفر الصادق عن أبيه قال وزنت فاطمة شعر حسن وحسين وأم كلثوم فتصدقت بزنته فضة حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة عن عقبة ابن الحارث قال صلى بنا أبو بكر العصر ثم قال وعلي يمشيان فرأى الحسن يلعب مع الغلمان فأخذه أبو بكر فحمله على عنقه وقال بأبي شبيه النبي ليس شبيه بعلي، وعلي يتبسم
علي بن عابس حدثنا يزيد بن أبي زياد عن البهي قال دخل علينا ابن الزبير فقال رأيت الحسن يأتي النبي ص وهو ساجد يركب على ظهره ويأتي وهو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر وقال الزهري قال أنس كان أشبههم بالنبي عليه السلام الحسن بن علي
إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانىء عن علي قال الحسن أشبه الناس برسول الله ص ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه به ما كان أسفل من ذلك عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس أنه شبه الحسن بالنبي ص قال أسامة كان النبي ص يأخذني والحسن ويقول اللهم إني أحبهما فأحبهما وفي الجعديات لفضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء قال النبي ص للحسن اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه صححه الترمذي أحمد حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير عن أبي هريرة أن النبي ص قال للحسن اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من أحبه ورواه نعيم المجمر عن أبي هريرة فزاد قال فما رأيت الحسن إلا دمعت عيني، وروى نحوه ابن سيرين عنه وفي ذلك عدة أحاديث فهو متواتر
قال أبو بكرة رأيت رسول الله ص على المنبر والحسن إلى جنبه وهو يقول إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد مرفوعا الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة صححه الترمذي وحسن الترمذي من حديث أسامة بن زيد قال خرج رسول الله ص ليلة وهو مشتمل على شيء قلت ما هذا فكشف فإذا حسن وحسين على وركيه فقال هذان ابناي وابنا بنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما، تفرد به عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر المدني عن مسلم بن أبي سهل النبال عن الحسن بن أسامة عن أبيه ولم يروه غير موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله فهذا مما ينتقد تحسينه على الترمذي وحسن أيضا ليوسف بن إبراهيم عن أنس سئل رسول الله ص أي أهل بيتك أحب إليك قال الحسن والحسين وكان يشمهما ويضمهما إليه ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زر عن حذيفة سمع النبي ص يقول هذا ملك لم ينزل قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة حسنه الترمذي وصحح للبراء أن النبي ص أبصر الحسن والحسين فقال اللهم إني أحبهما فأحبهما
قال قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس أن النبي ص فرج بين فخذي الحسن وقبل زبيبه وقد كان هذا الإمام سيدا وسيما جميلا عاقلا رزينا جوادا ممدحا خيرا دينا ورعا محتشما كبير الشأن وكان منكاحا مطلاقا تزوج نحوا من سبعين امرأة وقلما كان يفارقه أربع ضرائر عن جعفر الصادق أن عليا قال يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه مطلاق فقال رجل والله لنزوجنه فما رضي أمسك وما كره طلق قال ابن سيرين تزوج الحسن امرأة فأرسل إليها بمئة جارية مع كل جارية ألف درهم وكان يعطي الرجل الواحد مئة ألف وقيل إنه حج خمس عشرة مرة وحج كثيرا منها ماشيا من المدينة إلى مكة ونجائبه تقاد معه الحاكم في مستدركه من طريق عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر البكري قال قام الحسن بن علي يخطبهم فقام رجل من أزد شنوءة فقال أشهد لقد رأيت رسول الله ص واضعه في حبوته وهو يقول من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد الغائب
وفي جامع الترمذي من طريق علي بن الحسن بن علي عن أبيه عن جده أن رسول الله ص أخذ الحسن والحسين فقال من أحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة إسناده ضعيف والمتن منكر المسند حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن الحارث عن زهير بن الأقمر قال بينما الحسن يخطب بعد ما قتل علي إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال لقد رأيت رسول الله ص واضعه في حبوته يقول من أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب ولولا عزمة رسول الله ص ما حدثتكم علي بن صالح وأبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال رسول الله ص هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني جماعة عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أن النبي ص جلل حسنا وحسينا وفاطمة بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا