-
ما يشتهون " قال حيل بينهم وبين الإيمان وقال حماد عن حميد قال قرأت القرآن كله على الحسن ففسره لي أجمع على الأثبات فسألته عن قوله " كذلك سلكناه في قلوب المجرمين " قال الشرك سلكه الله في قلوبهم حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال سأل الرجل الحسن فقال " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " قال أهل رحمته لا يختلفون ولذلك خلقهم خلق هؤلاء لجنته وخلق هؤلاء لناره فقلت يا أبا سعيد آدم خلق للسماء أم للأرض قال للأرض خلق قلت أرأيت لو أعتصم فلم يأكل من الشجرة قال لم يكن بد من أن يأكل منها لأنه خلق للأرض فقلت " وماأنتم عليه بفاتنين إلا من هو صال الجحيم " قال نعم الشياطين لا يضلون إلا من أحب الله له أن يصلى الجحيم أبو هلال محمد بن سليم دخلت على الحسن يوم الجمعة ولم يكن جمع فقلت يا أبا سعيد أما جمعت قال أردت ذلك ولكن منعني قضاء الله منصور بن زاذان سألنا الحسن عن القرآن ففسره كله على الإثبات ضمرة بن ربيعة عن رجاء عن ابن عون عن الحسن قال من كذب بالقدر فقد كفر حماد بن زيد عن ابن عون قال لما ولي الحسن القضاء كلمني رجل أن أكلمه في مال يتيم يدفع إليه ويضمه فكلمته فقال أتعرف الرجل قلت نعم قال فدفعه إليه رجاء بن سلمة عن ابن عون عن ابن سيرين وقيل له في الحسن وما كان ينحل إليه أهل القدر قال كانوا يأتون الشيخ بكلام مجمل لو فسروه لهم لساءهم ابن أبي عروبة كلمت مطرا الوراق في بيع المصاحف فقال قد كان حبرا الأمة أو فقيها الأمة لا يريان به بأسا الحسن والشعبي ابن شوذب عن مطر قال دخلنا على الحسن نعوده فما كان في البيت شيء لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه عبد الرزاق بن همام عن أبيه قال ولي وهب القضاء زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه فحدثت به معمرا فتبسم وقال ولي الحسن القضاء زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه وقال أبو سعيد بن الأعرابي كان يجلس إلى الحسن طائفة من هؤلاء فيتكلم في الخصوص حتى نسبته القدرية إلى الجبر وتكلم في الاكتساب حتى نسبته السنة إلى القدر كل ذلك لافتنانه وتفاوت الناس عنده وتفاوتهم في الأخذ عنه وهو بريء من القدر ومن كل بدعة قلت وقد مر إثبات الحسن للأقدار من غير وجه عنه سوى حكاية أيوب عنه فلعلها هفوة منه ورجع عنها ولله الحمد كما نقل أحمد الأبار في تاريخه حدثنا مؤمل بن إهاب حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال الخير بقدر والشر ليس بقدر قلت قد رمي قتادة بالقدر قال غندر عن شعبة رأيت على الحسن عمامة سوداء وقال سلام بن مسكين رأيت على الحسن طيلسانا كأنما يجري فيه الماء وخميصة كأنها خز وقال ابن عون كان الحسن يروي بالمعنى أيوب قيل لابن الأشعث إن سرك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن فأرسل إليه فأكرهه قال سليم بن أخضر حدثنا ابن عون قالوا لابن الأشعث أخرج الحسن قال ابن عون فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء فغفلوا عنه فألقى نفسه في نهر حتى نجا منهم وكاد يهلك يومئذ وقال القاسم الحداني رأيت الحسن قاعدا في أصل منبر ابن الأشعث هشام عن الحسن قال كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وزهده ولسانه وبصره
حماد سمعت ثابتا يقول لولا أن تصنعوا بي ما صنعتم بالحسن حدثتكم أحاديث مونقة ثم قال منعوه القائلة منعوه النوم
حميد الطويل كان الحسن يقول اصحب الناس بما شئت أن تصحبهم فإنهم سيصحبونك بمثله قال أيوب ما وجدت ريح مرقة طبخت أطيب من ريح قدر الحسن وقال أبو هلال قلما دخلنا على الحسن إلا وقد رأينا قدرا يفوح منها ريح طيبة مسلم بن إبراهيم حدثنا إياس بن أبي تميمة شهدت الحسن في جنازة أبي رجاء على بغلة والفرزدق إلى جنبه على بعير فقال له الفرزدق قد استشرفنا الناس يقولون خير الناس وشر الناس قال يا أبا فراس كم من أشعث أغبر ذي طمرين خير مني وكم من شيخ مشرك أنت خير منه ما أعددت للموت قال شهادة أن لا إله إلا الله قال إن معها شروطا فإياك وقذف المحصنة قال هل من توبة قال نعم ضمرة عن أصبغ بن زيد قال مات الحسن وترك كتبا فيها علم موسى بن إسماعيل حدثنا سهل بن الحصين الباهلي قال بعثت إلى عبد الله بن الحسن البصري ابعث إلي بكتب أبيك فبعث إلي أنه لما ثقل قال لي اجمعها لي فجمعتها له وما أدري ما يصنع بها فأتيت بها فقال للخادم اسجري التنور ثم أمر بها فأحرقت غير صحيفة واحدة فبعث بها إلي وأخبرني أنه كان يقول ارو ما في هذه الصحيفة ثم لقيته بعد فأخبرني به مشافهة بمثل ما أدى الرسول
وعن علقمة بن مرثد في ذكر الثمانية من التابعين قال وأما الحسن فما رأينا أحدا أطول حزنا منه ما كنا نراه إلا حديث عهد بمصيبة ثم قال نضحك ولا ندري لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا وقال لا أقبل منكم شيئا ويحك يا ابن آدم هل لك بمحاربة الله يعني قوة والله لقد رأيت أقواما كانت الدنيا أهون على أحدهم من التراب تحت قدميه ولقد رأيت أقواما يمسي أحدهم ولا يجد عنده إلا قوتا فيقول لا أجعل هذا كله في بطني فيتصدق ببعضه ولعله أجوع إليه ممن يتصدق به عليه قال أيوب السختياني لو رأيت الحسن لقلت إنك لم تجالس فقيها قط وعن الأعمش قال ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها وكان إذا ذكر الحسن عند أبي جعفر الباقر قال ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء صالح المري عن الحسن قال ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك مبارك بن فضالة سمعت الحسن يقول فضح الموت الدنيا فلم يترك فيها لذي لب فرحا وروى ثابت عنه قال ضحك المؤمن غفلة من قلبه
أبو نعيم في الحلية حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد حدثنا أحمد بن زياد حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز حدثنا فضيل بن جعفر قال خرج الحسن من عند ابن هبيرة فإذا هو بالقراء على الباب فقال ما يجلسكم ها هنا تريدون الدخول على هؤلاء الخبثاء أما والله ما مجالستهم مجالسة الأبرار تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم قد فرطحتم نعالكم وشمرتم ثيابكم وجززتم شعوركم فضحتم القراء فضحكم الله والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم أبعد الله من أبعد وعن الحسن قال ابن آدم السكين تحد والكبش يعلف والتنور يسجر ابن المبارك حدثنا طلحة بن صبيح عن الحسن قال المؤمن من علم أن ما قال الله كما قال والمؤمن أحسن الناس عملا وأشد الناس وجلا فلو انفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين لا يزداد صلاحا وبرا إلا ازداد فرقا والمنافق يقول سواد الناس كثير وسيغفر لي ولا بأس علي فيسيء العمل ويتمنى على الله الطيالسي في المسند الذي سمعناه حدثنا جسر أبو جعفر عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png قال من قرأ يس في ليلة التماس وجه الله غفر له
رواه يونس بن عبيد وغيره عن الحسن خالد بن خداش حدثنا صالح المري عن يونس قال لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع فقام إليه ابنه فقال يا أبت قد غممتنا فهل رأيت شيئا قال هي نفسي لم أصب بمثلها قال هشام بن حسان كنا عند محمد عشية يوم الخميس فدخل عليه رجل بعد العصر فقال مات الحسن فترحم عليه محمد وتغير لونه وأمسك عن الكلام فما تكلم حتى غربت الشمس وأمسك القوم عنه مما رأوا من وجده عليه قلت وما عاش محمد بن سيرين بعد الحسن إلا مئة يوم قال ابن علية مات الحسن في رجب سنة عشر ومئة وقال عبد الله بن الحسن إن أباه عاش نحوا من ثمان وثمانين سنة قلت مات في أول رجب وكانت جنازته مشهودة صلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة فشيعه الخلق وازدحموا عليه حتى إن صلاة العصر لم تقم في الجامع ويروى أنه أغمي عليه ثم أفاق إفاقة فقال لقد نبهتموني من جنات وعيون ومقام كريم قلت اختلف النقاد في الاحتجاج بنسخة الحسن عن سمرة وهي نحو من خمسين حديثا فقد ثبت سماعه من سمرة فذكر أنه سمع منه حديث العقيقة وقال عفان حدثنا همام عن قتادة حدثني الحسن عن هياج بن عمران البرجمي أن غلاما له أبق فجعل عليه إن قدر عليه أن يقطع يده فلما قدر عليه بعثني إلى عمران فسألته فقال أخبره أن رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png كان يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة فليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه قال وبعثني إلى سمرة فقال كان رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikisour...%D9%85.svg.png يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة ليكفر عن يمينه ويتجاوز عن غلامه قال قائل إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن عن فلان وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين لأن الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء فيبقى في النفس من ذلك فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة والله أعلم
-
سعيد بن أبي الحسن
سعيد ابن أبي الحسن يسار البصري أخو الحسن البصري من ثقات التابعين حدث عن أمه خيرة وأبي هريرة وأبي بكرة الثقفي وابن عباس روى عنه قتادة وسليمان التيمي وخالد الحذاء وعوف الأعرابي وعلي بن علي الرفاعي وآخرون
وثقه النسائي وغيره ولما توفي حزن عليه أخوه وبكى قيل مات قبله بعام والصحيح أنه مات سنة مئة وكان يسمى راهبا لدينه رحمه الله حديثه في الدواوين كلها والله أعلم
-
الأخطل
الأخطل شاعر زمانه واسمه غياث بن غوث التغلبي النصراني قيل للفرزدق من أشعر الناس قال كفاك بي إذا افتخرت وبجرير إذا هجا وبابن النصرانية إذا امتدح
وكان عبد الملك بن مروان يجزل عطاء الأخطل ويفضله في الشعر على غيره وللأخطل
والناس همهم الحياة ولا أرى * طول الحياة يزيد غير خبال
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال
وقيل إن الأخطل قيده الأسقف وأهانه فليم في صبره له فقال إنه الدين إنه الدين وقد حصل أموالا جزيلة من بني أمية ومات قبل الفرزدق بسنوات
-
الفرزدق
الفرزدق شاعر عصره أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمي البصري
أرسل عن علي ويروي عن أبي هريرة والحسين وابن عمر وأبي سعيد وطائفة
وعنه الكميت ومروان الأصفر وخالد الحذاء وأشعث الحمراني والصعق بن ثابت وابنه لبطة وحفيده أعين بن لبطة
وفد على الوليد وعلى سليمان ومدحهما ونظمه في الذروة. كان وجهه كالفرزدق وهي الطلمة الكبيرة فقيل إنه سمع من علي فكان أشعر أهل زمانه مع جرير والأخطل النصراني
ومات معه في سنة عشر ومئة من الأعيان مع الحسن البصري أبو بكر محمد بن سيرين وأبو الطفيل عامر ابن واثلة في قول وجرير بن الخطفي التميمي الشاعر ونعيم بن أبي هند الأشجعي الكوفي وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التميمي