-
فوفده إلى يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه وعند أبو برزة الأسلمي فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول
نفلق هاما من الناس أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما
كذا قال أبو برزة وإنما المحفوظ أن ذلك كان عند عبيد الله قال فقال أبو برزة ارفع قضيبك لقد رأيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فاه على فيه قال وسرح عمر بن سعد بحريمه وعياله إلى عبيد الله ولم يكن بقي منهم إلا غلام كان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت عمته زينب نفسها عليه وقالت لا يقتل حتى تقتلوني فرق لها وجهزهم إلى الشام فلما قدموا على يزيد جمع من كان بحضرته وهنؤوه فقام رجل أحمر أزرق ونظر إلى صبية منهم فقال هبها لي يا أمير المؤمنين فقالت زينب: لا ولا كرامة لك إلا أن تخرج من دين الله فقال له يزيد كف، ثم أدخلهم إلى عياله فجهزهم وحملهم إلى المدينة إلى هنا عن أحمد بن جناب الزبير حدثنا محمد بن حسن لما نزل عمر بن سعد بالحسين خطب أصحابه وقال قد نزل بنا ما ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرئت حتى لم يبق منها إلا كصبابة الإناء وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا ندما خالد بن عبد الله عن الجريجي عن رجل أن الحسين لما أرهقه السلاح قال ألا تقبلون مني ما كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقبل من المشركين كان إذا جنح أحدهم قبل منه قالوا لا قال فدعوني أرجع قالوا لا قال فدعوني اتي أمير المؤمنين فأخذ له رجل السلاح فقال له أبشر بالنار فقال بل إن شاء الله برحمة ربي وشفاعة نبيي فقتل وجيء برأسه فوضع في طست بين يدي ابن زياد فنكته بقضيبه وقال لقد كان غلاما صبيحا ثم قال أيكم قاتله فقام الرجل فقال وما قال لك فأعاد الحديث قال فاسود وجهه
أبو معشر عن رجاله قال قال الحسين حين نزلوا كربلاء ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء قال كرب وبلاء وبعث عبيد الله لحربه عمر بن سعد فقال يا عمر اختر مني إحدى ثلاث إما أن تتركني أرجع أو فسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فإن أبيت فسيرني إلى الترك فأجاهد حتى الموت فبعث بذلك إلى عبيد الله فهم أن يسيره إلى يزيد فقال له شمر بن ذي الجوشن: لا إلا أن ينزل على حكمك فأرسل إليه بذلك فقال الحسين والله لا أفعل وأبطأ عمر عن قتاله فبعث إليه عبيد الله شمر بن ذي الجوشن فقال إن قاتل وإلا فاقتله وكن مكانه وكان من جند عمر ثلاثون من أهل الكوفة فقالوا يعرض عليكم ابن بنت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثلاث خصال فلا تقبلون واحدة وتحولوا إلى الحسين فقاتلوا
عباد بن العوام عن حصين قال أدركت مقتل الحسين فحدثني سعد بن عبيدة قال رأيت الحسين وعليه جبة برود رماه رجل يقال له عمرو بن خالد الطهوي بسهم فنظرت إلى السهم في جنبه
هشام بن الكلبي عن أبيه قال رمى زرعة الحسين بسهم فأصاب حنكه فجعل يتلقى الدم ثم يقول هكذا إلى السماء ودعا بماء ليشرب فلما رماه حال بينه وبين الماء فقال اللهم ظمه قال فحدثني من شهده وهو يموت وهو يصيح من الحر في بطنه والبرد في ظهره وبين يديه المراوح والثلج وهو يقول اسقوني أهلكني العطش فانقد بطنه الكلبي رافضي متهم
قال الحسن البصري أقبل مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته وعن ابن سيرين لم تبك السماء على أحد بعد يحيى عليه السلام إلا على الحسين
عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبي عن جدي عن عيسى بن الحارث الكندي قال لما قتل الحسين مكثنا أياما سبعة إذا صلينا العصر فنظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا
المدائني عن علي بن مدرك عن جده الأسود بن قيس قال احمرت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر ترى كالدم
هشام بن حسان عن محمد قال تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هو من يوم قتل الحسين
الفسوي حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثتنا أم سوق العبدية قالت حدثتني نضرة الأزدية قالت لما أن قتل الحسين مطرت السماء ماء فأصبحت وكل شيء لنا ملآن دما
جعفر بن سليمان الضبعي حدثتني خالتي قالت لما قتل الحسين مطرنا مطرا كالدم
يحيى بن معين حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد قال قتل الحسين ولي أربع عشرة سنة وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا واحمرت آفاق السماء ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران
ابن عيينة حدثتني جدتي قالت لقد رأيت الورس عاد رمادا ولقد رأيت اللحم كأن فيه النار حين قتل الحسين
حماد بن زيد حدثني جميل بن مرة قال أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل فطبخوا منها فصارت كالعلقم
قرة بن خالد سمعت أبا رجاء العطاردي قال كان لنا جار من بلهجيم فقدم الكوفة فقال ما ترون هذا الفاسق ابن الفاسق قتله الله يعني الحسين رضي الله عنه فرماه الله بكوكبين من السماء فطمس بصره قال عطاء بن مسلم الحلبي قال السدي أتيت كربلاء تاجرا فعمل لنا شيخ من طيء طعاما فتعشينا عنده فذكرنا قتل الحسين فقلت ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتة سوء فقال ما أكذبكم أنا ممن شرك في ذلك فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتقد بنفط فذهب يخرج الفتيلة بأصبعه فأخذت النار فيها فذهب يطفئها بريقه فعلقت النار في لحيته فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنه حممة
ابن عيينة حدثتني جدتي أم أبي قالت أدركت رجلين ممن شهد قتل الحسين فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه وأما الآخر فكان يستقبل الراوية فيشربها كلها حماد بن زيد عن معمر قال أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد فقال الوليد أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين فقال الزهري بلغني أنه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط
حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس قال لما قتل الحسين جيء برأسه إلى ابن زياد فجعل ينكت بقضيب على ثناياه وقال إن كان لحسن الثغر فقلت أما والله لأسوءنك فقلت لقد رأيت رسول الله ص يقبل موضع قضيبك من فيه
الحاكم في الكنى حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد ابن محمد بن عمر الحنفي حدثنا عمر بن يونس حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثنا عبد الرحمن بن عمرو حدثني شداد بن عبد الله سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام فغضب واثلة وقام وقال والله لا أزال أحب عليا وولديه بعد أن سمعت رسول الله ص في منزل أم سلمة وألقى على فاطمة وابنيها وزوجها كساء خيبريا ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " سليمان ضعفوه والحنفي متهم ويروى عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم قال كنت عند عبيد الله فأتي برأس الحسين فأخذ قضيبا فجعل يفتر به عن شفتيه فلم أر ثغرا كان أحسن منه كأنه الدر فلم أملك أن رفعت صوتي بالبكاء فقال ما يبكيك أيها الشيخ قلت يبكيني ما رأيت من رسول الله ص رأيته يمص موضع هذا القضيب ويلثمه ويقول اللهم إني أحبه فأحبه
حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس رأيت رسول الله ص في النوم نصف النهار أشعث أغبر وبيده قارورة فيها دم قلت يا رسول الله ما هذا قال هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم ألتقطه فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل يومئذ
-
ابن سعد عن الواقدي والمدائني عن رجالهما أن محفز بن ثعلبة العائذي قدم برأس الحسين على يزيد فقال أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم فقال يزيد ما ولدت أم محفز أحمق وألأم لكن الرجل لم يتدبر كلام الله " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء " ثم بعث يزيد برأس الحسين إلى متولي المدينة فدفن بالبقيع عند أمه وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهرائي سمعت أبا أمية الكلاعي قال سمعت أبا كرب قال كنت فيمن توثب على الوليد بن يزيد بدمشق فأخذت سفطا وقلت فيه غنائي فركبت فرسي وخرجت به من باب توما قال ففتحته فإذا فيه رأس مكتوب عليه هذا رأس الحسين بن علي فحفرت له بسيفي فدفنته
أبو خالد الأحمر حدثنا رزين حدثتني سلمى قالت دخلت على أم سلمة وهي تبكي قلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا. رزين هو ابن حبيب وثقه ابن معين حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار سمعت أم سلمة تقول سمعت الجن يبكين على الحسين وتنوح عليه
سويد بن سعيد حدثنا عمرو بن ثابت حدثنا حبيب بن أبي ثابت أن أم سلمة سمعت نوح الجن على الحسين
عبيد بن جناد حدثنا عطاء بن مسلم عن أبي جناب الكلبي قال أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بلغني أنكم تسمعون نوح الجن قال ما تلقى حرا ولا عبدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك قلت فما سمعت أنت قال سمعتهم يقولون
مسح الرسول جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من عليا قري * ش وجده خير الجدود
محمد بن جرير حدثث عن أبي عبيدة حدثنا يونس بن حبيب قال لما قتل عبيد الله الحسين وأهله بعث برؤوسهم إلى يزيد فسر بقتلهم أولا ثم لم يلبث حتى ندم على قتلهم فكان يقول وما علي لو احتملت الأذى وأنزلت الحسين معي وحكمته فيما يريد وإن كان علي في ذلك وهن حفظا لرسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ورعاية لحقه لعن الله ابن مرجانة يعني عبيد الله فإنه أحرجه واضطره وقد كان سأل أن يخلي سبيله أن يرجع من حيث أقبل أو يأتيني فيضع يده في يدي أو يلحق بثغر من الثغور فأبى ذلك عليه وقتله فأبغضني بقتله المسلمون وزرع لي في قلوبهم العداوة
جرير عن الأعمش قال تغوط رجل من بني أسد على قبر الحسين فأصاب أهل ذلك البيت خبل وجنون وبرص وفقر وجذام قال هشام بن الكلبي لما أجري الماء على قبر الحسين انمحى أثر القبر فجاء أعرابي فتتبعه حتى وقع على أثر القبر فبكى وقال
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر
سفيان بن عيينة حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين ومات لها حسن وقتل لها حسين قلت قوله مات لها حسن خطأ بل عاش سبعا وأربعين سنة قال الجماعة مات يوم عاشوراء سنة إحدى وستين زاد بعضهم يوم السبت وقيل يوم الجمعة وقيل يوم الاثنين ومولده في شعبان سنة أربع من الهجرة
عبد الحميد بن بهرام وآخر ثقة عن شهر بن حوشب قال كنت عند أم سلمة زوج النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حين أتاها قتل الحسين فقالت قد فعلوها ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا ووقعت مغشية عليها فقمنا ونقل الزبير لسليمان بن قتة يرثي الحسين
وإن قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت
فإن يتبعوه عائذ البيت يصبحوا * كعاد تعمت عن هداها فضلت
مررت على أبيات آل محمد * فألفيتها أمثالها حين حلت
وكانوا لنا غنما فعادوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وإن أصبحت منهم برغمي تخلت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة * لفقد حسين والبلاد اقشعرت
قوله أذل رقابا أي لا يرعون عن قتل قرشي بعده
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه قال أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا حاضنة يزيد يقال بلغت مئة سنة قالت دخل رجل على يزيد فقال أبشر فقد أمكنك الله من الحسين وجيء برأسه قال فوضع في طست فأمر الغلام فكشف فحين رآه خمر وجهه كأنه شم منه فقلت لها أقرع ثناياه بقضيب قالت إي والله ثم قال حمزة وقد حدثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام وحدثتني ريا أن الرأس مكث في خزائن السلاح حتى ولي سليمان فبعث فجيء به وقد بقي عظما أبيض فجعله في سفط وطيبة وكفنه ودفنه في مقابر المسلمين فلما دخلت المسودة سألوا عن موضع الرأس فنبشوه وأخذوه فالله أعلم ما صنع به وذكر باقي الحكاية وهي قوية الإسناد يحيى بن بكير حدثني الليث قال أبي الحسين أن يستأسر حتى قتل بالطف وانطلقوا ببنيه علي وفاطمة وسكينة إلى يزيد فجعل سكينة خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وعلي في غل فضرب على ثنيتي الحسين وتمثل بذاك البيت فقال علي " ما أصاب من مصيبة في الأرض " الآية فثقل على يزيد أن تمثل ببيت وتلا علي آية فقال بل " بما كسبت أيديكم " فقال أما والله لو رآنا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لأحب أن يخلينا قال صدقت فخلوهم قال ولو وقفنا بين يديه لأحب أن يقربنا قال صدقت قربوهم فجعلت سكينة وفاطمة تتطاولان لتريا الرأس وبقي يزيد يتطاول في مجلسه ليستره عنهما ثم أمر لهم بجهاز وأصلح آلتهم وخرجوا إلى المدينة
كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي زياد قال لما أتي يزيد برأس الحسين جعل ينكت سنه ويقول ما كنت أظن أبا عبد الله بلغ هذا السن وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب
وممن قتل مع الحسين إخوته الأربعة جعفر وعتيق ومحمد والعباس الأكبر وابنه الكبير علي وابنه عبد الله وكان ابنه علي زين العابدين مريضا فسلم وكان يزيد يكرمه ويرعاه وقتل مع الحسين ابن أخيه القاسم بن الحسن وعبد الله وعبد الرحمن ابنا مسلم بن عقيل بن أبي طالب ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
المدائني عن إبراهيم بن محمد عن عمرو بن دينار حدثنا محمد ابن علي عن أبيه قال قتل الحسين وأدخلنا الكوفة فلقينا رجل فأدخلنا منزله فألحفنا فنمت فلم أستيقظ إلا بحس الخيل في الأزقة فحملنا إلى يزيد فدمعت عينه حين رآنا وأعطانا ما شئنا وقال إنه سيكون في قومك أمور فلا تدخل معهم فلما كان يوم الحرة ما كان كتب مع مسلم بن عقبة بأماني فلما فرغ من القتال مسلم بعث إلي فجئته فرمى إلي بالكتاب وإذا فيه استوص بعلي بن الحسين خيرا وإن دخل معهم في أمرهم فأمنه واعف عنه وإن لم يكن معهم فقد أصاب وأحسن فأولاد الحسين هم علي الأكبر الذي قتل مع أبيه وعلي زين العابدين وذريته عدد كثير وجعفر وعبد الله ولم يعقبا فولد لزين العابدين الحسن والحسين ماتا صغيرين ومحمد الباقر وعبد الله وزيد وعمر وعلي ومحمد الأوسط ولم يعقب وعبد الرحمن وحسين الصغير والقاسم ولم يعقب
-
عبد الله بن حنظلة
عبد الله بن حنظلة الغسيل بن أبي عامر الراهب عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أبو عبد الرحمن الأنصاري الأوسي المدني من صغار الصحابة استشهد أبوه يوم أحد فغسلته الملائكة لكونه جنبا فلو غسل الشهيد الذي يكون جنبا استدلالا بهذا لكان حسنا حدث عن عبد الله بن يزيد الخطمي رفيقه وابن أبي مليكة وضمضم بن جوس وأسماء بنت زيد العدوية وقد روى أيضا عن عمر وعن كعب الأحبار وكان رأس الثائرين على يزيد نوبة الحرة وقد رأى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يطوف بالبيت على ناقة إسناده حسن وهو ابن جميلة بنت عبدالله بن أبي ابن سلول وفد في بنيه الثمانية على يزيد فأعطاهم مئتي ألف وخلعا فلما رجع قال له كبراء المدينة ما وراءك قال جئت من عند رجل لو لم أجد إلا بني لجاهدته بهم قالوا إنه أكرمك وأعطاك قال وما قبلت إلا لأتقوى به عليه وحض الناس فبايعوه وأمر على الأنصار وأمر على قريش عبد الله بن مطيع العدوي وعلى باقي المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي ونفوا بني أمية فجهز يزيد لهم جيشا عليهم مسلم بن عقبة ويدعى مسرفا المري في اثني عشر ألفا فكلمه عبد الله بن جعفر في أهل المدينة فقال دعني أشتفي لكني آمر مسلم بن عقبة أن يتخذ المدينة طريقه إلى مكة فإن هم لم يحاربوه وتركوه فيمضي لحرب ابن الزبير وإن حاربوه قاتلهم فإن نصر قتل وأنهب المدينة ثلاثا ثم يمضي إلى ابن الزبير وكتب عبد الله بن جعفر إليهم ليكفوا فقدم مسلم فحاربوه ونالوا من يزيد فأوقع بهم وأنهبها ثلاثا وسار فمات بالشلل وعهد إلى حصين بن نمير في أول سنة أربع وستين وذمهم ابن عمر على شق العصا قال زيد بن أسلم دخل ابن مطيع على ابن عمر ليالي الحرة فقال ابن عمر سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول من نزع يدا من طاعة لم يكن له حجة يوم القيامة قال المدائني توجه إليهم مسلم بن عقبة في اثني عشر ألفا وأنفق فيهم يزيد في الرجل أربعين دينارا فقال له النعمان بن بشير وجهني أكفك قال لا ليس لهم إلا هذا الغشمة والله لا أقيلهم بعد إحساني إليهم وعفوي عنهم مرة بعد مرة فقال أنشدك الله يا أمير المؤمنين في عشيرتك وأنصار رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكلمه عبد الله بن جعفر فقال إن رجعوا فلا سبيل عليهم فادعهم يا مسلم ثلاثا وامض إلى الملحد ابن الزبير قال واستوص بعلي بن الحسين خيرا جرير عن الحسن قال والله ما كاد ينجو منهم أحد لقد قتل ولدا زينب بنت أم سلمة قال مغيرة بن مقسم أنهب مسرف بن عقبة المدينة ثلاثا وافتض بها ألف عذراء قال السائب بن خلاد سمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول من أخاف أهل المدينة أخافه الله وعليه لعنة الله رواه مسلم بن أبي مريم وجماعة عن عطاء بن يسار عنه وروى جويرية بن أسماء عن أشياخه قالوا خرج أهل المدينة يوم الحرة بجموع وهيئة لم ير مثلها فلما رآهم عسكر الشام كرهوا قتالهم فأمر مسرف بسريره فوضع بين الصفين ونادى مناديه قاتلوا عني أو دعوا فشدوا فسمعوا التكبير خلفهم من المدينة وأقحم عليهم بنو حارثة فانهزم الناس وعبد الله بن الغسيل متساند إلى ابنه نائم فنبهه فلما رأى ما جرى أمر أكبر بنيه فقاتل حتى قتل ثم لم يزل يقدمهم واحدا واحدا حتى قتلوا وكسر جفن سيفه وقاتل حتى قتل وروى الواقدي بإسناد قال لما وثب أهل الحرة وأخرجوا بني أمية من المدينة بايعوا ابن الغسيل على الموت فقال يا قوم والله ما خرجنا حتى خفنا أن نرجم من السماء رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة قال وكان يبيت تلك الليالي في المسجد وما يزيد في إفطاره على شربة سويق ويصوم الدهر ولا يرفع رأسه إلى السماء فخطب وحرض على القتال وقال اللهم إنا بك واثقون فقاتلوا أشد قتال وكبر أهل الشام ودخلت المدينة من النواحي كلها وقتل الناس وبقي لواء ابن الغسيل ما حوله خمسة فلما رأى ذلك رمى درعه وقاتلهم حاسرا حتى قتل فوقف عليه مروان وهو ماد إصبعه السبابة فقال أما والله لئن نصبتها ميتا لطالما نصبتها حيا قال أبو هارون العبدي رأيت أبا سعيد الخدري ممعط اللحية فقال هذا ما لقيت من ظلمة أهل الشام أخذوا ما في البيت ثم دخلت طائفة فلم يجدوا شيئا فأسفوا وأضجعوني فجعل كل واحد منهم يأخد من لحيتي خصلة قال خليفة أصيب من قريش والأنصار يومئذ ثلاث مئة وستة رجال ثم سماهم وعن أبي جعفر الباقر قال ما خرج فيها أحد من بني عبد المطلب لزموا بيوتهم وسأل مسرف عن أبي فجاءه ومعه ابنا محمد بن الحنفية فرحب بأبي وأوسع له وقال إن أمير المؤمنين أوصاني بك كانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأصيب يومئذ عبد الله بن زيد بن عاصم حاكي وضوء النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ومعقل بن سنان ومحمد بن أبي بن كعب وعدة من أولاد كبراء الصحابة وقتل جماعة صبرا وعن مالك بن أنس قال قتل يوم الحرة من حملة القرآن سبع مئة قلت فلما جرت هذه الكائنة اشتد بغض الناس ليزيد مع فعله بالحسين وآله ومع قلة دينه فخرج عليه أبو بلال مرداس به أدية الحنظلي وخرج نافع بن الأزرق وخرج طواف السدوسي فما أمهله الله وهلك بعد نيف وسبعين يوما
-
سلمة بن الأكوع
سلمة بن الأكوع هو سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان بن عبد الله أبو عامر وأبو مسلم ويقال أبو إياس الأسلمي الحجازي المدني قيل شهد مؤتة وهو من أهل بيعة الرضوان روى عدة أحاديث حدث عنه ابنه إياس ومولاه يزيد بن أبي عبيد وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب وأبو سلمة بن عبد الرحمن والحسن بن محمد بن الحنفية ويزيد بن خصيفة قال مولاه يزيد رأيت سلمة يصفر لحيته وسمعته يقول بايعت رسول الله ص على الموت وغزوت معه سبع غزوات
ابن مهدي حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال بيتنا هوازن مع أبي بكر الصديق فقتلت بيدي ليلتئذ سبعة أهل أبيات
عكرمة بن عمار حدثنا إياس عن أبيه قال خرجت أنا ورباح غلام النبي ص بظهر النبي ص وخرجت بفرس لطلحة فأغار عبد الرحمن بن عيينة على الإبل فقتل راعيها وطرد الإبل هو وأناس معه في خيل فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة وأعلم رسول الله ص وقمت على تل ثم ناديت ثلاثا يا صباحاه واتبعت القوم فجعلت أرميهم وأعقر بهم وذلك حين يكثر الشجر فإذا رجع إلي فارس قعدت له في أصل شجرة ثم رميته وجعلت أرميهم وأقول
أنا ابن الأكوع * واليوم يوم الرضع
وأصبت رجلا بين كتفيه وكنت إذا تضايقت الثنايا علوت الجبل فردأتهم بالحجارة فما زال ذلك شأني وشأنهم حتى ما بقي شيء من ظهر النبي ص إلا خلفته وراء ظهري واستنقذته ثم لم أزل أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وأكثر من ثلاثين بردة يستخفون منها ولا يلقون شيئا إلا جعلت عليه حجارة وجمعته على طريق رسول الله ص حتى إذا امتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر مددا لهم وهم في ثنية ضيقة ثم علوت الجبل فقال عيينة ما هذا قالوا لقينا من هذا البرح ما فارقنا بسحر إلى الآن وأخذ كل شيء كان في أيدينا فقال عيينة لو لا أنه يرى أن وراءه طلبا لقد ترككم ليقم إليه نفر منكم فصعد إلي أربعة فلما أسمعتهم الصوت فلت أتعرفوني قالوا ومن أنت قلت أنا ابن الأكوع والذي أكرم وجه محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يطلبني رجل منكم فيدركني ولا أطلبه فيفوتني فقال رجل منهم إني أظن فما برحت ثم حتى نظرت إلى فوارس رسول الله ص يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي وأبو قتادة والمقداد فولى المشركون فأنزل فأخذت بعنان فرس الأخرم لا آمن أن يقتطعوك فاتئد حتى يلحقك المسلمون فقال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة فخليت عنان فرسه ولحق بعبد الرحمن بن عيينة فاختلفا طعنتين فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه ثم قتله عبد الرحمن وتحول عبد الرحن على فرس الأخرم فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة فقتله أبو قتادة وتحول عل فرسه وخرجت أعدو في أثر القوم حتى ما أرى من غبار أصحابنا شيئا ويعرضون قبيل المغيب إلى شعب فيه ماء يقال له ذو قرد فأبصروني أعدو وراءهم فعطفوا عنه وأسندوا في الثنية وغربت الشمس فألحق رجلا فأرميه فقلت خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع فقال يا ثكل أمي أكوعي بكرة قلت نعم يا عدو نفسه وكان الذي رميته بكرة فأتبعته سهما آخر فعلق به سهمان ويخلفون فرسين فسقتهما إلى رسول الله ص وهو على الماء الذي حليتهم عنه ذو قرد وهو في خمس مئة وإذا بلال نحر جزورا مما خلفت فهو يشوي لرسول الله ص فقلت يا رسول الله خلني فأنتخب من أصحابك مئة فآخذ عليهم بالعشوة فلا يبقى منهم مخبر قال أكنت فاعلا يا سلمة قلت نعم فضحك حتى رأيت نواجذه في ضوء النار ثم قال إنهم يقرون الآن بأرض غطفان قال فجاء رجل فأخبر أنهم مروا على فلان الغطفاني فنحر لهم جزورا فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة فهربوا فلما أصبحنا قال رسول الله ص خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة وأعطاني سهم الراجل والفارس جميعا ثم أردفني وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة فلما كان بيننا وبينها قريبا من ضحوة وفي القوم رجل كان لا يسبق جعل ينادي ألا رجل يسابق إلى المدينة فأعاد ذلك مرارا فقلت ما تكرم كريما ولا تهاب شريفا قال لا إلا رسول الله ص فقلت يا رسول الله بأبي وأمي خلني أسابقه قال إن شئت وقلت امض وصبرت عليه شرفا أو شرفين حتى استبقيت نفسي ثم إني ع*** حتى ألحقه فأصك بين كتفيه وقلت سبقتك والله أو كلمة نحوها فضحك وقال إن أظن حتى قدمنا المدينة، أخرجه مسلم مطولا
العطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن رزين قال أتينا سلمة بن الأكوع بالربذة فأخرج إلينا يدا ضخمة كأنها خف البعير فقال بايعت بيدي هذه رسول الله ص قال فأخذنا يده فقبلناها الحميدي حدثنا علي بن يزيد الأسلمي حدثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال أردفني رسول الله ص مرارا ومسح على وجهي مرارا واستغفر لي مرارا عدد ما في يدي من الأصابع قال يزيد بن أبي عبيد عن سلمة انه استأذن النبي ص في البدو فأذن له رواه أحمد في مسنده عن حماد بن مسعدة عنه ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن زياد بن ميناء قال كان ابن عباس وأبو هريرة وجابر ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا وعن عبادة بن الوليد أن الحسن بن محمد ابن الحنفية قال اذهب بنا إلى سلة بن الأكوع فلنسأله فإنه من صالحي أصحاب النبي ص القدم فخرجنا نريده فلقيناه يقوده قائده وكان قد كف بصره وعن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة فولدت له أولادا وقبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة قال الواقدي وجماعة توفي سنة أربع وسبعين قلت كان من أبناء التسعين وحديثه من عوالي صحيح البخاري