-
يزيد بن أبي مالك
يزيد بن أبي مالك هو العلامة قاضي دمشق بن عبد الرحمن بن أبي مالك هانيء الهمداني الدمشقي ولد سنة ستين وأرسل عن أبي أيوب وروى عن واثلة بن الأسقع وأنس بن مالك وجبير بن نفير وابن المسيب وأبي إدريس الخولاني وسليمان بن يسار وعدة وعنه ابنه خالد والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير وعمرو بن واقد وآخرون
وثقه أبو حاتم قال أبو مسهر رأى أنسا وقال ابن معين قضى لهشام ابن عبد الملك قلت كان أحد الفقهاء مع مكحول وقد ندبه عمر بن عبد العزيز ليفقه بني نمير ويقرئهم قال سعيد بن بشير كان صاحب كتب يعني أنه كان بليغا في ترسله قلت لما استخلف الوليد بن يزيد عزله بالحارث بن محمد الأشعري وقال سعيد بن عبد العزيز لم يكن عندنا أعلم بالقضاء من يزيد بن أبي مالك لا مكحول ولا غيره قال أبو عبيد مات سنة ثلاثين ومئة وقال الوليد بن مسلم بقي إلى سنة ثمان وثلاثين ومئة
-
عبد الملك بن عمير
عبد الملك بن عمير ابن سويد بن حارثة القرشي ويقال اللخمي أبو عمرو ويقال أبو عمر الكوفي الحافظ ويعرف بالقبطي رأى عليا رضي الله عنه وأبا موسى الأشعري وحدث عن جندب البجلي وجابر بن سمرة وجبر بن عتيك وعمرو بن حريث وعطية القرظي والنعمان بن بشير وأم عطية وجرير بن عبد الله البجلي إن صح وحصين بن قبيصة أو ابن عقبة وإياد بن لقيط والأشعث ابن قيس ولم يدركه وحصين بن أبي الحر وزيد بن عقبة وربعي بن حراش وابن أبي ليلى وقزعة بن يحيى وعمرو بن ميمون الأودي ووارد كاتب المغيرة وموسى بن طلحة وأبي بردة بن أبي موسى وأبي الأحوص الجشمي وخلق من الصحابة وكبار التابعين وعمر دهرا طويلا وصار مسند أهل الكوفة حدث عن شعبة والثوري ومسعر وهشيم وأبو عوانة وإسرائيل وزائدة وحماد بن سلمة وعبيد الله بن عمرو الرقي وجرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وعبيدة بن حميد وخلق كثير وحدث عنه من القدماء شهر بن حوشب وذلك في صحيح مسلم مقرونا بآخر قال علي بن المديني له نحو مئتي حديث روى الميموني عن أحمد بن حنبل عن سفيان بن عيينة سمعت عبد الملك بن عمير يقول والله إني لأحدث بالحديث فما أدع منه حرفا واحدا قال النسائي وغيره ليس به بأس وقال أبو حاتم صالح الحديث ليس بحافظ تغير حفظه قبل موته وروى إسحاق الكوسج عن يحيى بن معين قال مخلط وقال علي بن الحسن الهسنجاني سمعت أحمد بن حنبل يقول عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدا مع قلة روايته ما أرى له خمس مئة حديث وقد غلط في كثير منها وذكر إسحاق الكوسج عن أحمد أنه ضعفه جدا وروى صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال سماك بن حرب أصلح حديثا من عبد الملك بن عمير وذلك أن عبد الملك يختلف عليه الحفاظ وروى محمد بن سفيان الكوفي عن أبي بكر بن عياش سمعت أبا إسحاق يقول خذوا العلم من عبد الملك بن عمير قال أحمد العجلي يقال له ابن القبطة كان على قضاء الكوفة وهو صالح الحديث روى أكثر من مئة حديث وهو ثقة في الحديث وقال ابن أبي حاتم حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان سفيان يعجب من تحفظ عبد الملك قال صالح فقلت لأبي هو عبد الملك بن عمير قال نعم قال ابن أبي حاتم فذكرت هذا لأبي فقال هذا وهم وإنما هو عبد الملك بن أبي سلمان عبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ قال البخاري كان عبد الملك بن عمير من أفصح الناس قال ابن عيينة قال رجل لعبد الملك بن عمير القبطي قال أما عبد الملك فأنا وأما القبطي فكان فرس لنا سابق وروي عن أبي بكر بن عياش سمعت عبد الملك بن عمير يقول هذه السنة توفي لي مئة وثلاث سنين روى أبو بكر بن أبي الأسود عن أبي عبد الله البجلي قال مات عبد الملك بن عمير سنة ست وثلاثين ومئة أو نحوها زاد غيره في ذي الحجة منها أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن وغيره قالوا أنبأنا الحسين بن هبة الله التغلبي أنبأنا نضر بن أحمد بن مقاتل والحسين بن الحسن الأسدي قالا أنبأنا علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي الفقيه أنبأنا محمد وأحمد أنبأنا الحسن بن سهل بن الصباح ببلد في سنة سبع عشرة وأربع مئة أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام حدثنا علي بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة عن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال لا ينبغي للقاضي أن يقضي بين اثنين وهو غضبان متفق عليه وفي بعض ألفاظ الصحيح لا يقضين حكم رواه شعبة والكبار عن عبد الملك بن عمير أخرجه الأئمة من حديثه في كتبهم
-
منصور بن زاذان
منصور بن زاذان الإمام الرباني شيخ واسط علما وعملا أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي ولد في حياة ابن عمر وحدث عن أنس بن مالك وأبي العالية والحسن وابن سيرين وعمرو بن دينار والحكم بن عتيبة وحبيب بن مهاجر وقتادة ومعاوية بن قرة وعطاء وحميد بن هلال وعدة روى عنه شعبة وجرير بن حازم وأبو عوانة وهشيم وخلف بن خليفة وخلق سواهم قال ابن سعد كان ثقة حجة سريع القراءة يريد أن يترسل فلا يستطيع وكان يختم في الضحى وكان قد تحول فنزل المبارك قال يزيد بن هارون كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر ويختم في اليوم مرتين ويصلي الليل كله
وعن هشام بن حسان قال كان يختم فيما بين المغرب والعشاء مرتين والثالثة إلى الطواسين وكان يبل عمامته من دموع عينيه قال صالح بن عمر الواسطي كان الحسن يقعد مع أصحابه فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان قال هشيم كان منصور لو قيل له إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يسبح إلى المغرب وروى خلف بن خليفة عن منصور الهم والحزن يزيد في الحسنات والأشر والبطر يزيد في السيئات قال أبو معمر القطيعي ذكر عباد بن العوام أنه شهد جنازة منصور بن زاذان قال فرأيت النصارى على حدة والمجوس على حدة واليهود على حدة وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام شعبة عن هشام بن حسان قال صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء فقرأ القرآن وبلغ في الثانية إلى النحل قال يزيد بن هارون توفي في سنة إحدى وثلاثين ومئة قلت قبره بواسط ظاهر يزار
-
يوسف بن عمر
يوسف بن عمر ابن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أمير العراقين وخراسان لهشام ثم أقره الوليد بن يزيد وكان شهما كافيا سائسا مهيبا جبارا عسوفا جوادا معطاء
نقل المدائني أن سماطه بالعراق كان كل يوم خمس مئة مائدة كلها شواء وقد كان ولي اليمن وضرب وهب بن منبه حتى أثخنه قال ابن عساكر لما هلك الحجاج أخذ يوسف هذا في آل الحجاج ليعذب فقال أخرجوني أسأل فدفع إلى الحارث الجهضمي وكان مغفلا فأتى دارا لها بابان فقال دعني أدخل إلى عمتي أسألها فدخل وهرب من الباب الآخر وذلك في خلافة سليمان قال شباب ولي يوسف اليمن سنة ست ومئة فما زال عليها حتى جاءه التقليد بولاية العراق فاستخلف ابنه الصلت وسار قال الليث نزع عن العراق خالد القسري سنة عشرين ومئة بيوسف وكان يضرب بحمقه وتيهه المثل فكان يقال أحمق من أحمق ثقيف وحجمه إنسان مرة فهابه وأرعد فقال يوسف قل لهذا البائس لا تخف وما رضي أن يخاطبه وقد هم الوليد بعزله فبادر وقدم له أموالا عظيمة وبذل في خالد القسري أربعين ألف ألف درهم فأخرج وسلم إليه العراق فأهلكه تحت العذاب والمصادرة وأخذ منه ومن أعوانه تسعين ألف ألف درهم واقتص يزيد بن خالد بن عبد الله من يوسف وقتله نائبه ثم قتل يزيد إذ تملك مروان الحمار قال أبو الصيداء أنا شهدت هذا الخبيث يوسف ضرب وهب بن منبه حتى قتله وقال أبو هاشم بعث يزيد بن خالد مولاه أبا الأسد فدخل السجن فضرب عنق يوسف بن عمر سنة سبع وعشرين ومئة وعاش أزيد من ستين سنة وقيل رموه قتيلا فشد الصبيان في رجله حبلا وجروه في أزقة دمشق وكان دميم الجثة له لحية عظيمة نعوذ بالله من البغي وعواقبه