أخبرنا ابن راجح أخبرنا السلفي أخبرنا العلاف أخبرنا أبو الحسن الحمامي أخبرنا جعفر بن محمد بن الحجاج بالموصل حدثنا محمد بن سعدان الحراني حدثنا أبو عمر النحوي هو الجرمي عن الفضل بن الربيع بها قال محمد بن علي بن شقيق حدثنا أبو إسحاق قال الفضيل لو خيرت بين أن أعيش كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة لاخترت ذلك وقال فيض بن إسحاق سمعت الفضيل يقول والله لأن أكون ترابا أحب الي من أن أكون في مسلاخ أفضل أهل الأرض ومايسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري سمعت الفضيل يقول لو قلت إنك تخاف الموت ماقبلت منك لو خفت الموت مانفعك طعام ولاشراب ولا شيء مايسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولم أنتفع بشيء عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول لا تجعل الرجال أوصياءك كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك وسمعته يقول اذا أحب الله عبدا أكثر غمه وإذا بغض عبدا وسع عليه دنياه وقال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول من أحب أن يذكر لم يذكر ومن كره أن يذكر ذكر وسمعته يقول وعزته لو أدخلني النار ما أيست وسمعته وقد أفضنا من عرفات يقول واسوأتاه والله منك وإن عفوت وسمعته يقول الخوف أفضل من الرجاء مادام الرجل صحيحا فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل قلت وذلك لقوله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه فأقفل الباب من خارج فجاء فرأى الباب مقفلا فرجع فأتيته فقلت له حريز قال مايصنع بي يظهر لي محاسن كلامه وأظهر له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له ثم قال علي مارأيت أنصح للمسلمين ولا أخوف منه ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق يعطي المصاحف والناس حوله فيهم سفيان بن عيينة وهارون أمير المؤمنين فما رأيته يودع أحدا فيقدر أن يتم وداعه قال فيض بن وثيق سمعت الفضيل يقول إن استطعت أن لاتكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما إن كنت بليغا قالوا ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك ذلك وشق عليك فتكون مرائيا واذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك ومن مدحك فتكلم وقال محمد بن زنبور قال الفضيل لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا وقيل له ما الزهد قال القنوع قيل ما الورع قال اجتناب المحارم قيل مالعبادة قال أداء الفرائض قيل مالتواضع قال أن تخضع للحق وقال أشد الورع في اللسان قلت هكذا هو فقد ترى الرجل ورعا في مأكله وملبسه ومعاملته وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه فإما أن يتحرى الصدق فلا يكمل الصدق وإما أن يصدق فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة وإما أن يظهر أحسن ماعنده ليعظم واما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة قال عبد الصمد بن يزيد سمعت الفضيل يقول لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في إمام فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد وسمعته يقول إنما هما عالمان فعالم الدنيا علمه منشور وعالم الآخرة علمه مستور احذروا عالم الدنيا لايضركم بسكره العلماء كثير والحكماء قليل وعنه لايبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة وحتى لايحب أن يحمد على عباده الله قال الحسين بن زياد المروزي سمعت فضيلا يقول لو حلفت أني مراء كان أحب الي من أن أحلف أن ليست بمراء ولو رأيت رجلا اجتمع لناس حوله لقلت هذا مجنون من الذي اجتمع الناس حوله لايحب أن يجود كلامه لهم فيض بن إسحاق سمعت فضيلا يقول ليست الدنيا دار اقامة وإنما آدم هبط اليها عقوبة ألا ترى كيف يزويها عنه ويمررها عليه بالجوع بالعري بالحاجة كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها تسقيه مرة حضضا ومرة صبرا وإنما بذلك ما هو خير له وعن الفضيل حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا وعنه إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم كبلتك خطيئتك وعن فضيل ورأى قوما من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون فناداهم مهلا يا ورثة الأنبياء مهلا ثلاثا إنكم أئمة يقتدى بكم قال ابن عيينة سمعت الفضيل بن عياض يقول يغفر للجاهل سبعون ذنبا ما لا يغفر للعالم ذنب واحد قال أحمد بن حنبل حدثنا أبو جعفر الحذاء سمعت الفضيل يقول أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن قال عبد الصمد مردويه سمعت الفضيل يقول من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الاسلام من قلبه لايرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة قال أبو العباس السراج حدثني أبو النضر إسماعيل بن عبد الله حدثنا يحيى بن يوسف الزمي عن فضيل بن عياض قال لما دخل علي هارون أمير المؤمنين قلت يا حسن الوجه لقد كلفت أمرا عظيما أما إني ما رأيت أحدا أحسن وجها منك فإن قدرت أن لاتسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل قال عظني قلت بماذا أعظك هذا كتاب الله بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه وماذا عمل بمن عصاه إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصا شديدا ويطلبونها طلبا حثيثا أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها وقال عد الي فقال لو لم تبعث إلي لم آتك وإن أنتفعت بما سمعت عدت إليك قال إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول في مرضه ارحمني بحبي إياك فليس شيء إلي منك وسمعته يقول وهو يشتكي مسني الضر وأنت أرحم الراحمين وسمعته يقول من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء لاحج ولا جهاد أشد من حبس اللسان وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه قال الحسين بن زياد سمعت الفضيل كثيرا يقول احفظ لسانك وأقبل على شانك واعرف زمانك واخف مكانك وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا الفيض بن إسحاق سمعت الفضيل يقول وددت أنه طارفي الناس أني مت حتى لا أذكر إني لأسمع صوت أصحاب الحديث فيأخذني البول فرقا منهم وقال الدورقي حدثنا الحسين بن زياد سمعت فضيلا يقول لأصحاب الحديث لم تكرهوني على أمر تعلمون أني كاره له يعني الرواية لو كنت عبدا لكم فكرهتكم كان نولي أن تبيعوني لو أعلم أني إذا دفعت ردائي هذا إليكم ذهبتم عني لفعلت الدورقي وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول سمعت الفضيل يخاطب نفسه ماأراه أخرجك من الحل فدسك في الحرم إلا ليضعف عليك الذنب أما تستحي تذكر الدينار والدرهم وأنت حول البيت إنما كان يأتيه التائب والمستجير وعن الفضيل قال المؤمن يغبط ولايحسد الغبطة من الإيمان والحسد من النفاق قلت هذا يفسر لك قوله عليه الصلاة والتسليم لاحسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا ينفقه في الحق ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار فالحسد هنا معناه الغبطة أن تحسدوا أخاك على ما آتاه الله لا أنك تحسده بمعنى أنك تود زوال ذلك عنه فهذا بغي وخبث وعن الفضيل قال من أخلاق الأنبياء الحلم والأناة وقيام الليل قال أبو عبد الرحمن السلمي أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر أخبرنا الحسن بن عبد الله العسكري حدثنا ابن أخي أبي زرعة حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه حدثنا أبو عمار عن الفضل بن موسى قال كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق فذكر الحكاية وقد مضت وقال إبراهيم بن الليث حدثنا المحدث علي بن خشرم قال أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال كان الفضيل يقطع الطريق وحده فبينا هو ذات ليلة وقد أنتهت إليه القافلة فقال بعضهم اعدلوا بنا إلى هذه القرية فإن الفضيل يقطع الطريق فسمع ذلك فأرعد فقال يا قوم جوزوا والله لأجتهدن أن لا أعصي الله وروي نحوها من وجه آخر لكنه في الإسناد ابن جهضم وهو هالك وبكل حال فالشرك أعظم من قطع الطريق وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة فنواصي العباد بيد الله تعالى وهو يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب قال إبراهيم بن سعيد الجوهري قال لي المأمون قال لي الرشيد ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض دخلت عليه فقال لي فرغ قلبك للحزن وللخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن المعاصي ويباعداك من النار وعن ابن أبي عمر قال مارأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع قال إبراهيم بن الأشعث رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل مرتين وعن ابن المبارك قال اذا نظرت إلى الفضيل جدد لي الحزن ومقت نفسي ثم بكى قال يحيى بن أيوب دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض فإذا معه شيخ فدخل زافر وأقعدني على الباب قال زافر فجعل الفضيل ينظر الي ثم قال هؤلاء المحدثون يعجبهم قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه رسول الله عن جبريل عن الله " نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد " فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس ثم غشي عليه وعلى الشيخ وجعل زافر ينظر اليهما ثم خرج الفضيل وقمنا والشيخ مغشي عليه قال سهل بن راهويه قلت لابن عيينة ألا ترى إلى الفضيل لاتكاد تجف له دمعة قال اذا قرح القلب نديت العينان قال الأصمعي نظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى رجل فقال يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لايرحمك قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبد الله الأنطاكي قال اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فرق سفيان وبكى ثم قال أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة فقال له الفضيل لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه ألست تخلصت إلى أحسن حديثك وتخلصت أنا إلى احسن حديثي فتزينت لي وتزينت لك فبكى سفيان وقال أحييتني أحياك الله وقال الفيض قال لي الفضيل لو قيل لك امرائي غضبت وشق عليك وعسى ماقيل لك حق تزينت للدنيا وتصنعت وقصرت ثيابك وحسنت سمتك وكففت أذاك حتى يقال أبو فلان عابد ما أحسن سمته فيكرمونك وينظرونك ويقصدونك ويهدون إليك مثل الدرهم الستوق لايعرفه كل أحد فإذا قشر قشر عن نحاس إبراهيم بن الأشعث سمعت الفضيل يقول بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا اذا تعلموا عملوا وإذا عملوا شغلوا وإذا شغلوا فقدوا وإذا فقدوا طلبوا فإذا طلبوا هربوا وعنه قال كفى بالله محبا وبالقرآن مؤنسا وبالموت واعظا وبخشية الله علما وبالاغترار جهلا وعنه خصلتان تقسيان القلب كثرة الكلام وكثرة الأكل وعنه كيف ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف علمه وفني عمره ولم يتزود لمعاده وعنه يا مسكين أنت مسيء وترى أنك محسن وأنت جاهل وترى أنك عالم وتبخل وترى أنك كريم وأحمق وترى أنك عاقل أجلك قصير وأملك طويل قلت إي والله صدق وأنت ظالم وترى أنك مظلوم وآكل للحرام وترى أنك متورع وفاسق وتعتقد أنك عدل وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله عباس الدوري حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري قال سمعت فضيلا يقول لما قدم هارون الرشيد إلى مكة قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشمين وأحضروا المشايخ فبعثوا الي فأردت أن لا أذهب فاستشرت جاري فقال اذهب لعله يريد أن تعظه فدخلت المسجد فلما صرت إلى الحجر قلت لأدناهم أيكم أمير المؤمنين فأشار إليه فقلت السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد علي وقال اقعد ثم قال إنما دعوناك لتحدثنا بشيء وتعظنا فأقبلت عليه فقلت يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك فجعل يبكي ويشهق فرددت عليه وهو يبكي حتى جاء الخادم فحملوني وأخرجوني وقال اذهب بسلام وقال محرز بن عون كنت الفضيل فأتى هارون ومعه يحيى بن خالد وولده جعفر فقال له يحيى يا أبا علي هذا أمير المؤمنين يسلم عليك قال أيكم هو قالوا هذا فقال يا حسن الوجه لقد طوقت أمرا عظيما وكررها ثم قال حدثني عبيد المكتب عن مجاهد في قوله " وتقطعت بهم الأسباب " البقرة قال الأوصال التي كانت في الدنيا وأومأ بيده إليهم قال عبد الله بن خبيق قال الفضيل تباعد من القراء فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك وإن غضبوا شهدوا عليك وقبل منهم قال قطبة بن العلاء سمعت الفضيل يقول آفة القراء العجب وللفضيل رحمه الله مواعظ وقدم في التقوى راسخ وله ترجمة في كتاب الحلية وفي تاريخ أبي القاسم ابن عساكر وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من أهل الخير ويمتنع من جوائز الملوك قال بعضهم كنا جلوسا عند الفضيل بن عياض فقلنا له كم سنك فقال بلغت الثمانين أو جزتها * فماذا أومل أو أنتظر
علتني السنون فأبليتني * فدق العظام وكل البصر
قلت هو من أقران سفيان بن عيينة في المولد ولكنه مات قبله بسنوات. وكان ابنه علي من كبار الأولياء
