-
واصل بن عطاء
واصل بن عطاء البليغ الأفوه أبو حذيفة المخزومي مولاهم البصري الغزال وقيل ولاؤه لبني ضبة مولده سنة ثمانين بالمدينة وكان يلثغ بالراء غينا فلاقتداره على اللغة وتوسعه يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء كما قيل وخالف الراء حتى احتال للشعر وهو وعمرو بن عبيد رأسا الاعتزال طرده الحسن عن مجلسه لما قال الفاسق لا مؤمن ولا كافر فانضم إليه عمرو واعتزلا حلقة الحسن فسموا المعتزلة قال شاعر
وجعلت وصلي الراء لم تلفظ به * وقطعتني حتى كأنك واصل
وقيل لواصل تصانيف وقيل كان يجيز التلاوة بالمعنى وهذا جهل قيل مات سنة إحدى وثلاثين ومئة وقيل عرف بالغزال لترداده إلى سوق الغزل ليتصدق على النسوة الفقيرات، جالس أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ثم لازم الحسن وكان صموتا طويل الرقبة جدا وله مؤلف في التوحيد وكتاب المنزلة بين المنزلتين
-
جعفر بن أبي وحشية
أبو بشر جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري البصري ثم الواسطي أحد الأئمة والحفاظ حدث عن الشعبي وسعيد بن جبير وحميد بن عبد الرحمن الحميري ومجاهد وطاووس وعطاء وعكرمة وأبي الضحى وميمون ابن مهران ونافع العمري وعدة وروى عن عباد بن شرحبيل اليشكري وله صحبة
وحدث عنه الأعمش وشعبة وأبو عوانة وهشيم وخالد بن عبد الله وآخرون وثقه أبو حاتم الرازي وغيره وقال أحمد بن حنبل أبو بشر أحب إلينا من المنهال بن عمرو وأوثق وقال يحيى القطان كان شعبة يضعف حديث أبي بشر عن مجاهد وقال لم يسمع منه شيئا وقال شعبة أيضا أحاديث أبي بشر عن حبيب بن سالم ضعيفة وقال أبو أحمد بن عدي أرجو أنه لا بأس به قال نوح بن حبيب كان أبو بشر ساجدا خلف المقام حين مات رحمه الله مات سنة أربع وعشرين ومئة وقال مطين وغيره مات سنة ثلاث وعشرين ومئة وقال علي بن محمد المدائني وجماعة توفي سنة خمس وعشرين ومئة
-
حسان بن عطية
حسان بن عطية الإمام الحجة أبو بكر المحاربي مولاهم الدمشقي حدث عن أبي أمامة الباهلي وسعيد بن المسيب وأبي كبشة السلولي وأبي الأشعث الصنعاني ومحمد بن أبي عائشة وطائفة حدث عنه الأوزاعي وأبو معيد حفص بن غيلان وأبو غسان محمد ابن مطرف وقد أخطأ من زعم أن الوليد بن مسلم روى عنه أنى يكون ذلك وقال الأوزاعي ما رأيت أحدا أكثر عملا في الخير من حسان بن عطية وقيل كان حسان من أهل بيروت وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وقد رمي بالقدر قال مروان بن محمد الطاطري عن سعيد بن عبد العزيز ذلك فبلغ الأوزاعي كلام سعيد فيه فقال ما أغر سعيد بالله ما أدركت أحدا أشد اجتهادا ولا أعمل من حسان بن عطية ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة سمع يونس بن سيف يقول ما بقي من القدرية إلا كبشان أحدهما حسان بن عطية وروى عقبة بن علقمة عن الأوزاعي وذكر شيئا من مناقب حسان الوليد بن مزيد سمعت الأوزاعي يقول كان لحسان غنم فسمع ما جاء في المنائح فتركها فقلت كيف الذي سمع قال يوم له ويوم لجاره وروى عبد الملك الصنعاني عن الأوزاعي قال كان حسان بن عطية إذا صلى العصر يذكر الله تعالى في المسجد حتى تغيب الشمس
ومن دعائه اللهم إني أعوذ بك أن أتعزز بشيء من معصيتك وأن أتزين ( للناس ) بما يشينني عندك بقي حسان إلى حدود سنة ثلاثين ومئة قال يحيى بن معين كان قدريا قلت لعله رجع وتاب
-
يحيى بن سعيد
يحيى بن سعيد ابن قيس بن عمرو وقيل يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الإمام العلامة المجود عالم المدينة في زمانه وشيخ عالم المدينة وتلميذ الفقهاء السبعة أبو سعيد الأنصاري الخزرجي النجاري المدني القاضي مولده قبل السبعين زمن ابن الزبير وسمع من أنس بن مالك والسائب بن يزيد وأبي أمامة بن سهل وسعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وعلي بن الحسين ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وعمرة بنت عبد الرحمن وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبيد بن حنين ونافع العمري وابن شهاب وسليمان بن يسار الفقيه وبشير بن يسار وسعيد بن يسار الإخوة والأعرج وعبد الله بن عامر بن ربيعة وحنظلة بن قيس والنعمان بن أبي عياش وأبي صالح ذكوان وعباد ابن تميم وخلق سواهم روى عنه الزهري مع تقدمه وابن أبي ذئب وشعبة ومالك وعبد العزيز بن الماجشون وسفيان الثوري وحماد بن سلمة والأوزاعي وحماد ابن زيد والليث بن سعد وإبراهيم بن سعد وأبو إسحاق الفزاري وإسماعيل بن عياش وابن المبارك والقاضي وأبو يوسف وابن علية وسعيد بن محمد الوراق وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن سليمان الداراني وعبد الوهاب الثقفي ويحيى بن سعيد الأموي ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وجعفر بن عون العمري وخلق سواهم وهو صاحب حديث الأعمال ( بالنيات ) وعنه اشتهر حتى يقال رواه عنه نحو المئتين ووقع عاليا لأصحاب ابن طبرزد وقد اختلف في نسبه فقال أبو عبيدة بن أبي السفر حدثنا أبو أسامة حدثني يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد الأنصاري عن سعيد بن المسيب وقال محمد بن عبيد بن حسان حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد قال كانت حبيبة بنت سهل إحدى عماتي وأنبأنا يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل قلت حبيبة هذه هي القائلة لا أنا ولا ثابت بن قيس بن شماس وأما قيس بن عمرو فصحابي له في السنن في ركعتي الصبح
قال الحاكم هو قاضي حرم رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png ومفتيها في عصره يحيى ابن سعيد بن قيس بن قهد بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن يزيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وقال خليفة في الطبقات يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بن سهل بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار أبو سعيد وقال أبو أحمد في الكنى يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل ابن الحارث بن زيد بن ثعلبة بن غنم ثم قال ويقال ابن سعيد بن قيس بن قهد ولم يصح أخو سعد وعبد ربه وسعيد قلت وممن قال إن جده هو قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة أحمد وابن معين وقال مصعب جده قيس بن قهد بن قيس فقال أحمد بن أبي خيثمة غلط مصعب وقيس بن قهد هو جد أبي مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري الكوفي قال وكلاهما له صحبة ثبت أن النبي http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال خير دور الأنصار دار بني النجار رأى يحيى بن سعيد عبد الله بن عمر قاله الحاكم أبو عبد الله ثم قال سمع أنسا والسائب وأبا أمامة وعبد الله بن عامر بن ربيعة ويوسف ابن عبد الله بن سلام وسمع ابن المسيب ومن بعده من الفقهاء السبعة وجالسهم روى عنه من التابعين أربعة هشام بن عروة وحميد الطويل وأيوب السختياني وعبيد الله بن عمر
إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد بن قيس ابن عمرو بن سهل بن ثعلبة ابن سعد أنبأنا محمد بن عمر قال يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل النجاري توفي بالهاشمية وكان قاضيا بها لأبي جعفر سنة ثلاث وأربعين عارم حدثنا حماد عن هشام بن عروة قال حدثني العدل الرضى الأمين على ما يغيب عليه أبو سعيد يحيى بن سعيد قلت عامة الناس كنوه هكذا وروى أبو يحيى صاعقة عن ابن المديني قال كنيته أبو نصر قال سليمان بن بلال كان يحيى بن سعيد قد ساءت حالته وأصابه ضيق شديد وركبه الدين فبينما هو كذاك إذ جاءه كتاب أبي جعفر المنصور يستقضيه فوكلني بأهله وقال لي والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا فلما قدم العراق كتب إلي قلت لك ذاك القول وإنه والله لأول خصمين جلسا بين يدي فاقتصا شيئا والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي هذا فسل ربيعة بن أبي عبد الرحمن واكتب إلي ما يقول ولا تعلمه هذه حكاية منكرة فإن ربيعة كان قد مات رواها إبراهيم بن المنذر الحزامي عن يحيى بن محمد ابن طلحة من ولد أبي بكر عن سليمان وزاد فيها فلما خرجت إلى العراق شيعته فكان أول ما استقبله جنازة فتغير وجهي فقال كأنك تغيرت فقلت اللهم لا طير إلا طيرك فقال والله لئن صدق طيرك لينعشن أمري فمضى فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب خيرا قال عبد الله بن بشر الطالقاني سمعت أحمد بن حنبل يقول يحيى ابن سعيد الأنصاري أثبت الناس
وقال حماد بن زيد قدم أيوب من المدينة فقيل له من أفقه من خلفت بها قال يحيى بن سعيد الأنصاري أبو صالح حدثنا الليث عن عبيد الله بن عمر قال كان يحيى بن سعيد يحدثنا فيسح علينا مثل اللؤلؤ إذا طلع ربيعة فقطع حديثه إجلالا لربيعة وإعظاما علي بن مسهر سمعت سفيان يقول أدركت من الحفاظ ثلاثة إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن أبي سليمان ويحيى بن سعيد الأنصاري قلت فالأعمش فأبى أن يجعله معهم محمد بن المنهال سمعت يزيد بن زريع يقول لما قدم يحيى بن سعيد الأنصاري نزل على عبد الوهاب بن عبد الحميد وكان يحيى لا يملي فكنا ندخل عليه ومعنا ابن علية وجماعة فنحفظ فإذا خرجنا كتب هذا ما حفظ وهذا ما حفظ فتركت لذلك حديثه وقلت لا آخذ ديني عنكم محمد بن سعد عن الواقدي أن سليمان بن بلال أخبره قال خرج يحيى بن سعيد إلى إفريقية في ميراث له فطلب له ربيعة بن أبي عبد الرحمن البريد فركبه إلى إفريقية فقدم بذلك الميراث وهو خمس مئة دينار فأتاه الناس يسلمون عليه وأتاه ربيعة أغلق الباب عليهما ودعا بمنطقته فصيرها بين يدي ربيعة وقال يا أبا عثمان والله ما غيبت منها دينارا إلا ما أنفقناه في الطريق ثم عد مئتين وخمسين دينارا فدفعها إلى ربيعة وأخذ هو مثلها قاسمه قال يحيى القطان سمعت سفيان بن سعيد يقول كان يحيى بن سعيد الأنصاري أجل عند أهل المدينة من الزهري
الترمذي حدثنا قتيبة حدثنا جرير سألت يحيى بن سعيد فقلت أرأيت من أدركت من الأئمة ما كان قولهم في أبي بكر وعمر وعلي فقال سبحان الله ما رأيت أحدا يشك في تفضيل أبي بكر وعمر على علي إنما كان الاختلاف في علي وعثمان
قال عبد الرحمن بن مهدي حدثنا وهيب قال قدمت المدينة فلم ألق بها أحدا إلا وأنت تعرف وتنكر غير يحيى بن سعيد ومالك الحاكم حدثنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد حدثنا يحيى بن أحمد الهروي أن محمد بن حفص حدثهم حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثني أبو عيسى وغيره أن قوما كانت بينهم وبين المسيب بن زهير خصومة فارتفعوا إلى يحيى بن سعيد الأنصاري فكتب إليه يحيى أن يحضر فأتوه بكتاب يحيى فانتهرهم وأبى فجاؤوا إلى يحيى فقام مغضبا يريد المسيب فوافقه قد ركب وبين يديه نحو المئتين من الخشابة فلما رأوا القاضي أفرجوا له فأتى المسيب فأخذ بحمائل السيف ورمى به إلى الأرض ثم برك عليه يخنقه قال فما خلص حمائل السيف من يده إلا أبو جعفر بنفسه قلت هكذا فليكن الحاكم ومتى خاف الحاكم من العزل لم يفلح وفي ثبوت هذه الحكاية نظر الحسن ين عيسى بن ماسرجس حدثنا جرير قال سألت يحيى بن سعيد وما رأيت شيخا أنبل منه فذكر تفضيل الشيخين وقد مر قال حماد بن زيد كان يحيى بن سعيد يقول في مجلسه اللهم سلم سلم وقال يحيى كان عبيد الله بن عدي بن الخيار يقول في مجلسه اللهم سلمنا وسلم المؤمنين منا ابن بكير حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد قال أهل العلم أهل وسعة وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم هذا وإن المسألة لترد على أحدهم كالجبل فإذا فتح لها بابها قال ما أهون هذه يعقوب بن كاسب حدثنا بعض أهل العلم قال سمعت صائحا يصيح في المسجد الحرام أيام مروان لا يفتي الحاج في المسجد إلا يحيى ابن سعيد وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس ابن وهب عن مالك عن يحيى قال قلت لسالم بن عبد الله أسمعت هذا من ابن عمر فقال مرة واحدة نعم أكثر من مئة مرة وبه عن يحيى قال لأن أكون كتبت كل ما أسمع أحب إلى من أن يكون لي مثل ما لي قال أبو سعيد الحنفي سمعت يزيد بن هارون يقول حفظت ليحيى ابن سعيد ثلاثة آلاف حديث فمرضت مرضة فنسيت نصفها فقال فتى من