-
المطلب بن عبد الله
المطلب بن عبد الله ابن حنطب القرشي المخزومي المدني أحد الثقات وكان جده حنطب بن الحارث بن عبيد المخزومي من مسلمة الفتح أرسل المطلب عن عمر بن الخطاب وغيره وحدث عن عبد الله بن عمرو وابن عباس وجابر وأبي هريرة وعدة روى عنه ابناه الحكم وعبد العزيز وعمرو بن أبي عمرو مولاهم وعبد الله بن طاووس وابن جريج والأوزاعي وزهير بن محمد وآخرون وثقه أبو زرعة والدارقطني وهو ابن أخت مروان بن الحكم وابن أخت أبي سلمة بن عبد الرحمن قال أبو حاتم لم يدرك عائشة وعامة حديثه مراسيل وقال أبو زرعة أرجو أن يكون سمع منها وقال ابن سعد ليس يحتج بحديثه لأنه يرسل كثيرا قلت وفد على الخليفة هشام فوصله بسبعة عشر ألف دينار كان حيا في حدود سنة عشرين ومئة
-
عبد الله بن كثير
عبد الله بن كثير ابن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز
الإمام العلم مقرىء مكة وأحد القراء السبعة أبو معبد الكناني الداري المكي مولى عمرو ابن علقمة الكناني وقيل يكنى أبا عباد وقيل أبا بكر فارسي الأصل وكان داريا وهو العطار وقد وهم البخاري فقال إنه من بني عبد الدار وقال ابن أبي داود هو من قوم تميم الداري والدار بطن من لخم أبوهم الدار ابن هانىء بن حبيب بن نمارة بن لخم من أدد بن سبأ وكذا تابعه الدارقطني فوهما وقال الأصمعي الذي لا يبرح من داره هو الداري فلا يطلب معاشا وعنه قال كان ابن كثير عطارا قلت هذا الحق واشتراك الأنساب لا يبطل ذلك وكان من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى إلى صنعاء اليمن فطردوا عنها الحبشة قيل قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي وذلك محتمل والمشهور تلاوته على مجاهد ودرباس مولى ابن عباس تلا عليه أبو عمرو بن العلاء ومعروف بن مشكان وإسماعيل بن قسطنطين وعدة وقد حدث عن ابن الزبير وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم وعكرمة ومجاهد وغيرهم وهو قليل الحديث روى عنه أيوب وابن جريج وإسماعيل بن أمية وزمعة بن صالح وعمر بن حبيب المكي وليث بن أبي سليم وعبد الله بن عثمان بن خثيم وجرير بن حازم وحسين بن واقد وعبد الله بن أبي نجيح وحماد بن سلمة وآخرون وثقه علي بن المديني وغيره وكان رجلا مهيبا طويلا أبيض اللحية جسيما أسمر أشهل العينين تعلوه سكينة ووقار وكان فصيحا مفوها واعظا كبير الشأن يقال إن ابن عيينة أدركه وسمع منه ولم يصح إنما شهد جنازته وقد وثقه النسائي أيضا وعاش خمسا وسبعين سنة مات سنة عشرين ومئة قال ابن عيينة رأيته يخضب بالصفرة ويقص للجماعة أخبرنا إسحاق بن أبي بكر أنبأنا ابن خليل أنبأنا علي بن قادشاه أنبأنا أبو علي المقرىء أنبأنا أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن ابن جريج عن عبد الله بن كثير عن ابن الزبير قال كانت بنو إسرائيل إذا بلغوا ذا طوى نزعوا نعالهم عن ابن عيينة قال كان ابن كثير يبيع العطر قديما وقال شبل بن ولد ابن كثير بمكة سنة 48 ومات سنة عشرين ومئة قال ابن سعد كان ابن كثير المقرىء ثقة له أحاديث صالحة مات سنة اثنتين وعشرين ومئة وقال البخاري في تاريخه حدثنا الحميدي عن ابن عيينة سمعت مطرفا بمكة في جنازة عبد الله بن كثير وأنا غلام سنة عشرين قال سمعت الحسن ثم قال وقال علي قيل لابن عيينة رأيت عبد الله بن كثير قال رأيته سنة اثنتين وعشرين ومئة أسمع قصصه وأنا غلام كان قاص الجماعة قلت فهاذان قولان لابن عيينة فإما شك وإما عنى بأن الذي مات سنة عشرين هو عبد الله بن كثير بن المطلب السهمي الذي خرج له مسلم في الجنائز من طريق ابن جريج عنه وهذا أشبه
وقال أبو علي الغساني حديث السلف يرويه ابن أبي نجيح عن عبد الله ابن كثير عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم عن ابن عباس ثم قال فقال أبو الحسن القابسي وغيره هو ابن كثير القارىء ثم قال وهذا ليس بصحيح بل هو ابن كثير بن المطلب السهمي كذا نسبه الكلاباذي وهو أخو كثير بن كثير لا شيء له في الصحيح سوى حديث السلم عن صحيح البخاري وكذا ذكر الدارقطني والحاكم وغيرهما عبد الله بن كثير بن المطلب في رجال الصحيحين وذكره البخاري في تاريخه لكنه وهم في نسبته إلى بني عبد الدار وقال أبو نعيم الحافظ عبد الله بن كثير القارىء الداري مولى بني عبد الدار قال ابن المديني قد روى عن الداري أيوب وابن جريج وكان ثقة حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة رأيت أبا عمرو بن العلاء يقرأ على عبد الله بن كثير قال ابن عيينة لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد بن قيس وعبد الله بن كثير وقال جرير بن حازم رأيت عبد الله بن كثير فصيحا بالقرآن وذكر الداني أن ابن كثير أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب ابن مجاهد حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي عن سفيان حدثنا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير يعني في سنة عشرين أنبأنا عبد الرحمن بن محمد والمسلم بن علان قالا أنبأنا حنبل أنبأنا هبة الله أنبأنا ابن المذهب أنبأنا أبو بكر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا إسماعيل حدثنا ابن أبي نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبي المنهال عن ابن عباس قدم رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png المدينة والناس يسلفون في التمر العام والعامين أو قال عامين وثلاثة فقال من سلف في تمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم أخرجوه ستتهم عن رجالهم من حديث ابن أبي نجيح فترددنا في ابن كثير هذا هل هو الداري أو السهمي واختلف العلماء قبلنا فيه وفي رجال مسلم للدارقطني ذكر السهمي فقط وذكر في رجال البخاري عبد الله بن كثير المكي فقط وكل منهما مكي والذي علم بالتأمل أن الداري رجل كبير شهير وأن السهمي لا يكاد يعرف إلا بحديث واحد في صحيح مسلم وهو معلل في استغفاره http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لأهل البقيع تفرد به ابن وهب عن ابن جريج عن عبد الله ابن كثير بن المطلب عن محمد بن قيس بن مخرمة عن عائشة في خروجه عليه السلام ليلا واستغفاره لهم وهو من الموافقات العالية في فوائد الإخميمي ثم قال مسلم في عقبه وحدثني من سمع حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بهذا قال الدارقطني هو عبد الله بن كثيربن المطلب بن أبي وداعة قلت المطلب هذا هو ابن الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي ولعبد الله إخوة كثير وجعفر وسعيد وليسوا بالمشهورين
وقال النسائي عن يوسف بن مسلم عن حجاج عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة عن محمد بن قيس ثم قال النسائي حجاج في ابن جريج عندنا أثبت من ابن وهب قلت ما اختلفا فيه وإنما ابن مسلم زاد من عنده إيضاحا بحسب ظنه فقال بعد عبد الله ابن أبي مليكة فهذا ما عندنا من ذكر السهمي ولم نتيقن له رواية حديث سوى هذا وأما حديث السلف فمتجاذب بينه وبين الداري فليلتمس مرجح لأحدهما والله أعلم وأما الكلاباذي فقال في رجال البخاي عبد الله بن كثير بن المطلب القرشي العبدري المكي القاص حدث عن أبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم روى عنه ابن أبي نجيح في أول السلم فهذا كما ترى جعل ابن كثير بن المطلب عبدريا وإنما هو سهمي وجعله القاص وإنما القاص الداري القارىء وكذا قال البخاري في ابن المطلب إنه من بني عبد الدار بن قصي وما ذكر في تاريخه سواه وما ذكر ابن أبي حاتم سواه إلا ابن كثير الطويل الدمشقي
-
عمرو بن قيس بن ثور
عمرو بن قيس ابن ثور بن مازن الإمام الكبير أبو ثور السكوني الكندي شيخ أهل حمص ولجده مازن بن خيثمة صحبة ولد عمرو سنة أربعين ووفد مع أبيه على معاوية وحدث عن عبد الله بن عمرو وواثلة بن الأسقع وأبي أمامة والنعمان بن بشير وعبد الله بن بسر وعاصم بن حميد وطائفة
وعنه ثوابة بن عون ومعاوية بن صالح وسعيد بن عبد العزيز وعبد الحميد بن عبد العزيز وآخرون خاتمتهم محمد بن حمير قال إسماعيل بن عياش أدرك سبعين صحابيا وولي إمرة الغزو لعمر بن عبد العزيز قال ابن سعد صالح الحديث وقال إسماعيل بن عياش سمعته يقول سمعت معاوية على المنبر نزع بهذه الآية " اليوم أكملت لكم " نزلت في يوم جمعة يوم عرفة وقال أبو حاتم وغيره ثقة بقية عن أبي بكر بن أبي مريم قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى والي حمص انظر إلى الذين نصبوا أنفسهم للفقه وحبسوها في المسجد عن طلب الدنيا فأعط كل رجل منهم مئة دينار فكان عمرو بن قيس وأسد بن وداعة فيمن أخذها وقيل إن عمرو بن قيس كان ممن سار للطلب بدم الوليد الفاسق قال محمود بن خالد مات سنة أربعين ومئة عن مئة عام وقيل مات سنة خمس وعشرين ومئة
-
عبادة بن نسي
عبادة بن نسي الإمام الكبير قاضي طبرية أبو عمر الكندي الأردني حدث عن شداد بن أوس ومعاوية وأبي بن عمارة بكر العين وأبي سعيد الخدري وطائفة
حدث عنه برد بن سنان وعلي بن أبي حملة وهشام بن الغاز وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وعبد الله بن عثمان وخلق وكان سيدا شريفا وافر الجلالة ذا فضل وصلاح وعلم وثقه يحيى بن معين وغيره ولي قضاء الأردن من قبل عبد الملك بن مروان ثم ولي الأردن نائبا لعمر بن عبد العزيز قال أبو مسهر حدثنا كامل بن سلمة الكندي قال سألهم هشام بن عبد الملك من سيد أهل فلسطين قالوا رجاء بن حيوة قال فمن سيد أهل الأردن قالوا عبادة بن نسي قال فمن سيد دمشق قالوا يحيى بن يحيى الغساني قال فمن سيد أهل حمص قالوا عمرو بن قيس السكوني قال فمن سيد أهل الجزيرة قالوا عدي بن عدي الكندي وعن مسلمة بن عبد الملك قال في كندة ثلاثة إن الله بهم ينزل الغيث وينصرنا رجاء بن حيوة وعبادة بن نسي وعدي بن عدي وقيل أهدى رجل قلة عسل لعبادة فقبله وقضى عليه ثم قال له ذهبت القلة يا فلان قالوا مات سنة ثمان عشرة ومئة
-
عطية بن قيس
عطية بن قيس الإمام القانت مقرىء دمشق مع ابن عامر أبو يحيى الكلبي الدمشقي المذبوح عرض على أم الدرداء وكانت عارفة بالتنزيل قد أخذت عن زوجها أبي الدرداء وحدث عن عمرو بن عبسة وعبد الله بن عمرو والنعمان بن بشير ومعاوية وابن عمر وعبد الرحمن بن غنم وأرسل عن أبي الدرداء وطائفة وغزا في دولة معاوية عرض عليه القرآن علي بن أبي حملة والحسن بن عمران وسعيد بن عبد العزيز وروى عنه ولده سعد وأبو بكر بن أبي مريم وعبد الله بن العلاء بن زبر وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وغيرهم قال سعيد بن العزيز لم نكن نطمع أن يفتح ذكر الدنيا في مجلس عطية قال أبو القاسم بن عساكر وله دار قبلي كنيسة لليهود وكان قارىء الجند وهو أكبر من ابن عامر توفي سنة إحدى وعشرين ومئة وقيل سنة عشر ومئة وقيل هو حمصي قال الوليد بن مسلم ذكرت لسعيد بن عبد العزيز قدم عطية فقال سمعته يذكر أنه كان فيمن غزا القسطنطينية زمن معاوية قال دحيم كان هو وإسماعيل بن عبيد الله فارسي الجند وقال عبد الواحد ابن قيس كانوا يصلحون مصاحفهم على قراءة عطية بن قيس وهم جلوس على درج الكنيسة وقال أبو مسهر مولده سنة سبع وتوفي سنة عشر ومئة وروى جماعة عن أبي مسهر أيضا أنه مات سنة إحدى وعشرين ومئة
-
عطية بن سعد
عطية بن سعد ابن جنادة العوفي الكوفي أبو الحسن من مشاهير التابعين ضعيف الحديث روى عن ابن عباس وأبي سعيد وابن عمر
وعنه ابنه الحسن وحجاج بن أرطاة وقرة بن خالد وزكريا بن أبي زائدة ومسعر وخلق وكان شيعيا توفي سنة إحدى عشرة
-
الزهري
[عدل] أخبار الزهري
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
الإمام العلم حافظ زمانه أبو بكر القرشي الزهري المدني نزيل الشام روى عن ابن عمر وجابر بن عبد الله شيئا قليلا ويحتمل أن يكون سمع منهما وأن يكون رأى أبا هريرة وغيره فإن مولده فيما قاله دحيم وأحمد بن صالح في سنة خمسين وفيما قاله خليفة بن خياط سنة إحدى وخمسين وروى عنبسة حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال وفدت إلى مروان وأنا محتلم فهذا مطابق لما قبله وأبى ذلك يحيى بن بكير وقال ولد سنة ست وخمسين حتى قال له يعقوب الفسوي فإنهم يقولون إنه وفد إلى مروان فقال هذا باطل إنما خرج إلى عبد الملك بن مروان وقال لم يكن عنبسة موضعا لكتابة الحديث قال أحمد العجلي سمع ابن شهاب من ابن عمر ثلاثة أحاديث وقال عبد الرزاق حدثنا معمر قال سمع الزهري من ابن عمر حديثين قلت وروى عن سهل بن سعد وأنس بن مالك ولقيه بدمشق والسائب بن يزيد وعبد الله بن ثعلبة بن صعير ومحمود بن الربيع ومحمود بن لبيد وسنين أبي جميلة وأبي الطفيل عامر وعبد الرحمن بن أزهر وربيعة بن عباد الديلي وعبد الله بن عامر بن ربيعة ومالك بن أوس بن الحدثان وسعيد بن المسيب وجالسه ثماني سنوات وتفقه به وعلقمة بن وقاص وكثير بن العباس وأبي أمامة بن سهل وعلي بن الحسين وعروة بن الزبير وأبي إدريس الخولاني وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن مروان وسالم بن عبد الله ومحمد بن جبير بن مطعم ومحمد بن النعمان بن بشير وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيدالله بن عبد الله بن عتبة وعثمان بن إسحاق العامري وأبي الأحوص مولى بني ثابت وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث والقاسم بن محمد وعامر بن سعد وخارجة بن زيد بن ثابت وعبد الله بن كعب بن مالك وأبي عمر رجل من بلي له صحبة وأبان بن عثمان فحديثه عن رافع بن خديج وعبادة بن الصامت مراسيل أخرجها النسائي وله عن أبي هريرة في جامع الترمذي قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري قال كتب عبد الملك إلى الحجاج اقتد بابن عمر في مناسكك قال فأرسل إليه يوم عرفة إذا أردت أن تروح فآذنا قال فجاء هو وسالم وأنا معهما حين زاغت الشمس فقال ما يحبسه فلم ينشب أن خرج الحجاج فقال إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أقتدي بك وآخذ عنك قال إن أردت السنة فأوجز الخطبة والصلاة قال الزهري وكنت يومئذ صائما فلقيت من الحر شدة قلت حدث عنه عطاء بن أبي رباح وهو أكبر منه وعمر بن عبد العزيز ومات قبله ببضع وعشرين سنة وعمرو بن دينار وعمرو بن شعيب وقتادة بن دعامة وزيد بن أسلم وطائفة من أقرانه ومنصور بن المعتمر وأيوب السختياني ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبو الزناد وصالح بن كيسان وعقيل ابن خالد ومحمد بن الوليد الزبيدي ومحمد بن أبي حفصة وبكر بن وائل وعمرو بن الحارث وابن جريج وجعفر بن برقان وزياد بن سعد وعبد العزيز ابن الماجشون وأبو أويس ومعمر بن راشد والأوزاعي وشعيب بن أبي حمزة ومالك بن أنس والليث بن سعد وإبراهيم بن سعد وسعيد بن عبد العزيز وفليح بن سليمان وابن أبي ذئب وابن إسحاق وسفيان بن حسين وصالح بن أبي الأخضر وسليمان بن كثير وهشام بن سعد وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة وأمم سواهم قال علي بن المديني له نحو من ألفي حديث وقال أبو داود حديثه ألفان ومئتا حديث النصف منها مسند أبو صالح عن الليث بن سعد قال ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب يحدث في الترغيب فتقول لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن العرب والأنساب قلت لا يحسن إلا هذا وإن حدث عن القرآن والسنة كان حديثه وقال الليث قدم ابن شهاب على عبد الملك سنة اثنتين وثمانين الذهلي حدثنا أبو صالح حدثنا العطاف بن خالد عن عبد الأعلى ابن عبد الله بن أبي فروة عن ابن شهاب قال أصاب أهل المدينة حاجة زمان فتنة عبد الملك فعمت فقد خيل إلي أنه أصابنا أهل البيت من ذلك ما لم يصب أحدا فتذكرت هل من أحد أخرج إليه فقلت إن الرزق بيد الله ثم خرجت إلى دمشق ثم غ*** إلى المسجد فاعتمدت إلى أعظم مجلس رأيته فجلست إليهم فبينا نحن كذلك إذ أتى رسول عبد الملك فذكر قصة ستأتي بمعناها وأن عبد الملك فرض له
قال أبو الزناد كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف يكتب كلما سمع
إبراهيم بن المنذر حدثنا يحيى بن محمد بن حكم حدثنا ابن أبي ذئب قال ضاقت حال ابن شهاب ورهقه دين فخرج إلى الشام فجالس قبيصة بن ذؤيب قال ابن شهاب فبينا نحن معه نسمر إذ جاء رسول عبد الملك فذهب إليه ثم رجع إلينا فقال من منكم يحفظ قضاء عمر رضي الله عنه في أمهات الأولاد قلت أنا قال قم فأدخلني على عبد الملك بن مروان فإذا هو جالس على نمرقة بيده مخصرة وعليه غلالة ملتحف بسبيبة بين يديه شمعة فسلمت فقال من أنت فانتسبت له فقال إن كان أبوك لنعارا في الفتن قلت يا أميرالمؤمنين عفا الله عما سلف فال أجلس فجلست قال تقرأ القرآن قلت نعم قال فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها قلت لزوجها النصف ولأمها السدس ولأبيها ما بقي قال أصبت الفرض وأخطأت اللفظ إنما لأمها ثلث ما بقي ولأبيها ما بقي هات حديثك قلت حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد فقال عبد الملك هكذا حدثني سعيد قلت يا أمير المؤمنين اقض ديني قال نعم قلت وتفرض لي قال لا والله لا نجمعهما لأحد قال فتجهزت إلى المدينة وروى نحوا منها سعيد بن عفير عن عطاف بن خالد كما مضى أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس قال ابن شهاب قدمت دمشق زمان تحرك ابن الأشعث وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه وروى سعيد بن عفير حدثنا حفص بن عمران عن السري بن يحيى عن ابن شهاب قال قدمت الشام أريد الغزو فأتيت عبد الملك فوجدته في قبة على فرش يفوت القائم والناس تحته سماطان ابن سعد حدثنا محمد بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز سمعت الزهري يقول نشأت وأنا غلام لا مال لي ولا أنا في ديوان وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان عالما بذلك وهو ابن أخت قومي وحليفهم فأتاه رجل فسأله عن مسألة من الطلاق فعي بها وأشار له إلى سعيد بن المسيب فقلت في نفسي ألا أراني مع هذا الرجل المسن يذكر أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مسح رأسه ولا يدري ما هذا فانطلقت مع السائل إلى سعيد بن المسيب وتركت ابن ثعلبة وجالست عروة وعبيد الله وأبا بكر بن عبد الرحمن حتى فقهت فرحلت إلى الشام فدخلت مسجد دمشق في السحر وأممت حلقة وجاه المقصورة عظيمة فجلست فيها فنسبني القوم فقلت رجل من قريش قالوا هل لك علم بالحكم في أمهات الأولاد فأخبرتهم بقول عمر بن الخطاب فقالوا هذا مجلس قبيصة بن ذؤيب وهو حاميك وقد سأله أمير المؤمنين وقد سألنا فلم يجد عندنا في ذلك علما فجاء قبيصة فأخبروه الخبر فنسبني فانتسبت وسألني عن سعيد بن المسيب ونظرائه فأخبرته قال فقال أنا أدخلك على أمير المؤمنين فصلى الصبح ثم انصرف فتبعته فدخل على عبد الملك وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس ثم خرج الآذن فقال أين هذا المديني القرشي قلت ها أنا ذا فدخلت معه على أمير المؤمنين فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به فرفع وليس عنده غير قبيصة جالسا فسلمت عليه بالخلافة فقال من أنت قلت محمد بن مسلم وساق آباءه إلى زهرة فقال أوه قوم نعارون في الفتن قال وكان مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير ثم قال ما عندك في أمهات الأولاد فأخبرته عن سعيد فقال كيف سعيد وكيف حاله فأخبرته ثم قلت وأخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فسأل عنه ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر فالتفت إلى قبيصة فقال هذا يكتب به إلى الآفاق فقلت لا أجده أخلى منه الساعة ولعلي لا أدخل بعدها فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فعل قال إيها الآن انهض لشأنك فخرجت والله مؤيسا من كل شيء خرجت له وأنا يومئذ مقل مرمل ثم خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي وقال ما حملك على ما صنعت من غير أمري قلت ظننت والله أني لا أعود إليه قال ائتني في المنزل فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله فقلما لبث حتى خرج إلي خادم بمئة دينار وأمر لي ببغلة وغلام وعشرة أثواب ثم غ*** إليه من الغد على البغلة ثم أدخلني على أمير المؤمنين وقال إياك أن تكلمه بشيء وأنا أكفيك أمره قال فسلمت فأومأ إلي أن أجلس ثم جعل يسألني عن أنساب قريش فلهو كان أعلم بها مني وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في النسب ثم قال لي قد فرضت لك فرائض أهل بيتك ثم أمر قبيصة أن يكتب ذلك في الديوان ثم قال أين تحب أن يكون ديوانك مع أمير المؤمنين ها هنا أم في بلدك قلت يا أمير المؤمنين أنا معك ثم خرج قبيصة فقال إن أمير المؤمنين أمر أن تثبت في صحابته وأن يجري عليك رزق الصحابة وأن يرفع فريضتك إلى أرفع منها فالزم باب أمير المؤمنين وكان على عرض الصحابة رجل فتخلفت يوما أو يومين فجبهني جبها شديدا فلم أتخلف بعدها قال وجعل يسألني عبد الملك من لقيت فأذكر من لقيت من قريش قال أين أنت عن الأنصار فإنك واجد عندهم علما أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد وسمى رجالا منهم قال فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم قال وتوفي عبد الملك فلزمت ابنه الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد فاستقصى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا قال ثم لزمت هشام بن عبد الملك وصير هشام الزهري مع أولاده يعلمهم ويحج معهم
ابن وهب حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال رأيته رجلا قصيرا قليل اللحية له شعيرات طوال خفيف العارضين يعني الزهري معن بن عيسى عن ابن أخي الزهري قال جمع عمي القرآن في ثمانين ليلة الحميدي عن سفيان قال رأيت الزهري أحمر الرأس واللحية في حمرتها انكفاء كأنه يجعل فيها كتما وكان رجلا أعيمش وله جمة قدم علينا سنة ثلاث وعشرين ومئة فأقام إلى هلال المحرم سنة أربع وأنا يومئذ ابن ست عشرة سنة معمر عن الزهري قال مست ركبتي ركبة سعيد بن المسيب ثماني سنين الزبير في النسب له حدثني محمد بن حسن عن مالك عن ابن شهاب قال كنت أخدم عبيد الله بن عبد الله حتى إن كنت استقي له الماء المالح وكان يقول لجاريته من بالباب فتقول غلامك الأعمش روى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال ما سبقنا ابن شهاب من العلم بشيء إلا أنه كان يشد ثوبه عن صدره ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة ابن أبي الزناد عن أبيه قال كنا نكتب الحلال والحرام وكان ابن شهاب يكتب كلما سمع فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس وبصر عيني به ومعه ألواح أو صحف يكتب فيها الحديث وهو يتعلم يومئذ وعن أبي الزناد قال كنت أطوف أنا والزهري ومعه الألواح والصحف فكنا نضحك به ابن وهب عن الليث كان ابن شهاب يقول ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته وكان يكره أكل التفاح وسؤر الفأر وكان يشرب العسل و يقول إنه يذكر ولفائد بن أقرم يمدح الزهري
ذر ذا وأثن على الكريم محمد * واذكر فواضله على الأصحاب
وإذا يقال من الجواد بماله * قيل الجواد محمد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه * وربيع ناديه على الأعراب
-
ابن مهدي سمعت مالكا يقول حدث الزهري يوما بحديث فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته فقال تستفهمني ما استفهمت عالما قط ولا رددت شيئا على عالم قط
ابن المديني سمعت عبد الرحمن يقول قال مالك حدثنا الزهري بحديث طويل فلم أحفظه فسألته عنه فقال أليس قد حدثتكم به قلنا بلى قلت كنت تكتب قال لا قلت أما كنت تستعيد قال لا ورواها الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي تابعه ابن وهب قال عثمان الدرامي حدثنا موسى بن محمد البلقاوي سمعت مالكا يقول حدث الزهري بمئة حديث ثم التفت إلي فقال كم حفظت يا مالك قلت أربعين فوضع يده على جبهته ثم قال إنا لله كيف نقص الحفظ موسى ضعيف معمر عن الزهري ما قلت لأحد قط أعد علي مروان بن محمد سمع الليث يقول تذكر ابن شهاب ليلة بعد العشاء حديثا وهو جالس يتوضأ فما زال ذاك مجلسه حتى أصبح أبو مسهر حدثنا يزيد بن السمط سمعت قرة بن عبد الرحمن يقول لم يكن للزهري كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه إبراهيم بن سعد سمعت ابن شهاب يقول أرسل إلي هشام أن اكتب لبني بعض أحاديثك فقلت لو سألتني عن حديثين ما تابعت بينهما ولكن إن كنت تريد فادع كاتبا فإذا اجتمع إلي الناس فسألوني كتبت لهم فقال لي يا أبا بكر ما أرانا إلا قد أنقصناك قلت كلا إنما كنت في عرارالأرض الآن هبطت الأودية رواه نوح بن يزيد عن إبراهيم وزاد فيه بعث إلي كاتبين فاختلفا إلي سنة
ابن وهب أنبأنا يعقوب بن عبد الرحمن أن الزهري كان يبتغي العلم من عروة وغيره فيأتي جارية له وهي نائمة فيوقظها يقول لها حدثني فلان بكذا وحدثني فلان بكذا فتقول ما لي ولهذا فيقول قد علمت أنك لا تنتفعي به ولكن سمعت الآن فأردت أن أستذكره أحمد بن أبي الحواري حدثنا الوليد بن مسلم قال خرج الزهري من الخضراء من عند عبد الملك فجلس عند ذلك العمود فقال يا أيها الناس إنا كنا قد منعناكم شيئا قد بذلناه لهؤلاء فتعالوا حتى أحدثكم قال فسمعهم يقولون قال رسول الله وقال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فقال يا أهل الشام ما لي أرى أحاديثكم ليست لها أزمة ولا خطم قال الوليد فتمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ وروى نحوها من وجه آخر أنه كان يمنعهم أن يكتبوا عنه فلما ألزمه هشام بن عبد الملك أن يملي على بنيه أذن للناس أن يكتبوا معمر عن الزهري قال كنا نكره الكتاب حتى أكرهنا عليه الأمراء فرأيت أن لا أمنعه مسلما عبد الرزاق سمع معمرا يقول كنا نرى أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزائنه يقول من علم الزهري وروى محمد بن الحسن بن زبالة عن الدراوردي قال أول من دون العلم وكتبه ابن شهاب خالد بن نزار الأيلي عن سفيان قال كان الزهري أعلم أهل المدينة عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال قال عمر بن عبد العزيز ما ساق الحديث أحد مثل الزهري ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال ما رأيت أحدا أنص للحديث من الزهري وما رأيت أحدا أهون عنده الدراهم منه كانت عنده بمنزلة البعر
أبو سلمة المنقري حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال جالست ابن عباس وابن عمر وجابرا وابن الزبير فلم أر أحد أنسق للحديث من الزهري قال محمد بن سهل بن عسكر سمعت أحمد بن حنبل يقول الزهري أحسن الناس حديثا وأجود الناس إسنادا وقال أبو حاتم أثبت أصحاب أنس الزهري شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال اختلفت من الحجاز إلى الشام خمسا وأربعين سنة فما استطرفت حديثا واحدا ولا وجدت من يطرفني حديثا ابن عيينة عن إبراهيم بن سعد سمعت أبي يسأل الزهري عن شيء من الخلع والإيلاء فقال إن عندي لثلاثين حديثا ما سألتموني عن شيء منها أبو صالح عن الليث كان ابن شهاب يختم حديثه بدعاء جامع يقول اللهم أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة وكان من أسخى من رأيت كان يعطي فإذا فرغ ما معه يستلف من عبيده يقول يا فلان أسلفني كما تعرف وأضعف لك كما تعلم وكان يطعم الناس الثريد ويسقيهم العسل وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم ويقول اسقونا وحدثونا وكان يكثر شرب العسل ولا يأكل شيئا من التفاح وسمعته يبكي على العلم بلسانه ويقول يذهب العلم وكثير ممن كان يعمل به فقلت له لو وضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفا قال والله ما نشر أحد العلم نشري ولا صبر عليه صبري ولقد كنا نجلس إلى ابن المسيب فما يستطيع أحد منا أن يسأله عن شيء إلا أن يبتدىء الحديث أو يأتي رجل يسأله عن شيء قد نزل به روى إبراهيم بن سعد عن أبيه قال ما رؤي أحد جمع بعد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ما جمع ابن شهاب
الليث عن يحيى بن سعيد قال ما بقي عند أحد من العلم ما بقي عند ابن شهاب عبد الرزاق حدثنا معمر عن رجل قال عمر بن عبد العزيز عليكم بابن شهاب هذا فإنكم لا تلقون أحدا أعلم بالسنة الماضية منه سعيد بن بشير عن قتادة ما بقي أحد أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب وآخر كأنه عنى نفسه سعيد بن عبد العزيز سمعت مكحولا يقول ما بقي أعلم بسنة ماضية من ابن شهاب وهيب سمعت أيوب يقول ما رأيت أحدا أعلم من الزهري فقال له صخر بن جويرية ولا الحسن البصري فقال ما رأيت أحدا أعلم من الزهري الوليد بن مسلم سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ما كان إلا بحرا وسمعت مكحولا يقول ابن شهاب أعلم الناس وقال ابن عيينة سمعت أبا بكر الهذلي يقول وقد جالس الحسن وابن سيرين لم أر مثل هذا قط يعني الزهري وقال العدني قال ابن عيينة كانوا يرون يوم مات الزهري أنه ليس أحد أعلم بالسنة منه بقية عن شعيب بن أبي حمزة قيل لمكحول من أعلم من لقيت قال ابن شهاب قيل ثم من قال ابن شهاب قيل ثم من قال ابن شهاب قال ابن القاسم سمعت مالكا يقول بقي ابن شهاب وما له في الناس نظير وقال معمر كان الزهري في أصحابه كالحكم بن عتيبة في أصحابه قال موسى بن إسماعيل شهدت وهيبا وبشر بن المفضل وغيرهما ذكروا الزهري فلم يجدوا أحدا يقيسونه به إلا الشعبي قال علي بن المديني أفتى أربعة الحكم وحماد وقتادة والزهري والزهري عندي أفقههم
قال سعيد بن عبد العزيز جعل يزيد الزهري قاضيا مع سليمان بن حبيب الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال الاعتصام بالسنة نجاة روى يونس بن يزيد عنه نحوه وروى الأوزاعي عنه قال أمروا أحاديث رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كما جاءت الليث عن جعفر بن ربيعة قلت لعراك بن مالك من أفقه أهل المدينة قال أما أعلمهم بقضايا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقضايا أبي بكر وعمر وعثمان وأفقههم فقها وأعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب وأما أغزرهم حديثا فعروة ولا تشاء أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحرا إلا فجرته وأعلمهم عندي جميعا ابن شهاب فإنه جمع علمهم جميعا إلى علمه الحميدي حدثنا سفيان قيل للزهري لو أنك سكنت المدينة ورحت إلى مسجد رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وقبره تعلم الناس منك قال إنه ليس ينبغي أن أفعل حتى أزهد في الدنيا وأرغب في الآخرة ثم قال سفيان ومن كان مثل الزهري قلت كان رحمه الله محتشما جليلا بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية روى الأوزاعي عن الزهري قال إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة عبد الرزاق سمعت عبيد الله بن عمر يقول أردت أطلب العلم فجعلت آتي مشايخ آل عمر فأقول ما سمعت من سالم فكلما أتيت رجلا منهم قال عليك بابن شهاب فإنه كانت يلزمه قال وابن شهاب يومئذ كان بالشام فلزمت نافعا فجعل الله في ذلك خيرا كثيرا عنبسة عن يونس عن ابن شهاب قال قال لي سعيد بن المسيب ما مات من ترك مثلك
مفضل بن فضالة عن عقيل قال رأيت على خاتم ابن شهاب محمد يسأل الله العافية إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا داود بن عبد الله سمعت مالكا يقول كان ابن شهاب من أسخى الناس فلما أصاب تلك الأموال قال له مولى له وهو يعظه قد رأيت ما مر عليك من الضيق فانظر كيف تكون أمسك عليك مالك قال إن الكريم لا تحنكه التجارب نعيم بن حماد حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري قال القراءة على العالم والسماع منه سواء إن شاء الله قال عبيد الله بن عمر دفعت إلى ابن شهاب كتابا نظر فيه فقال اروه عني إبراهيم بن أبي سفيان القيسراني حدثنا الفريابي سمعت الثوري يقول أتيت الزهري فتثاقل علي فقلت له أتحب لو أنك أتيت مشايخ فصنعوا بك مثل هذا فقال كما أنت ودخل فأخرج إلي كتابا فقال خذ هذا فاروه عني فما رويت عنه حرفا معمر عن الزهري قال إعادة الحديث أشد من نقل الصخر عبد الوهاب بن عطاء حدثنا الحسن بن عمارة قال أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه فقلت إن رأيت أن تحدثني قال أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت إما أن تحدثني وأما أن أحدثك فقال حدثني فقلت حدثني الحكم عن يحيى بن الجزار سمع عليا رضي الله عنه يقول ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا قال فحدثني بأربعين حديثا قال يحيى بن سعيد القطان مرسل الزهري شر من مرسل غيره لأنه حافظ وكل ما قدر أن يسمي سمى وإنما يترك من لا يحب أن يسميه
قلت مراسيل الزهري كالمعضل لأنه يكون قد سقط منه اثنان ولا يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط ولو كان عنده عن صحابي لأوضحه ولما عجز عن وصله ولو أنه يقول عن بعض أصحاب النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ومن عد مرسل الزهري كمرسل سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير ونحوهما فإنه لم يدر ما يقول نعم مرسله كمرسل قتادة ونحوه
أبو حاتم حدثنا أحمد بن أبي شريح سمعت الشافعي يقول إرسال الزهري ليس بشيء لأنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم زيد بن يحيى الدمشقي حدثنا علي بن حوشب عن مكحول وذكر الزهري فقال أي رجل هو لولا أنه أفسد نفسه بصحبة الملوك قلت بعض من لا يعتد به لم يأخذ عن الزهري لكونه كان مداخلا للخلفاء ولئن فعل ذلك فهو الثبت الحجة وأين مثل الزهري رحمه الله
سلام بن أبي مطيع عن أيوب السختياني قال لو كنت كاتبا عن أحد لكتبت عن ابن شهاب قلت قد أخذ عنه أيوب قليلا
يعقوب السدوسي حدثني الحلواني حدثنا الشافعي حدثنا عمي قال دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال يا سليمان من الذي تولى كبره منهم قال عبد الله بن أبي ابن سلول قال كذبت هو علي فدخل ابن شهاب فسأله هشام فقال هو عبد الله بن أبي قال كذبت هو علي فقال أنا أكذب لا أبا لك فوالله لو نادى مناد من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت حدثني سعيد وعروة وعبيد وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي قال فلم يزل القوم يغرون به فقال له هشام ارحل فوالله ما كان ينبغي لنا أن نحمل على مثلك قال ولم أنا اغتصبتك على نفسي أو أنت اغتصبتني على نفسي فخل عني فقال له لا ولكنك استدنت ألفي ألف فقال قد علمت وأبوك قبلك أني ما استدنت هذا المال عليك ولا على أبيك فقال هشام إنا أن نهيج الشيخ فأمر فقضى عنه ألف ألف فأخبر بذلك فقال الحمد لله الذي هذا هو من عنده قال عمي ونزل ابن شهاب بماء من المياه فالتمس سلفا فلم يجد فأمر براحلته فنحرت ودعا إليها أهل الماء فمر به عمه فدعاه إلى الغداء فقال يا ابن أخي إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة قال يا عم انزل فاطعم وإلا فامض راشدا ونزل مرة بماء فشكا إليه أهل الماء أن لنا ثماني عشرة امرأة
-
عمرية أي لهن أعمار ليس لهن خادم فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفا وأخدم كل واحدة خادما بألف قال سعيد بن عبد العزيز قضى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار وقال لا تعد لمثلها تدان فقال يا أمير المؤمنين حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين قال إسحاق بن الطباع عن مالك قال الزهري وجدنا السخي لا تنفعه التجارب يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول مر رجل تاجر بالزهري وهو بقريته والرجل يريد الحج فأخذ منه بأربع مئة دينار إلى أن يرجع من حجه فلم يبرح الزهري حتى فرقه فعرف الزهري في وجه التاجر الكراهية فلما رجع قضاه وأمر له بثلاثين دينارا ينفقها علي بن حجر حدثنا الوليد الموقري قال قيل للزهري إنهم يعيبون عليك كثرة الدين قال وكم ديني قيل عشرون ألف دينار قال ليس كثيرا وأنا مليء لي خمسة أعين كل عين منها ثمن أربعين ألف دينار سويد بن سعيد حدثنا ضمام عن عقيل بن خالد أن ابن شهاب كان يخرج إلى الأعراب يفقههم فجاء أعرابي وقد نفد ما بيده فمد الزهري يده إلى عمامتي فأخذها فأعطاه وقال يا عقيل أعطيك خيرا منها أبو مسهر حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال كنا نأتي الزهري بالراهب وهي محلة قبلي دمشق فيقدم لنا كذا وكذا لونا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال كان الزهري يحدث ثم يقول هاتوا من أشعاركم وأحاديثكم فإن الأذن مجاجة وإن للنفس حمضة معمر عن الزهري قال إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب قال محمد بن إشكاب كان الزهري جنديا قلت كان في رتبة أمير قال إسحاق المسيبي المقرىء عن نافع بن أبي نعيم أنه عرض القرآن على الزهري قلت وكان الزهري يوصف بالعبادة فروى معن بن عيسى حدثني المنكدر بن محمد قال رأيت بين عيني الزهري أثر السجود قال الليث بن سعد كان للزهري قبة معصفرة وعليه ملحفة معصفرة الوليد بن مسلم حدثني القاسم بن هزان سمع الزهري يقول لا يرضي الناس قول عالم لا يعمل ولا عمل عامل لا يعلم القاسم ثقة وعن أبي الزناد قال كان الزهري يقدح أبدا عند هشام في الوليد بن يزيد ويعيبه ويذكر أمورا عظيمة حتى يذكر الصبيان وأنهم يخضبون بالحناء ويقول لهشام ما يحل لك إلا خلعه فكان هشام لا يستطيع ذلك للعقد الذي عقد له ولا يكره ما صنع الزهري رجاء أن يؤلب عليه الناس فكنت يوما عنده في ناحية الفسطاط أسمع ذم الزهري للوليد فجاء الحاجب فقال هذا الوليد بالباب قال أدخله فأوسع له هشام على فراشه وأنا أعرف في وجه الوليد الغضب والشر فلما استخلف الوليد بعث إلي وإلى ابن المنكدر وابن القاسم وربيعة قال فأرسل إلي ليلة مخليا وقدم العشاء وقال حديث حدث يا ابن ذكوان أرأيت يوم دخلت على الأحول وأنت عنده والزهري يقدح في أفتحفظ من كلامه شيئا قلت يا أمير المؤمنين أذكر يوم دخلت والغضب في وجهك أعرفه قال كان الخادم الذي رأيت على رأس هشام ينقل ذلك كله إلي وأنا على الباب قبل أن أدخل إليكم وأخبرني أنك لم تنطق بشيء قلت نعم قال قد كنت عاهدت الله لئن أمكنني الله القدرة بمثل هذا اليوم أن أقتل الزهري رواها الواقدي عن أبي الزناد عن أبيه وقال الواقدي حدثنا ابن أخي الزهري قال كان عمي قد اتعد هو وابن هشام بن عبد الملك وكان الوليد يتلهف لو قبض عليه الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز أنبأنا الزهري فال لهشام اقض ديني قال وكم هو قال ثمانية عشر ألف دينار قال إني أخاف إن قضيتها عنك أن تعود فقال قال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين فقضاها عنه قال فما مات حتى استدان مثلها فبيعت شغب فقضي دينه العدني حدثنا سفيان قال رأيت مالك بن أنس وعبيد الله بن عمر أتيا الزهري بمكة فكلماه يعرضان عليه فقال الزهري إني أريد المدينة وطريقي عليكما تأتيان إن شاء الله قال وكان عبيد الله هو المتكلم ومالك معه ساكت ولم يسمعا عليه بمكة شيئا قال معمر أتيت الزهري بالرصافة فجالسته الليث عن معاوية بن صالح أن أبا جبلة حدثه قال كنت مع ابن شهاب في سفر فصام يوم عاشوراء فقيل له لم تصوم وأنت تفطر في رمضان في السفر قال إن رمضان له عدة من أيام أخر وإن عاشوراء يفوت
أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة قال الزهري ثلاث إذا كن في القاضي فليس بقاض إذا كره الملام وأحب المحامد وكره العزل
يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب قال لا تناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال عبد الرحمن بن القاسم عن مالك قال قدم ابن شهاب المدينة فأخذ بيد ربيعة ودخلا إلى بيت الديوان فما خرجا إلى العصر فقال ابن شهاب ما ظننت أن المدينة مثلك وخرج ربيعة وهو يقول ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب ابن أبي رواد عن ابن شهاب قال العمائم تيجان العرب والحبوة حيطان العرب والاضطجاع في المسجد رباط المؤمنين يونس عن ابن شهاب قال الإيمان بالقدر نظام التوحيد فمن وحد ولم يؤمن بالقدر كان ذلك ناقضا توحيده سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب ونافع بن يزيد قالا حدثنا عقيل عن ابن شهاب قال من سنة الصلاة أن تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم فاتحة الكتاب ثم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم تقرأ سورة فكان ابن شهاب يقرأ أحيانا سورة مع الفاتحة يفتتح كل سورة منها ببسم الله الرحمن الرحيم وكان يقول أول من قرأ بسم الله الرحمن الرحيم سرا بالمدينة عمرو بن سعيد بن العاص وكان رجلا حييا ابن أبي يونس سمعت مالكا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه لقد أدركت في المسجد سبعين ممن يقول قال فلان قال رسول الله وإن أحدهم لو ائتمن على بيت المال لكان به أمينا فما أخذت منهم شيئا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ويقدم علينا الزهري وهو شاب فنزدحم على بابه
قلت كأن مالكا انخدع بخضاب الزهري فظنه شابا رواها أبو إسماعيل الترمذي عن إسماعيل محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان سمعت الزهري يقول كنت أحسب أني قد أصبت من العلم حتى جالست عبيد الله بن عبد الله بن عتبة فكأنما كنت في شعب من الشعاب
إسحاق بن محمد الفروي سمعت مالكا يقول دخلت أنا وموسى بن عقبة ومشيخة على ابن شهاب فسأله إنسان عن حديث فقال تركتم العلم حتى إذا صرتم كالشنان قد توهت طلبتموه والله لا جئتم بخير أبدا فضحكنا يونس عن ابن شهاب جالست ابن المسيب حتى ما كنت أسمع منه إلا الرجوع يعني المعاد وجالست عبيد الله فما رأيت أغرب منه ووجدت عروة بحرا لا تكدره الدلاء أبو ضمرة حدثنا عبيد الله بن عمر رأيت ابن شهاب يؤتى بالكتاب ما يقرأه ولا يقرأ عليه فنقول نأخذ هذا عنك فيقول نعم فيأخذونه وما قرأه ولا يرونه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري قال ما استعدت حديثا قط وما شككت في حديث إلا حديثا واحدا فسألت صاحبي فإذا هو كما حفظت قال معمر قد روى الزهري عن الموالي سليمان بن يسار وطاووس والأعرج ونافع مولى ابن عمر ونافع مولى أبي قتادة وحبيب مولى عروة وكثير مولى أفلح وقلت له إنهم يقولون إنك لا تروي عن الموالي قال قد رويت عنهم ولكن إذا وجدت عن أبناء المهاجرين والأنصار فما حاجتي إلى غيرهم وسمعته يقول يا أهل العراق يخرج الحديث من عندنا شبرا ويصير عندكم ذراعا عطاء بن مسلم الخفاف عن عبد الله بن عمر عن الزهري قال حدثت علي ابن الحسين بحديث فلما فرغت منه قال أحسنت بارك الله فيك هكذا حدثناه قلت أراني حدثتك بحديث أنت أعلم به مني قال لا تقل ذاك فليس من العلم ما لا يعرف إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن ابن وهب قال قال مالك لقد هلك سعيد بن المسيب ولم يترك كتابا ولا القاسم بن محمد ولا عروة ولا ابن شهاب قلت لابن شهاب وأنا أريد أن أخصمه ما كنت تكتب قال ( قلت ) ولا تسأل أن يعاد عليك الحديث قال لا قال معمر كان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين قال لم أر في أهل بيته أفضل منه أيوب بن سويد حدثنا يونس قال الزهري إياك وغلول الكتب قلت وما غلولها قال حبسها الأوزاعي عن سليمان بن حبيب عن عمر بن عبد العزيز قال ما أتاك به الزهري عن غيره فشد يدك به وما أتاك به عن رأيه فانبذه قال ابن المديني دار علم الثقات على ستة فكان بالحجاز الزهري وعمرو بن دينار وبالبصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير وبالكوفة أبو إسحاق والأعمش داود بن المحبر عن مقاتل بن سليمان عن الزهري قال كان ابن عباس يقول خمس يورثن النسيان أكل التفاح والبول في الماء الراكد والحجامة في القفا وإلقاء القملة في التراب وسؤر الفأرة قال محمد بن يحيى الذهلي أبو حميد مولى مسافع عن أبي هريرة روى عنه الزهري حديث لتنتقن كما ينتقى التمر وحديث إياكم ومحقرات الأعمال رواهما يونس بن يزيد عنه أحمد بن عبد العزيز الرملي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي سمعت الزهري لما حدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن قلت له فما هو قال من الله القول وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم أمروا حديث رسول الله كما جاء بلا كيف محمد بن ميمون المكي حدثنا ابن عيينة قال أتيت الزهري وهو عند سارية عند باب الصفا فجلست بين يديه فقال يا بني قرأت القرآن قلت بلى قال تعلمت الفرائض قلت بلى قال كتبت الحديث قلت بلى يعني عن أبي إسحاق الهمداني قال أبو إسحاق إسناد ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي سلمة عن أبي رزين سمعت الزهري يقول أعيا الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من منسوخه وعن إسماعيل المكي سمعت الزهري يقول من سره أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب قال الحاكم لأن زبيب الحجاز حار حلو رقيق فيه يبس مقطع للبلغم
أيوب بن سويد عن يونس عن الزهري قال لي القاسم أراك تحرص على الطلب أفلا أدلك على وعائه قلت بلى قال عليك بعمرة بنت عبد الرحمن فإنها كانت في حجر عائشة فأتيتها فوجدتها بحرا لا ينزف
قال الشافعي قال ابن عيينة حدث الزهري يوما بحديث فقلت هاته بلا إسناد قال أترقى السطح بلا سلم
عن الوليد بن عبيد الله العجلي عن الزهري قال الحافظ لا يولد إلا في كل أربعين سنة مرة
يونس بن محمد حدثنا أبو أويس سألت الزهري عن التقديم والتأخير في الحديث فقال إن هذا يجوز في القرآن فكيف به في الحديث إذا أصيب معنى الحديث ولم يحل به حراما ولم يحرم به حلالا فلا بأس وذلك إذا أصيب معناه
أخبرنا أحمد بن إسحاق الزاهد أنبأنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز المراتبي ببغداد أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري سنة تسع وثلاثين وخمس ومئة أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا عبد الواحد بن محمد حدثنا الحسين ابن إسماعيل المحاملي حدثنا أحمد بن إسماعيل حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنبأنا الفتح بن عبد السلام أنبأنا هبة الله بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد بن النقور حدثنا عيسى بن علي حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png رأى في يد رجل خاتما من ذهب فضرب إصبعه حتى ألقاه ورأى على أم سلمة قرطي ذهب فأعرض عنها حتى رمت بهما هكذا أرسله منصور وبالإسناد إلى أبي القاسم هو البغوي حدثنا بشر بن الوليد حدثنا إبراهيم ابن سعد عن الزهري عن أنس أنه أبصر على النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png خاتم ورق يوما واحدا فصنع الناس خواتيمهم من ورق فلبسوها فطرح النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png خاتمه وطرحوا خواتيمهم ورأى في يد رجل خاتما فضرب إصبعه حتى رمى به
أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي وأحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء قراءة عن عبد المعز بن محمد أنبأنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل أنبأنا محلم ابن إسماعيل أنبأنا الخليل بن أحمد السجزي حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا قتيبة حدثنا المفضل عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم مسح بهما ما استطاع من جسده بدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات أخرجه البخاري عن قتيبة بن سعيد مثله وقد وقع لنا جملة صالحة من عالي حديث الزهري وقد طالت هذه الترجمة وبقيت أشياء والله الموفق قال محمد بن سعد أخبرني الحسين بن المتوكل العسقلاني قال رأيت قبر الزهري بأدما وهي خلف شغب وبدا وهي أول عمل فلسطين وآخر عمل الحجاز وبها ضيعة للزهري رأيت قبره مسنما مجصصا
قال يحيى القطان توفي الزهري سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومئة تابعه أبو عبيد ويحيى بن معين وقال عدة مات سنة أربع قال معن بن عيسى حدثنا ابن أخي الزهري أن عمه مات سنة أربع وكذا قال إبراهيم بن سعد وابن عيينة زاد الواقدي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وقال ابن سعد وخليفة والزبير مات لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربع وعشرين وشذ أبو مسهر فقال مات سنة خمس
-
يحيى البكاء
يحيى البكاء شيخ بصري محدث فيه لين من موالي الأزد وهو يحيى بن مسلم وقيل يحيى بن سليمان وقيل ابن سليم وهو يحيى بن أبي خليد حدث عن ابن عمر وسعيد بن المسيب وأبي العاليه وغيرهم وهو قليل الرواية حدث عنه حماد بن سلمة وعبد الوارث وحماد بن زيد وقدامة بن شهاب وعبد العزيز بن عبد الله النرمقي وعلي بن عاصم وآخرون قال ابن سعد ثقة إن شاء الله وقال أبو زرعة ليس بقوي كان يحيى القطان لا يرضاه وقال عباس عن يحيى يروي وكيع عن شيخ له ضعيف يقال له يحيى بن مسلم كوفي قلت هكذا ساق ابن عدي في ترجمة البكاء فوهم لأن البكاء مات سنة ثلاثين ومئة
وقال النسائي متروك الحديث بصري وروى أحمد بن زهير عن يحيى ليس بذاك حماد بن زيد عن يحيى البكاء قال سمعت رجلا قال لابن عمر إني لأحبك قال وأنا أبغضك في الله قال لم قال لأنك تبغي في أذانك وتأخذ عليه أجرا
-
هشام بن عبد الملك
هشام بن عبد الملك بن مروان الخليفة أبو الوليد القرشي الأموي الدمشقي ولد بعد السبعين واستخلف بعهد معقود له من أخيه يزيد ثم من بعده لولد يزيد وهو الوليد وكانت داره عند باب الخواصين واليوم بعضها هي المدرسة والتربة النورية استخلف في شعبان سنة خمس ومئة إلى أن مات في ربيع الآخر وله أربع وخمسون سنة وأمه فاطمة بنت الأمير هشام بن أسماعيل بن هشام أخي خالد ابني الوليد بن المغيرة المخزومي وكان جميلا أبيض مسمنا أحول خضب بالسواد قال مصعب الزبيري زعموا أن عبد الملك رأى أنه بال في المحراب أربع مرات فدس من سأل ابن المسيب عنها فقال يملك من ولده لصلبه أربعة فكان هشام آخرهم وكان حريصا جماعا للمال عاقلا حازما سائسا فيه ظلم مع عدل روى أبو عمير بن النحاس عن أبيه قال كان لا يدخل بيت المال لهشام شيء حتى يشهد أربعون قسامة لقد أخذ من حقه ولقد أعطي الناس حقوقهم
قال الأصمعي أسمع رجل هشام بن عبد الملك كلاما فقال له مالك أن تسمع خليفتك وغضب مرة على رجل فقال والله لقد هممت أن أضربك سوطا
ابن سعد عن الواقدي حدثني سحبل بن محمد قال مارأيت أحدا من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام ولقد دخله من مقتل زيد بن علي وابنه يحيى أمر شديد حتى قال وددت لو كنت افتديتهما وقال الواقدي حدثني ابن أبي الزناد عن أبيه قال ما كان أحد أكره إليه الدماء من هشام ولقد ثقل عليه خروج زيد فما كان شيء حتى أتي برأسه
قال الواقدي فلما ظهر بنو العباس نبش هشاما عبد الله بن علي وصلبه قال العيشي قال هشام ما بقي علي بشيء من لذات الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئا واحدا أخ أرفع مؤنة التحفظ منه ويقال إنه ما حفظ له من الشعر سوى هذا
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى * إلى بعض ما فيه عليك مقال
حرملة حدثنا الشافعي قال لما بنى هشام الرصافة بقنسرين أحب أن يخلو يوما لا يأتيه فيه غم فما تنصف النهار حتى أتته ريشة بدم من بعض الثغور فقال ولا يوم واحد
قال ابن عيينة كان هشام لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت قال الهيثم بن عمران مات هشام بورم الحلق داء يقال له الحرذون بالرصافة وتسلم الخلافة الوليد بن يزيد ولي العهد وقيل كان هشام مغرى بالخيل اقتنى من جيادها ما لا يوصف كثرة وله من الأولاد معاوية وخلف ومسلمة ومحمد وسليمان وسعيد وعبد الله ويزيد الأفقم ومروان وإبراهيم ومنذر وعبد الملك والوليد وقريش وعبد الرحمن وبنات نقله وكيع القاضي
-
محمد بن المنكدر
محمد بن المنكدر ابن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد ابن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي الإمام الحافظ القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الله القرشي التيمي المدني ويقال أبو بكر أخو أبي بكر وعمر ولد سنة بضع وثلاثين وحدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وعن سلمان وأبي رافع وأسماء بنت عميس وأبي قتادة وطائفة مرسلا وعن عائشة وأبي هريرة وعن ابن عمر وجابر وابن عباس وابن الزبير وأميمة بنت رقيقة
وربيعة بن عباد وأنس بن مالك وأبي أمامة بن سهل ومسعود بن الحكم وعبد الله بن حنين وحمران وذكوان أبي صالح وسعيد بن المسيب وعروة وعبد الرحمن بن يربوع وأبيه المنكدر وخلق وعنه عمرو بن دينار والزهري وهشام بن عروة وأبو حازم الأعرج وموسى بن عقبة ومحمد بن واسع ويحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن سوقة وعبيد الله بن عمر وابن جريج ومعمر ومالك وجعفر الصادق وشعبة والسفيانان وروح بن القاسم وشعيب بن أبي حمزة والأوزاعي وعبد العزيز بن الماجشون وعمرو بن الحارث وأبو حنيفة وابن أبي ذئب والمنكدر ابنه وورقاء بن عمر وأبو عوانة والوليد بن أبي ثور ويوسف بن يعقوب بن الماجشون وابنه الآخر يوسف بن محمد ويوسف بن إسحاق السبيعي وخلق كثير قال علي له نحو مئتي حديث وروى ابن راهويه عن سفيان قال كان من معادن الصدق ويجتمع إليه الصالحون ولم يدرك أحدا أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال قال رسول الله منه وقال الحميدي هو حافظ وقال ابن معين وأبو حاتم ثقة وقال الترمذي سألت محمدا يعني البخاري سمع من عائشة فقال نعم يقول في حديثه سمعت عائشة قلت إن ثبت الإسناد إلى ابن المنكدر بهذا فجيد وذلك ممكن لأنه قرابتها وخصيص بها ولحقها وهو ابن نيف وعشرين سنة وقال أبو حاتم البستي كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء وقال أبو القاسم اللالكائي كان المنكدر خال عائشة فشكا إليها الحاجة فقالت إن لي شيئا يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف فبعثت بها إليه فاشترى جارية فولدت له محمدا وأبا بكر وعمر وقال مالك كان ابن المنكدر سيد القراء وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا يحيى بن الفضل الأنيسي سمعت بعض من يذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينا هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى فكثر بكاؤه حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه فقال ما الذي أبكاك قال مرت بي آية قال وما هي قال " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما وروى عفيف بن سالم عن عكرمة بن إبراهيم عن ابن المنكدر أنه جزع عند الموت فقيل له لم تجزع قال أخشى آية من كتاب الله " وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب قال ابن عيينة كان لمحمد بن المنكدر جار مبتلى فكان يرفع صوته بالبلاء وكان محمد يرفع صوته بالحمد قال عبد العزيز الأويسي حدثنا مالك قال كان محمد بن المنكدر لا يكاد أحد يسأله عن حديث إلا كان يبكي وعن ابن المنكدر قال كابت نفسي أربعين سنة حتى استقامت أبو خالد الأحمر عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر قال إن الله يحفظ العبد المؤمن في ولده وولد ولده ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فما يزالون في حفظ أو في عافية ما كان بين ظهرانيهم وسمعت ابن المنكدر يقول نعم العون على تقوى الله الغنى
وقال أبو معشر السندي بعث ابن المنكدر إلى صفوان بن سليم بأربعين دينارا ثم قال لبنيه با بني ما ظنكم بمن فرغ صفوان بن سليم لعبادة ربه أبو معاوية عن عثمان بن واقد قال قيل لابن المنكدر أي الدنيا أحب إليك قال الإفضال على الإخوان قال أبو معشر كان سيدا يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء وروى جعفر بن سليمان عن محمد بن المنكدر أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه قومي ضعي قدمك على خدي قرأت على إسحاق الأسدي أخبركم يوسف الحافظ أنبأنا أبو المكارم التيمي أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان حدثنا إسماعيل القاضي حدثنا نصر بن علي حدثنا الأصمعي حدثنا أبو مودود عن محمد بن المنكدر قال جئت إلى المسجد فإذا شيخ يدعو عند المنبر بالمطر فجاء المطر وجاء بصوت فقال يا رب ليس هكذا أريد فتبعته حتى دخل دار آل حرام أو دار آل عثمان فعرضت عليه شيئا فأبى فقلت أتحج معي فقال هذا شيء لك فيه أجر فأكره أن أنفس عليك وأما شيء آخذه فلا وبه إلى أبي نعيم حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا أبو العباس الهروي حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا ابن وهب حدثنا ابن زيد قال قال ابن المنكدر إني لليلة مواجه هذا المنبر في جوف الليل أدعو إذا إنسان عند أسطوانة مقنع رأسه فأسمعه يقول أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم قال فما كان إلا ساعة إذا سحابة قد أقبلت ثم أرسلها الله وكان عزيزا على ابن المنكدر أن يخفى عليه أحد من أهل الخير فقال هذا بالمدينة ولا أعرفه فلما سلم الإمام تقنع وانصرف وأتبعه ولم يجلس للقاص حتى أتى دار أنس فدخل موضعا ففتح ودخل قال ورجعت فلما سبحت أتيته فقلت أدخل قال ادخل فإذا هو ينجر أقداحا فقلت كيف أصبحت أصلحك الله قال فاستشهرها وأعظمها مني فلما رأيت ذلك قلت أني سمعت إقسامك البارحة على الله يا أخي هل لك في نفقة تغنيك عن هذا وتفرغك لما تريد من الآخرة قال لا ولكن غير ذلك لا تذكرني لأحد ولا تذكر هذا لأحد حتى أموت ولا تأتني يا ابن المنكدر فإنك إن تأتني شهرتني للناس فقلت إني أحب أن ألقاك قال القني في المسجد قال وكان فارسيا فما ذكر ذلك ابن المنكدر لأحد حتى مات الرجل قال ابن وهب بلغني أنه انتقل من تلك الدار فلم ير ولم يدر أين ذهب فقال أهل تلك الدار الله بيننا وبين ابن المنكدر أخرج عنا الرجل الصالح قال محمد بن الفيض الغساني حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي حدثنا صدقة بن عبد الله قال جئت محمد بن المنكدر وأنا مغضب فقلت له أحللت للوليد أم سلمة قال أنا ولكن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png حدثني جابر أنه http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لا طلاق لما لا تملك ولا عتق لما لا تملك ورواه أحمد بن خليد الكندي عن عبد الله بن يزيد وقد كان الوليد بن يزيد استقدم محمد بن المنكدر في عدة من الفقهاء أفتوه في طلاق زوجته أم سلمة محمد بن سعد حدثنا أحمد بن أبي إسحاق العبدي حدثنا حجاج بن محمد عن أبي معشر أن المنكدر جاء إلى أم المؤمنين عائشة فشكى إليها الحاجة فقالت أول شيء يأتيني أبعث به إليك فجاءتها عشرة آلاف درهم فقالت ما أسرع ما امتحنت يا عائشة وبعثت بها إليه فاتخذ منها جارية فولدت له محمدا وأبا بكر وعمر كنى أبو خيثمة وابن سعد وجماعة محمدا أبا عبد الله وكناه البخاري ومسلم والنسائي أبا بكر قال بعقوب الفسوي هو غاية في الإتقان والحفظ والزهد حجة وقال الحميدي حدثنا سفيان قال كان ابن المنكدر يقول كم من عين ساهرة في رزقي في ظلمات البر والبحر وكان إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع وروي أنه كان يقترض ويحج فكلم في ذلك فقال أرجو وفاءها وقال سهل بن محمود حدثنا سفيان قال تعبد ابن المنكدر وهو غلام وكانوا أهل بيت عبادة قال يحيى بن بكير وأبو بكر وعمر لا يدرى أيهم أفضل قال سعيد بن عامر قال ابن المنكدر إني لأدخل في الليل فيهولني فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي وقال إبراهيم بن سعد رأيت ابن المنكدر يصلي في مقدم المسجد فإذا انصرف مشى قليلا ثم استقبل القبلة ومد يديه ودعا ثم ينحرف عن القبلة ويشهر يديه ويدعو يفعل ذلك حين يخرج فعل المودع وقال مصعب بن عبد الله حدثني إسماعيل بن يعقوب التيمي قال كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه فكان يصيبه صمات فكان يقوم كما هو حتى يضع خده على قبر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ثم يرجع فعوتب في ذلك فقال إنه يصيبني خطر فإذا وجدت ذلك استعنت بقبر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وكان يأتي موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع فقيل له في ذلك فقال إني رأيت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في هذا الموضع ويروى أنه حج فوهب كل ما معه حتى بقي في إزار فلما نزل بالروحاء قال وكيله ما بقي معنا درهم فرفع صوته بالتلبية فلبى أصاحبه ولبى الناس وبالماء محمد بن هشام فقال إني أظن محمد بن المنكدر بالماء فنظروا فقالوا نعم قال ما أظن معه شيئا احملوا إليه أربعة آلاف فأتي محمد بها قال المنكدر بن محمد كان أبي يحج بولده فقيل له لم تحج بهؤلاء قال أعرضهم لله قال سعيد بن عامر قال ابن المنكدر بات أخي عمر يصلي وبت أغمز قدم أمي وما أحب أن ليلتي بليلته وقال ابن عيينة تبع ابن المنكدر جنازة سفيه فعوتب فقال والله إني لأستحيي من الله أن أرى رحمته عجزت عن أحد الفسوي حدثنا زيد بن بشر حدثنا ابن وهب حدثني ابن زيد قال خرج ناس غزاة في الصائفة فيهم محمد بن المنكدر فبينا هم يسيرون في الساقة قال رجل منهم أشتهي جبنا رطبا قال محمد فاستطعمه الله فإنه قادر فدعا القوم فلم يسيروا إلا شيئا حتى وجدوا مكتلا فإذا هو جبن رطب فقال بعضهم لو كان لهذا عسلا فقال الذي أطعمكموه قادر على ذلك فدعوا فساروا قليلا فوجدوا فاقرة عسل على الطريق فنزلوا فأكلوا الجبن والعسل سويد بن سعيد حدثنا خالد بن عبد الله اليمامي قال استودع محمد بن المنكدر وديعة فاحتاج فأنفقها فجاء صاحبها فطلبها فتوضا وصلى ودعا فقال يا ساد الهواء بالسماء ويا كابس الأرض على الماء ويا واحد قبل كل أحد وبعد كل أحد أدعني أمانتي فسمع قائلا يقول خذ هذه فأد بها عن أمانتك واقصر في الخطبة فإنك لن تراني رواها ابن أبي الدنيا عن سويد وقيل كانت مئة دينار قال فإذا بصره في نعله فأداها إلى صاحبها قال الواقدي فأصحابنا يتحدثون أن الذي وضعها عامر بن عبد الله بن الزبير كان كثيرا ما يفعل مثل هذا وقال ابن الماجشون إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني قال الواقدي وابن المديني وخليفة وجماعة مات ابن المنكدر سنة ثلاثين ومئة وقال الفسوي سنة إحدى وثلاثين قيل بلغت أحاديث ابن المنكدر المسندة أزيد من مئتي حديث أخبرنا محمد بن عبد العزيز المقرىء في سنة اثنتين وتسعين وست مئة وأحمد ابن أبي الفتح وأحمد بن سليمان والحسن بن علي وإبراهيم بن غالب ومحمد بن يوسف وأبو المحاسن محمد بن أبي الحزم وإبراهيم بن عبد الرحمن الفارسي ومحمد بن أحمد العقيلي سماعا منهم في أوقات قالوا أنبأنا علي بن محمد السخاوي وقرأت على علي بن محمد الحافظ ولؤلؤ المحسني وعلي بن أحمد القناديلي وسليمان بن قدامة قالوا أنبأنا علي بن هبة الله الخطيب وقرأت على عبد المعطي بن الباشق وعبد المحسن بن هبة الله الفوي أخبركما عبد الرحمن بن مكي قالوا أنبأنا أبو طاهر السلفي أنبأنا مكي بن علان الكرجي وأخبرتنا عائشة بنت عيسى سنة اثنتين وتسعين أنبأنا الإمام أبو محمد بن قدامة حضورا في سنة أربع عشرة وست مئة أنبأنا أبو زرعة المقدسي أنبأنا محمد بن أحمد الساوي قالا حدثنا زكريا بن يحيى بن أسد المرزوي ببغداد حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر سمع ابن الزبير يقول إذا رميت الجمرة يوم النحر فقد حل لك ما وراء النساء أخرجاه من حديث سفيان وبه حدثنا سفيان عن ابن المنكدر أنه سمع جابرا يقول ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم فقلنا لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعم لك عينا فأتينا النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png فذكر ذلك له فقال سم ابنك عبد الرحمن وأخرجاه عن جماعة عن سفيان بن عيينة
أخوه عمر بن المنكدر المدني العابد من كبار الصالحين وله ترجمة في طبقات ابن سعد قلما روى
-
مالك بن دينار
مالك بن دينار علم العلماء الأبرار معدود في ثقات التابعين ومن أعيان كتبة المصاحف كان من ذلك بلغته ولد في أيام ابن عباس وسمع من أنس بن مالك فمن بعده وحدث عنه وعن الأحنف بن قيس وسعيد بن جبير والحسن البصري ومحمد بن سيرين والقاسم بن محمد وعدة حدث عنه سعيد بن أبي عروبة وعبد الله بن شوذب وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد العطار وعبد السلام بن حرب والحارث بن وجيه وطائفة سواهم وليس هو من أساطين الرواية وثقه النسائي وغيره واستشهد به البخاري وحديثه في درجة الحسن قال علي بن المديني له نحو من أربعين حديثا قال جعفر بن سليمان سمعت مالك بن دينار يقول وددت أن رزقي في حصاة أمتصها لا ألتمس غيرها حتى أموت وقال مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ولم أكره ذمهم لأن حامدهم مفرط وذامهم مفرط إذا تعلم العالم العلم للعمل كسره وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرا
الأصمعي عن أبيه قال مر المهلب على مالك بن دينار متبخترا فقال أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين فقال المهلب أما تعرفني قال بلى أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة فانكسر وقال الآن عرفتني حق المعرفة قال حزم القطعي دخلنا على مالك وهو يكيد بنفسه فرفع طرفه ثم قال اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج قيل كان أبوه دينار من سبي سجستان وكناه النسائي أبا يحيى وقال ثقة
قال جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار إذا لم يكن في القلب حزن خرب وعن مالك بن دينار قال من تباعد من زهرة الدنيا فذاك الغالب هواه وروى رياح القيسي عنه قال ما من أعمال البر شيء إلا ودونه عقيبة فإن صبر صاحبها أفضت به إلى روح وإن جزع رجع وقيل دخل عليه لص فما وجد ما يأخذ فناداه مالك لم تجد شيئا من الدنيا فترغب في شيء من الآخرة قال نعم قال توضأ وصل ركعتين ففعل ثم جلس وخرج إلى المسجد فسئل من ذا قال جاء ليسرق فسرقناه عن سلم الخواص قال قال مالك بن دينار خرج أهل الدنيا من الدنيا ولم يذوقوا أطيب شيء فيها قيل وما هو قال معرفة الله تعالى وروى جعفر بن سليمان عن مالك قال إن الصديقين إذا قرىء عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة ثم يقول خذوا فيتلو ويقول اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه قال محمد بن سعد مالك ثقة قليل الحديث كان يكتب المصاحف وقال جعفر بن سليمان حدثنا مالك بن دينار قال أتينا أنسا أنا وثابت ويزيد الرقاشي فنظر إلينا فقال ما أشبهكم بأصحاب محمد http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لأنتم أحب إلي من عدة ولدي إلا أن يكونوا في الفضل مثلكم إني لأدعو لكم في الأسحار قال الدارقطني مالك بن دينار ثقة ولا يكاد يحدث عنه ثقة قال السري بن يحيى قال مالك بن دينار إنه لتأتي علي السنة لا آكل فيها لحما إلا من أضحيتي يوم الأضحى قال سليمان التيمي ما أدركت أحدا أزهد من مالك بن دينار جعفر بن سليمان سمعت مالكا يقول وددت أن الله يجمع الخلائق فيأذن لي أن أسجد بين يديه فأعرف أنه قد رضي عني فيقول لي كن ترابا قال رياح بن عمرو القيسي سمعت مالك بن دينار يقول دخل علي جابر ابن زيد وأنا أكتب فقال يا مالك مالك عمل إلا هذا تنقل كتاب الله هذا والله الكسب الحلال وعن شعبة قال كان أدم مالك بن دينار في كل سنة بفلسين ملح قال جعفر بن سليمان كان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع أجرته عند البقال فيأكله وعنه لو استطعت لم أنم مخافة أن ينزل العذاب يا أيها الناس النار النار قال معلى الوراق سمعت مالك بن دينار يقول خلطت دقيقي بالرماد فضعفت عن الصلاة قال السري بن يحيى توفي مالك بن دينار سنة سبع وعشرين ومئة وقال ابن المديني سنة ثلاثين ومئة
-
صفوان بن سليم
صفوان بن سليم الإمام الثقة الحافظ الفقيه أبو عبد الله وقيل أبو الحارث القرشي
الزهري المدني مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف حدث عن ابن عمر وأنس وأم سعد بنت عمرو الجمحية وجابر بن عبد الله وعن حميد مولاه وعطاء بن يسار ونافع بن جبير بن مطعم وطاووس وسعيد بن المسيب وسعيد بن سلمة الأزرقي وسلمان الأغر والقاسم بن محمد وأبي بسرة الغفاري ( تابعي مجهول ) وخلق سواهم وعنه يزيد بن أبي حبيب وموسى بن عقبة وابن جريج وابن عجلان ومالك والليث وعبد العزيز الدراوردي والسفيانان وخلق كثيرا آخرهم وفاة أبو ضمرة الليثي قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث عابدا وقال ابن المديني ثقة وعن أحمد بن حنبل قال من الثقات يستشفى بحديثه وينزل القطر من السماء بذكره وروى عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة من خيار عباد الله الصالحين وقال أبو حاتم والعجلي والنسائي ثقة وقال المفضل بن غسان كان يقول بالقدر وقال يعقوب بن شيبة ثبت ثقة مشهور بالعبادة سمعت علي بن عبد الله يقول كان صفوان بن سليم يصلي على السطح في الليلة الباردة لئلا يجيئه النوم إسحاق بن محمد عن مالك بن أنس قال كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح ثم يقول هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل ويظهر فيه عروق خضر
وروى محمد بن يزيد الآدمي عن أنس بن عياض قال رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له غدا القيامة ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة وقال يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن أبي حازم قال عادلني صفوان بن سليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع قال ابن عيينة حج صفوان فذهبت بمنى فسألت عنه فقيل لي إذا دخلت مسجد الخيف فأت المنارة فانظر أمامها قليلا شيخا إذا رأيته علمت أنه يخشى الله تعالى فهو صفوان بن سليم فما سألت عنه أحدا حتى جئت كما قالوا فإذا أنا بشيخ كما رأيته علمت أنه يخشى الله فجلست إليه فقلت أنت صفوان بن سليم قال نعم قال وحج صفوان بن سليم وليس معه إلا سبعة دنانير فاشترى بها بدنة فقيل له في ذلك فقال إني سمعت الله يقول " والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير " ( الحج 36 ) محمد بن يعلى الثقفي عن المنكدر بن محمد قال كنا مع صفوان بن سليم في جنازة وفيها أبي وأبو حازم وذكر نفرا من العباد فلما صلي عليها قال صفوان أما هذا فقد انقطعت عنه أعماله واحتاج إلى دعاء من خلف بعده قال فأبكى والله القوم جميعا يعقوب بن محمد الزهري عن أبي زهرة مولى بني أمية سمعت صفوان بن سليم يقول في الموت راحة للمؤمن من شدائد الدنيا وإن كان ذا غصص وكرب ثم ذرفت عيناه قدامة بن محمد الخشرمي عن محمد بن صالح التمار قال كان صفوان ابن سليم يأتي البقيع في الأيام فيمر بي فاتبعته ذات يوم وقلت لأنظرن ما يصنع فقنع رأسه وجلس إلى قبر منها فلم يزل يبكي حتى رحمته وظننت أنه قبر بعض أهله ومر بي مرة أخرى فاتبعته فقعد إلى جنب قبر غيره ففعل مثل ذلك فذكرت ذلك لمحمد بن المنكدر وقلت إنما ظننت أنه قبر بعض أهله فقال محمد كلهم أهله وإخوته إنما هو رجل يحرك قلبه بذكر الأموات كلما عرضت له قسوة قال ثم جعل محمد يمر بي فيأتي البقيع فسلمت عليه ذات يوم فقال اما نفعك موعظة صفوان فظننت أنه انتفع بما ألقيت إليه منها قال أبو غسان النهدي سمعت سفيان بن عيينة وأعانه على الحديث أخوه قال حلف صفوان ألا يضع جنبه بالأرض حتى يلقى الله فمكث على ذلك أكثر من ثلاثين عاما فلما حضرته الوفاة واشتد به النزع والعلز وهو جالس فقالت ابنته يا أبة لو وضعت جنبك فقال يا بنية إذا ما وفيت لله بالنذر والحلف فمات وأنه لجالس قال سفيان فأخبرني الحفار الذي يحفر قبور أهل المدينة قال حفرت قبر رجل فإذا أنا قد وقعت على قبر فوافيت جمجمة فإذا السجود قد أثر في عظام الجمجمة فقلت لأنسان قبر من هذا فقال أو ما تدري هذا قبر صفوان بن سليم وروى سهل بن عاصم عن محمد بن منصور قال قال صفوان بن سليم أعطي الله عهدا أن لا أضع جنبي على فراش حتى ألحق بربي فبلغني أن صفوان عاش بعد ذلك أربعين سنة لم يضع جنبه فلما نزل به الموت قيل له رحمك الله ألا تضطجع قال ما وفيت لله بالعهد إذا فأسند فما زال كذلك حتى خرجت نفسه قال ويقول أهل المدينة إنه بقيت جبهته من كثرة السجود
وقال ابن أبي حازم دخلت مع أبي على صفوان وهو ففي مصلاه فما زال به أبي حتى رده إلى فراشه فأخبرته مولاته قالت ساعة خرجتم مات وروى كثير بن يحيى عن أبيه قال قدم سليمان بن عبد الملك المدينة وعمر بن عبد العزيز عامل عليها قال فصلى بالناس بالظهر ثم فتح باب المقصورة واستند إلى المحراب واستقبل الناس بوجهه فنظر إلى صفوان بن سليم فقال لعمر من هذا ما رأيت أحسن سمتا منه قال صفوان قال يا غلام كيس فيه خمس مئة دينار فأتاه به فقال لخادمه اذهب بها إلى ذلك القائم فأتى حتى جلس إلى صفوان وهو يصلي ثم سلم فأقبل عليه فقال ما حاجتك قال يقول أمير المؤمنين استعن بهذه على زمانك وعيالك فقال صفوان لست الذي أرسلت إليه قال ألست صفوان بن سليم قال بلى قال فإليك أرسلت قال اذهب فاستثبت فولى الغلام وأخذ صفوان نعليه وخرج فلم يربها حتى خرج سليمان من المدينة قال الواقدي وابن سعد وخليفة وابن نمير وعدة مات صفوان سنة اثنتين وثلاثين ومئة قال أبو حسان الزيادي عاش اثنتين وسبعين سنة وعن ابن عيينة قال ألى صفوان أن لا يضع جنبه إلى الأرض حتى يلقى الله تعالى أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر بسفح قاسيون أنبأنا المؤيد ابن محمد الطوسي إجازة أنبأنا هبة الله بن سهل أنبأنا أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنبأنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقية أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري أنبأنا مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال غسل الجمعة واجب على كل محتلم أخرجه مسلم وأبو داود عن أصحاب مالك ورواه النسائي عن هارون بن عبد الله الحمال عن الحسن بن سوار عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه رضي الله عنه فاعتبار العدد كأن شيخنا رواه بالإجازة عن النسائي ولله المنة
-
زيد بن جبير الطائي
زيد بن جبير الطائي الكوفي من ثقات التابعين حديثه عن ابن عمر في الصحاح وروى عن خشف بن مالك وأبي يزيد الضبي حدث عنه حجاج بن أرطاة وشعبة والثوري وإسرائيل وزهير وأبو عوانة وآخرون
وثقه يحيى بن معين وقال أحمد بن حنبل صالح الحديث وقال النسائي وغيره ليس به بأس قلت مجموع ما له سبعة أحاديث وقدوهم العجلي إذ يقول ليس بتابعي
-
الماجشون
الماجشون الإمام المحدث أبو يوسف يعقوب بن دينار أو ابن ميمون وهو ابن أبي سلمة المدني مولى آل المنكدر التيمي سمع ابن عمر وعمر بن عبد العزيز والأعرج وعنه ابناه يوسف وعبد العزيز وابن أخيه الإمام عبد العزيز بن عبد الله قال ابن سعد هو وبنوه يلقبون بالماجشون وهو بالفارسية المورد قال مصعب بن عبد الله كان يعلم الغناء ويتخذ القيان ظاهر أمره وكان يجالس عروة ويجالس عمر بن عبد العزيز بالمدينة ثم وفد عليه فقال إنا تركناك حين تركنا لبس الخز وقد توفي أبو يوسف ووضع على المغتسل ثم أفاق وعاش وله في ذلك حكاية في تاريخ دمشق ثم توفي سنة نيف وعشرين ومئة وله في الكتب الستة وقلما روى ولم يضعف
-
الوليد بن يزيد
الوليد بن يزيد ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الخليفة أبو العباس الدمشقي الأموي
ولد سنة تسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين ووقت موت أبيه كان للوليد نيف عشرة سنة فعقد له أبوه بالعهد من بعد هشام بن عبد الملك فلما مات هشام سلمت إليه الخلافة قال أحمد بن حنبل في مسنده حدثنا أبو المغيرة حدثنا ابن عياش حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمر قال ولد لأخي أم سلمة ولد فسموه الوليد فقال النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png سميتموه بأسماء فراعنتكم ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد لهو أشد لهذه الأمة من فرعون لقومه رواه الوليد والهقل وجماعة عن الأوزاعي فأرسلوه وما ذكروا عمر وفي لفظ لهو أضر على أمتي وجاء بإسناد ضعيف سيكون في الأمة فرعون يقال له الوليد قال مروان بن أبي حفصة قال لي الرشيد صف لي الوليد قلت كان من أجمل الناس وأشعرهم وأشدهم قال الليث حج الوليد وهو ولي عهد سنة ست عشرة وللوليد من البنين عثمان والحكم المذبوحين في الحبس ويزيد والعباس وعدة بنات الواقدي حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه كان الزهري يقدح أبدا عند هشام في الوليد ويذكر أمورا عظيمة حتى يذكر الصبيان وأنه يخضبهم ويقول يجب خلعه فلا يقدر هشام ولو بقي الزهري لفتك له الوليد
قال الضحاك بن عثمان الحزامي أراد هشام خلع الوليد فقال الوليد
كفرت يدا من منعم لو شكرتها * جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمن
رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي * ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني
أراك على الباقين تجني ضغينة * فيا ويحهم إن مت من شر ما تجني
كأني بهم يوما وأكثر قيلهم * ألا ليت أنا حين يا ليت لا تغني
قال حماد الرواية كنت عند الوليد بن يزيد فقال منجمان له نظرنا فوجدناك تملك سبع سنين فقلت كذبا نحن أعلم بالآثار بل تملك أربعين سنة فأطرق ثم قال لا ما قالا يكسرني ولا ما قلت يغرني والله لأجبين المال من حله جباية من يعيش الأبد ولأصرفنه في حقه صرف من يموت الغد وعن العتبي أن الوليد رأى نصرانية اسمها سفرى فجن بها وراسلها فأبت قال المعافى جمعت من أخبار الوليد وشعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه وسخفه وحمقه وما صرح به من الإلحاد في القرآن والكفر بالله
أحمد بن زهير حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا صالح بن سليمان قال أراد الوليد بن يزيد الحج وقال أشرب فوق الكعبة فهم قوم بقتله فحذره خالد القسري فقال ممن فامتنع أن يعرفه قال لأبعثن بك إلى يوسف بن عمر قال وإن فبعث إليه فعذبه وأهلكه
مصعب الزبيري عن أبيه قال كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد فقال رجل كان زنديقا قال مه خلافة الله أجل من أن يجعلها في زنديق
الوليد بن هشام القحذمي عن أبيه قال لما أحاطو بالوليد نشر المصحف وقال أقتل كما قتل ابن عمي عثمان وقال عبد الله بن واقد الجرمي قال لما اجتمعوا على قتل الوليد قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد فشاور أخاه العباس فنهاه فخرج يزيد في أربعين نفسا ليلا فكسروا باب المقصورة وربطوا واليها وحمل يزيد الأموال على العجل وعقد راية لابن عمه عبد العزيز وأنفق الأموال في ألفي رجل فتحارب هم وأعوان الوليد ثم انحاز أعوان الوليد إلى يزيد ثم نزل يزيد حصن البخراء فقصده عبد العزيز ونهب أثقاله فانكسر أولا عبد العزيز ثم ظهر ونادى مناد اقتلوا عدو الله قتلة قوم لوط ارموه بالحجارة فدخل القصر فأحاطوا به وتدلوا إليه فقتلوه وقالوا إنما ننقم عليك انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك ونفد إلى يزيد بالرأس وكان قد جعل لمن أتاه به مئة ألف وقيل سبقت كفه رأسه بليلة فنصب رأسه على رمح بعد الجمعة فنظر إليه أخوه سليمان فقال بعدا له كان شروبا للخمر ماجنا لقد راودني على نفسي قيل عاش ستا وثلاثين سنة وكان مصرعه في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومئة فتملك سنة وثلاثة أشهر وأمه هي بنت محمد بن يوسف الثقفي أمير اليمن أخي الحجاج ونقل عنه المسعودي مصائب فالله أعلم
-
الفأفاء
الفأفاء الإمام الفقيه أبو سلمة خالد بن سلمة بن العاص بن هشام بن المغيرة القرشي المخزومي الكوفي الفأفاء
حدث عن سعيد بن المسيب وأبي بردة والشعبي وموسى بن طلحة وعروة بن الزبير وعنه ابنه عبد الله وشعبة والثوري وزائدة وهشيم وآخرون هرب إلى واسط من بني العباس فقتل بها مع الأمير ابن هبيرة وقد روى عنه عمرو بن دينار مع تقدمه وثقه أحمد وابن معين وكان مرجئا ينال من علي رضي الله عنه قتل في أواخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة وهو من عجائب الزمان كوفي ناصبي ويندر أن تجد كوفيا إلا وهو يتشيع وكان الناس في الصدر الأول بعد وقعة صفين على أقسام أهل سنة وهم أولو العلم وهم محبون للصحابة كافون عن الخوض فيما شجر بينهم كسعد وابن عمر ومحمد بن سلمة وأمم ثم شيعة يتوالون وينالون ممن حاربوا عليا ويقولون إنهم مسلمون بغاة ظلمة ثم نواصب وهم الذين حاربوا عليا يوم صفين ويقرون بإسلام علي وسابقيه ويقولون خذل الخليفة عثمان فما علمت في ذلك الزمان شيعيا كفر معاوية وحزبه ولا ناصبيا كفر عليا وحزبه بل دخلوا في سب وبغض ثم صار اليوم شيعة زماننا يكفرون الصحابة ويبرؤون منهم جهلا وعدوانا ويتعدون إلى الصديق قاتلهم الله وأما نواصب وقتنا فقليل وما علمت فيهم من يكفر عليا ولا صحابيا
-
يزيد بن الوليد
يزيد بن الوليد ابن عبد الملك بن مروان الخليفة أبو خالد القرشي الأموي الدمشقي
الملقب بالناقص لكونه نقص عطاء الأجناد توثب على ابن عمه الوليد بن يزيد وتم له الأمر كما مر واستولى على دار الخلافة في سنة ست وعشرين ولكنه ما متع ولا بلع ريقه ذكر سليمان بن أبي شيخ أن قتيبة بن مسلم الأمير غزا بما وراء النهر فظفر بابنتي فيروز بن الملك يزدجرد فبعث بهما إلى الحجاج فبعث منهما بشاهفرند إلى الوليد فولدت له يزيد وجدة فيروز هي بنت خاقان ملك الترك وأمهما هي ابنة قيصر عظيم الروم فكان يفتخر ويقول
أنا ابن كسرى وأبي فمروان * وقيصر جدي وجدي خاقان
قال خليفة بن خياط حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه أن يزيد بن الوليد خطب عند قتل الوليد فقال إني والله ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا حرصا على الدنيا ولا رغبة في الملك إني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي ولكن خرجت غضبا لله ولدينه وداعيا إلى كتاب الله وسنة نبيه حين درست معالم الهدى وطفىء نور أهل التقوى وظهر الجبار المستحل للحرمة والراكب البدعة فأشفقت إذا غشيكم ظلمه أن لا يقلع عنكم من ذنوبكم وأشفقت أن يدعو أناسا إلى ما هو عليه فاستخرت الله ودعوت من أجابني فأراح الله منه البلاد والعباد أيها الناس إن لكم عندي إن وليت أن لا أضع لبنة على لبنة ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد الثغور فإن فضل شيء رددته إلى البلد الذي يليه حتى تستقيم المعيشة وتكون فيه سواء فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم وإن ملت فلا بيعة لي عليكم وإن رأيتم أقوى مني عليها فأردتم بيعته فأنا أول من يبايع ويدخل في طاعته وأستغفر الله لي ولكم قال عثمان بن أبي العاتكة أول من خرج بالسلاح في العيد يزيد بن الوليد
خرج بين صفين من الخيل في السلاح من باب الحصن إلى المصلى وعن أبي عثمان الليثي أن يزيد الناقص قال يا بني أمية إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ويزيد في الشهوة ويهدم المروءة وينوب عن الخمر فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء داعية الزنى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم سمعت الشافعي يقول لما ولي يزيد بن الوليد دعا الناس إلى القدر وحملهم عليه وقرب غيلان القدري أو قال أصحاب غيلان قلت كان غيلان قد صلبه هشام قبل ( هذا الوقت ) بمدة مات يزيد الناقص في سابع ذي الحجة سنة ست وعشرين ومئة فكانت دولته ستة أشهر ومات وكان شابا أسمر نحيفا حسن الوجه وقيل مات بالطاعون وبويع من بعده أخوه إبراهيم بن الوليد ودفن بباب الصغير سامحه الله وقال ابن الفوطي في معجم الألقاب إن لقبه الشاكر لله ولد سنة ثمانين وتوفي يوم الأضحى بالطاعون بدمشق وآخر ما تكلم به واحسرتاه وا أسفاه ودفن بباب الفراديس وكان مربوعا اسمر خفيف العارضين فصيحا شديد العجب يقال نبشه مروان الحمار وصلبه وهو عند المعتزلة أفضل من عمر ابن عبد العزبز للمذهب وليزيد من الأولاد خالد والوليد وعبد الله وعبد الرحمن وأصبغ وأبو بكر وعبد المؤمن وعلي
-
إبراهيم بن الوليد
إبراهيم بن الوليد ابن عبد الملك الخليفة أبو إسحاق القرشي الأموي
يوبع بدمشق عند موت أخيه يزيد وكان أبيض جميلا وسيما طويلا إلى السمن قال معمر رأيت رجلا من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب عرضه عليه ثم قال أحدث به عنك قال إي لعمري فمن يحدثكموه غيري
قال برد بن سنان حضرت يزيد بن الوليد لما احتضر فأتاه قطن فقال أنا رسول من وراءك يسألونك بحق الله لما وليت الأمر أخاك إبراهيم فغضب وقال بيده على جبهته أنا أولي إبراهيم ثم قال لي يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد قلت أمر نهيتك عن الدخول فيه فلا أشير عليك في آخره قال وأغمي عليه حتى حسبته قد قضى فقعد قطن فافتعل كتابا على لسان يزيد بالعهد ودعا ناسا فاستشهدهم عليه ولا والله ما عهد يزيد شيئا
قال أبو معشر مكث إبراهيم بن الوليد سبعين ليلة ثم خلع ووليها مروان الحمار قلت وعاش إلى سنة اثنتين وثلاثين ومئة مسجونا وكان ذا شجاعة وأمه بربرية ولم يستقم له أمر فكان جماعة يسلمون عليه بالخلافة وطائفة بالإمرة وامتنع جماعة من بيعته وقيل
يبايع إبراهيم في كل جمعة * ألا إن أمرا أنت واليه ضائع
قال أحمد بن زهير عن رجاله أقبل مروان في ثمانين ألفا فجهز إبراهيم لحربه سليمان بن هشام في مئة ألف فالتقوا فانهزم سليمان إلى دمشق فقتلوا عثمان والحكم ولدي الوليد وأقبلت خيل مروان فاختفى إبراهيم ونهب بيت المال ونبش يزيد الناقص وصلب على باب الجابية وتمكن مروان فأمن إبراهيم وسليمان بن هشام ولإبراهيم أربعة أولاد ثم قتل إبراهيم يوم وقعة الزاب سامحه الله
-
خالد بن أبي عمران
خالد بن أبي عمران التجيبي مولى عمرو بن حارثة الإمام القدوة قاضي إفريقية أبو عمر وقيل أبو محمد التونسي حدث عن عروة بن الزبير وسليمان بن يسار وحنش الصنعاني والقاسم ابن محمد ووهب بن منبه وسالم بن عبد الله وعدة روى عنه سعيد بن يزيد ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو من أقرانه وطلحة بن أبي سعيد وعبيد الله بن زحر والليث وحيوة بن شريح وعبد الله بن لهيعة وآخرون وكان فقيه أهل المغرب ثقة ثبتا صالحا ربانيا يقال كان مجاب الدعوة قال روين بن خالد الصدفي خرجت الصفرية بإفريقية يوم القرن فبرز خالد بن أبي عمران للقتال فبرز إليه رئيس القوم فلان الزناتي فقتله خالد وعن عبد الملك بن أبي كريمة قال صحبت خالد بن أبي عمران ومشيت خلفه فالتفت إلي وقال لي يا بني إن للصحبة أمانة وإن لها خيانة وإني أذكر الله تعالى فاذكره وعن حيوة بن شريح قال دعا خالد بن أبي عمران وأمنا ثم قرأ سجدة وسجد بنا فقال اللهم إن كنت استجبت لنا فأرنا علامة فرفع رجل رأسه فإذا بنور ساطع فقيل إن الرجل حيوة توفي خالد سنة خمس وعشرين وقيل سنة سبع وعشرين ومئة
-
إبراهيم الإمام هو السيد أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن حبر الأمة عبد الله بن العباس الهاشمي كان بالحميمة من البلقاء عهد إليه أبوه بالأمر وعلم به مروان الحمار فقتله روى عن جده وعن عبد الله بن محمد بن الحنفية وعنه مالك بن الهيثم وأخواه السفاح والمنصور وأبو مسلم قال ابن سعد توفي في السجن سنة إحدى وثلاثين ومئة عن ثمان وأربعين سنة وكانت شيعتهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان فآخذه لذلك مروان قال الخطبي أوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم فسمي بالإمام بعد أبيه وانتشرت دعوته بخراسان ووجه إليها بأبي مسلم واليا على دعاته فظهر هناك فكان يدعو إلى طاعة الإمام من غير تصريح باسمه إلى أن ظهر أمره ووقف مروان على أمره فأخذ إبراهيم وقتله قال صالح بن سليمان كان أبو مسلم يكاتبه فقدم رسوله فرآه عربيا فصيحا فغمه ذلك فكتب إلي أبي مسلم ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا يطلع على أمرك فإذا أتاك فاقتله فأحس الرسول ثم قرأ الكتاب فذهب به إلى مروان فأخذ إبراهيم فغمه بحران في مرفقة ويقال إن إبراهيم حضر الموسم في حشمه فشهر نفسه فكان سببا لأخذه ويقال أتته عجوز هاشمية تسترفده فوصلها بمال جزيل واعتذر ويذكر أن أبا مسلم صبغ خرقا سودا وشدها في رمح وكانوا يسمعون بحديث رايات سود من قبل المشرق فتاقت أنفسهم إلى ذلك وتبعه عبيد فقال من يتبعني فهو حر ثم خرج بهم فوقعوا بعامل في تلك الكورة فقتلوه ثم كثروا ولما قتل إبراهيم قال الأمر بعدي لابن الحارثية يعني السفاح
-
محمد بن مسلم بن تدرس
أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الإمام الحافظ الصدوق أبو الزبير القرشي الأسدي المكي مولى حكيم بن حزام روى عن جابر بن عبد الله وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي الطفيل وابن الزبير وحديثه عن عائشة أظنه منقطعا وروى عن طاووس وسعيد بن جبير وعطاء وأبي صالح ذكوان وسفيان بن عبد الرحمن الثقفي وعبيد بن عمير والأعرج وعكرمة ونافع بن جبير وعدة وعنه عطاء بن أبي رباح شيخه والزهري وليث بن أبي سليم وأيوب وإسماعيل بن أمية وأجلح بن عبد الله وخصيف وسلمة بن كهيل والأعمش وعبيد الله بن عمر وعمار الدهني وهشام بن عروة وموسى بن عقبة وهشام الدستوائي وقرة بن خالد وحجاج بن أبي عثمان وأشعث بن سوار وزيد بن أبي أنيسة وشعبة والسفيانان والليث ومالك وابن لهيعة وأبو عوانة وعبد الله بن المؤمل المخزومي وابن عجلان وابن جريج وهشام بن سعد ويزيد بن إبراهيم وهشيم ومعقل بن عبيد الله وخلق كثير روى ابن عيينة عن أبي الزبير قال كان عطاء يقدمني إلى جابر أحفظ لهم الحديث وعن يعلى بن عطاء قال حدثني أبو الزبير وكان أكمل الناس عقلا وأحفظهم وأما أيوب السختياني فكان إذا روى عنه قال حدثنا أبو الزبير وأبو الزبير أبو الزبير قال أحمد بن حنبل يضعفه بذلك وقال يحيى بن معين والنسائي وجماعة ثقة وأما أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري فقالوا لا يحتج به وقد أخرج البخاري في صحيحه لأبي الزبير مقرونا بغيره قال أبو أحمد بن عدي هو في نفسه ثقة إلا أن يروي عنه بعض الضعفاء فيكون ذلك من جهة الضعيف قلت هذا القول يصدق على مثل الزهري وقتادة وقد عيب أبو الزبير بأمور لا توجب ضعفه المطلق منها التدليس وقد روى محمد بن جعفر المدائني عن ورقاء قلت لشعبة لم تركت حديث أبي الزبير قال رأيته يزن ويسترجح في الميزان وروى أبو داود عن شعبة قال لم يكن في الدنيا شيء أحب إلي من رجل يقدم من مكة فأسأله عن أبي الزبير قال فقدمت مكة فسمعت من أبي الزبير فبينا أنا عنده إذ سأله رجل عن مسألة فرد عليه فافترى عليه فقلت تفتري يا أبا الزبير على رجل مسلم فقال إنه أغضبني قلت ومن يغضبك تفتري عليه لا رويت عنك أبدا فكان شعبة يقول في صدري لأبي الزبير أربع مئة حديث وأما أبو عمر الحوضي فقال قيل لشعبة لم تركت أبا الزبير قال رأيته يسيء الصلاة فتركت الرواية عنه قال عمر بن عيسى بن يونس عن أبيه قال لي شعبة لو رأيت أبا الزبير لرأيت شرطيا بيده خشبة فقلت ما لقي منك أبو الزبير
سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال قدمت مكة فجئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما ثم قلت في نفسي لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر فرجعت فسألته فقال منه ما سمعت منه ومنه ما حدثت عنه فقلت له أعلم لي على ما سمعت فأعلم لي على هذا الذي عندي قال نعيم بن حماد قال سفيان جاء رجل إلى أبي الزبير ومعه كتاب سليمان اليشكري فجعل يسأل أبا الزبير فيحدث بعض الحديث ثم يقول انظر كيف هو في كتابك قال فيخبره بما في الكتاب فيحدثه كما في الكتاب وقال أبو مسلم المستملي حدثنا سفيان قال جئت أبا الزبير أنا ورجل وكنا إذا سألنا عن الحديث فتعايى فيه قال انظروا في الصحيفة كيف هو محمد بن يحيى العدني عن ابن عيينة قال ما تنازع أبو الزبير وعمرو بن دينار قط عن جابر إلا زاد عليه أبو الزبير قال محمد بن عثمان العبسي سألت علي بن المديني عن أبي الزبير فقال ثقة ثبت، وقال عثمان بن سعيد سألت يحيى أيما أحب إليك أبو الزبير أو ابن المنكدر فقال كلاهما ثقتان وقال أبو محمد بن حزم فلا أقبل من حديثه إلا ما فيه سمعت جابرا وأما رواية الليث عنه فأحتج بها مطلقا لأنه ما حمل عنه إلاما سمعه من جابر وعمدة ابن حزم حكاية الليث ثم هي دالة على أن الذي عنده إنما هو مناولة فالله أعلم أسمع ذلك منه أم لا قال ابن عون ما أبو الزبير بدون عطاء بن أبي رباح قلت ما توقف في الرواية عنه سوى شعبة قد روى عنه مثل أيوب ومالك وقد قال عطاء كان أبو الزبير أحفظنا يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي وقد احتج عليه رجل بحديث عن أبي الزبير فضعفه وقال أبو الزبير يحتاج إلى دعامة وقال نعيم بن حماد سمعت هشيما يقول سمعت من أبي الزبير فأخذه شعبة فمزقه سويد بن عبد العزيز قال لي شعبة لا تكتب عن أبي الزبير فإنه لا يحسن يصلي ثم ذهب هو فأخذ عنه أبو داود الطياليسي سمعت شعبة يقول الساعة يخرج الساعة يخرج حدثنا أبو الزبير عن جابر قال كنت في الصف الثاني يوم صلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png على النجاشي المحاربي وغيره قالا حدثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي الزبير عن عبد الله بن عمرو عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم فقد تودع منهم
سفيان عن أبي الزبير قال كان عطاء يقدمني إلى جابر أتحفظ للقوم الحديث الحسن بن سعيد الخولاني حدثنا يحيى بن بكير حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير قال رأيت العبادلة يرجعون على صدور أقدامهم في الصلاة ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وعبد الله بن عمرو قال يحيى هو رأى الليث ومفضل بن فضالة هشيم عن أبي الزبير عن جابر قال كان أحدنا يأتي الغدير وهو جنب فيغتسل في ناحية معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام ثقة عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عن ثمن الكلب والسنور حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر ذبحنا يوم خيبر الخيل
أبو الزبير عن جابر مرفوعا لا يحل لأحد يحمل السلاح بمكة وبه رأى عليه السلام امرأة أعجبته فأتى أهله زينب وبه نهى عن تجصيص القبور فهذه غرائب وهي في صحيح مسلم حديث الثوري عن أبي الزبير عن عائشة أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png زار البيت ليلا أخرجه مسلم وهو عندي منقطع وأخرج أبو داود لأبي الزبير عن أبي هريرة حديث فطركم يوم تفطرون
أخبرني محمد بن عثمان الخشاب أخبرنا أحمد بن محمد الفقيه أخبرتنا عين الشمس الثقفية أنبأنا محمد بن علي أنبأنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أنبأنا أبو الشيخ حدثنا ابن أبي حاتم حدثنا علي بن حرب حدثنا عتيق بن يعقوب الزبيري حدثنا عبد العزيز بن محمد عن إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير سمعت أبا أسيد وابن عباس يفتي الدينار بالدينارين فأغلظ له أبو أسيد فقال ابن عباس ما كنت أظن أحدا يعرف قرابتي من رسول الله يقول مثل هذا يا أبا أسيد فقال له أبو أسيد أشهد لسمعت رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين ذلك فقال ابن عباس هذا الذي كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه بشيء لم يخرجوه في الكتب الستة قال أبوحفص الفلاس وغيره مات أبو الزبير سنة ثمان وعشرين ومئة ولم يذكروا له مولدا ولعله نيف على الثمانين
-
محمد بن عبد الرحمن النجاري
محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بن عدس أمير المدينة أبو عبد الله الأنصاري النجاري المدني جاء مرة ابن أسعد بن زرارة بدل سعد فأسعد جده للأم فأما جد جده سعد فله صحبة وقيل لعبد الرحمن بن سعد صحبة أيضا
حدث محمد عن عمته عمرة الفقيهة وعن خاله يحيى بن أسعد وهو صحابي فيما قيل وعن الأعرج وابن كعب بن مالك ومحمد بن عمرو بن حسن وجماعة حدث عنه يحيى بن أبي كثير ويحيى بن سعيد الأنصاري وهما من أقرانه وشعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة وآخرون وثقه ابن سعد وغيره وولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزيز توفي في سنة أربع وعشرين ومئة رحمه الله
-
أبو حمزة القصاب
أبو حمزة القصاب هو عمران بن أبي عطاء الواسطي سمع ابن عباس ومحمد بن الحنفية وهو قليل الحديث صدوق حدث عنه سفيان وشعبة وأبو عوانة وهشيم وآخرون ولاؤه لبني
لينه أبو زرعة والنسائي له في مسلم حديث لا أشبع الله بطنه
-
الكميت بن زيد
الكميت ابن زيد الأسدي الكوفي مقدم شعراء وقته قيل بلغ شعره خمسة آلاف بيت روى عن الفرزدق وأبي جعفر الباقر وعنه والبة بن الحباب وأبان بن تغلب وحفص القارىء وفد على يزيد بن عبد الملك وعلى أخيه هشام قال أبو عبيدة لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكرا وقال أبو عكرمة الضبي لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان وقيل كان عم الكميت رئيس أسد وكان الكميت شيعيا مدح علي بن الحسين فأعطاه من عنده ومن بني هاشم أربع مئة ألف وقال خذ هذه يا أبا المستهل فقال لو وصلتني بدانق لكان شرفا ولكن أحسن إلي بثوب يلي جسدك أتبرك به فنزع ثيابه كلها فدفعها إليه ودعا له فكان الكميت يقول ما زلت أعرف بركة دعائه قال المبرد وقف الكميت وهو صبي على الفرزدق وهو ينشد فقال يا غلام أيسرك أني أبوك قال أما أبي فلا أبغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي فحصر الفرزدق وقال ما مر بي مثلها قال ابن عساكر ولد سنة ستين ومات سنة ست وعشرين ومئة وهو القائل
والحب فيه حلاوة ومرارة * سائل بذلك من تطعم أو ذق
ما ذاق بؤس معيشة ونعيمها * فيما مضى أحد إذا لم يعشق
-
زيد بن علي بن الحسين
زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسين الهاشمي العلوي المدني أخو أبي جعفر الباقر وعبد الله وعمر وعلي وحسين وأمه أم ولد روى عن أبيه زين العابدين وأخيه الباقر وعروة بن الزبير وعنه ابن أخيه جعفر بن محمد وشعبة وفضيل بن مرزوق والمطلب ابن زياد وسعيد بن خثيم وابن أبي الزناد وكان ذا علم وجلالة وصلاح هفا وخرج فاستشهد وفد على متولي العراق يوسف بن عمر فأحسن جائزته ثم رد فأتاه قوم من الكوفة فقالوا ارجع نبايعك فما يوسف بشيء فأصغى إليهم وعسكر فبرز لحربه عسكر يوسف فقتل في المعركة ثم صلب أربع سنين
وقال الفسوي كلم هشاما في دين فأبى عليه وأغلظ له قال عيسى بن يونس جاءت الرافضة زيدا فقالوا تبرأ من أبي بكر وعمر حتى ننصرك قال بل أتولاهما قالوا إذا نرفضك فمن ثم قيل لهم الرافضة وأما الزيدية فقالوا بقوله وحاربوا معه وذكر إسماعيل السدي عنه قال الرافضة حزبنا مرقوا علينا وقيل لما انتهزه هشام وكذبه قال من أحب الحياة ذل وقال
إن المحكم ما لم يرتقب حسدا * ويرهب السيف أو وخز القنا هتفا
من عاذ بالسيف لا فرجة عجبا * موتا على عجل أو عاش فانتصفا
عاش نيفا وأربعين سنة وقتل يوم ثاني صفر سنة اثنتين وعشرين ومئة رحمه الله وروى عبد الله بن أبي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال رأيت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كأنه متساند إلى خشبة زيد بن علي وهو يقول هكذا تفعلون بولدي قال عباد الرواجني أنبأنا عمرو بن القاسم قال دخلت على جعفر الصادق وعنده ناس من الرافضة فقلت إنهم يبرؤون من عمك زيد فقال برأ الله ممن تبرأ منه كان والله أقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما تركنا وفينا مثله
وروى هاشم بن البريد عن زيد بن علي قال كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين ثم تلا " وسيجزي الله الشاكرين " ثم قال البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي وعن معاذ بن أسد قال ظهر ابن لخالد القسري على زيد بن علي وجماعة أنهم عزموا على خلع هشام فقال هشام لزيد بن علي بلغني عنك كذا قال ليس بصحيح قال قد صح عندي قال أحلف لك قال لا أصدقك قال إن الله لن يرفع من قدر من حلف له بالله فلم يصدق قال اخرج عني قال إذا لا تراني إلا حيث تكره
قلت خرج متأولا وقتل شهيدا وليته لم يخرج وكان يحيى ولده لما قتل بخراسان فقال يحيى
لكل قتيل معشر يطلبونه * وليس لزيد بالعراقين طالب
قلت ثار يحيى بخراسان وكاد أن يملك قال ابن سعد قتله سلم بن أحوز وأمه هي ريطة بنت عبد الله بن محمد بن الحنفية وقال الهيثم لم يعقب يحيى وكان نصر بن سيار عامل خراسان قد بعث سلما إلى يحيى فظفر به فقتله بعد حروب شديدة وزحوف ثم أصاب يحيى بن زيد سهم في صدغه فقتله فاحتزوا رأسه وبعثوا به إلى هشام بن عبد الملك إلى الشام وصلبت جثته بجوزجان ثم أنزلها أبو مسلم الخراساني وواراه وكتب بإقامة النياحة عليه ببلخ أسبوعا وبمرو وما ولد إذ ذاك ولد بخراسان من العرب والأعيان إلا سمي يحيى ودعا أبو مسلم بديوان بني أمية فجعل يتصفح أسماء قتلة يحيى ومن سار في ذلك البعث لقتاله فمن كان حيا قتله وقال الليث بن سعد قتل يحيى سنة خمس وعشرين ومئة رحمه الله
-
سيار بن وردان
سيار ابن وردان الإمام الحجة القدوة الرباني أبو الحكم الواسطي العنزي مولاهم
حدث عن طارق بن شهاب وأبي وائل شقيق وأبي حازم الأشجعي وعامر الشعبي وأكثر عنه حدث عنه شعبة ومسعر وسفيان الثوري وخلف بن خليفة وهشيم ابن بشير وآخرون قال أحمد بن حنبل ثقة ثبت توفي سنة اثنتين وعشرين ومئة وقد ذكره صاحب الحلية فقال ومنهم المتعبد الصبار أبو الحكم سيار قال هشيم دخلنا عليه وهو يبكي فقلنا ما يبكيك قال ما أبكى العابدين قبلي روى محرز بن عون عن فضيل بن عياض قال دخل سيار أبو الحكم على مالك بن دينار في ثياب جياد فقال له مالك مثلك يلبس هذا اللباس فقال ثيابي تضعني عندك أو ترفعني قال بل تضعك فقال هذا التواضع ثم قال يا مالك إني أخاف أن يكون ثوباك قد أنزلا بك من الناس ما لم ينزلا بك من الله
-
أبو إسحاق السبيعي
أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد وقيل عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني الكوفي الحافظ شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها لم أظفر له بنسب متصل إلى السبيع وهو من ذرية سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك ابن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان وكان رحمه الله من العلماء العاملين ومن جلة التابعين قال ولدت لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ورأيت علي بن أبي طالب يخطب وروى عن معاوية وعدي بن حاتم وابن عباس والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي جحيفة السوائي وسليمان بن صرد وعمارة بن رويبة الثقفي وعبد الله بن يزيد الأنصاري وعمرو بن الحارث الخزاعي وغيرهم من أصحاب رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ورأى أيضا اسامة بن زيد النبوي وقرأ القرآن على الأسود بن يزيد وأبي عبد الرحمن السلمي وكان طلابة للعلم كبير القدر وروى أيضا عن علقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع والضحاك بن قيس الفهري وعمرو بن شرحبيل الهمداني والحارث الأعور وهبيرة بن يريم وشمر بن ذي الجوشن وعمر بن سعد الزهري وعبيدة بن عمرو السلماني وعاصم بن ضمرة وعبد الله بن عتبة بن مسعود وعمرو بن ميمون الأودي وصلة بن زفر العبسي وسعيد بن وهب الخيواني وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي وحارثة بن مضرب وعبد الله بن معقل وصلة بن زفر وأبي الأحوص عوف بن مالك ومسلم بن نذير والأسود بن هلال وشريح القاضي وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي وكميل بن زياد النخعي والمهلب بن أبي صفرة الأمير والأسود بن هلال المحاربي وخلق كثير من كبراء التابعين تفرد بالأخذ عن عدة منهم
حدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه والزهري وقتادة وصفوان ابن سليم وهم من أقرانه ومنصور والأعمش وزيد بن أبي أنيسة وزكريا ابن أبي زائدة ومسعر وسفيان ومالك بن مغول وشعبة بن الحجاج وولده يونس بن أبي إسحاق وحفيده إسرائيل وزائدة بن قدامة وإسماعيل ابن أبي خالد وأشعث بن سوار والمسعودي وعمار بن زريق والحسين ابن واقد والحسن بن صالح بن حي وإبراهيم بن طهمان وأبو وكيع الجراح ابن مليح وجرير بن حازم وحمزة الزيات وفطر بن خليفة وورقاء بن عمر وشعيب بن صفوان وشعيب بن خالد ورقبة بن مصقلة وزهير بن معاوية وأخوه حديج بن معاوية وأبو عوانة الوضاح وشريك القاضي وأبو الأحوص سلام بن سليم وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلق كثير وهو ثقة حجة بلا نزاع وقد كبر وتغير حفظه تغير السن ولم يختلط قرأ عليه القرآن عرضا حمزة بن حبيب فهو أكبر شيخ له في كتاب الله تعالى وغزا الروم في دولة معاوية وقال سألني معاوية كم عطاء أبيك قلت ثلاث مئة في الشهر يعني قال ففرضها لي قلت نعمة طائلة إذا حصل للفارس قديما وحديثا في الشهر ثلاث مئة درهم مع نصيبه من المغانم قال علي بن المديني روى أبو إسحاق عن سبعين رجلا أو ثمانين لم يرو عنهم غيره وأحصيت مشيخته نحوا من ثلاث مئة شيخ وقال علي في موضع آخر أربعمئة شيخ وقيل إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا قال أبو حاتم هو يشبه الزهري في الكثرة وقال الأعمش كان أصحاب ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق قالوا هذا عمرو القارىء الذي لا يلتفت ابن فضيل عن أبيه قال كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كل ثلاث
قال ابن سعد في الطبقات هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد ابن ذي يحمد بن السبيع ثم قال وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه قال سفيان عن أبي إسحاق رأيت عليا رضي الله عنه أبيض الرأس واللحية وقال شريك سمعته يقول ولدت في سنتين من إمارة عثمان وعن أبي بكر بن عياش حدثنا أبو إسحاق قال غزوت في زمن زياد يعني ابن أبيه ست غزوات أو سبع غزوات فمات قبل معاوية وما رأيت قط خيرا من زياد فقالله رجل ولا عمر بن عبد العزيز قال ما كان زمن زياد إلا عرس رواه أبو القاسم البغوي عن محمد بن يزيد الكوفي عن أبي بكر أنبأنا غير واحد سمعوا ابن طبرزد أن عبد الوهاب الحافظ أخبره قال أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد أنبأنا ابن حبابة حدثنا البغوي بهذا وبه إلى البغوي حدثنا محمود بن غيلان عن يحيى بن آدم قال قال أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول سألني معاوية كم كان عطاء أبيك قلت ثلاث مئة ففرض لي ثلاث مئة وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء أبيه ثم قال أبو بكر فأدركت أبا إسحاق وقد بلغ عطاؤه ألف درهم من الزيادة وقال شعبة كان أبو إسحاق أكبر من أبي البختري لم يدرك أبو البختري عليا ولم يره وبه حدثنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق قال ضربني علي رضي الله عنه بالدرة عند الميضأة
حدثنا أحمد بن زهير حدثنا خلف بن الوليد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال قال أبي قم فانظر إلى أمير المؤمنين فإذا هو على المنبر شيخا أبيض الرأس واللحية أجلح ضخم البطن ربعة عليه إزار ورداء ليس عليه قميص ولم يرفع يده فقال رجل يا أبا إسحاق أقنت قال لا حدثنا محمود حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر سمعت أبا إسحاق يقول زعم عبد الملك أني أكبر منه بثلاث سنين يعني ابن عمير حدثني شريح حدثنا سفيان عن أبي إسحاق سمعت صلة بن زفر منذ سبعين سنة قال هذا يدل على أنه طلب العلم في حياة عائشة وأبي هريرة وقال ابن عيينة دخلت على أبي إسحاق فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد فقلت كيف أنت قال مثل الذي أصابه الفالج ما ينفعني يد ولا رجل فقلت أسمعت من الحارث فقال لي ابنه يوسف هو قد رأى عليا رضي الله عنه فكيف لم يسمع من الحارث فقلت يا أبا إسحاق رأيت عليا قال نعم قال سفيان واجتمع الشعبي وأبو إسحاق فقال له الشعبي أنت خير مني يا أبا إسحاق قال لا والله بل أنت خير مني وأسن مني قال سفيان وقال أبو إسحاق كانوا يرون السعة عونا على الدين وبه حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي حدثنا أبو بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول ما أقلت عيني غمضا منذ أربعين سنة حدثنا أحمد بن عمران حدثنا ابن فضيل حدثني أبي قال أتيت أبا إسحاق بعد ما كف بصره قال قلت تعرفني قال فضيل قلت نعم قال إني والله أحبك لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره ثم قال حدثني أبو الأحوص عن عبد الله " لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم " ( الأنفال 63 ) نزلت في المتحابين قال يونس كان أبي يقرأ كل ليلة ألف آية وقال أبو الأحوص قال لنا أبو إسحاق يا معشر الشباب اغتنموا يعني قوتكم وشبابكم قلما مرت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية وإني لأقرأ البقرة في ركعة وإني لأصوم الأشهر الحرم وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس حدثنا أحمد بن عمران سمعت أبا بكر يقول قال أبو إسحاق ذهبت الصلاة مني وضعفت وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران ثم قال الأخنسي حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين فما كان يقدر أن يقوم حتى يقام فإذا استتم قائما قرأ وهو قائم ألف آية وقال يحيى بن آدم حدثنا الحسن بن ثابت سمعت الأعمش يعجب من حفظ أبي إسحاق لرجاله الذين يروي عنهم ثم قال الحسن وحدثنا يونس بن أبي إسحاق قال كان الأعمش إذا جاء إلى أبي رحمته من طول جلوس الأعمش معه حفص بن غياث سمعت الأعمش قال كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثنا بأحاديث عبد الله غضا ليس عليها غبار أبو بكر بن عياش سألت أبا إسحاق أين كنت أيام المختار قال كنت غائبا بخراسان
-
وبه حدثنا محمود بن غيلان سمعت أبا أحمد الزبيري يقول لقي أبو أسحاق من الصحابة عليا وابن عباس وابن عمر ومعاوية وعدي بن حاتم والبراء وزيد بن أرقم وجابر بن سمرة وحارثة بن وهب وحبشي ابن جنادة وأبا جحيفة والنعمان بن بشير وسليمان بن صرد وعبد الله بن يزيد وجرير بن عبد الله وذا الجوشن وعمارة بن رويبة والأشعث بن قيس والمغيرة وأسامة بن زيد وعمرو بن الحارث وعمرو بن حريث ورافع بن خديج والمسور بن مخرمة وسلمة بن قيس الأشجعي وسراقة بن مالك وعبد الرحمن بن ابزى رضي الله عنهم قال ابن عيينة كان أبو إسحاق يخضب وقال يحيى بن معين أثبت أصحاب أبي إسحاق شعبة والثوري قال شريك ولد أبو إسحاق لثلاث سنين بقين من سلطان عثمان وقال مغيرة كنت إذا رأيت أبا إسحاق ذكرت به الضرب الأول وقال جرير بن عبد الحميد كان يقال من جالس أبا إسحاق فقد جالس عليا رضي الله عنه قال الإمام أحمد كان أبوإسحاق تزوج امرأة الحارث الأعور فوقعت إليه كتبه شبابة عن شعبة ما سمع أبو إسحاق من الحارث إلا أربعة أحاديث يعني أن أبا إسحاق كان يدلس قال شعبة عن أبي إسحاق قال شهدت عند شريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي وقيل لشعبة أسمع أبو إسحاق من مجاهد قال وما كان يصنع به هو أحسن حديثا من مجاهد ومن الحسن وابن سيرين
قال عمر بن شبيب المسلي رأيت أبا إسحاق أعمى يسوقه إسرائيل ويقوده ابنه يوسف وقال ابن عيينة قال عون بن عبد الله لأبي إسحاق ما بقي منك قال أقرأ البقرة في ركعة قال بقي خيرك وذهب شرك قال علي بن المديني حفظ العلم على الأمة ستة فلأهل الكوفة أبو إسحاق والأعمش ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير ولأهل المدينة الزهري قال أبو بكر بن عياش ما سمعت أبا إسحاق يعيب أحدا قط وإذا ذكر رجلا من الصحابة فكأنه أفضلهم عنده قال فضيل بن مرزوق سمعت أبا إسحاق يقول وددت أني أنجو من علمي كفافا قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أبو إسحاق ثقة وقال يحيى بن معين زكريا بن أبي زائدة وزهير وإسرائيل حديثهم عن أبي إسحاق قريبا من السواء وإنما أصحابه شعبة والثوري وقال جرير عن مغيرة ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش قلت لا يسمع قول الأقران بعضهم في بعض وحديث أبي إسحاق محتج به في دواوين الإسلام ويقع لنا من عواليه قال يحيى بن سعيد القطان توفي أبو إسحاق في سنة سبع وعشرين ومئة يوم دخول الضحاك بن قيس غالبا على الكوفة
قلت فيها ورخه الهيثم بن عدي والواقدي ويحيى بن بكير وابن نمير وأحمد وخليفة وأبو حفص الفلاس وغيرهم وروى يحيى بن آدم قال قال أبو بكر دفنا أبا إسحاق أيام الخوارج سنة سبع وعشرين وقال أحمد بن حنبل مات يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة سنة سبع وقال محمد بن يزيد سمعت أبا بكر بن عياش يقول دخل الضحاك الكوفة فرأى الجنازة وكثرة ما فيها فقال كأن هذا فيهم رباني وقال أبو نعيم وأبو عبيد سنة ثمان وعشرين مات والأول أصح عاش ثلاثا وتسعين سنة وبيني وبينه سبعة أنفس بإجازة وثمانية بالاتصال أخبرنا أحمد بن سلامة وغيره في كتابهم قالوا أنبأنا عبد المنعم بن كليب أنبأنا علي بن أحمد بن بيان أنبأنا محمد بن محمد بن محمد بن مخلد أنبأنا إسماعيل بن محمد حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء قال خرج علينا رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وأصحابه فأحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة قال اجعلوا حجكم عمرة فقال الناس يا رسول الله قد أحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة فقال انظرواالذي آمركم به فافعلوا فردوا عليه القول فغضب ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان فرأت الغضب في وجهه فقالت من أغضبك أغضبه الله قال وما لي ( لا ) أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع، أخرجه النسائي عن أبي كريب والقزويني عن ابن الصباح كلاهما عن أبي بكر.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء أنبأنا علي بن أحمد بن البسري أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي حدثنا يحيى بن محمد حدثنا لوين حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار اللهم أجره من النار قال أحمد بن عبدة سمعت أبا داود الطيالسي يقول وجدنا الحديث عند أربعة الزهري وقتادة وأبو إسحاق والأعمش وكان قتادة أعلمهم بالاختلاف والزهري أعلمهم بالإسناد وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود وكان عند الأعمش من كل هذا ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا ألفين ألفين
[عدل] الطبقة الرابعة من التابعين
منصور بن المعتمر
-
منصور بن المعتمر
منصور بن المعتمر
الحافظ الثبت القدوة أبو عتاب السلمي الكوفي أحد الأعلام قال أبو عبيد القاسم بن سلام هو من بني بهثة بن سليم من رهط العباس بن مرداس السلمي قلت يروي عن أبي وائل وربعي بن حراش وإبراهيم النخعي وخيثمة بن عبد الرحمن وهلال بن يساف وزيد بن وهب وذر بن عبد الله وكريب وأبي الضحى وأبي صالح باذام وأبي حازم الأشجعي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي ومجاهد وعبد الله بن مرة وطبقتهم وما علمت له رحلة ولا رواية عن أحد من الصحابة وبلا شك كان عنده بالكوفة بقايا الصحابة وهو رجل شاب مثل عبد الله بن أبي أوفى وعمرو بن حريث إلا أنه كان من أوعية العلم صاحب إتقان وتأله وخير وينزل في الرواية إلى الزهري وخالد الحذاء ويفضلونه على الأعمش وقيل أصح الأسانيد مطلقا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود
حدث عنه خلق كثير منهم حصين بن عبد الرحمن وهو ابن عمه وأيوب السختياني وسليمان الأعمش وسليمان التيمي وهم من أقرانه وشعبة وسفيان الثوري وشيبان النحوي وشريك القاضي ومعمر بن راشد وإبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض وأسباط بن نصر وإسرائيل وجعفر بن زياد الأحمر والحسن بن صالح بن حي ومفضل بن مهلهل وهريم بن سفيان وورقاء بن عمر وزائدة بن قدامة ووهيب بن خالد وأبو حمزة محمد بن ميمون المروزي والجراح بن مليح أبو وكيع والحكم بن هشام الثقفي وسلام بن أبي مطيع والقاسم بن معن المسعودي ومعلى بن هلال الطحان وأبو عوانة الوضاح وأبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي وعبدة بن حميد وعمر بن عبد الرحمن الأبار وأبو الأحوص سلام وجرير بن عبد الحميد ومعتمر بن سليمان وسفيان بن عيينة روى شعبةعن منصور قال ما كتبت حديثا قط وقال عبد الرحمن بن مهدي لم يكن بالكوفة أحد أحفظ من منصور أجاز لنا ابن البخاري أنبأنا ابن طبرزد أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي أنبأنا الصريفيني أنبأنا ابن حبابة حدثنا البغوي حدثني إبراهيم بن عبد الله القصار حدثنا مصعب بن المقدام عن زائدة قال قلت لمنصور بن المعتمر اليوم الذي أصوم أقع في الأمراء قال لا قلت فأقع في من يتناول أبا بكر وعمر قال نعم وبه إلى البغوي حدثني ابن زنجويه سمعت إبراهيم بن مهدي سمعت أبا الأحوص قال قالت بنت لجار منصور بن المعتمر يا أبة أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة قال يا بنية ذاك منصور كان يقوم الليل
حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو بكر بن عياش رأيت منصورا إذا قام في الصلاة عقد لحيته في صدره
حدثني أبو سعيد حدثنا عبد الله بن الأجلح قال رأيت منصورا أحسن الناس قياما في الصلاة وكان يخضب بالحناء حدثني العباس بن محمد حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود سمعت ابن مهدي يقول لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة فبدأ بمنصور وأبي حصين وسلمة بن كهيل وعمرو بن مرة قال وكان منصور أثبتهم حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي سمعت أبا بكر بن عياش يقول رحم الله منصورا كان صواما قواما قال يحيى بن معين لم يكن أحد أعلم بحديث منصور من الثوري وقد روى حصين عن منصور وكان حصين أسن منه وقال هشيم سئل حصين أنت أكبر أم منصور قال إني لأذكر ليلة زفت أم منصور إلى أبيه أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال اختلف منصور إلى إبراهيم وهو من أعبد الناس فلما أخذ في الآثار فتر وبه قال البغوي حدثنا الأخنسي سمعت أبا بكر يقول لو رأيت منصور بن المعتمر وربيع بن أبي راشد وعاصم بن أبي النجود في الصلاة قد وضعوا لحاهم على صدورهم عرفت أنهم من أبزار الصلاة ابن المديني عن يحيى وسئل عن أصحاب إبراهيم أيهم أحب إليك فقال إذا جاءك منصور فقد ملأت يديك لا تريد غيره كان سفيان يقول كنت لا أحدث الأعمش عن أحد إلا رده فإذا قلت منصور سكت
حجاج بن محمد سمعت شعبة يقول قال منصور وددت أني كتبت وأن علي كذا وكذا قد ذهب مني مثل علمي وقال يحيى القطان منصور أحسن حديثا عن مجاهد من ابن أبي نجيح وبه إلى البغوي حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا شريك حدثنا منصور ولو أن غير منصور حدثني ما قبلته منه ولقد سألته عنه فأبى أن يحدثني فلما جرت بيني وبينه المعرفة كان هو الذي ابتدأني قال حدثنا ربعي قال حدثنا علي رضي الله عنه قال اجتمعت قريش إلى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png وفيهم سهيل بن عمرو فقالوا يا محمد أرقاؤنا لحقوا بك فارددهم علينا فغضب حتى رؤي الغضب في وجهه وذكر الحديث حدثنا علي بن سهل حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة قال لما ولي منصور بن المعتمر القضاء كان يأتيه الخصمان فيقص ذا قصته وذا قصته فيقول قد فهمت ما قلتما ولست أدري ما أرد عليكما فبلغ ذلك خالد بن عبد الله أو ابن هبيرة وهو الذي كان ولاه فقال هذا أمر لا ينفع إلا من أعان عليه بشهوة قال يعني فعزله حدثنا الأخنسي سمعت أبا بكر يقول كنت مع منصور جالسا في منزله فتصيح به أمه وكانت فظة عليه فتقول يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فتأبى وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع طرفه إليها قال يحيى بن معين منصور أثبت من الحكم
يحيى القطان عن الثوري قال لو رأيت منصور بن المعتمر لقلت يموت الساعة وقال زائدة امتنع منصور من القضاء فدخلت عليه وقد جيء بالقيد ليقيد فجاءه خصمان فقعدا فلم يسألهما ولم يكلمهما فقيل ليوسف بن عمر لو نثرت لحمه لم يل القضاء فتركه يحيى القطان عن شعبة سألت منصورا وأيوب عن القراءة يعني قراءة الحديث فقالا جيدة ابن معين سمعت جريرا يقول كان منصور إذا رأى معي رقعة يقول لا تكتب عني فأتركه وآتي مغيرة قال العلاء بن سالم كان منصور يصلي في سطحه فلما مات قال غلام لأمه يا أمه الجذع الذي في سطح آل فلان ليس أراه قالت يا بني ليس ذاك بجذع ذاك منصور وقد مات رحمه الله قال خلف بن تميم حدثنا زائدة أن منصورا صام أربعين سنة وقام ليلها وكان يبكي فتقول له أمه يا بني قتلت قتيلا فيقول أنا أعلم بما صنعت بنفسي فإذا كان الصبح كحل عينيه ودهن رأسه وبرق شفتيه وخرج إلى الناس وذكر سفيان بن عيينة منصورا فقال قد كان عمش من البكاء وعن مفضل قال حبس ابن هبيرة منصورا شهرا على القضاء يريده عليه فأبى وقيل إنه أحضر قيدا ليقيده به ثم خلاه قال أحمد بن عبد الله العجلي كان منصور أثبت أهل الكوفة لا يختلف فيه أحد صالح متعبد أكره على القضاء فقضى شهرين قال وفيه تشيع قليل وكان قد عمش من البكاء قلت تشيعه حب وولاء فقط قال أبو حاتم الرازي الأعمش حافظ يدلس ويخلط ومنصور أتقن منه لا يخلط ولا يدلس وقال إبراهيم بن موسى الفراء أثبت أهل الكوفة منصور ثم مسعر قال أبو أحمد الحاكم في الكنى أبو عتاب منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة ويقال ابن المعتمر بن عتاب بن عبد الله بن ربيعة ويقال ابن المعتمر بن عتاب بن فرقد السلمي من بهثة بن سليم من رهط العباس بن مرداس ومجاشع بن مسعود السلميين وجده عبد الله بن ربيعة السلمي قد رأى النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png عداده في التابعين سمع زيد بن وهب وأبا وائل شقيق بن سلمة وروى عنه عن أنس بن مالك إن كان ذلك محفوظا روى عنه سليمان التيمي وحصين بن عبد الرحمن وأيوب بن أبي تميمة السختياني وسليمان بن مهران الكاهلي وهو أحد متقي مشايخ الكوفيين ونساكهم مات سنة ثنتين ويقال سنة ثلاث وثلاثين ومئة وهو ابن عم حصين بن عبد الرحمن وعتبة بن فرقد قال ومحمد بن علي السلمي أخوه لأمه قال أبو داود طلب منصور الحديث قبل وقعة الجماجم والأعمش طلب بعد الجماجم
وقال أبو حاتم الرازي هو أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس بخلاف الأعمش قال سفيان بن عيينة كان منصور في الديوان فكان إذا دارت نوبته لبس ثيابه وذهب فحرس يعني في الرباط قال أبو نعيم الملائي سمعت حماد بن زيد يقول رأيت منصور بن المعتمر صاحبكم وكان من هذه الخشبية وما أراه كان يكذب قلت الخشبية هم الشيعة قال يحيى بن سعيد القطان كان منصور من أثبت الناس وحكاية أبي بكر الباغندي الحافظ مشهورة سمعناها في معجم الغساني أنه كان ينتخب على شيخ فكان يقول له كم تضجرني أنت أكثر حديثا مني وأحفظ فقال إني قد جئت إلى الحديث بحسبك أني رأيت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png في النوم فلم أسأله الدعاء وإنما قلت يا رسول الله أيما أثبت في الحديث منصور أو الأعمش فقال منصور منصور أخبرنا إسحاق بن طارق أنبأنا ابن خليل أنبأنا أبو المكارم اللبان أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا محمد ابن يحيى حدثنا أزهر بن جميل حدثنا سفيان بن عيينة قال رأيت منصور ابن المعتمر فقلت ما فعل الله بك قال كدت أن ألقى الله تعالى بعمل نبي ثم قال سفيان صام منصور ستين سنة يقوم ليلها ويصوم نهارها رحمه الله قال أبو نعيم الملائي مات منصور بعدما قدم السودان يعني المسودة أي آل العباس أحمد بن زهير سمعت ابن معين يقول مات منصور سنة ثلاث وثلاثين ومئة وفيها أرخه محمد بن عبد الله بن نمير وشباب العصفري
وقال أبو القاسم بن مندة سنة اثنتين وثلاثين بعد السودان بقليل ثم أعاده في سنة ثلاث ثلاثين فالله أعلم ومن عواليه أخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن مؤيد المصري بها في رجب سنة خمس وتسعين وست مئة أنبأنا أبو الفرج الفتح بن عبد الله بن محمد بن علي الكاتب ببغداد أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر القاضي ومحمد بن أحمد الطرائفي وأبو غالب محمد بن علي قالوا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد المعدل أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن سنة ثمانين وثلاث ومئة في منزلنا أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن الحافظ سنة ثمان وتسعين ومئتين حدثنا عثمان بن أبي شبية حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال ثلاث من كن فيه فهو منافق كذوب إذا حدث مخالف إذا وعد خائن إذا ائتمن فمن كانت فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها وبه قال جعفر حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة أخبرني منصور سمعت أبا وائل عن عبد الله عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال آية المنافق فذكر نحوه قال عمرو لا أعلم أحدا تابع أبا داود على هذا وهو ثقة قلت يعني تفرد برفعه
أخبرنا أحمد بن إسحاق أنبأنا الفتح بن عبد الله أنبأنا هبة الله بن حسين أنبأنا أحمد بن محمد البزاز حدثنا عيسى بن علي إملاء حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا شريك حدثنا منصور حدثنا ربعي بن خراش حدثنا علي بن أبي طالب قال أما إني سمعت النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يقول لا تكذبوا علي فمن كذب علي معتمدا فليلج النار هذا حديث حسن عال وإسناده مسلسل بحدثنا وقل أن يقع مثل هذا وفي رجاله مع صدقهم خمسة رجال فيهم مقال ومتنه مقطوع به ورواه البغوي أيضا في الجعديات فقال حدثنا علي أنبأنا شعبة أنبأنا منصور أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن أحمد بن محمد التيمي أنبأنا أبو علي أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا إسحاق الدبري أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال رجل يا رسول الله كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت قال إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت قال أبو نعيم غريب من حديث منصور أخبرنا أسماعيل بن عبد الرحمن المعدل أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة ست عشرة وستمئة أنبأنا خطيب الموصل عبد الله وشهدة الكاتبة وتجني الوهبانية قالوا أنبأنا طراد بن محمد الهاشمي أنبأنا هلال بن محمد أنبأنا الحسين بن يحيى المتولي حدثنا أبو الأشعث حدثنا فضيل ابن عياض عن منصور عن مجاهد قال " يوم هم على النار يفتنون " ( الذاريات 13 ) قال يحرقون عليها ويعذبون أخبرنا عيسى بن بركة وجماعة قالوا أنبأنا عبد الله بن عمر أنبأنا سعيد بن أحمد حضورا وأنبأنا أبو نصر الزينبي أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر الوراق حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا عبد الجبار بن العلاء والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن أبي عبد الرحمن المقرىء واللفظ لعبد الجبار حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة أن عبد الله رضي الله عنه سجد سجدتي السهو بعد التسليم وحدث أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png سجد بعد التسليم أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ويوسف الحجار قالا أنبأنا موسى بن عبد القادر أنبأنا أبو القاسم بن البناء أنبأنا علي بن أحمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا يحيى بن محمد حدثنا محمد بن ميمون المكي حدثنا سفيان عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة يبلغ به قال لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي، هذا حديث قوي الإسناد متجاذب بين الوقف والرفع إذ قوله يبلغ به مشعر برفعه وتركه لذكر النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png مؤذن بوقفه قال حماد بن زاذان سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول حفاظ الكوفة أربعة عمرو بن مرة ومنصور وسلمة بن كهيل وأبو حصين وقال بشر بن المفضل لقيت سفيان بمكة فقال ما خلفت بعدي بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال صالح بن أحمد قلت لأبي إن قوما قالوا منصور أثبت في الزهري من مالك قال وأي شيء روى عن الزهري هؤلاء جهال منصور إذا نزل إلى المشايخ اضطرب وليس أحد أروى عن مجاهد منه وقال ابن معين منصور نظير أيوب عندي وهو أثبت من الحكم وقال أحمد الحكم أثبت وقال ابن المديني إذا حدثك عن منصور ثقة فقد ملأت يديك لا تريد غيره وقال عبد الرزاق حدث سفيان يوما عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال هذا الشرف على الكراسي
-
عثمان بن عاصم
أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين وقيل بدل حصين زيد بن كثير الإمام الحافظ الأسدي الكوفي
قال أبو حاتم يقال هو من ولد عبيد بن الأبرص
روى عن جابر بن سمرة وابن عباس وابن الزبير وأنس وأبي سعيد الخدري وغيرهم من الصحابة وروى عن عمران بن حصين مرسلا وعن عمير بن سعيد ومجاهد والشعبي وسالم بن أبي الجعد وأبي الضحى وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان وأبي عبد الرحمن السمان وأبي وائل الأسدي ويحيى بن وثاب وأبي مريم الأسدي وعدة وعنه أبو مالك الأشجعي ومحمد بن جحادة وشعبة والثوري ومالك بن مغول وزائدة وشريك وأبو غسان محمد بن مطرف وأبو عوانة وأبو الأحوص الحنفي يقال حديثا واحدا وإسرائيل وخالد بن عبد الله وجرير بن عبد الحميد وأبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وخلق سواهم وقال ابن سعد هو من جشم بن الحارث ثم من أسد بن خزيمة وروى أحمد بن سنان القطان عن عبد الرحمن بن مهدي قال أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم فمن اختلف عليهم فهو مخطىء ليس هم منهم أبو حصين الأسدي وروى أبو بكر بن أبي الأسود عن ابن مهدي قال لم يكن بالكوفة أثبت من أربعة منصور وأبو حصين وسلمة بن كهيل وعمرو بن مرة قال وكان منصور أثبت أهل الكوفة وروى الحارث بن شريح النقال عن عبد الرحمن بن مهدي قال لا ترى حافظا يختلف على أبي حصين
الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال الأعمش ويحيى بن وثاب موالي وأبو حصين من العرب ولولا ذلك لم يصنع الأعمش ما صنع وكان قليل الحديث صحيح الحديث قيل له أيهما أسح حديثا هو أو أبو إسحاق قال أبو حصين أصح حديثا لقلة حديثه وكذا منصور أصح حديثا من الأعمش لقلة حديثه قال أحمد بن عبد الله العجلي كان أبو حصين شيخا عاليا وكان صاحب سنة يقال كان قيس بن الربيع أروى الناس عنه عنده عنه أربع مئة حديث وقال في موضع آخر كان ثقة عثمانيا رجلا صالحا ثبتا في الحديث هو أسن من الأعمش وكان ( الذي ) بينهما متباعدا ووقع بينهما ( شر ) حتى تحول الأعمش عنه إلى بني حرام أحمد بن زهير حدثنا أبو هشام الرفاعي سمعت وكيعا يقول كان أبو حصين يقول أنا أقرأ من الأعمش وكانا في مسجد بني كاهل فقال الأعمش لرجل يقرأ عليه اهمز الحوت لهمزه فلما كان من الغد قرأ أبو حصين في الفجر ( ن ) فقرأ كصاحب الحؤت فهمز فلما فرغ قال له الأعمش يا أبا حصين كسرت ظهر الحوت قال فكان ما بلغكم قال والذي بلغنا أنه قذفه فحلف الأعمش ليحدنه وكلمه بنو أسد فأبى فقال خمسون منهم والله لنشهدن أن أمه كما قال فحلف الأعمش أن لا يسكنهم وتحول
قال ابن معين والنسائي وجماعة أبو حصين ثقة، وقال علي بن المديني أصحاب الشعبي أبو حصين ثم إسماعيل ثم داود بن أبي هند ثم الشيباني ومطرف وبيان طبقة الشيباني أعلاهم ومغيرة كان من أصحاب الشعبي روى عنه فأجاد وزكريا بن أبي زائدة وعبد الله بن أبي السفر طبقة ومالك بن مغول وأبو حيان التيمي وابن أبجر طبقة وأشعث بن سوار فوق جابر وابن سالم ومجالد فوق أشعت وفوق أجلح الكندي روى أبو معاوية عن الأعمش قال أبو حصين يسمع مني ثم يذهب فيرويه يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش سمعت أبا حصين قال ما سمعنا بحديث من كنت مولاه حتى جاء هذا من خراسان فنعق به يعني أبا إسحاق فاتبعه على ذلك ناس قلت الحديث ثابت بلا ريب ولكن أبو حصين عثماني وهذا نادر في رجل كوفي وروى محمد بن عمران الأخنسي عن أبي بكر بن عياش قال دخلت على أبي حصين وهو مختف من بني أمية فقال إن هؤلاء يعني بني أمية يريدوني على ديني والله لا أعطيهم إياه أبدا وقال الشيباني قال لي الشعبي ودخلت معه المسجد انظر هل ترى أبا حصين نجلس إليه قال ابن عيينة حدثني رجل قال سئل الشعبي لما حضرته الوفاة بمن تأمرنا قال ما أنا بعالم ولا أترك عالما وإن أبا حصين رجل صالح
روى مثلها مالك بن مغول وقال مسعر بعث بعض الأمراء إلى أبي حصين بألفي درهم وهو عائل فردها فقلت له لم رددتها قال الحياء والتكرم وقال ابن عيينة كان أبو حصين إذا سئل عن مسألة قال ليس لي بها ( علم ) والله أعلم وقال أبو شهاب الحناط سمعت أبا حصين يقول إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر قال أبو أحمد العسكري أبو حصين كان يقرأ عليه في مسجد الكوفة خمسين سنة قال أبو حاتم الرازي لم يكن له ولد ذكر وكانت له بنت وبنت بنت تزوج بها قيس بن الربيع قال أبو بكر بن عياش دخلت على أبي حصين في مرضه الذي مات فيه فأغمي عليه ثم أفاق فجعل يقول " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين " ( الزخرف 76 ) ثم أغمي عليه ثم أفاق فجعل يرددها فلم يزل على ذلك قال يحيى بن معين وخليفة مات أبو حصين سنة سبع وعشرين ومئة وقال الواقدي وعلي بن عبد الله التميمي وأبو عبيد وابن بكير وابن نمير وغيرهم سنة ثمان وعشرين وهذا الصواب وقد روى ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين رواية أخرى شاذة أنه مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة أخبرنا محمد بن أبي عصرون التميمي بسفح قاسيون وبالبلد عن عبد المعز بن محمد البزاز أنبأنا تميم بن أبي سعيد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو عمرو بن حمدان أنبأنا أبو يعلى الموصلي حدثنا إسماعيل بن بنت السدي حدثنا شريك عن أبي حصين عن عمير بن سعد عن علي رضي الله عنه قال ما كنت أدي من أقمت عليه الحد إلا شارب الخمر فإن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png لم يسن فيه شيئا إنما هو شيء قلناه نحن هذا حديث حسن عال أخرجه أبو داود وابن ماجه جميعا عن إسماعيل بن موسى فوافقناهم بعلو درجته
-
مخرمة بن سليمان
مخرمة بن سليمان الوالبي المدني من ثقات التابعين حدث عن عبد الله بن جعفر الهاشمي والسائب بن يزيد وكريب مولى ابن عباس ورى عنه عبد ربه بن سعيد والضحاك بن عثمان ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن أبي الزناد وثقه يحيى بن معين قتل يوم وقعة قديد سنة ثلاثين بقرب مكة في طلب الإمارة فقتل يومئذ نحو الثلاث مئة في صفر وانهزم أهل المدينة وقالت امرأة
ما للزمان وماليه * أفنت قديد رجاليه
-
عد بن إبراهيم سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف الإمام الحجة الفقيه قاضي المدينة أبو إسحاق ويقال أبو إبراهيم القرشي الزهري المدني رأى ابن عمر وجابرا وحدث عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأنس بن مالك وأبي أمامة بن سهل وعبد الله بن شداد بن الهاد وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأبي عبيدة بن محمد بن عمار وسعيد بن المسيب وحفص بن عاصم وأبيه إبراهيم وعمه حميد وخاليه إبراهيم وعامر ابني عامر بن سعد وعروة بن الزبير وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج والقاسم بن محمد وطلحة بن عبد الله بن عوف وطلحة بن عبد الله بن عثمان وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ومعبد الجهني ونافع بن جبير ومحمد بن حاطب وخلق سواهم وكان من كبار العلماء يذكر مع الزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري روى عنه ولده الحافظ إبراهيم بن سعد والزهري ويزيد بن الهاد وموسى بن عقبة ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن عجلان وأيوب السختياني وزكريا بن أبي زائدة ومسعر وابن إسحاق ويونس بن يزيد وشعبة وسفيان وعبد العزيز بن الماجشون وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وعبد الله بن جعفر المخرمي وأبو عوانة وسفيان بن عيينة وآخرون قال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال أحمد بن حنبل كان ثقة فاضلا ولي قضاء المدينة وقال ابن معين وأبو حاتم وجماعة ثقة قال يعقوب بن شيبة سمعت علي بن المديني وقيل له سعد بن إبراهيم سمع من عبد الله بن جعفر قال ليس فيه سماع ثم قال لم يلق أحدا من الصحابة قلت حديثه عن عبد الله بن جعفر في الصحيحين وروى أبو حاتم عن علي بن عبد الله قال كان سعد بن إبراهيم لا يحدث بالمدينة فلذلك لم يكتب عنه أهلها ومالك لم يكتب عنه وإنما سمع منه شعبة وسفيان بواسط وابن عيينة بمكة وذكر إبراهيم بن سعد أن أباه سرد الصوم قبل أن يموت بأربعين سنة قال حجاج الأعور كان شعبة إذا ذكر سعد بن إبراهيم قال حدثني حبيبي سعد بن إبراهيم يصوم الدهر ويختم القرآن في كل يوم وليلة معن عن سعيد بن مسلم بن بانك قال رأيت سعد بن إبراهيم يقضي في المسجد وقال ابن عيينة أتى عزل سعد بن إبراهيم عن القضاء كان يتقى كما يتقى وهو قاض الشافعي أخبرني من لا أتهم عن ابن أبي ذئب قال قضى سعد بن إبراهيم على رجل برأي ربيعة فأخبرته عن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بخلاف ما قضى به فقال سعد لربيعة هذا ابن أبي ذئب وهو عندي ثقة يحدث عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بخلاف ما قضيت به فقال له ربيعة قد اجتهدت ومضى حكمك فقال سعد واعجبا أنفذ قضاء سعد بن أم سعد وأرد قضاء قضى رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png بل أرد قضاء سعد وأنفذ قضاء رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ودعا بكتاب القضية فشقه وقضى للمقضي عليه
البخاري حدثني سهل حدثنا أبو سلمة أخبرني أبو الهيثم بن محمد ابن حفص قال كان سعد عند ابن هشام المخزومي أمير المدينة فاختصم عنده يوما ولد لمحمد بن مسلمة وآخر من بني حارثة فقال ابن محمد أنا ابن قاتل كعب بن الأشرف فقال الحارثي أما والله ما قتل إلا غدرا فانتظر سعد أن يغيرها الأمير فلم يفعل حتى ( قاما ) فلما استقضي سعد قال أعطي ( الله ) عهدا لئن أفلت الحارثي منك يقول لمولاه لأوجعنك قال شعبة فصليت معه الصبح ثم جئت به سعدا فلما نظر إليه سعد شق القميص ثم قال أنت القائل إنما قتل ابن الأشرف غدرا ثم ضربه خمسين ومئة سوط وحلق رأسه ولحيته وقال والله لأقومنك بالضرب ما كان لي عليك سلطان وروى يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال دخل ناس من القراء يعودونه منهم ابن هرمز وصالح مولى التوءمة فاغرورقت عينا ابن هرمز فقال سعد ما يبكيك فقال والله لكأني بقائلة غدا تقول واسعداه للحق ولا سعد قال والله لئن قلت ذاك ما أخذني في الله لومة لائم منذ أربعين سنة ثم قال أليس تعلم أنك أحب خلقه إلي يعني القرآن قال إبراهيم بن سعد وطائفة مات سعد سنة خمس وعشرين ومئة وقال يعقوب ابن إبراهيم وخليفة وغيرهما سنة سبع وعشرين ومئة وقيل سنة ست
قال إبراهيم بن عيينة أنبأنا ابن سعد بن إبراهيم قال كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يقرأ القرآن وقال يعقوب بن إبراهيم كان سعد لما توفي ابن اثنتين وسبعين سنة قلت فيكون مولده في ( حياة ) عائشة أم المؤمنين
-
عمير بن هانىء
عمير بن هانىء العبسي الداراني الإمام أبو الوليد سمع معاوية وابن عمر وأبا هريرة وطائفة وحديثه عن معاوية في الصحيحين حدث عنه الزهري وقتادة وأبو بكر بن أبي مريم والأوزاعي ومعاوية بن صالح وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وسعيد بن عبد العزيز وقد ناب عن الحجاج بالكوفة ثم ولي الخراج لعمر بن عبد العزيز قيل لحق ثلاثين صحابيا قال ابن جابر كان يضحك ثم يقول بلغني أن أبا الدرداء قال إني لأستجم ليكون أنشط لي في الحق فقلت أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح قال مئة ألف إلا أن تخطىء الأصابع وروى عنه سعيد بن عبد العزيز أن عبد الملك وجهه بكتب إلى الحجاج وهو يحاصر ابن الزبير قال العجلي تابعي ثقة وقال الفسوي لا بأس به قلت هو مقل وقد كره ظلم الحجاج وفارقه وقال كان إذا كتب إلي في رجل أحده حددته وإذا كتب فيمن أقتله لم أقتله قال أبو داود قتل عمير صبرا بداريا أيام فتنة الوليد لأنه كان يحرض على قتله يعني وقام ببيعة الناقص قال فقتله ابن مرة وسمط رأسه حلقه وأتى به مروان بن محمد سنة سبع وعشرين ومئة وقال أحمد بن أبي الحواري إني لأبغضه وقال أبو داود كان قدريا وقال مروان الطاطري كان عمير أبغض إلي سعيد بن عبد العزيز من النار قال على المنبر يوم بيعة الناقص سارعوا إلى هذه البيعة فإنما هما هجرتان هجرة إلى الله ورسوله وهجرة إلى يزيد بن الوليد
-
حصين بن عبد الرحمن السلمي
حصين بن عبد الرحمن الحافظ الحجة المعمر أبو الهذيل السلمي الكوفي ابن عم منصور ولد في زمن معاوية في حدود سنة ثلاث وأربعين وحدث عن عمارة بن رويبة الصحابي وجابر بن سمرة وعن أبي وائل وزيد بن وهب وعمرو بن ميمون وعياض الأشعري وهلال بن يساف ومرة بن شراحيل وعبد الله بن أبي قتادة وسعيد بن جبير وسالم بن أبي الجعد وسعد بن عبيدة وأبي ظبيان حصين بن جندب والشعبي وعراك الغفاري وأبي عبيدة بن حذيفة وعطاء بن أبي رباح وخلق كثير وعنه سليمان التيمي وشعبة وزائدة والثوري وجرير بن حازم وجرير بن عبد الحميد وأبو عوانة وهشيم وابن فضيل وفضيل بن عياض وعبثر بن القاسم وعبد الله بن إدريس وعباد بن العوام وعلي بن عاصم وعمران بن عيينة وأبو بكر بن عياش وخلق كثير وكان من أئمة الأثر روى أبو حاتم عن أحمد بن حنبل حصين بن عبد الرحمن الثقة المأمون من كبار أصحاب الحديث وقال يحيى بن معين ثقة وقال أحمد العجلي كوفي ثقة ثبت في الحديث سكن بلد المبارك بأخرة والواسطيون أروى الناس عنه قال ابن حاتم قلت لأبي زرعة حصين حجة قال إي والله وقال أبو حاتم ثقة في الحديث قال وفي آخر عمره ساء حفظه وقال النسائي تغير وقال يزيد بن هارون طلبت الحديث وحصين حي كان يقرأ عليه وكان قد نسي وعن يزيد قال اختلط حصين وقال علي بن المديني وغيره لم يختلط قلت احتج به أرباب الصحاح وهو أقوى من عبد الملك بن عمير ومن سماك بن حرب وما هو بدون أبي إسحاق والعجب من أبي عبد الله البخاري ومن العقيلي وابن عدي كيف تسرعوا إلى ذكر حصين في كتب الجرح وقيل كان يخضب بالحناء وقال هشيم أتى عليه ثلاث وتسعون سنة وكان أكبر من الأعمش وقريبا من إبراهيم النخعي قلت وذكر أنه شهد عرس والد منصور بن المعتمر على أم منصور روى علي بن عاصم عن حصين قال جاءنا قتل الحسين فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت برماد قلت مثل من أنت يومئذ قال رجل متأهل قال مطين مات سنة ست وثلاثين ومئة
-
حصين بن عبد الرحمن الأشهلي
وممن اسمه حصين بن عبد الرحمن هو ابن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي روى عن أنس وطائفة وعنه ابن إسحاق ومحمد بن صالح الأزرق وابنه محمد بن حصين روى له أبو داود والنسائي وهو مقل توفي سنة ست وعشرين ومئة بالمدينة
-
حصين بن عبد الرحمن الجعفي
ومنهم حصين بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي يروي عنه طعمة بن غيلان
-
حصين بن عبد الرحمن الحارثي
وحصين بن عبد الرحمن الحارثي الكوفي عن الشعبي وعنه حجاج بن أرطاة وغيره
-
حصين بن عبد الرحمن النخعي
وحصين بن عبد الرحمن النخعي الكوفي عن الشعبي أيضا وعنه حفص بن غياث أخبرنا أحمد بن إسحاق أخبرنا واثلة بن كراز ببغداد أنبأنا أبو علي الرحبي أنبأنا ابن طلحة أنبأنا أبو عمر بن مهدي حدثنا أبو عبد الله المحاملي حدثنا سلم بن جنادة حدثنا ابن إدريس حدثنا حصين عن شقيق عن عبد الله قال كنا نقول السلام على الله فقال لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته وذكر الحديث