-
أبو الدرداء
أبو الدرداء ( ع ) الإمام القدوة قاضي دمشق وصاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس ويقال عويمر بن عامر ويقال ابن عبد الله وقيل ابن ثعلبة بن عبد الله الأنصاري الخزرجي حكيم هذه الأمة وسيد القراء بدمشق وقال ابن أبي حاتم هو عويمر بن قيس بن زيد بن قيس بي أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج قال ويقال اسمه عامر بن مالك روى عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عدة أحاديث وهو معدود فيمن تلا على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ولم يبلغنا أبدا أنه أقرأ على غيره وهو معدود فيمن جمع القرآن في حياة رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وتصدر للإقراء بدمشق في خلافة عثمان وقبل ذلك روى عنه أنس بن مالك وفضالة بن عبيد وابن عباس وأبو أمامة وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم من جلة الصحابة وجبير ابن نفير وزيد بن وهب وأبو إدريس الخولاني وعلقمة بن قيس وقبيصة بن ذؤيب وزوجته أم الدرداء العالمة وابنه بلال بن أبي الدرداء وسعيد بن المسيب وعطاء بن يسار ومعدان بن أبي طلحة وأبو عبد الرحمن السلمي وخالد بن معدان وعبد الله بن عامر اليحصبي وقيل إنه قرأ عليه القرآن ولحقه فإن صح فلعله قرأ عليه بعض القرآن وهو صبي وقرأ عليه عطية بن قيس وام الدرداء وقال أبو عمرو الداني عرض عليه القرآن خليد بن سعد وراشد ابن سعد وخالد بن معدان وابن عامر كذا قال الداني وولي القضاء بدمشق في دولة عثمان فهو أول من ذكر لنا من قضاتها وداره بباب البريد ثم صارت في دولة السلطان صلاح الدين تعرف بدار الغزي، ويروى له مئة وتسعة وسبعون حديثا واتفقا له على حديثين وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بثمانية روى سعيد بن عبد العزيز عن مغيث بن سمي أن أبا الدرداء عويمر بن عامر من بني الحارث بن الخزرج وقال ابن إسحاق مرة هو عويمر بن ثعلبة مات قبل عثمان بثلاث سنين وقال البخاري سألت رجلا من ولد أبي الدرداء فقال اسمه عامر ابن مالك ولقبه عويمر وقال أبو مسهر هو عويمر بن ثعلبة وقال أحمد وابن أبي شيبة وعدة عويمر بن عامر وآخر من زعم أنه رأى أبا الدرداء شيخ عاش إلى دولة الرشيد فقال أبو إبراهيم الترجماني حدثنا إسحاق أبو الحارث قال رأيت أبا الدرداء أقنى أشهل يخضب بالصفرة روى الأعمش عن خيثمة قال أبو الدرداء كنت تاجرا قبل المبعث فلما جاء الإسلام جمعت التجارة والعبادة فلم يجتمعا فتركت التجارة ولزمت العبادة. قلت الأفضل جمع الأمرين مع الجهاد وهذا الذي قاله هو طريق جماعة من السلف والصوفية ولا ريب أن أمزجة الناس تختلف في ذلك فبعضهم يقوى على الجمع كالصديق وعبد الرحمن بن عوف وكما كان ابن المبارك وبعضهم يعجز ويقتصر على العبادة وبعضهم يقوى في بدايتة ثم يعجز وبالعكس وكل سائغ ولكن لا بد من النهضة بحقوق الزوجة والعيال. قال سعيد بن عبد العزيز أسلم أبو الدرداء يوم بدر ثم شهد أحدا وأمره رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يومئذ أن يرد من على الجبل فردهم وحده وكان قد تأخر إسلامه قليلا قال شريح بن عبيد الحمصي لما هزم أصحاب رسول الله يوم أحد كان أبو الدرداء يومئذ فيمن فاء إلى رسول الله في الناس فلما أظلهم المشركون من فوقهم قال ( رسول الله ) اللهم ليس لهم أن يعلونا فثاب إليه ناس وانتدبوا وفيهم عويمر أبو الدرداء حتى أدحضوهم عن مكانهم وكان أبو الدرداء يومئذ حسن البلاء فقال رسول الله نعم الفارس عويمر
وقال حكيم أمتي عويمر هذا رواه يحيى البابلتي حدثنا صفوان بن عمرو عن شريح ثابت البناني وثمامة عن أنس مات النبي ص ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ وزيد بن ثابت وأبو زيد وقال زكريا وابن أبي خالد عن الشعبي جمع القرآن على عهد رسول الله ستة وهم من الأنصار معاذ وأبو الدرداء وزيد وأبو زيد وأبي وسعد بن عبيد وكان بقي على مجمع بن جارية سورة أو سورتان حين توفي رسول الله ص
إسماعيل عن الشعبي قال كان ابن مسعود قد أخذ بضعا وسبعين سورة يعني من النبي ص وتعلم بقيته من مجمع ولم يجمع أحد من الخلفاء من الصحابة القرآن غير عثمان قال أبو الزاهرية كان أبو الدرداء من آخر الأنصار إسلاما وكان يعبد صنما فدخل ابن رواحة ومحمد بن مسلمة بيته فكسرا صنمه فرجع فجعل يجمع الصنم ويقول ويحك هلا امتنعت ألا دفعت عن نفسك فقالت أم الدرداء لو كان ينفع أو يدفع عن أحد دفع عن نفسه ونفعها فقال أبو الدرداء أعدي لي ماء في المغتسل فاغتسل ولبس حلته ثم ذهب إلى النبي ص فنظر إليه ابن رواحة مقبلا فقال يا رسول الله هذا أبو الدرداء وما أراه إلا جاء في طلبنا فقال إنما جاء ليسلم إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم روى من قوله وكان يعبد إلى آخره معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير وروى منه أبو صالح عن معاوية عن أبي الزاهرية عن جبير عن أبي الدرداء قال النبي ص إن الله وعدني إسلام أبي الدرداء فأسلم وروى أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أن أبا الدرداء أسلم يوم بدر وشهد أحدا وفرض له عمر في أربع مئة يعني في الشهر ألحقه في البدريين وقال الواقدي قيل لم يشهد أحدا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول كانت الصحابة يقولون أرحمنا بنا أبو بكر وأنطقنا بالحق عمر وأميننا أبو عبيدة وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ وأقرأنا أبي ورجل عنده علم ابن مسعود وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل وقال ابن إسحاق كان الصحابة يقولون أتبعنا للعلم والعمل أبو الدرداء وروى عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن رسول الله آخى بين سلمان وأبي الدرداء فجاءه سلمان يزوره فإذا أم الدرداء متبذلة فقال ما شأنك قالت إن أخاك لا حاجة له في الدنيا يقوم الليل ويصوم النهار فجاء أبو الدرداء فرحب به وقرب إليه طعاما فقال له سلمان كل قال إني صائم قال أقسمت عليك لتفطرن فأكل معه ثم بات عنده فلما كان من الليل أراد أبو الدرداء أن يقوم فمنعه سلمان وقال إن لجسدك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا صم وافطر وصل وائت أهلك وأعط كل ذي حق حقه. فلما كان وجه الصبح قال قم الآن إن شئت فقاما فتوضا ثم ركعا ثم خرجا إلى الصلاة فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله بالذي أمره سلمان فقال له يا أبا الدرداء إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال لك سلمان
البابلتي حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية قال قال أبو الدرداء لو أنسيت آية لم أجد أحدا يذكرنيها إلا رجلا ببرك الغماد رحلت إليه
الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال سلوني فوالله لئن فقدتموني لتفقدن رجلا عظيما من أمة محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ربيعة القصير عن أبي إدريس عن يزيد بن عميرة قال لما حضرت معاذا الوفاة قالوا أوصنا فقال العلم والإيمان مكانهمايمن ابتغاهما وجدهما قال ثلاثا فالتمسوا العلم عند أربعة عند عويمر أبي الدرداء وسلمان وابن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهوديا فأسلم وعن ابن مسعود علماء الناس ثلاثة واحد بالعراق وآخر بالشام يعني أبا الدرداء وهو يحتاج إلى الذي بالعراق يعني نفسه وهما يحتاجان إلى الذي بالمدينة يعني عليا رضي الله عنه إسناده ضعيف ابن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله عن عبدالرحمن الحجري قال قال أبو ذر لأبي الدرداء ما حملت ورقاء ولا أظلت خضراء أعلم منك يا أبا الدرداء منصور عن رجل عن مسروق قال وجدت علم الصحابة انتهى إلى ستة عمر وعلي وأبي وزيد وأبي الدرداء وابن مسعود ثم انتهى علمهم إلى علي وعبد الله وقال خالد بن معدان كان ابن عمر يقول حدثونا عن العاقلين فيقال من العاقلان فيقول معاذ وأبو الدرداء
وروى سعد بن إسحاق عن محمد بن كعب قال جمع القرآن خمسة معاذ وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وأبي وأبو أيوب فلما كان زمن عمر كتب إليه يزيد بن أبي سفيان إن أهل الشام قد كثروا وملؤوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم فأعني برجال يعلمونهم فدعا عمر الخمسة فقال إن إخوانكم قد استعانوني من يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين فأعينوني يرحمكم الله بثلاثة منكم إن أحببتم وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجو فقالوا ما كنا لنتساهم هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأبي فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء فقال عمر ابدؤوا بحمص فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة منهم من يلقن فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس فإذا رضيتم منهم فليقم بها واحد وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين قال حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس أقام بها عبادة بن الصامت وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين فمات في طاعون عمواس ثم صار عبادة بعد إلى فلسطين وبها مات ولم يزل أبو الدرداء بدمشق حتى مات
-
الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد قال بلغ عمر أن أبا الدرداء ابتنى كنيفا بحمص فكتب إليه يا عويمر أما كانت لك كفاية فيما بنت الروم عن تزيين الدنيا وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي فانتقل إلى دمشق
مالك عن يحيى بن سعيد قال كان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما فقال ارجعا إلي أعيدا علي قضيتكما معمر عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلد سلام عليك أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية الله أبغضه الله فإذا أبغضه الله بغضه إلى عباده وقال أبو وائل عن أبي الدرداء إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكن لعل الله يأجرني فيه
شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر قال لابن مسعود وأبي ذر وأبي الدرداء ما هذا الحديث عن رسول الله ص وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب
سعيد بن عبد العزيز عن مسلم بن مشكم قال لي أبو الدرداء أعدد من في مجلسنا قال فجاؤوا ألفا وست مئة ونيفا فكانوا يقرؤون ويتسابقون عشرة عشرة فإذا صلى الصبح انفتل وقرأ جزءا فيحدقون به يسمعون ألفاظه وكان ابن عامر مقدما فيهم وقال هشام بن عمار حدثنا يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال كان أبو الدرداء يصلي ثم يقرى ويقرأ حتى أذا أراد القيام قال لأصحابه هل من وليمة أو عقيقة نشهدها فإن قالوا نعم وإلا قال اللهم إني أشهدك أني صائم وهو الذي سن هذه الحلق للقراءة قال القاسم بن عبد الرحمن كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم أبو الضحى عن مسروق قال شاممت أصحاب محمد ص فوجدت علمهم انتهى إلى عمر وعلي وعبد الله ومعاذ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت وعن يزيد بن معاوية قال إن أبا الدرداء من العلماء والفقهاء الذين يشفون من الداء
وقال الليث عن رجل عن آخر رأيت أبا الدرداء دخل مسجد النبي ص ومعه من الأتباع مثل السلطان فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن حساب وسائل عن حديث وسائل عن معضلة وسائل عن شعر قال ربيعة بن يزيد القصير كان أبو الدرداء إذا حدث عن رسول الله قال اللهم إن لا هكذا وإلا فكشكله منصور عن سالم بن أبي الجعد قال أبو الدرداء مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر وعن أبي الدرداء من وجه مرسل لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا إن أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي ما عملت فيما علمت جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال أبو الدرداء ويل للذي لا يعلم مرة وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات
ابن عجلان عن عون بن عبد الله قلت لأم الدرداء أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر قالت التفكر والاعتبار وعن أبي الدرداء تفكر ساعة خير من قيام ليلة عمرو بن واقد عن ابن حلبس قيل لأبي الدرداء وكان لا يفتر من الذكر كم تسبح في كل يوم قال مئة ألف إلا أن تخطىء الأصابع
الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال بينا أبو الدرداء يوقدتحت قدر له إذ سمعت في القدر صوتا ينشج كهيئة صوت الصبي ثم انكفأت القدر ثم رجعت إلى مكانها لم ينصب منها شيء فجعل أبو الدرداء ينادي يا سلمان انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك فقال له سلمان أما إنك لو سكت لسمعت من آيات ربك الكبرى
الأوزاعي عن بلال بن سعد أن أبا الدرداء قال أعوذ بالله من تفرقة القلب قيل وما تفرقه القلب قال أن يجعل لي في كل واد مال
روى عن أبي الدرداء قال لولا ثلاث ما أحببت البقاء ساعة ظمأ الهواجر والسجود في الليل ومجالسة أقوام ينتقون جيد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر
الأعمش عن غيلان عن يعلى بن الوليد قال لقيت أبا الدرداء فقلت ما تحب لمن تحب قال الموت قلت فإن لم يمت قال يقل ماله وولده قال معاوية بن قرة قال أبو الدرداء ثلاثة أحبهن ويكرههن الناس الفقر والمرض والموت أحب الفقر تواضعا لربي والموت اشتياقا لربي والمرض تكفيرا لخطيئتي
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه أن أبا الدرداء أوجعت عينه حتى ذهبت فقيل له لو دعوت الله فقال ما فرغت بعد من دعائه لذنوبي فكيف أدعو لعيني
حريز بن عثمان حدثنا راشد بن سعد قال جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال أوصني قال اذكر الله في السراء يذكرك في الضراء وإذا ذكرت الموتى فاجعل نفسك كأحدهم وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير
إبراهيم النخعي عن همام بن الحارث كان أبو الدرداء يقرئ رجلا أعجميا " إن شجرة الزقوم طعام الأثيم " ( الدخان 43 ) فقال طعام اليتيم فرد عليه فلم يقدر أن يقولها فقال قل طعام الفاجر فأقرأه طعام الفاجر
منصور عن عبد الله بن مرة أن أبا الدرداء قال اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك في الموتى وإياك ودعوة المظلوم واعلم أن قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك وأن البر لا يبلى وأن الإثم لا ينسى
شيبان عن عاصم عن أبي وائل عن أبي الدرداء إياك ودعوات المظلوم فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من نار وروى لقمان بن عامر أن أبا الدرداء قال أهل الأموال يأكلون ونأكل ويشربون ونشرب ويلبسون ونلبس ويركبون ونركب ولهم فضول أموال ينظرون إليها وننظر إليها معهم وحسابهم عليها ونحن منها برآء وعنه قال الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت ولا نتمنى أننا مثلهم حينئذ ما أنصفنا إخواننا الأغنياء يحبوننا على الدين ويعادوننا على الدنيا رواه صفوان بن عمرو الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير وروى صفوان عن ابن جبير عن أبيه قال لما فتحت قبرس مر بالسبي على أبي الدرداء فبكى فقلت له تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعز الله فيه الإسلام وأهله قال يا جبير بينا هذه الأمة قاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى ما أهون العباد على الله إذا هم عصوه
بقية عن حبيب بن عمر عن أبي عبد الصمد عن أم الدرداء قالت كان أبو الدرداء لا يحدث بحديث إلا تبسم فقلت إني أخاف أن يحمقك الناس فقال كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يحدث بحديث إلا تبسم أخرجه أحمد في المسند
عكرمة بن عمار عن أبي قدامة محمد بن عبيد عن أم الدرداء قالت كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مئة خليل في الله يدعو لهم في الصلاة فقلت له في ذلك فقال إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله له ملكين يقولان ولك بمثل أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة
وقال أبو الزاهرية قال أبو الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم قالت أم الدرداء لما احتضر أبو الدرداء جعل يقول من يعمل لمثل يومي هذا من يعمل لمثل مضجعي هذا
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق أخبرنا الفتح بن عبد السلام أخبرنا محمد بن عمر القاضي ومحمد بن علي ومحمد بن أحمد الطرائقي قالوا أخبرنا محمد بن أحمد بن المسلمة أخبرنا عبيد الله ابن عبد الرحمن أخبرنا جعفر الفريابي حدثنا محمد بن عائذ حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا الوضين بن عطاء عن يزيد بن مزيد قال ذكر الدجال في مجلس فيه أبو الدرداء فقال نوف البكالي إني لغير الدجال أخوف مني من الدجال فقال أبو الدرداء وما هو قال أخاف أن أستلب إيماني وأنا لا أشعر فقال أبو الدرداء ثكلتك أمك يا ابن الكندية وهل في الأرض خمسون يتخوفون ما تتخوف ثم قال وثلاثون وعشرون وعشرة وخمسة ثم قال وثلاثة كل ذلك يقول ثكلتك أمك والذي نفسي بيده ما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه أو انتزع منه فيفقده والذي نفسي بيده ما الإيمان إلا كالقميص يتقمصه مرة ويضعه أخرى قال الواقدي وأبو مسهر وابن نمير مات أبو الدرداء سنة اثنتين وثلاثين وعن خالد بن معدان قال مات سنة إحدى وثلاثين فهذا خطأ لأن الثوري روى عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن حريث بن ظهير قال لما جاء نعي يعني ابن مسعود إلى أبي الدرداء قال أما إنه لم يخلف بعده مثله ووفاة عبد الله في سنة 32 وروى إسماعيل بن عبيد الله عن أبي عبيد الله الأشعري قال مات أبو الدرداء قبل مقتل عثمان رضي الله عنهما وقيل الذين في حلقة إقراء أبي الدرداء كانوا أزيد من ألف رجل ولكل عشرة منهم ملقن وكان أبو الدرداء يطوف عليهم قائما فإذا أحكم الرجل منهم تحول إلى أبي الدرداء يعني يعرض عليه وعن أبي الدرداء قال من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده
-
عياض بن غنم
عياض بن غنم ابن زهير بن أبي شداد أبو سعد الفهري ممن بايع بيعة الرضوان واستخلفه قرابته أبو عبيدة بن الجراح لما احتضر على الشام حدث عنه جبير بن نفير وغيره وكان خيرا صالحا زاهدا سخيا وهو الذي افتتح الجزيرة صلحا أقره عمر على الشام فعاش بعد نحوا من عامين وقيل عاش ستين سنة ومات في سنة عشرين بالشام قال ابن سعد شهد الحديبية وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك
روى عنه عياض بن عمرو الأشعري قلت فأما عياض بن زهير الفهري فبدري كبير وهو عم عياض بن غنم يكنى أيضا أبا سعد لا رواية له توفي زمن عثمان في سنة ثلاثين رضي الله عنهما
-
سلمة بن سلامة
سلمة بن سلامة ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل أبو عوف الأشهلي ابن عمة محمد بن مسلمة شهد العقبتين وبدرا وأحدا والمشاهد وله حديث في مسند الإمام أحمد من رواية محمود بن لبيد عنه
قيل توفي سنة أربع وثلاثين وقال ابن سعد مات سنة خمس وأربعين وهو ابن سبعين سنة ودفن بالمدينة وقد انقرض عقبه آخى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بينه وبين أبي سبرة بن أبي رهم العامري وقيل بينه وبين الزبير بن العوام