-
إياس بن معاوية
ابنه إياس بن معاوية قاضي البصرة العلامة أبو واثلة يروي عن أبيه وأنس وابن المسيب وسعيد بن جبير وعنه خالد الحذاء وشعبة وحماد بن سلمة ومعاوية بن عبد الكريم الضائع وغيرهم وكان يضرب به المثل في الذكاء والدهاء والسؤدد والعقل قلما روي عنه وقد وثقه ابن معين له شيء في مقدمة صحيح مسلم واستوعب شيخنا المزي أخباره في تهذيبه وابن عساكر قبله توفي سنة إحدى وعشرين ومئة كهلا
-
مكحول
مكحول عالم أهل الشام يكنى أبا عبد الله وقيل أبو أيوب وقيل أبو مسلم الدمشقي الفقيه وداره بطرف سوق الأحد
أرسل عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أحاديث وأرسل عن عدة من الصحابة لم يدركهم كأبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وأبي جندل بن سهيل وأبي هند الداري وأم أيمن وعائشة وجماعة وروى أيضا عن طائفة من قدماء التابعين ما أحسبه لقيهم كأبي مسلم الخولاني ومسروق ومالك بن يخامر وحدث عن واثلة بن الأسقع وأبي أمامة الباهلي وأنس بن مالك ومحمود بن الربيع وشرحبيل بن السمط وسعيد بن المسيب وعبد الله بن محيريز وجبير بن نفير وأم الدرداء وطاووس وأبي سلمة بن عبد الرحمن وكثير بن مرة وأبي إدريس الخولاني وأبي أسماء الرحبي ووقاص بن ربيعة وكريب وغضيف بن الحارث وعنبسة بن أبي سفيان ويبعد أنه لقيه وأبي سلام الأسود وأبي الشمال بن ضباب وأبي مرة الطائفي وقبيصة بن ذؤيب وقزعة بن يحيى وعبد الرحمن بن غنم وينزل إلى ( أن ) يروي عن عمرو بن شعيب ونحوه حدث عنه الزهري وربيعة الرأي وزيد بن واقد وسليمان بن موسى وأيوب بن موسى وعامر الأحول وقيس بن سعد وابن عون وابن عجلان وإسماعيل بن أمية وبحير بن سعيد وثابت بن ثوبان وبرد بن سنان وتميم بن عطية وثور بن يزيد وصفوان بن عمرو ومحمد بن الوليد الزبيدي ويزيد بن يزيد بن جابر ومحمد بن إسحاق وحجاج بن أرطاة وعبد الله بن العلاء بن زبر وسعيد بن عبد العزيز وأبو معيد حفص بن غيلان وأبو عمرو الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم وعبد القدوس بن حبيب وعكرمة بن عمار وعلي بن أبي حملة ومحمد بن راشد المكحولي ومحمد بن عبد الله الشعيثي ومعاوية بن يحيى الصدفي وهشام بن الغاز وخلق سواهم ذكرهم صاحب التهذيب شيخنا وذكر فيهم الهيثم بن حميد فوهم وإنما روى عن أصحاب مكحول وكان يفتي بقوله ويدريه واختلف في ولاء مكحول فقيل مولى امرأة هذلية وهو أصح وقيل مولى امرأة أموية وقيل كان لسعيد بن العاص فوهبه للهذلية فأعتقته وكان نوبيا وقيل من سبي كابل وقيل من الأبناء ولم يملك وليس هذا بشيء وقيل أصله من هراة وهو مكحول بن أبي مسلم شهراب بن شاذل بن سند بن شروان بن يزدك بن يغوث بن كسرى وأن مكحولا سبي من كابل عداده في أوساط التابعين من أقران الزهري قال أبو مسهر لم يسمع من عنبسة وسئل أبو مسهر هل سمع من الصحابة قال سمع من أنس قال أبو حاتم فقلت لأبي مسهر هل سمع من أبي هند الداري يقول سمعت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فكأنه لم يلتفت إلى ذلك فقلت له فواثلة بن الأسقع قال من فقلت حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة فكأنه أومأ برأسه قال ابن وهب عن معاوية عن العلاء عن مكحول قال دخلت على واثلة بن الأسقع وقال أبو عيسى الترمذي سمع من واثلة وأنس وأبي هند يقال لم يسمع من أحد من الصحابة سوى هؤلاء الثلاثة يونس بن بكير عن ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول طفت الأرض كلها في طلب العلم قلت هذا القول منه على سبيل المبالغة لا على حقيقته أبو وهب الكلاعي اسمه عبد الله بن عبيد فيما رواه يحيى بن حمزة القاضي عنه عن مكحول قال عتقت بمصر فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ثم أتيت العراق فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى ثم أتيت المدينة فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه ثم أتيت الشام فغربلتها كل ذلك أسأل عن النفل فلم أجد أحدا يخبرني عنه حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال له زياد بن جارية جالسا على كرسي فسألته فقال حدثني حبيب بن مسلمة قال شهدت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png نفل في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه عن الزهري قال العلماء أربعة سعيد بن المسيب بالمدينة والشعبي بالكوفة والحسن بالبصرة ومكحول بالشام
وقال سعيد بن عبد العزيز كان سليمان بن موسى يقول إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه وإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه وإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه وإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه هؤلاء الأربعة علماء الناس في خلافة هشام وروى مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال كان مكحول أفقه من الزهري مكحول أفقه أهل الشام وقال عثمان بن عطاء كان مكحول رجلا أعجميا لا يستطيع أن يقول قل يقول كل فكل ما قال بالشام قبل منه وروى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال لم يكن في زمن مكحول أبصر بالفتيا منه وقال محمد بن عبد الله بن عمار مكحول إمام أهل الشام وقال العجلي تابعي ثقة وقال ابن خراش صدوق يرى القدر وروى مروان بن محمد عن الأوزاعي قال لم يبلغنا أن أحدا من التابعين تكلم في القدر إلا هذين الرجلين الحسن ومكحول فكشفنا عن ذلك فإذا هو باطل قلت يعني رجعا عن ذلك قال أبو حاتم ما بالشام أحد أفقه من مكحول قال ابن يونس ذكر أن مكحولا من أهل مصر ويقال كان لرجل من هذيل مصري فأعتقه فسكن الشام ويقال إنه من الفرس من السبي الذين سبوا من فارس ويكنى أبا مسلم وكان فقيها عالما ورأى أبا أمامة وأنسا وسمع واثلة بن الأسقع وفاته مختلف فيها فقال أبو نعيم ودحيم وجماعة سنة اثنتي عشرة ومئة وقال أبو مسهر مات سنة ثلاث عشرة وقال مرة بعد سنة اثنتي عشرة
وقال مرة أو سنة أربع عشرة وقال سليمان ابن بنت شرحبيل وأبو عبيد مات سنة ثلاث عشرة وقال محمد بن سعد مات سنة ست عشرة ومئة وقال ابن يونس وآخر سنة ثماني عشرة ومئة وهذا بعيد
-
مكحول الأزدي
أما مكحول الأزدي البصري أبو عبد الله فروى عن ابن عمر وأنس وعنه عمارة بن زادان والربيع ابن صبيح وهارون بن موسى النحوي وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم لا بأس به قلت له في الأدب للبخاري أنه قال كنت إلى جنب ابن عمر فعطس رجل من ناحية المسجد فقال ابن عمر يرحمك الله إن كنت حمدت الله أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله سنة اثنتين وتسعين وست مئة أنبأنا عبد المعز بن محمد أخبرنا تميم الجرجاني أخبرنا أبو سعد الكنجروذي أنبأنا أبو عمرو الحيري أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا علي بن الجعد حدثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن ابن عمر عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر هذا حديث عال صالح الإسناد أخرجه الترمذي والقزويني من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه وحسنه الترمذي وعند القزويني عن عبد الله بن عمرو فلم يصنع شيئا صوابه ابن عمر قال عباس سمعت ابن معين يقول مكحول رأى أبا هند الداري وواثلة وسمع أيضا من واثلة وفضالة بن عبيد وأنسا وخطأ من روى أنه دخل على أبي أمامة وقال يعقوب بن شيبة روى مكحول عن سعد بن أبي وقاص وجماعة من الصحابة لم يسمع عنهم قال إسماعيل بن أمية قال لي مكحول عامة ما أحدثك فعن سعيد بن المسيب والشعبي وقال تميم بن عطية سمعت مكحولا يقول اختلفت إلى شريح ستة أشهر أسمع ما يقضي به قال سعيد بن عبد العزيز قال مكحول ما استودعت صدري شيئا سمعته إلا وجدته حين أريد ثم قال شعبة كان مكحول أفقه أهل الشام قال سعيد كان إذا سئل عن شيء لا يجيب حتى يقول لا حول ولا قوة إلا بالله هذا رأي والرأي يخطىء ويصيب قال تميم بن عطية العبسي كثيرا ما كان مكحول يسأل فيقول ندانم يعني لا أدري قال سعيد بن عبد العزيز لم يكن عندنا أحد أحسن سمتا في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد قلت هذا هو ربيعة بن يزيد الدمشقي القصير أحد الأئمة الثقات تابعي صغير يروي عن أنس وعدة قال الأوزاعي وغيره عن مكحول لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن ألي القضاء ولأن ألي القضاء أحب إلي من أن ألي بيت المال
وروى الأوزاعي وسعيد عنه قال إن يكن في مخالطة الناس خير فالعزلة أسلم أبو المليح الرقي عن أبي هريرة الشامي قال جلست إلى مكحول فقال بأي وجه تلقون ربكم وقد زهدكم في أمر فرغبتم فيه ورغبكم في أمر فزهدتم فيه الوليد بن مسلم عن سعيد أن مكحولا أعطي مرة عشرة ألاف دينار فكان يعطي الرجل من أصحابه خمسين دينارا ثمن الفرس الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال أقبل يزيد بن عبد الملك إلى مكحول في أصحابه فلما رأيناه هممنا بالتوسعة له فقال مكحول دعوه يجلس حيث أدرك يتعلم التواضع وقال سعيد بن عبد العزيز كانوا يؤخرون الصلاة زمن الوليد ويستحلفون الناس أنهم ما صلوا فأتى عبد الله بن أبي زكريا فاستخلف ما صلى فحلف وأتى مكحول فقال فلم جئنا إذا قال فترك قال أبو حازم المديني كتب عمر بن عبد العزيز إلى الشام أن انظروا الأحاديث التي رواها مكحول في الديات فأحرقوها فأحرقت قال الأوزاعي كان الزهري ومكحول يقولان أمروا هذه الأحاديث كما جاءت وقال ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي عبيد مولى سليمان قال ما سمعت رجاء بن حيوة يلعن أحدا إلا رجلين يزيد بن المهلب ومكحولا قلت أظنه لأجل القدر ضمرة عن علي بن حملة قال كنا على ساقية بأرض الروم ( والناس يمرون وذلك ) في الغلس ورجل يقص فدعا فقال اللهم ارزقنا رزقا طيبا واستعملنا صالحا فقال مكحول وهو في القوم إن الله لا يرزق إلا طيبا ورجاء بن حيوة وعدي بن عدي ناحية فقال أحدهما لصاحبه أسمعت قال نعم فقيل لمكحول إن رجاء وعديا سمعاك فشق عليه فقال له عبد الله بن زيد أنا أكفيك رجاء فلما نزلوا جاء ابن زيد فأجرى ذكر مكحول فقال رجاء دعه عنك أليس هو صاحب الكلمة فقال ما تقول رحمك الله في رجل قتل يهوديا فأخذ منه ألف دينار فكان يأكل منها حتى مات أرزق رزقه الله إياه فقال رجاء كل من عند الله وقال ابن أبي حملة لمكحول يجالسك غيلان فقال إنما لنا مجلس فلا أستطيع أن أقول لهذا قم ولهذا أجلس وقال رجاء بن أبي سلمة عن عاصم بن رجاء قال جاء مكحول إلي أبي فقال يا أبا المقدام إنهم يريدون دمي قال قد حذرتك القرشيين ومجالستهم ولكنهم أدنوك وقربوك فحدثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها فراح فجاء الذين يعيبونه فذكروه فقال أبي دعوه فقد كنتم حديثا وأنتم تحسنون ذكره قال رجاء قال مكحول ما زلت مستقلا بمن بغاني حتى أعانهم علي رجاء وذلك أنه رجل أهل الشام في أنفسهم قال عبد الرزاق كان مكحول يقوله يعني القدر وبلغنا أن مكحولا تنصل من القدر فرضي عنه الدولة وكان سعيد بن عبد العزيز يبرئه من القدر
-
قيس بن مسلم
قيس بن مسلم الإمام المحدث أبو عمرو الجدلي الكوفي روى عن طارق بن شهاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد بن جبر حدث عنه أيوب بن عائذ وأبو حنيفة ومسعر وشعبة وأبو العميس وسفيان الثوري وآخرون وثقه أحمد وغيره قال أبو داوود كان مرجئا أحمد بن حنبل عن ابن عيينة قال كانوا يقولون ما رفع قيس بن مسلم رأسه إلى السماء منذ كذا وكذا تعظيما لله قلت توفي سنة عشرين ومئة ورفع الرأس إلى السماء يلزم المسلم ليعرف مواقيت الصلاة والنجوم التى يهتدي بها والله أعلم