-
الحجاج
الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا وكان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سافكا للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء وفصاحة وبلاغة وتعظيم للقرآن قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير وحصاره لابن الزبير بالكعبة ورميه إياها بالمنجنيق وإذلاله لأهل الحرمين ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة وحروب ابن الأشعث له وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله وله توحيد في الجملة ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء
-
أبو بردة
أبو بردة ابن أبي موسى الأشعري الإمام الفقيه الثبت حارث ويقال عامر ويقال اسمه كنيته ابن صاحب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عبد الله بن قيس بن حضار الكوفي الفقيه وكان قاضي الكوفة للحجاج ثم عزله بأخيه أبي بكر حدث عن أبيه وعلي وعائشة وأسماء بنت عميس وعبد الله بن سلام وحذيفة ومحمد بن مسلمة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عمر والبراء ومعاوية والأغر المزني وعدة وينزل إلى عروة بن الزبير والربيع بن خثيم وزر بن حبيش وطائفة حدث عنه بنوه سعيد ويوسف والأمير بلال وحفيده بريد بن عبد الله ابن أبي بردة والشعبي والقاسم بن مخيمرة وأبو مجلز وأبو إسحاق السبيعي ومكحول الشامي وقتادة وعمرو بن مرة وطلحة بن مصرف وعبد الملك بن عمير وعدي بن ثابت وعون بن عبد الله والنضير بن أنس وأبو إسحاق الشيباني وأبو صخرة جامع بن شداد وثابت البناني وأشعث ابن أبي الشعثاء وحكيم بن الديلم وحميد بن هلال وطلحة بن يحيى بن طلحة وأبو حصين وفرات بن السائب وليث بن أبي سليم وبكير بن عبد الله بن الأشج ويونس بن أبي إسحاق وخلق كثير
وكان من ائمة الاجتهاد قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال العجلي كوفي تابعي ثقة
أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثنى عبد الله بن عياش عن أبيه أن يزيد بن المهلب لما ولي خراسان قال دلوني على رجل كامل لخصال الخير فدل على أبي بردة الأشعري فلما جاء رآه رجلا فائقا فلما كلمه رأى من مخبرته أفضل من مرآته فقال إني وليتك كذا وكذا من عملي فاستعفاه فأبى أن يعفيه فقال أيها الأمير ألا أخبرك بشيء حدثنيه أبي إنه سمعه من رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال هاته قال إنه سمع رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول من تولى عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل بأهل فليتبوأ مقعده من النار وأنا أشهد أيها الأمير أني لست بأهل لما دعوتني إليه فقال ما زدت على أن حرضتنا على نفسك ورغبتنا فيك فاخرج إلى عهدك فإني غير معفيك فخرج ثم أقام فيهم ما شاء الله أن يقيم فاستأذن في القدوم عليه فأذن له فقال أيها الأمير ألا أحدثك بشئ حدثنيه أبي سمعه من رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال قال ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا وأنا سائلك بوجه الله إلا ما أعفيتني أيها الأمير من عملك فأعفاه رواه الروياني في مسنده عن أحمد
قال ابن عيينة سأل عمر بن عبد العزيز أبا بردة بن أبي موسى كم أتى عليك قال أشدان يعني أربعين وأربعين
ذكر الاختلاف في وفاة أبي بردة روى الهيثم بن عدي عن ابن عياش المنتوف أنه مات سنه ثلاث ومئة وقال أبو عبيد وخليفة وطائفة مات سنة أربع ومئة وقيل إنه مات وله بضع وثمانون سنة ووهم من قال مات سنة سبع ومئة
-
يوب بن القرية أيوب بن القرية وهي أمه واسم أبيه يزيد بن قيس بن زرارة النمري الهلالي أعرابي أمي فصيح مفوه يضرب ببلاغته المثل وفد على عبدالملك وعلى الحجاج فأعجب بفصاحته ثم بعثه رسولا إلى ابن الأشعث إلى سجستان فأمره أن يخلع الحجاج ويقوم بذلك ويشتمه فقال إنما أنا رسول فقال لتفعلن أو لأضربن عنقك ففعل فلما انتصر الحجاج جئ بابن القرية فقال أخبرني عن أهل العراق قال أعلم الناس بحق وبباطل قال فأهل الحجاز قال أسرع الناس إلى فتنة وأعجزهم عنها قال فأهل الشام قال أطوع شئ لأمرائهم قال فأهل مصر
قال عبيد من علمت قال فأهل الجزيرة قال أشجع فرسان وأقتل للأقران قال فأهل اليمن قال أهل سمع وطاعة ثم سأله عن قبائل العرب وعن البلدان وهو يجيب ثم ضرب عنقه وندم عليه وذلك في سنة أربع وثمانين طول أخباره ابن عساكر
-
الوليد بن عبد الملك
الوليد الخليفة أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي الدمشقي الذي أنشأ جامع بني أمية بويع بعهد من أبيه وكان مترفا دميما سائل الأنف طويلا أسمر بوجهه أثر جدري في عنفقته شيب يتبختر في مشيه وكان قليل العلم نهمته في البناء أنشأ أيضا مسجد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وزخرفه ورزق في دولته سعادة ففتح بوابة الأندلس وبلاد الترك وكان لحنة وحرص على النحو أشهرا فما نفع وغزا الروم مرات في دولة أبيه وحج وقيل كان يختم في كل ثلاث وختم في رمضان سبع عشرة ختمة وكان يقول لولا أن الله ذكر قوم لوط ما شعرت أن أحدا يفعل ذلك
قال ابن أبي عبلة رحم الله الوليد وأين مثل الوليد افتتح الهند والأندلس وكان يعطي قصاع الفضة أقسمها على القراء وقيل إنه قرأ على المنبر يا ليتها بالضم وكان فيه عسف وجبروت وقيام بأمر الخلافة وقد فرض للفقهاء والأيتام والزمنى والضعفاء وضبط الأمور فالله يسامحه وقد ساق ابن عساكر أخباره مات في جمادى الآخر سنة ست وتسعين وله إحدى وخمسون سنة وكان في الخلافة عشر سنين سوى أربعة أشهر وقبره بباب الصغير وقام بعد أخوه سليمان بعهد له من أبيهما عبد الملك وقد كان عزم على خلع سليمان من ولاية العهد لولده عبد العزيز فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال لسليمان بيعة في أعناقنا فأخذه الوليد وطين عليه ثم فتح عليه بعد ثلاث وقد مالت عنقه وقيل خنقه بالمنديل حتى صاحت أخته أم البنين فشكر سليمان لعمر ذلك وعهد إليه بالخلافة وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق وغير ذلك