في قطع القفار كالسهم الطيار فتقدم اليه وسلم عليه وقال له إلى اين سائر والى من تنسب من القبائل والعشائر فقال انني من بني عبس وعدنان أصحاب الفضل والاحسان واني ساير إلى ديار بني عامر لاستدعي حامينا عنتر فارس الخيل لانه سار من عشرة ايام ليحضر وليمه دعاه اليها عامر بن الطفيل وفي غيبته غزانا عمرو بن معد يكرب في خمسة الاف فارس فحاربنا محاربة شديدة وجرى بيننا وبينه وقائع عديدة فأرسلني مولاي قيس بن زهير لاستدعيه للحضور قبل ان يظفر عامر المذكور فقال الاوس وقد تعجب ومن هو عنتر بن شداد فارس الصدام الذي اشتهر ذكره في هذه الايام بطعن الرمح وبضرب الحسام وقهر كبار الجبابرة وحارب الملوك والاكاسرة والقياصرة وافتخر على الابطال في ساحة الميدان فلما سمع الاوس هذا الخبر وانبهر ثم ودعه وجد في قطع البر الاقفر ومازال يقطع البراري والاكام مدة سبعة ايام حتى اشرف على جماعه من العبيد ترعى الاغنام فحياهم بالسلام واخذ يسألهم بهذا الشعر والنظام :
يقول الفتى المضنى الفائض ما به فدمعي جرى فوق الخدود سائح الا ياعبيد الخير بالله اشفعوا لصب بعيد الدار ولهان نازح فجيع وجيع مستهام ملوع تركه البين مضنى كثير الجرايح لقد ضاع لي حرة عفيفة من الحنا فهل من يبشر بها يا فوالح ويخبرني لأي البلاد توجهت من أجلها ناري تزيد اللقايح لقد احرقت قلبي والبي مهجتي وكل عظامي اوثقتهم جرايح
( قال الراوي ) فلما فرغ من كلامه تقدم اليه كبير الرعيان وكان اسمه مرجان وقال له اعلم يا غلام انه من برهة عشرة ايام سبى اميرنا الصنديد ابنه اسمها مي لايوجد اجمل منها في نساء هذا الحي فأراد ان يتزوجها فامتنعت عنه فلم تميل اليه فقيدها بقيود من حديد وهو كل يوم يعذبها عذاب شديد فعسى تكون الحرة التي ذكرتها في نظمك افرج الله همك وغمك فلما سمع الاوس هذا الكلام استبشر ببلوغ المرام ونزل عن ظهر الحصان وقبل العبد مرجان وأوعده بالجميل والاحسان فبينما هو بالحديث والكلام واذا بسعد ابت أخت الصنديد قد جاء ليكشف أخبارها ويرجع بها إلى ديارها فلما سمع هذا الكلام رجع عند خاله وأعلمه بما سمع ورأى وأشار اليه يقول :
قال سعد قد اتيتك عارا ياخال مى فاسمع الاخبارا البنت التي غربتها من أهلها من خلفها فارس اتاك جهارا ياخال فارس في اللقا مجرب وعيونه ياخال تقدح نارا ان كان راقت لك ليالي الصفا فبصفوها تأتي لك الاكدارا قد جاء إلى عند العبيد يسأل انبوه فجاء كالاسد هدارا لما سمعت اتيت نحوك عاجل هذا الذي ياخال تم وصارا